قال رجل يا رسول الله أخبرني عن سبأ ماهو أرض أم امرأة قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( ليس بأرض ولا امرأة ولكنه رجل وله عشرة من الولد فتيامن ستة وتشأم أربعة فأما الذين تشائموا فلخم وجذام وعاملة وغسان وأما الذين تيامنوا فكندة والأشعريون والأزد ومذحج وحمير وأنمار )ورد في صحيح أبوداوود للألباني فهذا يدل دلاله واضحه صحة نسب جذام الى سبأ من كهلان من قحطان من العرب .قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( الإيمان يمان هكذا وهكذا بني جذام صلوات الله على جذام يقاتلون الكفار على رؤوس الشعف ينصرون الله ورسوله ) وفي رواية أخرى قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( الإيمان يمان حتى جبال جذام وبارك الله في جذام ) ....




نسب معد واليمن الكبير لأبي منذر هشام بن محمد بن السائب الكلبي المتوفي سنة 204ه

وولد جذام بن عدي _ وإنما سمي جذاماً أن ابن عم له ضرب يده فجذمها : حراماً وجشماً
فولد حشم بن جذام : بديلا فولد بديل : سودا وشنوة فولد سود بن بديل : عمرا وبكرا
فولد عمرو بن سود: عديا , بطن فولد بكر بن سود : حبيب , وعقبة
وولد شنوة بن بديل : مالكا والهزن . فولد مالك بن شنوة : أسلم , وعوفاً
فولد أسلم بن مالك : عتيباً وهم اليوم في شيبان , وفيهم قال عدي بن زيد :

فإنك والذي نرجو وترجو ..... كما ترجو أصاغرها عتيب

وكان مالك في ذلك الزمان أغار عليهم فسبى الرجال وكانوا عنده فكانوا يقولون ( إذا أدرك صبياننا افتكونا ) فلم يزالوا عنده حتى هلكوا , فكانوا مثلا ..
وفي الأمثال ( أودى كما أودى عتيب ) وذلك أن ملكا أسرهم واستعبدهم فكانوا يقولون ( اذا كبر صبياننا أفتكونا , فلم يزالوا حتى هلكوا , يضرب لمن هلك وهو مغلوب . مجمع الأمثال للميداني

فولد عتيب بن أسلم : دهرا , وجاحفا , وعبدالله .
وولد عوف بن مالك : حريً بطن
فولد حري بن عوف : القاطع , وهم بالفرما والبقارة والواردة ولهم عدد..
الفرما مدينة على الساحل من ناحية مصر وأهلها من القبط وبعضهم من العرب من بني جري وسائر جذام ..
وولد حرام بن جذام : إياسا , ومراً , وهم المطعم , بطن .
فولد إياس بن حرام : سعداً وولد سعد بن إياس بن حرام : غطفان , وأفصى ، إليهما عدد جذام وشرفها ... فولد أفصى بن سعد : زيد بن مناة , وتيماً ..
فولد زيد بن مناة بن أفصى : وائلاً , بطن , ومالكاً , إليهما البيت .
منهم روح بن زنباع بن سلمة بن حداد بن حديدة بن أمية بن إمرىء القيس بن جمانة بن وائل بن زيد مناة بن أفصى .

وقيس بن زيد بن حيان بن امرىء القيس بن ثعلبة بن حبيب بن ذبيان بن عوف بن أنمار بن زنباع بن مازن بن سعد بن مالك بن زيد مناة بن أفصى ، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم
وكان سيدا ، وعقد له النبي صلى الله عليه وسلم على بني سعد بن مالك.
وفي الإصابة 3\ : 237 قيس بن زيد بن جبار الجذامي , يقال له قيس الأغر , وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم فولاه الرئاسة على قومه , وساق إلى النبي صلى الله عليه وسلم صدقات بني سعد ثلاث مرات , قال قيس : أجلسني النبي بين يديه , ومسح رأسي ودعا لي وقال: بارك الله فيك ياقيس , فهلك قيس وهو ابن مائة سنة ورأسه أبيض , وأثر يد رسول الله فيه أسود ..

