بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العلمين وصلى الله على نبينا الأكرم وآله الطيبين الطاهرين
النور الثاني
بيان معاني أحاديث السيادة للحسن والحسين وآلهم ومراتبها
يا طيب : إن حديثالحسن والحسينسيدا شباب أهل ا لجنة ، هو حديث شريف ، عظيم المعنى كريم المنحى قوي البيان بليغ المنطوق فصيح الأسلوب ، سهل على اللسان كثير في الميزان ، ويعرفنا أهل الجنة وأتباعهم ممن يسير على منهجهم ، وأعدائهم من أهل العذاب عند الموت ويوم القيامة وفي النار والجحيم ، وذلك لأنه لا منطقة وسطى ما بين الجنة والنار ، بل عباد الله إما مع سادةأهل الجنة وقادة الأمم وأئمة الحق وولاة أمر الله المشرقون بنور هداه ودينه ، وهم ممن قد عرفوا حقائق إمامتهم وأحبوهم ، ثم تعلموا منهم وعبدو الله مخلصين له الدين بما عرفوه منهم من هدى الله الحق ، فكانوا معهم في النعيم دائما دنيا وآخرة ، أو لا مع أئمة وسادة الباطل والضلال والكفر والنفاق من مخالفي وأعداء أئمة الحق والعياذ بالله فيكون له نار لا تبيد وعذاب الجحيم ، وإن دين الله واحد لا خلاف فيه ، وفي المقامين مراتب ودرجات كرامة للمؤمنين جعلنا الله في أعلاها ، ودركات ذل للمنحرفين عنهم أبعدنا الله عنهم .
ويا طيب : إن الحديث الشريف كما أنه يبين المقام السامي للحسن والحسين في الجنة ، فإنه يعرفنا أنهم أفضل خلق الله بعد أبيهما وجدهما في الدنيا ، وإن آل البيت كلهم لهم هذا المقام الشريف حسب مراتب تجلي نورهم في الوجود وإن شيعتهم معهم.
فحديث السيادة : هو حديث ولاية ورئاسة ، وبيانا آخرا لإمامة الحسن والحسين و ضرورة حبهم والكون معهم في الدارين ، وهو بيان لضرورة الاقتداء بهم والسير على نهجهم في هذه الدنيا لكي نكون معهم هناك ، وضرورة تولي هدى الله منهم عن حب وإيمان علمي وعملي ، وليس حديث عابر يعبر عن حُكم عادي مستحب يمكن أن يتجاوزه الإنسان، لا لأنه من لم يكن معهم وخالفهم يكون قد خالف دين الله، فتابع.
الإشراق الأول :
إن حديث السيادة بيان لمرتبة الإمامة والقيادة لهما :
يا طيب : إن حديث السيادة للإمامين الهمامين الحسن والحسين بعد جدهم وأبيهم ، لهو بيان قوي يعرفنا بلفظه هنا عدة معاني ، منها أنهم مع عمرهما اليافع ، قد عبر عنهما بأنهما سيدا شباب أهل الجنة ، ليعرف أن من كان أكبر منهم من آلهم هو سيد أقدم منهما في وجوده ، وفي مرتبته في الجنة بل قبل الدنيا ، وفي كل مراتب الوجود ، وقد عرفة إن أول ما خلق الله نور نبينا ثم نورالإمام علي ثم نور فاطمة ثم نور الحسن و الحسينعليهم السلام، ثم نور أبناء الحسين، ثم شيعتهم ومن يحف بهم كلا حسب نوره.
ثم إن وإن كان هناك سادة في الجنة من الأنبياء : فالأوصياء بعدهم في المرتبة ، وقد يكونوا في مقام مشابه يحفون بهم ، ومن ثم معهم من كان معهم ممن كان على ملتهم ، حتى زمان نسخها وإتمامها بشريعة جديدة .
فيكون الأنبياءسادة : لأمهم ، وهكذا أوصيائهم ، ولهم شيعة وأولياء .
وإن مواقف يوم القيامة كثيرة : وتوصف بمعاني كريمة و فيه مقامات متعدد وكثيرة ولكل منها شأنه وحالة تخصه ، منها بأن الأنبياء يحفون بالنبي الأكرم محمد سيد الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وآله وسلم ثم الأوصياء ، وهناك موقف هو وآله و شيعتهم وبيان علو مقامهم لكل الأمم ، ثم مواقف الشهادة و الحساب وتطاير الكتب والشفاعة وغيرها ، ولكل حاله وحال وموقف ومقام خاص بشأن أصحابه ، ثم مواقف