(المستقلة)..بعد أن انحسرت عنها مياه البحر عقب عاصفة كبيرة، ظهرت آثار لأشجار غابات بورث Borth، وتبين للعلماء أنها تعود لمرحلة ما قبل 4500 عاما في منظر سوريالي مهيب، وفي ما يمكن تعريفه بواحدة من أروع إبداعات الطبيعة، وسط مشاهد تسحر الألباب. فقد تغير شكل الطبيعة في منطقة “خليج ماونت” جنوب غرب بريطانيا في غضون بضعة أسابيع، وظهرت جذوع أشجار صنوبر وسنديان فضلا عن أشجار الزان تعود إلى ما بين أربعة آلاف وستة آلاف عام، بحسب ما أظهرت فحوص الكربون، بعدما انحسرت عنها مياه البحر نتيجة العاصفة القوية التي جرفت آلاف الأطنان من الرمل من خليج كارديغان Cardigan Bay. وكان العلماء يعرفون بوجود هذه الغابات، وكانوا يعتقدون انها ترجع الى العهد البرونزي، لكن الآثار العائدة إليها كانت نادرة جداً. وقد كانت هذه الغابات تغطي المنطقة الممتدة بين منطقتي بورث وانرس  Borth and Ynyslasقبل تغير المناخ وارتفاح منسوب مياه البحر ليدفن هذه الغابات تحت أمتار عدة من الطمي والرمال فضلا عن المياه المالحة. وقال فرانك هوي من مركز “كورنويل وايلدلايف تراستيز” المكلف بحماية الطبيعة في منطقة كورنويل “كشفت العواصف جذوع صنوبر وسنديان وبيتولا وأشجار الألدر التي يتراوح  عرضها بين مترين وخمسة أمتار، وبقايا ثمار بندق محفوظة جيدا”. وأعادت هياكل الأشجار المتبقية اسطورة مملكة كانترر غوايلود”Cantre’r Gwaelod ” والتي يعتقد انها كانت تمتد لأكثر من ثلاثين كيلومتراً غرب السواحل الحالية، قبل أن تبتلعها المياه. نتيجة إهمال الكاهنة ميريديد Mererid لواجباتها في الإهتمام ببئر سحري وتركه ليطوف ويغرق الأرض، حسب الميثولوجيا الشعبية والأساطير. ومن ناحية أخرى قالت الــ “ناشونال تراست” إن “هذه الغابات كانت موجودة قبل أربعة آلاف أو خمسة آلاف عام، عندما كانت حرارة الأرض أعلى قليلاً مما هي عليه الآن”، وأن حركة المد قد تعود وتبتلع هذه الغابات في الأشهر المقبلة. وكان عالما الآثار روس كوك وديانا غروم Ross **** and Deanna Groom من الهيئة الملكية للآثار القديمة والتاريخية ويلز،the Royal Commission on the Ancient and Historical Monuments of Wales هما اللذين عثرا قبل شهر على جذوع وجذور لأشجار اختفت قبل نحو 4500 عام على شاطئ ويلز، وتابعا الموضوع. وعلقت العالمة غروم “الموقع حول بورث هو احد المناطق التي تعرضت لعاصفة سيئة، وكنا نعلم أن هناك فرصة جيدة لظهور شيء بعد أن ينجرف الطمي، ولهذا تابعنا مراقبة الشاطىء لنجد هذا الكم الهائل من بقايا الغابات”. وشهدت بريطانيا هذا العام شتاء هو الأكثر مطراً منذ عام 1910، وأدت قوة الرياح وكمية المتساقطات إلى تغيير معالم بعض السواحل، ففي بعض الأماكن انحسرت مياه البحر لتكشف وجود تلك الغابات الواردة في الأساطير القديمة، وفي البعض الآخر قضمت مياه البحر مساحات من الشاطئ وصلت إلى خمسة أمتار. عن “غدي نيوز”

أكثر...