وجود اسم عُقيل ـ بضم العين ـ في سلسلة نسب السلطان أجود الجبري الخالدي وقد أثبت ذلك السخاوي (831هـ -902 هـ) في كتابه ( الضوء اللامع ) حين قال : ( أجود بن زامل العقيلي الجبري - نسبة لجد له اسمه جبر ولذا يقال له ولطائفته بنو جبر - النجدي الأصل المالكي مولده ببادية الحسا والقطيف من الشرق في رمضان سنة إحدى وعشرين وثمانمائة...)

ويتضح لنا بعد تحليل نص السخاوي ولكن دون تحميل النص مالا يحتمل ما يلي :

- نسب أجود هو أجود بن زامل ثم العقيلي ثم ينتهي بالجبري . وهذا النص واضح وضوح الشمس ولا يحتمل التأويلات ولا التخمينات.

- يقال للسلطان أجود ولقبيلته " طائفته " كلهم " بنو جبر " نسبة لجد اسم " جبر " والنسبة إليه " الجبري ". وهذا النص واضح وضوح الشمس ولا يحتمل التأويلات ولا التخمينات.

- العقيلي النسبة من اسم " عُقيل " وهذا اسم جدٌ قريب للسلطان " أجود " يقع بعد والده " زامل " وقبل جده " جبر ". و العقيلي نسبٌ خاص لأجود وإخوانه وذريتهم فقط وليس لقبيلته. فكل عقيلي جبري وليس كل جبري عقيلي .
-عُقيل " يرتبط به أولاد زامل العقيلي الجبري و ينتخون به ويتعصبون به. قال راشد الخلاوي يمدح منيع بن سالم آل أجود الجبري من الجبور من بني خالد :


فلولا منيع سور هجر وبابها
وأبناء عقيل عصبة من قرايبه


وفي معنى ( العصبة ) :
قال في المحيط : ( العَصَبَةُ : قومُ الرجل الذين يتعصبون له وبنوه وقرابته لأبيه ).
وقال ابن منظور في كتابه ( لسان العرب ) : (عصبة الرجل: بنوه وقرابته لأبيه. والعصبة: الذين يرثون الرجل عن كلالة، من غير والد ولا ولد. فأما في الفرائض، فكل من لم تكن له فريضة مسماة، فهو عصبة، إن بقي شيء بعد الفرائض أخذ. قال الأزهري: عصبة الرجل أولياؤه الذكور من ورثته، سموا عصبة لأنهم عصبوا بنسبه أي استكفوا به، فالأب طرف، والابن طرف، والعم جانب، والأخ جانب، والجمع العصبات. والعرب تسمي قرابات الرجل: أطرافه، ولما أحاطت به هذه القرابات، وعصبت بنسبه، سموا عصبة. وكل شيء استدار بشيء، فقد عصب به. والعمائم يقال لها: العصائب، واحدتها عصابة، من هذا قال: ولم أسمع للعصبة بواحد، والقياس أن يكون عاصبا، مثل طالب وطلبة، وظالم وظلمة. ويقال: عصب القوم بفلان أي استكفوا حوله. وعصبت الإبل بعطنها إذا استكفت به، قال أبو النجم:
إذ عصبت بالعطن المغربل
يعني :المدقق ترابه. والعصبة والعصبابة : جماعة ما بين العشرة إلى الأربعين. وفي التنزيل العزيز: ونحن عصبة. قال الأخفش: والعصبة والعصابة جماعة ليس لها واحد. قال الأزهري: وذكر ابن المظفر في كتابه حديثا: أنه يكون في آخر الزمان رجل، يقال له أمير العصب، قال ابن الأثير: هو جمع عصبة.)

- ويخلط العوام بين " عقيل الجبري " الذي ذكره السخاوي ، وبين " عقيل بن كعب بن ربيعة من بني عامر بن صعصعة " . والغريبة أنه لا المكان ولا الزمان ولا النسب يجمع بينهما فقط توافق الاسم الأول . فإذا علمنا أن ابن أخ عقيل بن كعب وهو خالد بن جعفر بن كلاب بن ربيعة قد توفي سنة 571م أي في القرن السادس الميلادي ، وأن أجود بن زامل بن عقيل الجبري الخالدي القرشي مولود سنة 821هـ / 1418م ، وبحساب الأجداد يكون "عقيل الجبري " عاش في القرن الثامن الهجري ويعادل القرن الرابع عشر الميلادي ، فيصبح بذلك عُقيل بن كعب قد عاش قبل أن يخلق عُقيل ابن جبر بقرابة " الخمسة قرون " .
فضلا عن أن ذرية عقيل بن كعب كانوا في العراق ومن نسله آل المسيب بن رافع بن المقلد بن جعفر بن عمرو بن يزيد بن عبد الله بن يزيد بن قيس بن جوثة بن طهفة بن حزن طهفة بن حزن بن عبادة بن عقيل بن كعب أصحاب إمارة بني عُقيل " الشيع الرافضة " في الموصل والجزيرة بالعراق ( 651-705هـ) ومنهم سالم بن مالك بن بدران بن مقَلَد بن المسيب (ت 519هـ) وغيره وذكرت المصادر أنهم انقرضوا .
أما ذرية عُقيل الجبري من الجبور من بني خالد من قريش ومنهم السلطان أجود بن زامل ( 821-913هـ) وإخوانه وذريته كانوا في نجد ثم انتقلوا الأحساء والقطيف سنة 641هـ ، وهم أصحاب دولة الجبور " السنة يتبعون المذهب المالكي " ( 821- 1000هـ) وقد جلبوا العلماء السنة من شتى الأقطار لكي يحيوا العلوم الدينية في المنطقة الشرقية . والجبور وأحدهم جبر والنسبة إليهم جبري أو جبوري . وهم من حلفاء آل فضل بن ربيعة الطائيين ، وقد أثبت ذلك أحمد بن فضل الله العُمري القرشي ( 700- 749هـ ) في كتابه ( مسالك الأبصار في ممالك الأمصار – السفر الرابع ) قال : ( وأما آل ربيعة وهم ملوك البر وأمراء الشام والعراق والحجاز فهم آل فضل وآل مرا وآل علي من آل فضل ..... فهؤلاء آل فضل وأما من ينضاف إليهم ويدخل فيهم فمن يُذكر وهم : .... بنو كلب وبعض بني كلاب ... وخالد حمص ... وبنو خالد الحجاز ... ومن بني خالد : آل جناح والصبيبات من مياس والجبور والدغم والقرسة وآل منيخر وآل بيوت والمعامرة والعلجات وهؤلاء من خالد . ) ، وقال في موضع آخر من كتابه مؤكداً نسب بني خالد إلى قريش : ( ...وكفاهم ذلك فخراً أن يكونوا من قريش وقال كذلك : ( خالد بالحجاز وخالد حمص وغير هؤلاء ...فهم من أكثر قريش بقية و أشرفهم جاهلية وبلادهم متاخمة لما يليهم وفيهم بأس ونجدة )

