الموضوع منقول من موسوعة نسب وتاريخ قبيلة الجبور
لمؤلفه الاستاذ عبدالله السالم الجبوري




ونأتي الى كاتب وباحث اخر تطرق في كتابه الى الجبور خاصة والى زبيد عامة مرات ومرات والمقصود اللواء الركن الباحث ازهر سعد الله العبيدي مؤلف كتاب (امارة العبيد الحميرية) … ومن جميل المصادفات انه في الوقت الذي انهيت فيه ملاحظاتي حول الكتاب المذكور وردني من الباحث المبدع والمتميز في انساب (عشائر زبيد) الاخ (خليل ابراهيم الدليمي) ردا متميزا على الكتاب المذكور دون سابق اتفاق بيننا وكانت ملاحظاتنا مشتركة لذا فان هذا الرد هو ممازجة فكرية وتحليلية مشتركة بيني وبين صديقي الباحث المبدع خليل ابراهيم الدليمي وارجوا ان لايظن القارئ اننا متحاملين على الكتاب وصاحبه مثلما كان هو متحاملا على الجبور وزبيد ومحاولته الابتعاد بنسب العبيد عن الجبور وبالتالي عن زبيد ويشهد الله ان الدافع العلمي والتاريخي وراء هذه الملاحظات .. بسبب ان الباحث العبيدي اضاع المشيتين كما تقول العرب فلا هو استطاع ان يجد نسب خاص بعشيرته ولا هو استطاع ان يقنع بقية العبيد انهم ليسوا من ذرية السلطان جبر…..
اوردها سعد وسعد مشتمل
ما هكذا تورد يا سعد الابل
علما ان الانتساب الى السلطان جبر هو عز وتشريف لمن ينسب اليه … وللاسف بسبب كثرة عواميد النسب التي وضعها الباحث لعشيرته العبيد فقد اضطرب الامر على الكثير من ابناء العشيرة واثناء عضويتنا في اللجنة العليا لأنساب العشائر العراقية والمشكلة بامر الجهات الرسمية في 1/8/2001 ومعنا خيرة الباحثين في العراق جاءتنا وقتها مشجرات انساب عشيرة العبيد من جميع انحاء العراق وكانت عواميد الكثير من افخاذ العبيد في الانبار تقف عند عبيد دون ان يكملوا ابن من هو ؟؟ … والبعض في الحويجة اورد نسب عبيد الى قضاعة .. واخرون اوردوه الى بني العبيد امراء الحضر .. والبعض الى سيف بن ذي يزن ، اما العبيد في سنجار وتلعفر والذين يمثلون العبيد الاوائل الذين بقوا في اماكنهم فقد كان عمود نسبهم عبيد بن السلطان جبر …
اذن لو كان الباحث منذ البداية وبشكل واضح وصريح اورد النسب الصحيح للعبيد هل كان الامر قد ادى الى مثل هذه البلبلة في نسب العشيرة ؟ .. حتى اصبحت عشيرة العبيد اشبه ما تكون بالعشيرة المتحيرة النسب رغم ان العبيد من العشائر العريقة التي لا يليق بها ان تكون بمثل هذا الموقف !!! ..
ففي ص16 نسب الاستاذ ازهر عشيرة العبيد الى عفير بن زرعة بن عامر بن سيف وصولا الى الهميسع بن حمير … علما ان عفير الاصغر كان سيد حمير في زمن عبد الملك بن مروان وكان يقيم وقتها بالشام ولم يذكر الباحث المصدر الذي يؤكد ان العبيد تفرعوا من هذا النسب ..
وفي ص18 رجع ونسب العبيد الى قضاعة بن مالك بن عمرو بن مرة بن زيد بن مالك بن عمرو بن زيد بن مالك بن حمير (امراء الحضر) والذين يسمون ببني العبيد … وفي ص20 يقول مرة اخرى (وقد يكون الاحتمال الاخير هو الاقرب الى الصحة مما ذكر حول نسب العبيد) ويقصد اولاد عامر بن بكر بن عوف من قبائل كلب …..
