(المستقلة)..وصف النائب المستقل والمرشح على قائمة الاحرار حسن العلوي الخطاب الأخير لزعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر بأنه لم يكن اعلان انسحاب ، بل كان اعلانا للدخول في مرحلة جديدة من العمل الوطني . وقال العلوي في بيان له اليوم :” كنتُ في جولة عربية خلال الاسبوعين الماضيين انتهت بالمشاركة في اعمال المؤتمر الثقافي السنوي في الرياض ، وكان التيار الصدري وزعيمه السيد مقتدى الصدر محور احاديثي وحواراتي ولقاءاتي السياسية مع وزعامات ومؤسسلات اعلام عربية ، فلم اجد ما كنت اجده في زيارات سابقة من صعوبة في تبادل انطباع ايجابي عن التيار الصدري مع من التقيتهم من عامة اهل الاعلام ام من خاصة اهل الحكم ، فقد سبقتني الى تلك العواصم قناعات عربية ان التيار الصدري يمثل الان اطاراً مقبولاً لحركة شعبية يراهن عليها في اقامة نظام سياسي مستقر في العراق يتشارك فيه العراقيون على معايير السواء “. وبين انه :” في تلك اللحظات وردنا صاعق الاعلان عن اعتزال السيد مقتدى الصدر العمل السياسي ، فكان وقعه كبيراً على الشارع العربي ونخبه السياسية والاعلامية الكبيرة ، وما هو اكبر ان يأتي الاعلان في لحظة اشراق برؤية زعيم وطني في المقتبل يقود هذه الحركة الشعبية الى مجموعة اهداف وطنية غابت منذ غياب زعامات الحركة الوطنية عن الاسهام في صناعة القرار السياسي “. وأضاف :” وانتظر الناس خطاب السيد الصدر الذي أخذ حجما قريبا من رد فعل الشارع على اعلان الرئيس جمال عبدالناصر استقالته بعد نكسة حزيران 1967 ، وغاب عن اهل الاعلام والمتعاطين في السياسة اليومية ان الفقيه لايستقيل وليس في كتاب الفقه مفردة استقالة او انسحاب ، ولم ترد لا هذه ولا تلك في خطاب السيد الصدر وانما استخدم محررو الاخبار مفردتهم اياها قبل ان يتوقفوا عند قواعد وشروط الفقيه ولغة الفقه الشرعية ، حيث تدخل السياسة فرعاً من فروع الفقه وليست بابا مستقلاً “. وتابع :” ولهذا فالفقيه سياسي بطبعه لكنه لا يحترف السياسة ، ولأن واجبه الشرعي رعاية مصالح الامة باعتباره مكلفا فالوجوب قائم في استمرار التكليف وليس في انقطاعه ، ولهذا لايستقيل المرجع الاسلامي مثلما يستقيل مراجع في اديان وعقائد اخرى ، إذ لمن سيخلي أمر هذه الرعاية؟ ، أما ما يتعلق بزعيم التيار الصدري فهو لايمثل شخصه بقدر ما يمثل مؤسسته الفقهية والثقافية والسياسية التي تعنى بأصغر أمور البسطاء من الناس مثلما تعنى بأمور السياسات العليا ومراقبة وتحديد مساراتها ، وهو بهذا المفهوم حامل أمانة ليس له أن يتخلى عنها في قواعد ومعايير المألوف الفقهي “. واضاف :” بتقديرنا ان السيد الصدر إنما أعلن براءة ذمته من ارتكابات الطبقة السياسية وعدم مسؤوليته الشرعية عما آلت اليه هذه الطبقة من حب في المال وانحراف عن خط الوطنية الاسلامية الذي ينتمي اليه السيد الصدر ، ولأن الرجل صادق مع الله ومع نفسه ومع الناس ، فلم يستثن ممثليه في الطبقة السياسية ومندوبيه في السلطتين التنفيذية والتشريعية من إطار من يتبرأ من أعمالهم ، مع أن الصدريين خرجوا من تجربتهم مع هذه الطبقة بأقل الخسائر وهم أوفق بدربهم الذي سلكوه يوم لم تكن هناك سلطة يفكرون بالوصول اليها ، وها نحن أمام الشاشات وعناوين الصحف وأخبارها لم نر نائبا أو مريداً صدرياً قد سار على غير طريقه إلا في حالات لاتشكل ظاهرة ، فعاد نائب الى مكانه الأول واختارت نائبة طريقا في مكان آخر ، فما الذي حدث اذا كانت رؤيتنا تنفي فكرة انسحاب السيد الصدر؟ “. وأشار الى :” ان أغلب الظن أن الرجل في خطابه الى الأمة إنما كان يعلن بطريقة ذكية جدا عن توسيع جغرافيته بتوسيع أرض العمل من مستوى معين ومحدود الى منطلق وطني أنصع ، وبتقديرنا فخطاب السيد في اليوم التالي كان انتقالا من جغرافيا التمذهب الى الزعامة الوطنية التي لم تعد تر من المناسب لرجل بحجمه ان ينشغل بحركة خاصة ، وهذا ما تعنيه عبارته أنه يقف على مسافة واحدة من الجميع ، والجميع هنا ليسوا اتباع التيار بل هم المواطنون كافة ، هم بالتأكيد أهل الأصقاع العراقية “. وتابع :” ولأننا نتلمس هذا البعد فقد آثرنا الصمت وعدم المشاركة في توجيه خطاب مفتوح يدعو السيد الصدر الى العودة عن قراره ، لأننا نفهم تماما ماذا يعني الرجل مثلما نفهم أن الفقيه لاينسحب وأن مائة عام من الزعامة العائلية لاتُترك في لحظة ، والدليل أن السيد مقتدى قد خاطب الناس بالذهاب الى صناديق الاقتراع وأن كتلته (الأحرار) قد انتهت من تشكيل مجلس أمناء من أهل التكنوقراط ومن الذين أثبتوا نجاحهم في المهمات للإشراف على هذه الحركة الشعبية الناهضة “. وأوضح العلوي :” إن خطاب السيد الصدر لم يكن اعلان انسحاب بل كان اعلانا للدخول في مرحلة جديدة من العمل الوطني ، وارثاً تلك العباءة المحبوكة من خيوط محمد ومغزل علي ولون المدينة لواءا مرفوعاً في أعشاش الفقر وعلى اصقاع العراق “.

أكثر...