2- وجود اسم عُقيل – بضم العين – ويقال لهم " عُقيلة " من القديمات من بني خالد القرشيين . فقد جاء في ( مسالك الأبصار في ممالك الأمصار – السفر الرابع ) المصدر السابق قال ابن فضل الله العمري : ( عُقَيل : وهم من آل عامر ، قال الحمداني : وهي غير عامر المنتفق وغير عامر بن صعصعة ، قال : ومنهم القديمات والنعائم وقبات وقيس ودنفل وحرثان وبنو مطرق ، وذكر أنهم وفدوا في ألأيام الظاهرية صحبة مقدمهم محمد بن أحمد بن العقدي بن سنان بن عُقيلة بن شبانة بن قديمة بن نباته بن عامر ... وكانت الإمرة فيهم في أولاد مانع إلى بقية أمراء فيهم وكبراء لهم ، ودارهم الإحساء والقطيف وملج وأنطاع والقرعاء واللهابة وجودة ومتالع ).
تعليق : نلاحظ أن عقيل ابن عامر ليسوا من نسل عقيل بن كعب ، ولا يوجد شخص أسمه عقيل ابن عامر في بني عقيل بن كعب إطلاقاً ، وعلى هذا فابن فضل الله العمري أيد الحمداني ( ت 700هـ ) و أكد على أن عقيل آل عامر ( هي غير عامر المنتفق وغير عامر بن صعصعة ) . وكأنَّ العمري والحمداني يعرفان أنه سوف يأتي من بعدهما أقوام يخلطون بين نسب القبيلتين . مع أن ابن فضل الله العمري ذكر في موضع آخر من كتابه تفصيلا لقبائل بنو عقيل كعب قيس عيلان فقال : ( ومن قبائل قيس بنو عقيل الذي كان منهم ملوك الموصل المقلد والقرواش وغيرهم . من ولد قيس بنو عامر ، و صعصعة ، وخفاجة ، وما زالت لخفاجة إمرة العراق من قديم و إلى الآن ) . و بمقارنة النصين يتضح لنا أن قبيلة عقيل ابن عامر ، تختلف نسباً عن قبيلة بنو عقيل بن كعب ، و المؤلف ابن فضل الله العمري توفي سنة 749هـ كان معاصراً لمشاهير وأمراء تلك القبيلتين ويعرفهم يقيناً حين قال : (وما زالت لخفاجة إِمرة العراق من قديم و إلى الآن ).

وعن المؤرخ والنسابة المهمندار الحمداني قال الصفدي في كتابه ( أعيان العصر وأعوان النصر ) : (يوسف بن سيف الدولة أبي المعالي بن زمّاخ - بالزاي والميم المشددة وبعد الألف خاء مشددة - ابن بركة بن ثمامة بن أبي المعالي بن سيف الدولة بن حمدان التغلبي المصري المعروف بابن مهمندار العرب، بدر الدين.كان شيخاً متجنّداً فاضلاً، شاعراً مؤرخاً، صنّف تصانيف منها كتاب في الأنساب، ومنها كتاب في البديع سمّاه الآيات البيّنات.أنشدني الشيخ العلامة أثير الدين... وتوفي بدر الدين - رحمه الله - في حدود السبع مئة.ومولده سنة اثنتين وست مئة. ) . وقال ابن حجر العسقلاني في كتابه ( الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة ) : (يوسف بن سيف الدولة بن زماخ بفتح الزاي وتشديد الميم وآخره معجمة ابن بركة بن ثمامة التغلبي من ذرية سيف الدولة بن حمدان فيما يقال بدر الدين ابن مهمندار العرب ولد سنة اثنتين وستمائة وكان متجنداً وله يد في النظم والتاريخ ولع تصانيف في الأنساب والبديع وغير ذلك كتب عنه أبو حيان وابن سيد الناس وغيرهما... مات على رأس القرن. ). قال بكر أبو زيد في كتابه ( طبقات النسابين ) : (الحمداني يوسف بن سيف الدولة بن زماخ التغلبي الأمير المهمندار ولد سنة 602 وتوفي على رأس القرن سنة 700هـ. رحمه الله تعالى.له: تصانيف في الأنساب والبديع وغير ذلك منها : كتاب الأنساب. )

