ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية اليوم، أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما الذى استسلم لواقع رفض الرئيس الأفغانى حامد كرزاى التوقيع على اتفاقية أمنية طويلة الأمد مع الولايات المتحدة قبل ترك منصبه، أبلغ كرزاى فى محادثة هاتفية أنه أصدر أوامره لوزارة الدفاع البنتاجون بوضع خطة لانسحاب القوات الأمريكية بالكامل من أفغانستان بحلول نهاية هذا العام.

وأضافت الصحيفة فى تقرير أوردته على موقعها الإلكترونى اليوم، أن الرئيس أوباما قال فى رسالته هذه، التى لا تستهدف كرزاى بقدر ما تستهدف من سيخلفه، أن الولايات المتحدة مازالت على استعداد للإبقاء على قوة عسكرية محدودة فى أفغانستان لإجراء عمليات تدريبية ومكافحة الإرهاب.

وأوضحت الصحيفة أن أوباما أبلغ، الرئيس كرزاى الذى أبدى أنه لن يوقع على الأرجح هذا الاتفاق الأمنى، بأن الولايات المتحدة سوف تتعامل فى هذا الشأن مع الرئيس الأفغانى القادم وحذر أيضا كرزاى من أنه كلما طالت فترة انتظار أفغانستان للتوقيع على هذا الاتفاق الأمنى الثنائى، كلما صغر حجم القوة العسكرية المحتمل أن تبقى فى البلاد.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه المحادثة تعد الأولى بين الرئيسين منذ أواخر شهر يونيو الماضى وتمثل نهاية لعلاقة بين الزعمين شابها التوتر منذ فترة طويلة. ورأت الصحيفة أنه على الرغم من أن رسالة أوباما ليست مفاجأة حيث خلص مسئولو الإدارة الأمريكية منذ عدة أسابيع إلى أنه قد يجرى التوصل إلى اتفاق عقب إجراء الانتخابات الرئاسية الأفغانية فى شهر أبريل القادم، إلا أن وصف البيت الأبيض لمحادثة أوباما مع كرزاى يشير إلى مدى عمق شعور الرئيس أوباما بالإحباط وتراجع الثقة فى الزعيم الأفغانى، منوهة بأن المرشحين الرئيسيين لرئاسة أفغانستان ألمحوا إلى أنهم سيوقعون هذا الاتفاق الأمنى مع الولايات المتحدة.

ومع ذلك لفتت الصحيفة إلى أن هذه المحادثة الهاتفية بين كرزاى وأوباما تؤكد أيضا تراجع البيت الأبيض عن إصراره السابق على ضرورة توقيع الحكومة الأفغانية على هذا الاتفاق الأمنى قبل إجراء الانتخابات أو توجيه التهديد بالانسحاب الكامل للقوات الأمريكية.

وتابعت الصحيفة أن أوباما أوضح خلال المحادثة أنه يرى أن بقاء قوة عسكرية تعد وسيلة لمنع أفغانستان من أن تصبح مرة أخرى مأوى للجماعات الإرهابية.



أكثر...