اهتمت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية بالأزمة الشديدة التى تشهدها أوكرانيا والتى أدت إلى مقتل 77 شخصا حتى الآن فى مواجهات بين الشرطة والمحتجين، وقالت فى افتتاحيتها تحت عنوان "أيام مظلمة فى أوكرانيا" إنه مع تحول المظاهرات فيها إلى العنف، فلا يوجد بديل أمام الاتحاد الأوروبى سوى فرض العقوبات على الرئيس الأوكرانى يانكوفيتش، مشيرة إلى أن أى حل للأزمة لابد أن يشمل رحيله وإجراء انتخابات جديدة.

وأضافت الصحيفة أن الاضطرابات التى تجتاح البلاد لديها ما يؤهلها لأن تصبح اللحظة الأخطر، لأوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
فقدت أودت الأزمة بالفعل بحياة العشرات فى اشتباكات حدثت فى كييف هذا الأسبوع.


وربما يمثل الاتفاق المؤقت الذى تم الإعلان عنه منبرا لمفاوضات للتوصل لتسوية أكثر استمرارا، لكن مصير سابع أكبر دولة أوروبية من حيث عدد السكان أصبح معلقا بخيط رفيع.

فمن ناحية، الأزمة الأخيرة ما هى إلا الحلقة الأحدث فى حلقة شد وجذب روسيا والغرب على هوية أوكرانيا، التى شهدت تقدما منذ انهيار الاتحاد السوفيتى فى التسعينيات.

والأمر فى الحقيقة أكثر تعقيدا وتزيده حالة الاشمئزاز من الفساد المستشرى، الذى سمح به نظام الرئيس فيكتور يانكوفيتش وإحباط الأوكرانيين وخاصة الشباب من الاتجاه الذى تمضى فيه بلادهم.

وانتشر هذا الاستياء، وفقا لبعض التقارير، إلى المناطق الشرقية التى تتحدث الروسية والتى كانت تمثل قاعدة قوة يانكوفيتش، وحيث يتخلى عنه الآن بعضا من أنصاره التقليديين.

لكن فى خضم الأحداث، تتابع الصحيفة، فإن مثل هذه الفروق الدقيقة يتم استهلاكها من قبل الانقسام القديم فى أوكرانيا، ووجود أدلة متزايدة على انهيار السلطة المركزية.


ففى مدينة لفيف، معقل القومية التاريخى والتى تتحدث الأوكرانية، أعلن البرلمان الإقليمى الاستقلال عن نظام يانكوفيتش، ومثل هذه التطورات تجعل الحديث عن حرب أهلية ممكنة أمرا غير مبالغ فيه.

وما يزيد الأمور تعقيد أن حسبما ترى الافتتاحية، هو أن أوكرانيا محط للمواجهة الغربية الشرقية.

وكلا الطرفين اتهما، وهما على حق، الآخر بالتدخل. فبينما أيد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين الحكومة، وقف الغرب على جانب المتظاهرين.

ودعت الصحيفة الاتحاد الأوروبى إلى تكثيف جهوده لتتجاوز مجرد إدانة العنف، مشيرة إلى أن الحل السياسى الذى يتم التوصل إليه من جانب الأوكرانيين فقط، هو وحده القابل للاستمرار.

وخلصت الإندبندنت إلى القول بأنه من الصعب، وجود حل لا يشكل فى النهاية رحيل يانكوفيتش وإجراء انتخابات جديدة.

وإلا فإن البديل قد يكون أسوأ بكثير يمكن أن يشمل نشر القوات المسلحة ضد الشعب والانزلاق نحو الحرب الأهلية، والمواجهة المباشرة بين القوى العظمى، عبر خطوط الصدع الجيو سياسية فى أوروبا.



أكثر...