حذر مجلس جامعة الدول العربية فى اجتماعه الطارئ الذى عقد اليوم على مستوى المندوبين الدائمين، من استمرار إسرائيل فى انتهاكها الصارخ لحقوق الشعب الفلسطينى خاصة اعتداءاتها على مدينة القدس والمسجد الأقصى فى حملة تهويدية ممنهجة متجاهلة كل المواثيق والأعراف الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

وقال مندوب ليبيا لدى الجامعة عاشور بوراشد الذى رأس الاجتماع الذى خصص لبحث خطورة استمرار الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى المبارك فى كلمة له أن القدس وما تمثله من قدسية لدى العالم العربى والإسلامى يؤدى المساس بها إلى نتائج غاية فى السلبية وهو الأمر الذى يمكن أن يقوض أى فرصة لتحقيق السلام.

وأكد بوراشد على ضرورة التصدى لهذه الهجمة الإسرائيلية الشرسة التى تستهدف القدس والمسجد الأقصى، داعيا إلى تضافر كل الجهود العربية والإسلامية لمواجهة هذه الانتهاكات على وجه السرعة.

ومن جانبه، قال السفير أحمد بن حلى نائب الأمين العام للجامعة العربية، إن الخطورة الحالية على المسجد الأقصى تعتدت كل الحدود فالمتطرفون اليهود يقتحمون المسجد بمباركة مسئولين فى حكومة إسرائيل فى محاول لجعل القدس موضوعا دينية للبدء فى خلق واقع جديد بهدف تقسيمه.
وقال بن حلى، إن القدس موضوع سياسى وأى إجراء إسرائيلى غير قانونى هو إجراء مرفوض وعلى المجتمع الدولى والإسلامى التحرك لمواجهته، مشيراً إلى أن هذا الاجتماع هو بهدف تدارس خطورة الوضع علما بأن الموضوع سيكون فى لب اجتماعات المندوبين الدائمين يومى 5 و6 مارس المقبل وكذلك اجتماع مجلس الجامعة على المستوى الوزارى يومى 9 و10 من نفس الشهر.

وفى كلمته أمام الاجتماع، قال السفير بركات الفرا سفير فلسطين لدى مصر ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، إن وضع القدس خطير ويستدعى وقفة جادة فى ظل محاولات فى الكينست الإسرائيلى لسن قانون بنزع ولاية الأردن على القدس ومنحها لإسرائيل.

وحذر الفرا من إجراءات التهويد والانتهاكات الإسرائيلية التى تجرى بغطاء من جيش وشرطة إسرائيل ومباركة مسئولين إسرائيليين، وقال الفرا إن إسرائيل تريد جرنا لحرب دينية لا أحد يستطيع أن يقدر مداها،معتبرا أن الوقت يمر بسرعة وليس فى صالحنا ولا صالح القدس التقاعس عن اتخاذ خطوات لمواجهة الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة.

وأضاف الفرا، أن المسجد الأقصى مسجدنا وانه لا قيمة ولا معنى لوجودنا دون المسجد الأقصى، واصفا إسرائيل بأنها دولة مارقة تضرب بكل القوانين الدولية عرض الحائط متسائلا عن جدوى أى مفاوضات وأى سلام فى ظل هذه الانتهاكات.

أما بشر الخصاونة سفير المملكة الأردنية الهاشمية لدى مصر ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية فقد عرض لمساعى وجهود الحكومة الأردنية من اجل الدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية فى القدس، وقال إننا نجحنا فى إفشال النقاش الذى كان دائرا فى الكنيست بشأن الولاية على القدس، مضيفا أن القدس الشرقية الولاية فيها للأردن ولا ولاية لإسرائيل عليها لأنها مدينة محتلة وإن أى إجراء فى هذا الخصوص من جانب إسرائيل هى إجراءات باطلة.وأضاف أنه على إسرائيل أن تعلم أنه لا سلام مع تهويد القدس وانتهاك مقدساتها وانه لابد من أن يوجه الاجتماع رسالة قوية لإسرائيل فى هذا الشأن مع تبنى قرارات عملية لمواجهة هذه الهجمة على القدس.

وحذر سفير المغرب لدى القاهرة مندوبها لدى الجامعة محمد العلمى الذى تراس بلاده لجنة القدس التابعة لمنظمة التعاون الاسلامى من الاقتحامات الإسرائيلية المتواصلة للمسجد الأقصى، معتبرا أنها تمثل تحديا لمشاعر العالمين العربى والإسلامى والانسانى أيضا.

وقال إن إسرائيل ترتكب يوميا جرائم وانتهاكات تتحدى بها كل مواثيق الدولية ونحن فى حاجة إلى خطوات عملية ملموسة لمواجهة ذلك، كما أدان محاولات الكنيست فرض الوصاية على القدس.. قائلا إننا لا يجب أن نكتفى بعبارات الشجب والتنديد ولابد من اتخاذ إجراءات أكثر صرامة.
كما حذرت جامعة الدول العربية من خطورة تصاعد العدوان الإسرائيلى الوحشى على مدينة القدس وأهلها ومقدساتها وفى مقدمتها المسجد الأقصى المبارك والتى وصلت إلى مرحلة من الخطورة وباتت تهدد عملية السلام وتنذر بانتشار العنف فى المنطقة.

وقالت الجامعة العربية فى تقرير لها عرضته اليوم على الدورة غير العادية لمجلس الجامعة العربية والذى خصص لمناقشة خطورة استمرار الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى المبارك، أن هذا التصعيد يهدد الأمن والسلم الدوليين وهو الأمر الذى يتطلب من الدول الأعضاء فى مجلس الأمن وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية الراعية للمفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية وباقى أعضاء اللجنة الرباعية الدولية اتخاذ موقف حاسم من الحكومة الإسرائيلية والمتطرفين من القيادة السياسية والدينية لوقف هذا الاستهتار الإسرائيلى بالمشاعر الدينية للمسلمين والمسيحيين الذين تنتهك كنائسهم أيضا ويعتدى على رجال الدين منهم.

كما طالبت الجامعة فى تقريرها بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة بمدينة القدس كأراضٍ محتلة، وأن أى إجراءات بها هى باطلة ولاغية ولا يعتد بها وخاصة قرارا مجلس الأمن 252 لعام 1968 وقرارات الدولية الخاصة بهذا الشأن.

ونبهت الجامعة إلى خطورة تكثيف الاستيطان فى المدينة المحتلة ومصادر الأراضى لإقامة آلاف الوحدات الاستيطاينة متزامنة مع الإجراءات التنفيذية من سن قوانين عنصرية هادفة إلى تهجير أهل المدينة وتغيير تركيبتها السكانية بما يخدم تهويدها من هدم للمنازل وتدمير الاقتصاد وانهيار الخدمات الاجتماعية واستهداف التعليم ومصادرة الهويات وإحاطة المدنية المحتلة بما يسمى غلاف القدس بجدار فصل عنصرى يحرم أكثر من 100 ألف مقدسى من حقهم فى مدينتهم.

وأكدت الجامعة العربية، أن خطورة الدعوات المتطرفة أنها تأتى من قيادات سياسية ومتطرفين من المستوطنين ورجال الدين التابعين لليمين الإسرائيلى المتطرف والتى تنقل عملية استهداف الأقصى إلى مرحلة جديدة تهدد وجوده كرمز دينى إسلامى مقدس وتجسد تهويده فى استكمال المدينة المقدسة.



أكثر...