قال حمد بن محمد بن لعبون الوائلي الحنبلي النجدي في تاريخه : ( ومن أولاد عُقيلة بن شبانة : عميرة جد العماير وهو : أبو راشد شيخ عُقيل ، في إمارة محمد بن أبي الحسين بن أبي سنان محمد بن الفضل بن عبدالله بن علي بن عبدالله بن محمد بن إبراهيم العيوني...حالف عزيز بن حسن بن شكر بن علي بن عبدالله العيوني على أنه يقتل الأمير محمد بن أبي الحسين صاحب القطيق ويتولى عزيز مكانه ويكون لرشد بن عميرة ملك السلطنة في القطيف من أرض ونخل وعدة بساتين ....وقال في مسالك الأبصار: دارهم الأحساء والقطيف وملح ونطاع والقرعاء واللهابة وجودة ومتالع.) .
تعليق : نستفيد نص ابن فضل الله العمري وابن لعبون : أن أبو راشد عميرة بن عقيلة بن شبانة هو جد العماير أحد بطون قبيلة بني خالد . وقد عاصر إمارة محمد بن أبي الحسين بن أبي سنان محمد بن الفضل العيوني التي كانت إمارته ( من سنة 587 هـ إلى سنة 605هـ ) . وجده عبدالله بن علي بن عبدالله بن علي بن عبدالله بن محمد العيوني من بني عبدالقيس كان ملكه على الأحساء سنة 470هـ وتوفي سنة 500هـ . وجده الفضل ت بن عبدالله توفى سنة 514هـ.

و من أحفاد عقيل ابن عامر الذي أشار إليه ابن فضل الله العمري : قيس بن عميرة ( عميري ) بن عقيلة بن شبانة بن قديمة بن نباته بن عامر الخالدي القرشي ، أخبرنا به ياقوت الحموي في كتابه ( معجم البلدان ) حين قال : (بحرُ فارس هو شعبة من بحر الهند الأعظم واسمه بالفارسية كما ذكره حمزة زراه كامسير وحده من التيز من نواحي مكران على سواحل بحر فارس إلى عبادان ....قال : وهو خليج منخلج من بحر فارس متوجهاً من جهة الجنوب صعُداً إلى جهة الشمال حتى يجاوز جانب الأبلة فيمتزج بماء البطيحة آخر كلامه، ثم يمر من مهروبان نحو الجنوب إلى جنابة بلدة القرامطة ومقابلها في وسط البحر جزيرة خارك ثم يمر في سواحل فارس بسينيز وبوشهر ونجيرم وسيراف ثم بجزيرة اللار إلى قلعة هُزُو ومقابلها في البحر جزيرة قيس بن عُميرة تظهر من بر فارس وهي في أيامنا هذه أعمر موضع في بحر فارس وبها مقام سلطان البحر والملك المستولي على تلك النواحي ثم هرموز في بر فارس ومقابلها في اللجة جزيرة عظيمة تعرف بجزيرة الجاسك ثم تيز مُكران على الساحل فبحر فارس وبحر البحرين وعمان واحد على ساحله الشرقي بلاد الفرس وعلى ساحله الغربي بلاد العرب وطوله من الشمال إلى الجنوب. ). وقال في موضع آخر من الكتاب :(جَاسَك: بفتح السين المهملة وآخره كاف. جزيرة كبيرة بين جزيرة قيس هي المعروفة بكِيش وعُمَان قبالة مدينة هرمز بينها وبين قيس ثلاثة أيام وفيها مساكن وعمارات يسكنها جُندُ ملك جزيرة قيس وهم رجال أجلاد أكفاء لهم صبر وخبرة بالحرب في البحر وعلاج للسفُن والمراكب ليس لغيرهم وسمعت غير واحد من جزيرة قيس...قلت كذا كان في أيامه فمنذ عمَّر ابن عميرة جزيرة قيس صارت فرضة الهند وإليها منقلب التجار خربت سيراف وغيرها)
تعليق : مانع المشار إليه في نص ابن فضل العمري هو : مانع بن علي بن ماجد بن عميرة العميري بن عقيلة. عمه عصفور بن راشد بن عميرة العميري بن عقيلة الذي- كانت بيدهم السلطة في كل من القطيف والبحرين وصحار والأحساء واليمامة. أنظر ( مجلة العرب 15/90 ) . وكتاب ( أنساب الأسر الحاكمة في الأحساء – القسم الثاني – تأليف أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري ).

ومن آل قيس بن عميرة الخالدي القرشي : كليب بن مانع بن علي بن ماجد بن عميرة العميري " بن عقيلة القديمات آل عامري الخالدي " ، الذي حاول مقاومة نفوذ أجود بن زامل الجبري الخالدي وحدث بينهم وقعة على مورد لينة هُزم فيها كليب وأصحابه و أزاحهم أجود عن ديارهم . أنظر تفصيل الخبر في كتاب ( الشعر النبطي ذائقة الشعب وسلطة النص – تألف سعد الصويان ).