ثم عاد مرة اخرى ليناقض اقواله السابقة في ص22 حيث عمل مخططا لنسب عبيد وربطه بالسلطان جبر ولكن هذه المرة ليوصل السلطان جبر بنسب اخر ويقطعه من جذوره الزبيدية المتعارف عليها حيث كان عمود النسب الذي ذكره : عبيد بن السلطان جبر بن مكتوم بن حسان بن مسمار بن سنان بن عليان بن سعيد بن الوليد بن الابرش بن حصن بن عمرو بن خالد بن الحارث بن جابر بن الحارث بن العبيد بن العامر بن بكر بن عامر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب … وبهذا فان الباحث العبيدي قطع أي صلة بين العبيد وبين عشائر زبيد بل انه اباح لنفسه توريد السلطان جبر الى غير نسبه الاصلي الصحيح ….
علما ان سنان بن عليان كان قد توفي في سنة 419هـ/ 1028 م فاذا كان سنان قد توفي سنة 419هـ فيكون عبيد الذي الصق عنوة بحسان بن مسمار من اعيان القرن الخامس أو السادس الهجري بينما عبيد جد (العبيد) كان كما ذكره الباحث ازهر مشاركا في معركة الجابرية سنة 715 هـ ويعد له بحدود 16-18 واسطة او جيل فهذا يعني ان ربط عبيد بن جبر بن مكتوم بحسان بن مسمار ربط موضوع وغير صحيح ولا يتناسب مع الفترة الزمنية لوجوده بينما الباحث ازهر كان قد قال عمن ينسب العبيد الى عامر بن بكر بن عوف من قبائل كلب انه الاحتمال الاقرب الى الصحة !!؟ .. ونرى ان المحاولة مبنية على جعل العبيد اصل قديم وان العبيد اخذوا اسمهم ليس نسبة الى عبيد بن جبر بن مكتوم بل نسبة الى جد قديم جاهلي اسمه عبيد ، ولهذا وقع من وقع في هذه الاشكالات بينما يعرف الجميع بما فيهم الباحث ازهر كما اكد في كتابه هذا ان العبيد من زبيد ولا يوجد في هذا النسب أي ذكر لزبيد فهل يعقل ان يكون هذا النسب هو الاقرب الى الصحة بينما الباحث يتبنى فيما بعد رأي اخراً لا يوصله به الى قضاعة بل يوصله الى ذي يزن الحميري …..
بل وحتى هذا الذي ذكره لايمت للحقيقة بصلة لان سيف بن النعمان بن عفير الاوسط حسب ما ذكره نشوان الحميري هو سيف بن ذي يزن الاصغر أي انه من ذرية سيف بن يزن الاكبر ….
وعفير الاوسط يقول عنه الهمداني في الاكليل ج2ص19-243 انه كان ذو مقام عند معاوية وفي ص26 تراجع الاستاذ ازهر عن اقواله واورد عمود السلطان جبر الى زبيد لكنه في ص42 يعود مرة اخرى لينسبه الى عفير ولا نعرف لماذا هذا القفز من عمود نسب الى اخر هل يريد ان يبعد العبيد عن صلاتهم الزبيدية او يريد ان يؤكد ان هناك شخصا آخر يلقب بالسلطان جبر ….
علما انه صرح في ص36 حيث يقول (ان ما توصلت اليه في بحثي الطويل الذي استغرق اكثر من خمسة سنوات ان العبيد تنتمي الى حمير والى قضاعة التي سكنت العراق والشام منذ قرون عديدة وتفرعت الى قبائل كثيرة حملت اسماء جديدة تختلف عن الاسماء القديمة) ….
