قال الكاتب الريطانى روبرت فيسك إن التعددية كانت من قبل الميزة الرئيسية للعالم العربى، ولذلك فإن هجرة المسيحيين من الشرق الأوسط مؤلمة لأحد العلماء المسلمين، الذى يرى أنها مأساة وضربة للفخر الأساسى للحضارة العربية الإسلامية.

وتحدث فيسك فى مقاله بصحيفة "الإندبندنت"، الاثنين، عن العالم الإسلامى طريف الخالدى، وهو أحدث من قام بترجمة القرآن الكريم للإنجليزية وألف كتابًا يصفه فيسك بالرائع عن القصص الإسلامية عن المسيح.

ويشير فيسك إلى أن طريف الفلسطينى القادم من مدينة القدس ويعيش فى لبنان كان على صلة برجل الدين الشيعى اللبنانى الذى اختفى فى ليبيا فى أواخر السبعينيات حيث قتله معمر القذافى.

ويقول الخالدى إن نزوح المسيحيين عن الشرق الأوسط يمثل مأساة وضربة للفخر الأساسى للحضارة العربية الإسلامية، وهو أحد أفزع التطورات التى حدثت فى السنوات الأخيرة، فمن أهم إنجازات الحضارة الإسلامية هو ما تضمنه سجلها من التعددية والتعايش المشترك بين أتباع الديانات المختلفة، وذكر بما قاله من قبل بأنه لو كانت جائزة نوبل موجودة قبل مئات السنين، لكان منحها للحضارة الإسلامية، لكن الوحشيين الآن قادمون، حسبما يقول، والمسيحيون يقتلون وتتعرض الراهبات للاختطاف، بينما يختفى القساوسة.

ويعتقد طريف أن ما يشهده الشرق الأوسط الآن هو جزء من وباء عام، فى ظل ما يحدث فى أوكرانيا وشمال إفريقيا، ويصفه بأنه قد يكون نوعا من التلوث الذى يمر على المجتمعات غير المستقرة، ويشدد على أنه من الصعب للغاية التفرقة بين ما سيحدث فى كل حالة.

وعن سوريا يقول طريف، الذى درس فى إنجلترا والولايات المتحدة ويدرّس الآن فى الجامعة الأمريكية ببيروت، إنها بدأت كحرب مشروعة لكنها الآن نوع من المشاجرة يعتدى فيها أحد الأطراف على الآخر بتعصبه.

أما عن مصر، فيقول فيسك إن طريف كان قاسيا، لاسيما فى حديثه عن الرئيس المعزول محمد مرسى، الذى قال عنه إنه يمكن أن يوصف بأنه مهرج، ويضيف أن مرسى كان أشبه برجل شعر هبط على منصب لم يكن يراوده إلا فى أحلامه، فقد كان فى المعارضة لفترة طويلة، ولم يعرف ماذا يجب أن يفعل عندما وصل للسلطة.

ويعتقد طريف أن كل مصرى يريد أن يكون مثل جمال عبد الناصر, ويقول فيسك إنه لم يسم أحدا لكن ربما كان يشير إلى السيسى.



أكثر...