قال الدكتور عبداللطيف ناصر الحميدان في كتابه ( إمارة آل شبيب في شرق جزيرة العرب ) نقلا عن مخطوطة ( تمام الدرر في مناقب السادة الغررـ مؤلفه يحيى ابن إبراهيم البصري ) قال: ( في سنة 1521م/ 927هـ اتخاذ الشيخ محمد بن مغامس الفضلي سلطان البصرة وزيراً له يدعى أحمد بن عميرة الخالدي . وقال الحميدان في موضع آخر من كتابه : ( في 10ربيع الأول سنة 942هـ أيلول 1535م الذين كانوا يتولون أمر الدفاع عن القطيف بشكل رئيسي في هذه الأثناء ، ويتصدون لهجمات بني خالد آل صبيح هم بنو جبر أنفسهم بقيادة الشيخ فضيل الزامل الجبري ).
تعليق : أحمد بن عميرة المشار إليه في المخطوطة هو أحمد بن عميرة بن راشد بن عميرة ( العميري ) بن عُقيلة ( عقيل ) بن شبانة بن قديمة بن نباته بن عامر الخالدي القرشي .

قال خير الدين الزركلي في كتابه ( الأعلام ) :( مانع بن سنان العميري: أمير كان صاحب سمائل (في عُمان) وفي أيامه قام المؤيد اليعربي بتوحيد المملكة العمانية، فقاتله مانع، ثم صالحه مضمراً العداء. وعرف منه المؤيد ذلك، فسير اٍليه من قتله في حصن لؤي ) .
تعليق : مانع بن سنان العميري ، العميري نسبة إلى بطن العماير من قبيلة بني خالد جدهم عميرة بن عقيلة بن شبانة آل عامر الخالدي القرشي ( ت 1040هـ ) يلقب ( بملك سمائل ) كان في دولة الإمامة اليعاربة في عمان ( 1034- 1162هـ) في عهد الإمام ناصر بن مرش اليعربي أنظر كتاب ( تاريخ أهل عمان) . وقد ورد في الوثائق البرتغالية أن نفرا من شيوخ العرب حاربوا في صفوف البرتغاليين ضد الإمامة مثل مانع بن سنان العميري ، وسيف بن محمد الهنائي ، وسيف بن محمد بن جفير الجبري وأبوه من قبله . حيث كتب نائب الملك في الهند إلى سيد جون الرابع ملك البرتغال تيحدث عن ذلك . أنظر كتاب (الخليج العربي في العصر الاسلامي – تأليف الدكتور عبدالله أبو عزة ) ومع مقارنة هذه المعلومات بالمعلومات التي استخلصتاها من النصوص في هذا البحث .

وعندما وجه الإمام جيشا قويا إلى قرية لوى التي كانت تحت سيطرة الجبور وقد نزل القائد الشيخ عبدالله بن محمد الغساني في مسجد لوى واتخذه مركزا لقيادته ودار جنوده بالحصن وحاصروه وكان الحصن لسيف بن محمد بن جفير الجبري وكان أخوه ومعاونونه قد التجئوا إلى البرتغاليين المسيطرين على مدينة صحار القريبة حيث كان قد سبقهم إليها أيضا متمرد آخر هو مانع بن سنان العميري...وظل الحصار مستمراً ستة أشهر إلى أن اضطر سيف لطلب الأمان وتسليم الحصن سنة 1043هـ. أنظر كتاب ( سيرة الإمام ناصر بن مرشد – تأليف عبدالله بن خلفان ابن قيصر – ص 452) ، وكتاب ( كشف الغمة الجامع لأخبار الأمة – تأليف سرحان بن سعيد الأزكوي – ص 101) ، وكتاب ( الفتح المبين المبرهن بسيرة السادة البو سعيديين – تأليف حميد ابن رزق – ص 274) ، وكتاب ( تحفة الأعيان بسيرة أهل عمان - تأليف عبدالله بن حميد بن سلوم – ج2،ص14 ).

و سيف الجبر ي المذكور بتلك المصادر ما هو إلا شيخ الجبور الأمير سيف بن الأمير محمد بن جفير بن علي بن هلال بن زامل العقيلي الغريري الجبري الخالدي القرشي . وكان متحصن في حصن لوى في عمان مع عدد كبير من أتباعه.

وقد أشارت الدلائل والشواهد التاريخية :

أن شيخ الجبور زامل العقيلي الغريري الجبري الخالدي القرشي مؤسس دولة الجبور قد صاهر أبناء عمه العماير آل عامري الخوالد القرشيين وهم أصحاب الإمارة في المنطقة قبل الجبور حيث تزوج امرأة تدعى مضاوي من آل المقدم بن قيس بن عميرة العميري العامري الخالدي ، و هي أم أولاده : أجود ، وزامل ، وهلال . ونخوتهم " أولاد مضاوي " ويعرفون بها وينسبون إليها لشهرت قومها ، وقد يُرخَّم ويخفف الاسم إلى " أولاد المضا " . ثبت ذلك في كتاب ( الشعر النبطي ذائقة الشعب وسلطة النص – تألف سعد الصويان ) قال :
( فهذا ابن زيد من أقد شعراء الدولة الجبرية في إحدى القصائد ينسب الجبور إلى " مضاوي " حيث يقول وهو يمدح السلطان أجود بن زامل العقيلي الغريري الجبري الخالدي :


رعيناها بالشـم المناعيـر والقنـا
إلى عنـه مذمـوم العشيـرة حـاد
بجمـع مضـاوي لكـن حـرابـه
نجوم الدجـى خطـر لقـاه مكـاد
أهل شيمة عليـا ونفـس عزيـزة
عن الـدون مـا شوفاتهـا بزهـاد
أبا سنـد زبـن المشافيـق أجـود
إلى ما غدى المستاخريـن غـواد
وهو بحر الجودا وهو مغرس الندى
وراعي صخا من سالـف وأجـداد
وصلوا على خير البرايـا محمـد
عدد ما سعى ساعي ونـادى منـاد