الا ان المؤلف ايضا يناقض نفسه ففي صفحات لاحقة يركز مرة اخرى على النسب الحميري وليس القضاعي الذي اكده في ص36 حيث يقول في ص37 ولاجل متابعة الحوادث التي مرت بها القبيلة منذ نشأتها فسنتعقب احد الانساب المحتملة وهو نسب عفير الاصغر الذي سيوصلنا الى نسب العبيد الحالي …. ويرى ان عفيرا هذا انجب عبد العزيز وعبد العزيز انجب محمدا والذي كان سيد حمير في الشام وسكن هو واولاده في حمص ويذكر ان احفادهم سكنوا منطقة منبج في الجزيرة الفراتية علما بان السيد ازهر لم يطلعنا على المصدر الذي ذكر ذلك وفي أي قرن هجري سكنوا منطقة منبج في الجزيرة الفراتية ….ثم يحدثنا في حوداث سنة 450هـ /1058م عن تحالف الامير غالب بن عمرو الحميري مع الامير قريش بن بدران العقيلي وانهما ساندا الخلافة العباسية وسارا الى حديثة وعانة وفي حوادث سنة 462 هـ / 1069 م يقول استباح الروم منطقة منبج وابادوا جمعا كبيرا من حمير والتجأ من بقي منهم – أي حمير- الى بادية تدمر … والمؤلف يجعل غالب بن عمرو الحميري من ذرية محمد بن عبد العزيز بن عفير الاصغر حيث يذكر نسبه في ص42 في المشجر المرسوم .. غالب بن عمرو سيف بن خالد بن سيف بن محمد بن نعمان بن عبد العزيز بن سليمان بن محمد بن عبد العزيز بن عفير الاصغر دون ان يعلمنا كيف حصل على هذا النسب ؟؟ هل هو من وضعه ؟…. ام هو من المحفوظات المسموعة ؟ ام ان ذلك مذكور في كتب التراجم فليخبرنا بها لنطلع عليها !!! ثم بعد ذلك يبدأ بسرد احداث لا نعلم ان كانت مذكورة في كتب التاريخ ام انها من المسموعات ام انها من الموضوعات حيث يقول … (وفي عهد اميرهم عبد العزيز بن جابر بن غالب الحميري اتجهوا الى منطقة حائل ووجدوا قبيلة طي) … والباحث ازهر بهذا يريد ان يجمع بين روايتين ، الرواية المشهورة التي تؤكد على وجود لبهيج بن ذبيان الزبيدي في منطقة حائل وبين هذه الرواية التي تريد ان تسحب بهيجا هذا الى عفير الاصغر الحميري فلا يعقل ان ينسب بهيج بن ذبيان الزبيدي الذي كان يسكن حائل بعفير الحميري الذي كانت ذريته تسكن الشام ومنبج في عهد قبل ولادة بهيج الا ان تغد رواية تشير الى هجرة ذرية عفير هذا الى حائل وفي هذه الرواية يريد المؤلف ان يقنعنا بها بأن القوم غادروا الشام عائدين الى حائل ومثل هذه الهجرة نادرة من نوادر التارخ ان حصلت … فاكثر الهجرات هي من حائل الى هذه الديار لا العكس ….. ثم يشير المؤلف على انه (في عهد اميرهم بهيج بن عامر بن عبد الله بن عبد العزيز الحميري) تحالفت زبيد مع الشريف قتادة بن ادريس بن مطاعن وذلك في سنة 598هـ / 1201 م واستعادوا مكة المكرمة من الهواشم واصبح الشريف قتادة شريفا على مكة المكرمة بعد ان ملك ينبع والصفراء) ثم يقول (ثم ملك اليمن وبعض اطراف المدينة وبلاد نجد) ويشير المؤلف في الهامش ان هذه المعلومة ماخوذة من طرفة الاصحاب للرسولي المتوفي سنة 696 هأ علما ان هذه المعلومة لم تكن بهذا الصيغة التي ذكرها الباحث ومع العلم انه ذكر غالب بن عمرو الحميري ضمن حوادث سنة 450هـ ويذكر تحالف بهيج بن عامر هذا مع الشريف قتادة سنة 598 هـ أي ان الفارق بين الزمــنين (148) سنة وهو يضع لها ستة اسماء الى غالب هذا حيث يذكر بهيج بن عامر بن عبد الله بن عبد العزيز بن جابر بن غالب المذكور … أي ان المعدل العمري هو 25-30 سنة ….
ولا نعلم كيف جاء بهذه الاسماء وهو الذي يقرر في ص32-36 صعوبة ارجاع القبائل الحالية الى اصولها القديمة وصعوبة الوقوف على التسلسل الصحيح للانتساب وهو بهذا يتبنى راي الدكتور محمد ناصر العبودي الذي يقول (من الصعب ارجاع اصول القبائل العربية الى القبائل البدوية القديمة …. لان بعض القبائل انتهى اسمها ) ونقول هذا راي عاجز عن التحقيق العلمي التاريخي فليس هناك شيء اسمه مستحيل لمن تهون امامه الصعاب ويبقى يبحث وينقب دون كلل او ملل…

وفي ص38 الباحث يقول الباحث ازهر العبيدي (ولما نزحت قبائل شمر من اليمن – بعد سيل العرم الى جبلي اجا وسلمى ازاحت قبائل زبيد وطي وهاجمت شمر قلعة الامير بهيج وقتلته واتجهت قبيلته الى بادية السماوة واصبحت القيادة لابنه عمرو الذي التجأ الى قبيلة زبيد الكهلانية)…
وهذه المعلومات التي ذكرها الباحث العبيدي غاية في الخطورة ….