ينذر بآثار اكبر على البشر والكوكب: علماء يكشفون لغز ارتفاع درجة حرارة أعماق المحيطات

الأحد يوليو 25 2010
سنغافورة - (رويترز) -
في أعماق المحيطات النائية والقارسة البرودة ترتفع درجات الحرارة ببطء.

والتغير في درجات الحرارة كبير ليس من حيث الكم وإنما من حيث الامتداد إلى أعماق كبيرة مما يضيف إلى ارتفاع مستوى مياه البحار وقد ينذر بآثار أكبر على البشر والكوكب.

وبينما العلماء غير متأكدين بعد مما إذا كان ارتفاع درجة الحرارة ناجما عن التغير المناخي إلا أنهم يسعون جاهدين لمعرفة المزيد عما يحدث.

ذلك لأن مستوى الطبقة التي تبدأ على عمق كيلومترين تقريبا من سطح المحيطات يشكل حوالي نصف المحيطات في العالم ويلعب دورا حيويا في تنظيم المناخ على كوكب الأرض.

قال ستيف رينتول عالم المحيطات في هيئة الكومنولث للبحوث العلمية والصناعية وهي هيئة للعلوم والأبحاث تدعمها الحكومة الاسترالية "قبل عشر سنوات أو نحو ذلك كانت الصورة في أذهاننا أن المحيطات العميقة مستقرة إلى حد كبير وأن الأمور فيها لا تتغير كثيرا."

وقال لرويترز من هوبارت في تسمانيا "ما تغير في العقد الأخير من الزمن هو أننا بدأنا مراكمة مقاييس كافية لإظهار أن هناك تغيرات واسعة النطاق تحدث في المحيطات العميقة.
وأن تلك تتضمن حقيقة ارتفاعا ملحوظا واسع النطاق لدرجات الحرارة في المستويات الأعمق للمحيطات."

والمياه تتمدد مع ارتفاع درجة حرارتها ويعد هذا إلى جانب ذوبان الأنهار الجليدية والقمم الجليدية للجبال قوة رئيسية وراء ارتفاع مناسيب المياه في البحار.

ويرتفع مستوى المياه في البحار بمعدل ثلاثة ملليمترات سنويا في المتوسط ولكن بعض الدراسات تشير إلى أن البحار سترتفع بمقدار يصل إلى متر بحلول عام 2100 مما يغرق السواحل الواطئة.

وقال رينتول "الجانب المتعلق بتخزين الحرارة مهم لأنه على مدى السنوات الخمسين الماضية فإن أكثر من 90 في المئة من الحرارة الزائدة المخزنة في الأرض توجد الآن في المحيطات.
وتستوعب أعماق المحيطات ما يصل عشرة إلى 20 في المئة من هذه الحرارة المخزنة.

وجرى تسجيل أكبر ارتفاع لدرجة الحرارة في أعماق المحيطات بالقرب من القارة القطبية المتجمدة الجنوبية وفي شمال المحيط الأطلسي.

وقال جريجوري جونسون وهو عالم محيطات في الإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي "نشهد ارتفاعا في درجة الحرارة.
ونشاهد هذا النمط منذ عقد أو عقدين من الزمن."

وأشار إلى صعوبة أخذ قياسات من الأعماق السحيقة التي قيدت قدرة العلماء على أخذ عينات مرة كل عشر سنوات في رحلات مكلفة تقطع منطقة من المحيط.

وقال إن معدل ارتفاع درجة الحرارة الذي تمت ملاحظته في المستويات العميقة في المحيط الجنوبي بين استراليا والقارة القطبية الجنوبية كان حوالي 0.03 درجة مئوية كل عشر سنوات.

وقال جونسون لرويترز من سياتل "إنه قدر صغير جدا على ما يبدو ولكنه في الواقع استيعاب لقدر هائل من الطاقة...
إنه يعادل إطلاق حوالي أربع قنابل من النوع الذي أطلق على هيروشيما."

والعينات التي أخذت من بعض المناطق مثل المحيط الجنوبي أكثر من العينات التي أخذت من غيرها.
وما وجده العلماء مثير للقلق.

فالمحيطات "مخزن" رئيسي للكربون وتمتص كمية كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون الغاز الرئيسي المسبب لظاهرة الاحتباس الحراري بما في ذلك حوالي ربع الغاز المنبعث من الانشطة البشرية.

وتخزن المحيطات كمية من غاز ثاني أكسيد الكربون تعادل 50 مثلا للكمية التي يتم تخزينها في الغلاف الجوي ومعظمها يخزن في المستويات الوسيطة الى العميقة من مياه المحيطات.

وقالت برناديت سلويان من وحدة البحوث البحرية وبحوث الغلاف الجوي في هيئة الكومنولث للبحوث العلمية والصناعية بهوبارت "هناك كميات ضخمة من الكربون المخزن في هذه المياه على عمق يزيد على ألفي متر."

وأضافت "وتبدل درجات الحرارة المتغيرة قدرة المحيطات على الاحتفاظ بذلك الكربون وتخزينه كاحتياطي."

وتعادل انبعاثات الوقود الحفري الناجمة عن النشاط الإنساني حوالي ستة مليارات طن من الكربون سنويا وهي جزء ضئيل جدا من الكربون المخزن في المحيطات والذي يتراوح بين 38 و40 تريليون طن من الكربون المخزن في المستويين المتوسط الى العميق في المحيطات.

وفي الوقت الحالي بينما تطلق المحيطات غاز ثاني أكسيد الكربون في تيارات المياه الصاعدة من القاع إلى السطح قبالة القارة القطبية الجنوبية والمناطق الاستوائية فإن المحيطات في أنحاء العالم تمتص إجمالا كميات من الكربون أكثر مما تطلقه.

ولكن العلماء يقولون إن هذا قد يتغير.

ويحاول العلماء في الوقت الحالي تسريع عمليات القياس لمعرفة ما إذا كان الإنسان قد أيقظ وحشا في الأعماق.

وقال رينتول وجونسون إن ثمة حاجة لإجراء مزيد من الدراسات لتحديد إن كانت هناك أي صلة مباشرة بالتغير المناخي.

وقالت سلويان في تلخيص للموقف "يقال إن معلوماتنا عن كوكب المريخ تعادل اضعاف ما نعرفه عن المحيطات العميقة. وهي حقيقة صحيحة تماما."