وينسب أمراء الجبور إلى جدهم " غُريِّر " والنسبة إليه " غُريري " جاء في كتاب ( الشعر النبطي ) المصدر السابق قال :
قال الشاعر ابن زيد وهو من أقدم شعراء دولة الجبور قصيدة في مدح زامل العقيلي الغريري الجبري الخالدي مؤسس دولة الجبور :


ضعاين يتلين الغريـري زامـل
لكن جمـا حرجاتهـن عريـن
على رأي ملك من عقيل مجرب
لتالي المعايا الجاذيات ضميـن



و قال الشاعر ابن غنام في مدح محمد بن أجود بن زامل الجبري أحد أمراء الجبور من بني خالد :


صرايع من كف الغريري محمد
فناها وثلثيها من الـدم شـارب
كعام العدا بحر الندى باذل الجدا
ببذل النـد وسيـع الرواحـب



وقال الشاعر " الكليف " في قصيدة " الدامغة " يمدح فيها أبو مبارك مقرن بن قصيب بن زامل آل هلال الجبري الخالدي أحد أمراء الجبور :


إلى غريري من أولاد المضـا
راعي عطايا ما يمن جزالهـا
شيخ العشيرة مقرن زاكي الوفا
حمال من جل الخطوب ثقالها


ثم قال :


بيمنى غريري من أولاد المضا
مرخص دبيل الروح عند قتالها
ما تلحق السفها قصايـا سـده
يوم ولا كل الرجـال تنالهـا


وقال الشاعر العليمي في مدح أبو منيف قطن بن قطن بن قطن بن علي بن هلال الجبري الخالدي أحد أمراء الجبور :


غريـري قطـامـي شـجـاع
ذرى الفرسان من ضرب السنينا


وقال جعيثن اليزيدي في مدح السلطان مقرن بن زامل بن أجود الجبري الخالدي أحد أمراء الجبور :


ولاقيت بعد السير يـا نـاق مقـرن
وقابلت وجـه فيـه للحمـد شاهـد
نشا بين سيـف والغريـري زامـل
فيالـك مـن عـم كريـم ووالــد
وبين أجود سلطان قيـس وركنهـا
عن الضيم أو في المعضلات الشدايد
حمى بالقنا هجر إلى ضاحي اللوى
إلى العارض المنقاد نابـي الفرايـد
ونجد رعى ربعـي زاهـي فلاتهـا
على الرغم من سادات لام وخالـد


تعليق : تفيد قصيدة جعيثن اليزيدي أ ن السلطان أجود بن زامل الجبري الخالدي من سادات بني خالد هو سلطان جزيرة قيس وركنها و سلطان هجر إلى ضاحي اللوى إلى العارض وسلطان نجد . وكلها أماكن معروفة.

قال ابن زيد يمدح هلال بن زامل أخو أجود بن زامل الجبري الخالدي أحج أمراء الجبور :


أبو كل معروف بالايمان والتقى
هلال إلى عام القسا منه طارق


ثم قال :


ولاه على سلطان قيس وخافـه
من إسراف طلاب الجنايا الحناق


و الشاعر عامر السمبن مدح علي بن أجود بن زامل الجبري الخالدي أحد أمراء الجبور قال :


علي بن أجود سلطان قيـس
مجار الجود كهف للضعفاف
صعد لصعود قمات المعالي
وصافي للكرام وكل وافـي



أولاد المضا :
اسم مؤنث أصله " مضاوي " حذفت بعض حروف الاسم الأصل للترخيم والتخفيف ثم أشبع اللفظ بالألف الممدودة ، بقصد تجانس الوزن والانسجام وهروبا من الثقل في اللتطق في القصيدة .( قاعة لغوية في الشعر فصيحة امتدت جذورها إلى الشعر العامي - أنظر شرع هذه القاعدة في هذا البحث )
و يُنسب أمراء دولة الجبور " أجود وزامل وهلال " إلى والدتهم مضاوي " المضا " ويقال لهم "أولاد المضا " لشهرت قبيلتها آل مقدم من قيس بن عميرة ( العميري ) بن عقيلة ( عقيل ) بن شبانة بن قديمة ( القديمات ) بن نباته بن عامر ( يقال لهم آل عامر أو العامري ) الخالدي المخزومي القرشي.
ومن الشعراء العاميين الذين أرجعوا نسب أمراء آل جبر الجبور إلى أخوالهم آل مقدم من قيس العميري هؤلاء بشكل مطلق. معاصرهم الشاعر أبو سلطان عامر بن سلطان السمين الذي ينتمي هو أيضا إلى آل قيس بن عميرة (العميري ) بن عقيلة آل عامري الخالدي، قال في قصيدة يمدح قطن بن سيف الجبري الخالدي أحد أمراء الجبور:


قيسي خيار عقيل جمـلا كلهـم
العامري من قيس أوفى مقسمـا
والى تفاخرت الأصـول بعامـر
فخيارهـا وأعزهـا المتقـدمـا
وإلى المقدم أصلهـم آل المضـا
وإلى المضا من قيس أوفى مقسما


تعليق :
عقيل : هو عقيل ( عقيلة ) بن شبانة آل عامري الخالدي من أولاده عميرة جد العماير أحد بطون قبيلة بني خالد .
عامر : هو عامر بن عُقيل بن عامر بن عمرو بن خالد الخالدي . ويقال لذريته آل عامري والنسب إليه العامري .
عقيل : هو عقيل (عُقيلة) بن شبانة بن قديمة بن نباته بن عامر الخالدي .
قيس : هو قيس بن عميرة بن عقيلة العامري الخالدي .
المقدم : هو المقدم ابن قيس بن عميرة بن عقيلة آل عامري الخالدي .
المضا : هي مضاوي ابنت المقدم ابن قيس بن عميرة بن عقيلة آل عامري الخالدي .

