(( الحاسة المفقودة ))


في آخر مشاركة لي كتبت :

(( وحقيقة الأمر أني اعاني من أزمة عاطفية
ليس العاطفة التي يتصورها البعض ...
ولكني اعاني أزمة من نوع خاص
ولهذا أني مقل بالكتابة ..
ولكني في كل الاحوال سأكون قريبا جدا ))


أو هي تتجاوز الحاسة السادسة بشكل ما ربما فيها تميز فأن العين ترى أمر محجوب في لب العقل البشري عن طريق الرؤيا في حالة اليقظة التامة أو بمعنى آخر رؤية الحدث قبل أن يقع بفترات متفاوتة لا تتجاوز اليوم الواحد الذي هو 24 ساعة .. ممكن أن يحدث خلال دقائق أو ساعات معدودة أو بعدها بساعات وهي بلا شك قدرات خاصة غير طبيعية فيها الجانب الايجابي وفيها الجانب السلبي والكثير من الناس يعتبرها نعمة وليس نقمة ولكن ماذا لو تفوق الجانب السلبي على الجانب الايجابي فهل هي نعمة أم نقمة ؟!!
المشكلة أني أتمتع بقدرات خاصة تجعل من يومي جحيم لا يطاق ولفترة لا أعرف بدايتها من نهايتها فهي مزيج من قدرات خلاقة في تبصر أمور يمكن أن أراها ولا يمكنني صدها وكأن الأمر واقع حال لا مفر منه إطلاقا والكثير منها لا يتحقق ويمكنني الشعور بذلك بنسبة قليلة جدا ودون أي شك
فأن الجانب الايجابي يسرني ولكن الجانب السلبي يستهلك صحتي حين يتحقق ما رأيت حرفيا !!!

هذا ما يجعلني في دوامة عاطفية تفقدني حتى قابلية التعامل مع مجموعة من الناس في وقت واحد .. والسبب خارج عن إرادتي الشخصية بسبب هذه الحاسة التي تمكنت مني وكل ما كنت متخوف منه حصل ولو بدرجات ممكن أن تشتد أو أن تتمهل معي لكي التقط أنفاسي فأتصرف على نحو مختلف وفشلت فشل جردني من ردة الفعل وأصبحت بين المطرقة والسندان فلا كنت السندان الذي يتحمل ضرب المطرقة ولا أنا المطرقة التي تضرب السندان أو حتى اجعلها تتوقف فهي تستمر بالضرب حتى تقف من وحدها فلا سيطرة لي عليها .


أعرف أني لن أجد تعاطف يفسر ما يحدث لي .. لأن الأمر غريب حقا لأن ما يحدث لي يوميا يفوق قدرة التحمل فلا استطيع أن اكتب وذهني مشتت فلي مخاوف عاطفية قاسية جدا حين ينهض هذا المارد الذي يشتد قسوة حين تكون بصيرتي مفتوحة فأرى ما لا يراه غيري من حوادث شتى حتى وصل الأمر أني أتجنب المحادثة حتى مع أقرب الناس لي خوفا عليهم وهي اليوم شديدة مثل إعصار جامح لا يمكنني السيطرة عليه أبدا ولكني أحاول تجنب ردة الفعل لكي أمتص غضبي منه واشعر بالهدوء والسكينة ولكن الغضب الجارف كان أقوى من صوت العقل حين حدث أن حفيدي تعرض إلى ارتطام في جبهة الرأس وكان من المفترض أن يحدث لي هذا مثل كل مرة أرى ما يحصل قبل أن يحدث ففعلت ما فعلت في ردة عنف شديد لكي أحطم كل شئ إمامي بردة فعل غير مسبوقة وكان من المفترض مثل كل مرة أن يحدث لي واسكت .... وفي اليوم الثاني يعرفون ما حصل لي أو يعرفون ما حصل لجيراني
تخيلوا معي أن أرى في كل يوم المزيد من المشاهد المرعبة وغير المرعبة ... في مشاهد خاطفة تمر من إمامي في لحظات ودقائق وساعات .... ولكن أول مرة يحدث هذا في أول أيام العيد .. هناك طفلة لا يتجاوز عمرها 13 سنة أخذت العيدية مني في عرفات وفي اليوم التالي أخذت العيديه من زوجتي أول أيام العيد وبعدها اختفت وحتى الآن لا نعرف مصيرها !!! والواقع أني حذرتها من مغبة التعامل مع الغرباء وكررت الأمر عليها أكثر من مرة ولم تستمع لنصيحتي ... وجاء أهلها وحتى اليوم لا خبر عنها !!!