فى مصر لا تعتمد على المنطق كثيرًا خاصة فى ما يتعلق بأسماء الأماكن والشوارع، فهنا فقط يمكن أن تبحث عن جامعة القاهرة فتجدها فى الجيزة، وتبحث عن النادى الأهلى وتجده فى الزمالك، بينما تقع تونس والمعادى فى سوهاج، هذه ليست مزحة بل حقيقة واقعية.

جامعة القاهرة التى افتتحت كجامعة أهلية فى البداية دون تحديد مكان لها، ثم اتخذت مقرها بسراى الخواجة "نستور جناكليس"، الجامعة الأمريكية بميدان التحرير حاليًا، وبعد تغيير مقرها لأكثر من مرة تستقر فى الجيزة عام 1928 والذى حصلت عليه من الحكومة تعويضاً عن الأرض التى تبرعت بها الأميرة فاطمة بنت الخديوى إسماعيل للجامعة، ويتغير اسمها إلى "جامعة القاهرة" فى 1953.

قصة جامعة عين شمس الموجودة بالعباسية لا تختلف كثيرًا عن سابقتها، والتى أنشـئت عام 1950 تحت اسم جامعة إبراهيم باشا، ليتغير اسمها إلى "هليوبلس فى 1954 وهو الاسم الفرعونى لعين شمس، للتحول فى العام نفسه إلى جامعة "عين شمس" لكن الاتساع الكبير الذى شهدته الجامعة بالإضافة إلى التقسيم الجديد للمدن أدى فى النهاية إلى استقرارها فى العباسية.

حالة "اللخبطة" فى الأماكن لم تتوقف على الجامعات فقط، فقد تسمع سيارات الأجرة تنادى "إسكندرية أو تونس أو الإسماعيلية" لكنها ليست الأماكن التى يذهب إليها ذهنك للوهلة الأولى، فالمقصود منطقة "إسكندرية" بحى السلام بالقاهرة، والتى أنشئت لتكون شبيهة بمحافظة الإسكندرية من حيث التقسيم الحضارى ليسكنها بعد ذلك متضررى زلازل التسعينات.

أما "تونس" فليست "تونس الخضراء" وإنما هى تونس الصعيدية الموجودة بمحافظة سوهاج، والتى كانت تسمى "معيفن" لتتحول إلى تونس بعد أن زارها الرئيس "السادات" وأمر بتغيير اسمها مع تطويرها لتكون أشبه بنظيرتها الخضراء.

كذلك هناك منطقة "المعادى" بقرية "بندار الكرمانية" بسوهاج أيضا لكنها سميت بذلك لكثرة "المعديات" بها التى تنقل المواطنين بين القرية ومركز أخميم.

وعلى الرغم من العداء التاريخى المعروف بين النادى الأهلى ونادى الزمالك إلا أن المقر الرئيسى للنادى يقع بجزيرة الزمالك، منذ تم افتتاحه عام 1909 كنادى وطنى للم شمل طلبة المدارس العليا.



أكثر...