وعلم أن : عصفور بن راشد بن عميرة العميري آل عامري الخالدي .جده عميرة هو جد العماير آل عامري أحد بطون قبيلة بني خالد وهم أهل الأمر والحل والعقد في الأحساء والقطيف قبل أبناء عمهم آل زامل العقيلي الغريري الجبري الخالدي .

والشاعر أبو سلطان عامر بن سلطان السمين هو أصلا من آل عميرة العميري آل عامري الخالدي ( ت 1079هـ) ، قد برز نجمه في بداية تأسيس دولة الجبور ، ونلاحظ في قصائده السابقة أنه قد عمم نسب أمراء دولة الجبور الفرع الخالدي إلى أبناء عمهم العماير آل عامري الفرع الخالدي الآخر والعماير أصاحب السيادة في المنطقة قبل الجبور . أي أنه نسب الأصل إلى الفرع. ثم نسب الجبور إلى أبناء عمهم العماير آل عامري لشهرتهم في ذك الوقت . وقد تبعه على ذلك شعراء آخرون ثم أخذ به الكتاب المعاصرون .
قال الشيخ محمد البسام التميمي النجدي ( ت1332هـ) في كتابه ( "عشائر العرب " الدرر المفاخر في أخبارالعرب الأواخر ) : ( الأحساء : بنو خالد سكنها عن أب فأب ... ومنهم " الجبور" ذوو البيت المعمور والفخر المذكور .... ومنهم "العماير " الذين إليهم المجد صاير ... الخ).

قال سعد الصويان في كتابه ( الشعر النبطي ) المصدر السابق نقلا عن الربيعي : ( ويبدو أن عامر السمين قد كرس مدائحه في الشطر الأول من حياته لأمراء الدولة الجبرية وانقطع لهم ولم يقصد غيرهم بحكم مابين بني خالد قبيلة الشاعر ، وبين بني عقيل ، قبيلة الجبريين ، من أواصر الروابط القبيلة ... وذكر الربيعي أن عامر السمين من شعراء عنيزة وأنه من بني خالد . وذكر قول عامر السمين في إحدى قصائده : " أنا من حميد بن عقيل بن عامر " ) .

وقال الشيخ عبدالله بن محمد البسام ( ت 1346 هـ ) في كتابه ( تحفة المشتاق في أخبار نجد والجاز والعراق) حينما أرخ لحوادث سنة 1015هـ : ( في هذه السنة ظهر الشريف محسن بن حسين بن حسن بن أبي نمي إلى نجد وقتل أهل بلدة القصب من بلاد الوشم ونهبهم وفعل الأفاعيل العظيمة ودمر بلد الرقيبية المعروفة من بلد القصب وقتل أهلها وقتل رئيس البلد المذكورة راشد بن سعد الجبري من بني خالد )

وقال حمد الجاسر في كتابه ( معجم قبائل المملكة العربية السعودي) :
(بَنُو خَالِد : واحدهم خالدي. ومن فروعهم : 1- الجُبْوُرُ ....وبلادهم : بقرب ساحل الخليج العربي، جنة والمُسْلِمية جزيرتان بقرب الجبيل، وأطراف القطيف والظهران . ). ثم قال عن الجبور بالتحديد : ( الجُبْوُر ُ: من بني خالد. واحدهم جَبْري وقد يقال: جُبُورْي. ) .

وقال عبدالكريم الوهبي في كتابه ( بنو خالد وعلاقتهم بنجد) حيث قال : ( الجبور : أحد فروع بني خالد الكبيرة ...حكموا منطقة شرق شبه الجزيرة العربية ...كانت لهم فيها الزعامة المطلقة في القرن التاسع الهجري/ الخامس عشر الميلادي تقريبا ثم أخذ نفوذهم يضعف منذ أن احتل البرتغاليون البحرين وقتلوا زعيم الجبور القوي مقرن بن زامل سنة 927هـ) .

وقال سعد العبدالله الصويان في كتابه ( الشعر النبطي ذائقة الشعب وسلطة النص ) : ( ثم وجد الجروانيون أنفسهم مضطرين نتيجة لضعفهم إلى الاستعانة بشيخ الجبور زامل بن حسين بن ناصر الجبري ( نسبة إلى جد لهم اسمه جبر ) )

وفي كتاب ( ديوان النبهاني ) وهو ديوان الملك الشاعر سليمان بن سليمان بن مظفر النبهاني الأزدي ( ت910هـ) أحد ملوك بني نبهان في عمان (543-1034هـ) قال قصيدة ميمية يبين فيها علاقته بدولة الجبور ويمدح سلطانها أجود بن زامل الجبري الخالدي وولده سيف :