وابنه ناتل بن قيس ، وكان سيد جذام بالشام وهو الذي رد على روح بن زنباع حيث انتسب إلى بني أسد بن خزيمة , فجاءه ناتل فقال (( أين قام هذا الغادر الفاجر روح قبل هاهنا )) وكان شيخا يومئذٍ , وروح شاباً , فقال )) ما تعرف هذا النسب نحن بنو قحطان ))
وفي جمهرة أنساب العرب ص421 : وقد كان أراد روح بن زنباع أن يرد نسب جذام إلى مضر فيقول: جذام بن أسدة أخي كنانة وأسد ابني خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر , فمنعه من ذلك ناتل بن قيس .
فولد أبامة بن غطفان : فوقة , وغنما , وسعد.
منهم روح بن شرحبيل بن عبدالله بن ثعلبة بن جليحة بن حارثة بن زيد بن كرمة بن سعد بن أيامة بن غطفان , وعداده, في كندة في بني شجرة ..
وولد عنيس بن غطفان : إياسا , وحيياً .
فولد إياس بن عنيس : كعباً .
فولد كعب بن إياس : علياً .
فولد علي بن كعب : ثعلبة , وكعباً
فولد كعب بن علي : عبيداً , والأحنف , بطن , وعوف ..
فولد عبيد بن كعب : نبيحاً , وسيراً بطن , وخصيبا بطن .
فولد نبيح بن عبيد : حديدة , وصليعاً بطن , وصفارة , وإمرأ القيس , أمهما دالة بها يعرفون .
فولد حديدة بن نبيح : قرطاً , وعتبة .
فولد قرط بن حديدة بن نبيح : الضبيب , بطن عظيم , لهم عدد وشدة , ومالكاً وربيعة .
وولد ثعلبة بن قرط : أحسن ومهصراً .
منهم : نبيط بن عمرو بن كعب بن عتبة بن حديدة بن نبيح , بطن.
وولد عوف بن كعب بن علي بن كعب بن إياس : الأصرم , ومحلماً
أمهما الخضراء بها يعرفان , واليها ينسبان .
وولد ثعلبة بن علي بن كعب بن إياس : غنماً .
فولد غنم بن ثعلبة : مطروداً.
فولد مطرود بن غنم : عدياً , وقيساً.
فولد عدي بن مطرود : نفاثة بطن , لهم شدة وجماعة .
وولد قيس بن مطرود : مبذولاً , لهم شدة وجماعة .


