الرضا عن النفس مهم جداً فى حياتنا, هو نعمة من النعم التى وهبها الله لنا, فهو يجلب السعادة, يحفز النشاط, يقلل من التوتر والقلق والضغط العصبى, يؤدى للشعور بالتوازن النفسى يقابله على المستوى الصحى كفاءة أعلى وأداء أفضل.

الإحساس بالرضا يجعلنا ننظر إلى ما نملكه وليس ما يملكه الآخرون, بالتالى نصل لحالة من التصالح والتوافق مع كل ما يحيط بنا، سواء أشخاصا أو أشياء, هناك من يقضى حياته كلها يفتقده, يبحث عنه ويحاول أن يصل إليه.

تتباين الأسباب التى تدفع شخصا يشعر بالرضا عن نفسه وآخر بعدم الرضا, يتساوى الغنى والفقير, الرجل والمرأة, الطفل والناضج, المريض والسليم, والجاهل والمتعلم.

هناك فقراء لديهم حالة من الرضا وأغنياء يملكون الكثير لكنهم لا يتمتعون بهذا الشعور, هناك من يشعر بالرضا عن نفسه على المستوى الشخصى لكنه لا يملك نفس الشعورعلى المستوى العام ولا يفصل بينهما، فتسبب له حالة من عدم الرضا, من يؤجل عمله لآخر لحظة يعجز عن إنجاز عمله بالمستوى المطلوب فى الوقت المناسب، فيصاب بحالة من عدم الرضا, الطالب الذى لا يستذكر دروسه إلا قبل الامتحان بوقت قصير يشعر بالتقصير، وبعدم الرضا عن نفسه, من يعانى مشاكل صحية بسبب التدخين، ويقرر التوقف عنه, عندما يجلس مع أصدقائه يدخن, فينتابه شعور بعدم الرضا لأنه فشل فى أن يلتزم بما قرره من قبل, من أكثر ما يؤدى للشعور بعدم الرضا عن النفس عند البعض مواقع التواصل الاجتماعى, عندما يتصفحون صور احتفال أو رحلة أو مناسبة سعيدة أو لحظات جميلة, يبدأ المقارنة بين حياته وحياة أصدقائه, ولا يميز أن هذه اللقطات هى لحظات بسيطة وليست الحياة بصورة عامة, فيشعر أنه غير سعيد وغير راض عن حياته, الأشخاص الذين يتمحورون حول ذاتهم غالباً لا يشعرون بالرضا, بينما نجد من يعانى إعاقة ما فى غاية الرضا عن نفسه, يتعامل مع إعاقته على أنها حافز له ليكتسب مهارات وينتج ويتفوق ويتميز ويشارك فى الحياة العامة.

كى نصل للشعور بالرضا عن النفس علينا أن نحاسب أنفسنا بشكل دائم, نراجع القرارات التى اتخذناها, المواقف التى مرت بنا, نملك الشجاعة لنعيد تقييم الموقف واتخاذ قرارت تصحح أى مسار خاطئ, ولا نستمر فيه لمجرد العند أو التشبث بالرأى أو إثبات أننا على حق, ألا نتوقف عن المحاولة, لا نستسلم للصعوبات التى تواجهنا, بل نحاول أن نتخطاها ونسلك طرقا أخرى, كلما تعودنا على النفس الطويل كلما شعرنا بالرضا عن أنفسنا.

الرضا عن النفس يحتاج أن ننظر إلى حياتنا بطريقة موضوعية وواقعية ومنطقية, نحاول فهم أنفسنا, نقدر إمكانياتنا وقدراتنا, نخطط لحياتنا بشكل واقعى, نضع أهدافا يمكننا الوصول إليها وتحقيقها, رضا الإنسان عن حياته الاجتماعية والمهنية والأسرية, إلى جانب قناعته بما يملكه من قدرات يؤدى للشعور بالتوافق تجاه نفسه وتجاه الآخرين.

الرضا عن النفس يتطلب أن نتمتع بثقة عالية بأنفسنا والرضا عنها, من خلال بذل جهد دائم ومستمر, بأسلوب إيجابى فى التعامل, كل إنسان لديه إنجازات مهما كانت بسيطة إلا أنها تشعره بقدرته على تحقيق ما هو أكثر منها, لا نستسلم لأى مشاعر سلبية نتعرض لها بل دائماً نشك فيها, ننجز المهمات المؤجلة, نمارس التأمل والاسترخاء للتخلص من القلق والتوتر.

إيجاد الحل دائماً يبدأ بالبحث عن أسباب المشكلة, فالحوار مع النفس والتعبير بالكتابة مهم كى نصل إلى أسبابها, وكيفية علاجها، والحلول التى نراها فعالة, وضع خطة مناسبة لقضاء اليوم, التفكير بطريقة إيجابية, التحلى بالإيمان بالله والرضا بقدره, سعة الأفق والنظر للحياة من كافة جوانبها, لا نبالغ فى الخيال بل ننظر للحياة بطريقة واقعية.

الرضا عن النفس أن تكون لدينا قناعة بما نملكه, نرى الإيجابيات لكن لا نغفل عن السلبيات, نحاول أن نغيرها, الحزن على ما فات أو إنكاره لن يغير شيئا, بينما التفاؤل والرضا يخلق جوا من البهجة والسعادة والأمل, كل عملة لها وجهان بدلاً من الندم والنظر للجانب السلبى ننظر للجانب الإيجابى, نثق أننا مهما مرت بنا لحظات صعبة فبداخل كل محنة منحة, وفى نهاية كل ظلام هناك طاقة ضوء, دائماً نفكر فى ماذا بعد!



أكثر...