د.فخري العكور … يبدو ان الادارة الامريكيه قررت بزعامة رئيسها اوباما تطليق الشرق الاوسط وترك دوله العربية لتقع فريسة سهله بين براثن الدب الروسي المتربص …. ولقد شاهدنا ذلك الانقلاب الامريكي على الثورة السورية وتراجع امريكا عن تسديد ضربة عسكرية للنظام في دمشق , وكان الثمن تسليم نظام الاسد جزءا يسيرا من مخزون الاسلحة الكيميائيه ورفضه لاحقا تسليم الجزء الاكبر والاخطر من هذه الاسلحة ….. وكان نتيجة كل ذلك اطالة عمر النظام الذي كان على وشك السقوط , هذا ناهيك عن الفرصة الذهبية التي قدمتها له المسرحيه الهزلية المسماة جنيف – 2 , فقام بتدمير ممنهج للمدن والقرى السورية بواسطة البراميل المتفجرة التي لم يشهد التاريخ مثيلا لوحشيتها , وكل ذلك امام اعين الامريكان والاوروبيين …. لقد قررت الولايات المتحدة ان لا تزعج نفسها بدول الربيع العربي المشتعلة وفضلت الانسحاب والاهتمام فقط بمدللتها اسرائيل وتأمين استقرارها المقدس ! لقد ادى هذا التراجع المريب الى فتح شهية الدب الروسي ,حيث قرر بوتين التحرك بسرعة ليحل مكان الامريكان , فنراه يتشبث بقوة بحليفه السوري ويدعمه بكل ما اؤتي من قوة , كما قام بدعم المالكي في العراق الذي تركه الامريكان قبل فترة وجيزه , ووافق على مده بالعتاد اللازم لدك الانبار .. ولم يتوقف الزحف الروسي عن هذا الحد بل تجاوزها الى مصر , حيث اعلن بوتين دعمه الواضح لترشح السيسي للرئاسة ووعده اثناء زياره الاخير لموسكو بصفقة اسلحة ضخمة تجاوزت قيمتها الملياري دولار , وكأني بروسيا تريد ان تسترد تلك الدول التي فقدتها بعد انهيار الاتحاد السوفياتي والتي كانت تدور في فلكه مثل سوريا ومصر والعراق واليمن وليبيا… ان هذا الانقلاب في موضوع الاولويات الاستراتيجية للولايات المتحدة قد سبب قلقا شديدا عند حلفائه العرب في المنطقه وخاصة السعودية ودول الخليج والتي اعربت عن مخاوفها من هذا الفراغ ومن التقارب الايراني الامريكي في وقت تتنامى فيه قوة ايران العسكريه بشكل قد يهدد موازين القوى . وان هذا الوضع الخطير الذي ترتب عن هذة السياسة الجديدة سيجبر بلا شك هؤلاء الحلفاء ان يعيدوا التفكير في مصداقية الصديق الاكبر , ولن استغرب اذا قاموا بالبحث عن حلفاء جدد اكثر مصداقية ..

أكثر...