قلائد الجمان في التعريف بقبائل عرب الزمان القلقشندي أبي العباس أحمد بن علي 821ه
القبيلة الثانية من بني سبأ
كهلان بفتح الكاف وسكون الهاء ولام الألف ثم نون في الآخر وهم بن كهلان بن سبأ
قال في العبر : والعدد فيهم أكثر من حمير . قال أبو عبيد : وشعوبهم كلها متشعبة من زيد بن كهلان وربما ملك بعضهم اليمن مداولة لبني حمير .
قال في العبر : ولما تقلص ملك حمير بقيت الرياسة بالبادية على العرب لبني كهلان .
والمشهور من بقايا كهلان الموجودين الآن ثمان عمائر :
العمارة الأولى :
منهم جذام , بضم الجيم وفتح الذال المعجمة وألف ثم ميم .
قال أبو عبيد : وهم بنو جذام بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان .
وجعله صاحب حماة من بني عمرو بن سبأ .
وهو أخو لخم , وعم كندة .
وكان لجذام من الولد : حرام ، وجشم .
قال صاحب حماة : وجميع ولده منهما .
قال الجوهري : وتزعم نسابة مضر أنهم من مضر , وأنهم انتقلوا إلى اليمن , ونزلوها , فحسبوا
من اليمن . واستشهد لذلك بقول الكميت يذكر انتقالهم على اليمن :
نعاء جذاما غير موت ولا قتل .... ولكن فراقٍ للدعائم والأصل
قال الحمداني : ويقال : أنهم من ولد يعفر بن إبراهيم عليه السلام .
واستشهد لذلك بما رواه محمد بن السائب أنه وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد من جذام , فقال : مرحبا بقوم شعيب واصهار موسى .
وبقول جنادة ابن خشرم الجذامي :
وما قحطان لي بأب وأم ....... ولا تصطادني شبه الضلال
وليس إليهم نسبي ولكن ........ معدياً وجدت أبي وخالي
قال صاحب حماة : وكان في (( جذام )) العدد والشرف .
وإلى جذام ينسب : فروة بن عمرو الجذامي . كتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم بعد إسلامه .
قال ابن الجوزي : كان فروة عاملا للروم فأسلم ، وكتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامه , وبعث بذلك مع رجل من قومه , وبعث إلى النبي صلى الله عليه وسلم ببغلة بيضاء وفرس وحمار وأثواب وقباء سندس محوص بالذهب . فكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم
كتابا فيه , بعد البسملة أما بعد . فقد قدم علينا رسولك وبلغ ما أرسلت به , وخبر عما قبلكم , وأتانا بإسلامك , وان الله هداك بهداه . وأمر بلالاً فاعطى رسوله اثني عشرة أوقية فضة .
وبلغ ملك الروم إسلام فروة , فدعاه وقال له , ارجع عن دينك . قال : لا أفارق دين محمد , وإنك تعلم أن عيسى قد بشر به ولكنك تضن بملكك فقتله وصلبه .
قال ابن إسحاق : وذلك على ماء بفلسطين يقال له عفراء قال : ولما قدموا يصلبوه أنشد :
أبلغ سراة المسلمين بأنني ..... سلم لربي أعظمي ومقامي
وإليهم أيضا ً ينسب : رفاعة بن زيد الجذامي .
قال ابن إسحاق : قدم رفاعة بن زيد على رسول الله صلى الله عليه وسلم في هدنة الحديبية فأسلم وحسن إسلامه , واهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم غلاما وكتب إليه الرسول صلى الله عليه وسلم كتابا الى قومه , فيه بعد البسملة : هذا كتاب من رسول الله لرفاعة بن زيد : إني بعثته الى قومه عامة ومن دخل فيهم يدعوهم إلى الله تعالى وإلى رسوله , فمن أقبل منهم ففي حزب الله وحزب رسوله ومن أدبر فله أمان إلى شهرين .
فلما قدم رفاعة الى قومه أسلموا ثم ساروا الى الحرة حرة الرجلاء فنزلوها .
ومن جذام ايضاً : بنو هود , من ملوك الأندلس في أيام الطوائف وهم بنو هود بن عبدالله بن موسى بن سالم الجذامي .
ويقال : إنهم من ولد روح بن زنباع , وأول من ملك منهم سليمان المستعين بسرقسطة ,ودام ملكهم مدة ودانوا بطاعة خلفاء بني العباس .
ومن جذام : بنو مردنيش ملوك بلنسية من الاندلس في جملة ملوك الطوائف .
قال في العبر : واول من ملك منهم عبدالله بن سعد بن مردنيش الجذامي . وبقى الملك فيهم إلى أن غلبهم الطاغية صاحب برشلونة من الاندلس سنة اربع وأربعين وخمسمائة .
قلت : وبقايا جذام منتشرون بأقطار الأرض في كل جانب ولقد ورد على الظاهر برقوق صاحب الديار المصرية كتاب كتاب من صاحب البرنو من ملوك السودان يذكر فيه أن بجواره قوما من جذام , وأنهم أغاروا عليهم وسبوا من أقاربه جماعة , وسأل تتبع أثارهم بمملكة الديار المصرية ليوجد منهم قد بيع بها لينتزع .
ثم المشهور من بقايا جذام الموجوديين الآن أحد عشر بطنا ما بين كبار وصغار .
البطن الأول : بنو زيد بن حرام بن جذام . ومنازلهم بلاد الشرقية من الديار المصرية وهي من أعمال بلبيس وتعرف ببلاد الحوف .