وإذا جئت بعد العشر قوما أعاظما
تدين لهم في الخافقيـن الأعاظـم
كمـاة حمـاة لا يضـام نزيلهـم
ولا يدعي مـا يدعيـه المراغـم
بهاليل جبريين شـادات علاهـم
ظباة المواضي والرقـاع اللهازم
أبا سند قرم الملوك بـن زامـل
ومن يتقيه في المكـر المصـادم
وسيفا يروي كل سيـف وذابـل
إذا احجمت خوف الحمام المقادم
وزامل رب الفضل والبأس والوفا
ومن قصرت عنه الملوك الأكارم
هم القوم سادوا كل حي وشيـدوا
مراتب لم تبلـغ مداهـا النعائـم
ليوث صناديـد غيـوث هواطـل
جبال منيفـات بحـار حضـارم



فوائد لا بد منها :
الفائدة الأولى :
هناك إجراء لغوي يسمى ( الحذف في اللغة ) سواء كان الحذف قياسيا أو سماعيا ويأتي على عدة مسويات منها : الاختزال ويعني الحذف الذي تقتضيه بنية اللفظ ، و الترخيم أو التخفيف وهو حذف آخر حرف من الكلمة ( الأسماء أو الأفعال ) و من صنوفه : حذف شاذ ليس له قواعد لغوية تضبطه – وهو معظم ما ورد عن العرب ممثلا لهذه الظاهرة - وكذلك حذف آخر الكلمة في المنادى المرخم و بحذف بعض عناصر الجملة في حال طولها و حذف الضمير وبعض الحروف وبعض الاسم في وهو نوع من التخفيف من الثقل النطقي للفظ أو الجملة ،أو بحذف بعض حروفه اللفظ – مثلا – للتقليل من عددها حتى يسهل نطقها ، وفي العربية شواهد كثيرة على مثل هذا الحذف ، ومن أمثلة حذف بعض الحروف :
قولهم ( المنا ) حذف اللام وأصلها ( المنازل ) قال لبيد :


درس المنا بمتالع فأبـان
وتقادمت بالحبس فالسوبان


وقولهم ( المعا ) وأصلها ( الذي معه ) قال الشاعر :


وغيرني ما غال قيسا ومالكا
وعمرا وحجرا بالمشقر المعا


وقولهم ( عبدل ) وأصلها ( عبدالله ) قال ابن المقرب في مدح الفضل بن عبدالله أحد أمراء العيونيين :


وإن تفحر بالفضل فضل بن عبدال
فيـا بأبـي أعرفـه ومناسـبـه
همام حمى البحرين سبعا ومثلهـا
سنين وسارت في الفيافي مواكبه



وقد شاع هذا الإجراء اللغوي في ألسنة كثير من القبائل العربية ونخص منهم من كان يقطن البادية أو تقع منازلهم على تخومها لميلهم الشديد إلى الاقتصاد في المجهود العضلي فحذفوا بعض الحركات واستعاضوا بسواها قصدا إلى تجانس الأصوات ، وكذا فعلوا ببعض الحروف الزائدة ، بل وبالأصل أيضا رغبة في الانتهاء واختصار الحروف . ولا زالت هذه اللهجة تؤدى بمظاهرها جميعها في بعض اللهجات العامية ، وإليك بعض الأمثلة :
يا محمد - يا محما . جعفر – جعفا . مضاوي – مضا . الليل – اللي . مسكين – مسكي . ضبح – ضبو . وقد حذفت الحروف للترخيم ثم أشبع اللفظ بالألف الممدودة أو المقصورة أو الياء أو الواو.والسبب ظاهر للتماثل أو التشابه أو التجانس فصدا إلى الانسجام وهروبا إلى الترخيم أو التخفيف.
وقال الشاعر :


مضى ثلاث سنين مذ دخلت بها
وعام حلَّت وهذا التابع الخامي


يقصد : التابع الخامس .

الفائدة الثانية :
وقد أثبت التاريخ وجود قبائل مشهورة ينسبون إلى أمهاتهم كقبائل غزية و باهلة وبجيلة و مزينة وغيرهم والأدلة على ذلك :
قال ابن الكلبي في كتابه ( نسب معد واليمن الكبير ) : (ووَلَدَ حَارِثَةَ بن ثَوْب :غَنْمُا فَوَلَدَ غَنْمُ بن حَارِثَةَ :عَصَرُاً، أُبيّا، بَطنَان.فَوَلَدَ عَصَرُ بن غَنْمُ :عَبْدِاً منهم :عُمُرّ بن المُسَبَّح بن كَعْب بن طَرِيف بن كَعْب، كانَ أَرْمى العَرَبِ، له يَقُولُ امُرّؤ القَيْس بن حُجْر :


رُبَّ رَامٍ مِنْ بَني ثُعَلٍ
مُخْرجٌ كَفَّيْهِ مِنْ سُتَرِه



وقال الشَّاعِر :


لَيْتَ الغُرَاب رَمَى حَمَاطةَ قَلْبِهِ
عُمُرّو بأَسهُمِهِ التَّي لا تَغِْلـب


وأَدرَكَ النَّبي ( وهو ابن خمسين ومَائة سنة، فأسلَمَ وحَسَن اسلَامَهُ ووَلَدَ ابي بن غَنْمُ بن حَارِثَةَ :سَيْفاً، مسُعُوَدّ، وحَارِثَةَ، حَضَنتْهُم امه يُقَال لها غَزِيّةَ، فَغَلبتْ عَلِيّهم هَؤُلاءِ بَنو ثَوْب بن مَعْنُ )

