أحببت قبل أن أسرد قصة حياته .... أن ندخل في
تفاصيل المحاكمة
حتى تكون الصورة واضحة عن شخصية هذا الرجل
وهو قيد الاعتقال ...............
ولعل ما يغضبني حقا طريقة إعدامه ..
هذا الرجل لم يتنازل عن مبادئه وقيمه وأخلاقه ..
شخصية نظيفة
لم يسرق مال الناس
ولا انتهك أعراض الناس
ولكنه رجل سلطة .... يطبق القانون
بكل حذافيره
والمؤسف حقا أن تكون نهايته بشعة جدا
ونرى أيضا ... أسلوب رئيس المحكمة في التعامل معه
(( النص الكامل لمحاكمة المتهم
سعيد قزاز وزير داخلية النظام الملكي ))
الخميس 29 كانون الأول 1958م
الساعة العاشرة صباحا
عادت المحكمة إلى عقد جلسة للنظر في قضية المتهم سعيد قزاز
وأفتتح الجلسة العقيد فاضل عباس المهداوي
باسم الله وباسم الشعب
الرئيس : المتهم سعيد قزاز
( نودي على المتهم سعيد قزاز ..... وحضر القاعة ودخل قفص الاتهام )
الرئيس : بين للمحكمة أفادتك فيما نسب أليك من اتهام
المتهم : أعلنتم مرارا بأن حق الدفاع مقدس وباسم هذه القدسية ...
أرجو أن تسمحوا لي بقراءة دفاعي
من دون أن يقاطعني احد إلى أن اختتمه .
الرئيس : تفضل
المتهم : شكرا .... على أثر قيام الثورة
سلمت نفسي مختارا إلى السلطات العسكرية
بعد أن خابرت تلفونيا متصرف لواء بغداد الحالي
ومدير الاستخبارات العسكرية
بأنني مستعد للحضور أمامهم متى شاءا
وفعلا وبعد مدة ساعتين
حضر إلى داري ضابط عسكري
وعدد من الجنود وأخذوني مباشرة إلى ديوان وزارة الدفاع وقصدي من هذه المقدمة ...
تكذيب ما ادعاه المدعي العام بأنني ارتديت الملابس النسائية خوفا من القتل
وهذا الادعاء لا نصيب له من الصحة .
الرئيس : عوضا عن عبارة تكذيب قل تصحيح
المتهم : إنا أخذت وعد من سيادتكم بأنه لا أقاطع .
الرئيس : إذا طلبت أنه احد لا يقاطعك ....
لا يعني ذلك رئيس المحكمة أن لا يقاطعك ...
وأنت كنت تقصد الناس الحاضرين من المواطنين الكرام
ولكن تهجمك بكلمة تكذيب هذا لا يمكن السكوت عنه
ويجب أن يصحح ويكون تصحيح .
المتهم : الدفاع دفاعي وبتوقيعي
وأنا مسؤول عن كل كلمة وردت فيه .
الرئيس : المدعي العام لا يكذب ...
أنه لسان الشعب ( تصفيق ) لقد مضى عهد الكذب والكذابين
وصحح بأمر الشعب ( تصفيق وهتافات ) ......
باشر في دفاعك
المتهم : ولو أن أنصف سيادته لما لجأ إلى هذا الافتراء
وإذا هو لا يعرفني شخصيا معرفة حقيقية
فأن أكثرية الناس سواء أكانوا في بغداد أو في خارج بغداد
يعرفون من هو سعيد قزاز ويقدرون مدى صحة ادعائه .
أن ما حملني على إتباع طريقة مراجعة السلطة العسكرية
من تلقاء نفسي أولا ....
قناعتي بأنني خدمت وطني بصدق وإخلاص
ولم أرتكب شيئا يستوجب الهروب من العدالة
وثانيا .... تصديقي لما أعلنه قادة الثورة في البداية
من أنها ثورة على الأوضاع السابقة وأنها ليست ثورة حقد وانتقام
بل أنها سوف تحاسب الذين تعتبرهم سيئين لوطنهم
وتحاكمهم محاكمة عادلة أصولية
وفي مواجهتي يوم 15 تموز لزعيم الثورة
اللواء الركن عبد الكريم قاسم ( تصفيق )
الرئيس : لا تقاطعوا الدفاع .....
من الأصول الدفاع يسترسل وبعدئذ تكون الهتافات والتصفيق
ترى ما الذي حصل بين سعيد قزاز والزعيم عبد الكريم قاسم ؟
إلى حلقة أخرى
المفضلات