قال الحمداني : وجذام أول من سكن مصر من العرب حين جاءوا في الفتح الإسلامي مع عمرو بن العاص رضي الله عنه , واقطعوا فيها بلادا بعضها بأيديهم الى الآن .
ثم قال : ومن إقطاعهم , هربيط وتل بسطة ونوب وام رماد وغير ذلك .
قال : وجميع أقطاع ثعلبة كان في مناشير جذام من زمن عمرو بن العاص وإنما السلطان صلاح الدين وسع لثعلبة في بلاد جذام ولذلك كان فاقوس وما حولها لهلبا سويد .
ويتفرع من هذا الفخذ خمس فصائل وهم : سويد ، وبعجة ، وناثل ، ورفاعة ، وبردعة ، الى فروع كثيرة .
فاما سويد فمن ولده : هلبا سويد وهم : بنو هلبا بن سويد .
قال الحمداني : ومنهم العطويون ، والحميديون ، والجابريون ، والغتاورة . ويقال لهم
أولاد طواح المكوس .
ومنهم أيضا : الاخيوة , وهم أولاد حمدان ، ورومان , والسود .
ومن بطون الحميديين : اولاد راشد , ومنهم : البراجسة ، وأولاد يبرين , والجواشنة , والعكوك , وأولاد غانم , وآل حمود ، والزرقان والأساورة والحماريون
ومن اولاد راشد المقدم ذكرهم الحراقيص . والخنافيس , وأولاد جوال وآل زيد .
ومن النجابية : اولاد نجيب وبنو فصيل .
ومن ولد سويد أيضا ً : هلبا مالك , وهم بنوهلبا بن مالك بن سويد , ومنهم الحسنيون وهم أولاد الحسن , والغوارنة , وهم بنو الغور بن أبي بكر بن موهوب ابن عبيد بن مالك بن سويد .
ومنهم : العقيليون , وهم بنو عقيل بن قرة بن موهوب بن عبيد بن مالك بن سويد , وهم بيت الإمرة , وكانت الإمرة فيهم في نجم بن إبراهيم بن مسلم بن يوسف بن واقد بن غدير.
ومنهم من امر بالبوق والعلم , وهو أبو راشد بن حبشي بن نجم , ودحية , ونابت ابنا هاني بن حوط بن نجم .
ومن هلبا مالك : معبد بن منازل , وقد أقطع منى بني خثعم وأمر واقتنى عدداً من المماليك والترك والروم وغيرهم . وبلغ من الملك الصالح نجم الدين أيوب منزلة , ثم حصل عند الملك المعز بن أيبك التركماني على الدرجات الرفيعة , وقدمه عل عرب الديار المصرية , ولم يزل على ذلك حتى قتله غلمانه فجعل الملك المعز أبنيه : سلمى , ودغش , مكانه في الإمرة فكانا له نعم الخلف , ثم قدم دغش دمشق فأمره صاحبها الملك الناصر ببوق وعلم , وأمر الملك المعز أخاه كذلك , فابى حتى يؤمر مفرج بن سالم بن راضي مثله , ثم امر مزروع بن نجم كذلك في جماعة كثيرة من جذام وثعلبة .
ومن مالك بن سويد : بنو رديني بن زياد بن حسين بن مسعود بن مالك .
وقال الحمداني : ومنهم أولاد جياش بن عمران , ولهم تل محمد .
ومن ولد سويد أيضاً : بنو الوليد , وهم بنو الوليد بن سويد .
ويقال ان من ولده : طريف بن مكنون الملقب زين الدولة .
قال الحمداني : كان من اكرم العرب , وأنه كان في مضيفته أيام الغلاء اثنا عشر ألفاً يأكلون عنده كل يوم , وكان يهشم لهم الثريد في المراكب , وبطريف هذا تعرف : نوب طريف من بلاد الشرقية .ومن عقبه : فضل بن شمخ بن كمونة , وإبراهيم بن عالي , وامر كل منهما بالبوق والعلم . وعد الحمداني من أخلاف بني الوليد : الربيعيين , والخليفيين , والحصينيين
ومنهم أولاد شريف النجابين . ويقال إن لهم نسباً في قريش في بني عبد المناف بن قصي .
ومن بني الوليد : الحيادرة ، وهم بنو حيدرة بن معروف بن حبيب بن سويد وهم طائفة كثيرة .
ومنهم أيضا ً : بنو عمارة وهم : بنو عمارة بن الوليد .
قال الحمداني : وفيهم عدد ولهم البيرمون من أعمال الدقهلية.
ومنهم الحييون وهم بنو حية بن راشد بن الوليد , واولاد منازل , وكان منهم معبد بن منازل . أمر ببوق وعلم .
واما بعجة , فمن ولده : هلبا بعجة وهم : بنوهلبا بن بعجة بن زيد بن سويد وكان لبعجة من الولد : رداد , ومنظور , وناثل , ونجاد . ومن هلبا هؤلاء : مفرج بن سالم ابن راضي : المقدم ذكر تأميره مع تأمير سلمى بن معبد . ثم خلفه على إمته ابنه حسان ابن مفرج .
ومن هلبا بعجة : أولاد الهريم , ومن بني غياث بن عصمة بن نجاد بن هلبا بعجة .
ومنهم ايضاً : الجواشنة وهم : بنو جوشن بن منظور بن بعجة وهو صاحب السراة , المضروب به المثل في الكرم والشجاعة .
ومنهم الغوثية وكانوا في عداد رداد بن بعجة ., وأما ناثل فله البئر المعروفة ببئر نائل على رأس السراة . ومن عقبه : مهنا بن علوان بن زبير بن حبيب بن نائل , وكان جوادا كريما , طرقته مرة ضيوف في شتاء ولم يكن عنده حطب يوقده لطعام يصنعه لهم فاوقد احمالا من بر كانت عنده وكان له كفر برسوط بنواحي مرصفا من الشرقية .
وأما بردعة ورفاعة فالظاهر ان بنيهم اندرجوا في غخوتهم الثلاثة المقدم ذكرهم .