وقال السمعاني في كتابه ( الأنساب ) : (أخبرنا أبو بكر محمد بن أبي سعيد القصاري الفقيه بمرو أنا عبيد الله بن محمد بن أردشير نب محمد أنا جدي أنا أحمد بن سعيد الفقيه أنا أبو بكر البسطامي أنا أحمد بن سيار سمعت الشاه بن عمار يقول: وكان أولاد معن من غيرها تسعة بنين قتيبة وقعنبا -وأمهما السوداء ابنة عمرو بن تميم- وزيداً ووائلاً والحارث وشيبان وفراصاً وحرباً ووهيباً - وأمهم جميعاً أرنب بنت شمخ بن فزارة، فكانت باهلة إنما كانت ابنة صعب بن سعد العشيرة بن مذحج وكانت أم أود وجوه ابني معن بن مالك بن أعصر فكان أولاد معن هؤلاء الذين سميناهم من غيرها، فكانت باهلة حضنتهم جميعاً فغلبت عليهم فنسبوا إليها....... والمشهور بالانتساب إليها جماعة من القدماء والمتأخرين، منهم أمير خراسان أبو حفص قتيبة بن مسلم بن عمرو بن الحصين بن ربيعة بن خالد بن أسيد الخير بن قضاعي بن هلال بن سلامة بن ثعلبة بن وائل بن معن بن مالك بن أعصر بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ......وقيل إن بجيلة اسم أمهم وهي من سعد العشيرة وأختها باهلة ولدتا قبيلتين عظيمتين........ البجلي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون الجيم، هذه النسبة إلى بجلة وهم رهط من سليم بن منصور يقال لهم بنو بجلة نسبوا إلى أمهم بجيلة بنت هناءة بن مالك بن فهم الأزدي فمنهم أبو نجيح عمرو بن عبسة بن جبلة بن حذيفة بن عمرو بن خلف بن مازن بن مالك بن ثعلبة بن بهثة بن سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان.......... والمزني: بضم الميم، وفتح الزاي، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى مزينة بن أد بن طابخة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، واسم مزينة عمرو، وإنما سمي باسم أمه مزينة بنت كلب بن وبرة. وولدت هي عثمان وأوساً ابني عمرو بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر، فهم مزينة.)

قال القلقشندي في كتابه ( صبح الأعشى ) : (ومن قبائل قيس أيضاً باهلة، وهم بنو سعد مناة بن مالك بن أعصر، واسمه منبه بن سعد بن قيس عيلان، وجعلهم في العبر بني مالك بن أعصر. وباهلة أم سعد مناة عرفوا بها: وهي باهلة بنت صعب بن سعد العشيرة من مذحج، منهم أبو أمامة الباهلي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم...... ومن قبائل طابخة أيضاً مزينة بضم الميم وفتح الزاي وسكون الياء المثناة تحت وفتح النون وهاء في الآخر، وهم بنو عثمان وأوس، ابني عمرو ابن أد بن طابخة، ومزينة أمهما عرفوا بها؛ وهي مزينة بنت كلب بن وبرة. ومنهم كعب بن زهير ناظم القصيدة المعروفة ببانت سعاد، وإليهم ينسب الإمام إسماعيل بن إبراهيم المزني صاحب الإمام الشافعي رضي الله عنه. )

وقال ابن حزم في كتابه ( جمهرة أنساب العرب ) : (ولد عمرو بن قيس عيلان: فهم؛ والحارث، وهو عدوان: أمهما جديلة بنت مر بن أد؛ فنسبوا إليها؛ وقيل: بل هي جديلة بنت مدركة بن الياس... ولد أعصر بن سعد بن قيس عيلانمالك، وهم باهلة؛ وعمرو، وهم غني؛...ولد مالك بن أعصر: سعد مناة، وأمه باهلة بنت صعب بن سعد العشيرة، من مذحج؛ ومعن بن مالك، خلف بعد أبيه على باهلة، فولدت له أولاداً، وحضنت سائر ولده من غيرها؛ فنسب جميعهم إلى باهلة. فولد معن بن مالك: أود بن معن، وجئاوة أمهما باهلة؛ وفراس، واسمه شيبان؛ وزيد؛ ووائل؛ والحارث؛ وحرب: أمهم بنت شمخ بن فزارة؛ وقتيبة؛ وقعنب: أمهما بنت عمرو بن تميم، حضنتهم كلهم باهلة، فكلهم ينسب إليها. فمن بني قتيبة بن معن بن مالك بن أعصر: عمارة بن عبد العزى بن عامر بن عمرو بن ثعلبة بن عمرو بن قتيبة بن معن، وهو قاتل عبد الدار بن قصي؛ ومن ولده: حاتم بن النعمان بن عمرو بن جابر بن عمارة بن عبد العزى، كان سيداً بالجزيرة؛ وابنه عبد العزيز بن حاتم سيد أيضاً؛ والأحدب بن عمرو بن جابر بن عمارة بن عبد العزى، ... ومنهم: الأصمعي العالم، هو عبد الملك بن قريب بن عبد الملك بن علي بن أصمع بن مظهر بن رياح بن عبد شمس بن أعيا بن سعد بن عبد "بن" غنم بن قتيبة بن معن بن مالك بن أعصر؛ وكان الأصمعي يقول: "لست من باهلة، لأن قتيبة بن معن لم تلده باهلة قط". أدرك أصمع النبي -صلى الله عليه وسلم- وكذلك أبوه مظهر، وأسلما جميعاً؛ وقبر مظهر بكاظمة بقرب البحر.)

قام بالبحث والمقارنة التاريخية : المنيعي الخالدي