انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلى الخاصة من باحات المسجد الأقصى بعد اقتحامه والاعتداء على المصلين والمعتكفين اليوم الثلاثاء، فضلا عن إصابة عدد من المواطنين الفلسطينيين واعتقال ثلاثة آخرين، بذريعة إلقاء مفرقعات على شرطة الاحتلال.

وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية، إن شرطة الاحتلال الإسرائيلى المتمركزة على بوابات المسجد الأقصى تفرض قيودا مشددة على دخول المصلين إلى المسجد، وتمنع من تقل أعمارهم عن الخمسين عاما من دخوله، فى حين تحتجز بطاقات من تسمح لهم بالدخول على البوابات إلى حين خروجهم منه.

وكانت قوات الاحتلال أغلقت بوابات المسجد الأقصى صباح اليوم، واعتدت على المصلين وحاصرتهم فى المسجد القبلى، وألقت عشرات القنابل الصوتية الحارقة والغازية السامة المسيلة للدموع على المصلين، وأصابت عددا كبيرا منهم، فى حين أصيب عدد من المصلين بهراوات قوات الاحتلال وشظايا القنابل الصوتية الحارقة، وتم نقلهم لعيادات المسجد للعلاج. كما اعتقلت القوات ثلاثة مصلين بالقرب من باب السلسلة - أحد بوابات الأقصى- ونقلتهم إلى أحد مراكزها فى المدينة المقدسة.

وجرت المواجهات وسط صيحات التهليل والتكبير فى باحات ومرافق المسجد المبارك، فى الوقت الذى منعت فيه قوات الاحتلال الطلبة من الالتحاق بمدرسة الأقصى الشرعية والثانوية داخل المسجد.

وتتواجد فى الوقت الحالى أعداد كبيرة من المصلين فى المسجد الأقصى، فيما أعاد طلبة حلقات العلم انتشارهم فى باحات ومصاطب المسجد وسط إغلاق كامل لباب المغاربة الذى يستخدم لاقتحام قوات الاحتلال والمستوطنين.

وكانت المنظمات اليهودية التى تعمل لتحقيق أسطورة الهيكل المزعوم، قد صعدت من دعواتها التحريضية على المسجد الأقصى المبارك، قبل ساعات من عقد الكنيست الإسرائيلى جلسة لمناقشة الاقتراح الذى تقدم به النائب المتطرف موشيه فيجلين، ببسط السيادة الإسرائيلية الكاملة على الأقصى بدلا من الأردنية.

وفى هذا السياق، وزعت جمعيات الهيكل المزعوم دعوات لوزراء الحكومة الإسرائيلية ونواب الكنيست المشاركين فى جلسة مساء اليوم الثلاثاء، ووضعت للدعوة عنوانا بارزا: "جبل الهيكل بأيدينا؟ الآن نثبت!".

كما أرفقت بالدعوة صورا قديمة لبعض وزراء الاحتلال وأعضاء الكنيست، ولجنود الاحتلال الذين شاركوا فى احتلال الأقصى عام 1967 وفى اللحظة التى تم إطلاق عبارة "جبل الهيكل بأيدينا".
فى غضون ذلك، أدرجت لجنة الداخلية والبيئة برئاسة عضو الكنيست ميرى ريجيب - حزب الليكود بيتنا- فى جدولها ليوم غد الأربعاء موضوع التحضير والاستعدادات لاقتحام جماعى للأقصى، بمناسبة عيد الفصح العبرى الذى يوافق منتصف أبريل، والذى دعا إليه مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى وعدة وزارات، وعدد من منظمات الهيكل المزعوم، فى حين نشطت خلال الساعات الأخيرة حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعى من قبل نشطاء يهود دعوا فيها لاقتحام المسجد الأقصى الساعة الواحدة من بعد ظهر اليوم الثلاثاء، ورفع الأعلام الإسرائيلية فى باحاته.



أكثر...