البطن الثاني من جذام :
بو مجربة وهم بنو مجربة بن حرام بن جذام , وهو اخو زيد بن حرام المقدم ذكره . وقيل : ابنه . واسم أمه أمية : وقيل : ميه .: وقيل : هو وزيد ابنا الضبيب . وقيل الضبيب أبو امية المذكور .
ومن بني مجربة هؤلاء : رفاعة بن زيد الجذامي , احد بني روح , وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وعقد له على قومه , فتوجه إليهم فأسلموا على يديه ووهب لرسول الله صلى الله عليه وسلم (( مدعما )) العبد صاحب الشملة التي ورد فيها الحديث .
ومن بني مجربة هؤلاء : الشواكرة .
قال الحمداني : ولهم شنبارة بني خصيب . قال وإليهم يرجع أولاد العجار , أولاد الحاج في زمن صلاح الدين وهلم جرا الى الآن .
قال : وفي عقبه هؤلاء عدد يعرفون به , ثم قال : وفي الحجاز فرقة منهم .

البطن الثالث من جذام :
بنوسعد , وضبطه معروف
قال ااحمداني: وقد اجتمع بمصر خمس سعود من جذام واختلط بعضهم ببعض .
أحدهما : بنو سعد بن إياس بن حرام بن جذام .
والثاني : سعد بن مالك بن زيد بن أفصى بن سعد بن إياس بن حرام بن جذام , وإليه ينسب أكثر السعديين . والثالث : سعد بن مالك بن حرام بن جذام .
والرابع : سعد بن أبامة بن عبيس بن غطفان بن سعد بن مالك بن حرام ابن جذام .
والخامس : سعد بن مالك بن افصى بن سعد بن إياس بن حرام بن جذام .
قال : وأكثرهم مشايخ البلاد وخفرائها ,ولهم مزارع ومآكل , وفسادهم كثير , وفيهم عشائر كثيرة ومنهم : شاس , وجوشن , وعلان , وفزارة . ولهم من تل طنبول الى نوب طريف ومنها :
دقدوس , ودمريط , وليلة , وبرهمتوش .
بل قد ذكر الحمداني أن ديارهم من ضواحي القاهرة الى أطراف الشرقية .
ومن مقدميهم : أولاد فضل والسلاحمة , وسكنهم من منية غمر _ بالغين المعجمة _ الى ريفها .
ومنهم شاور السعدي وزير العضدي آخر خلفاء الفاطميين بمصر .
ويقال : إن من عصب بني شاور كبار منية غمر وخفرائها ، الا أن ((ابن خلكان ))ذكر أن شاوراً من سعد حليمة ظئر النبي صلى الله عليه وسلم .
ومن بني سعد هؤلاء : بنو عبد الظاهر , كتاب ديوان الإنشاء .
قال المقر الشهابي بن فضل الله : رأيته ـ يعني القاضي محي الدين بن عبد الظاهر _ ينتسب إلى روح بن زنباع . ومنهم ايضا ً أهل برهمتوش ومشايخها .
ولم يزل بين بني سعد هؤلاء وبين بني وائل العداوة والشحناء والوقائع التي يقتل فيها الجم الغفير من الفريقين , والأمر على ذلك إلى الآن . ومنهم بنو جوشن .
قال المهمندار : ومساكنهم بضواحي القاهرة الى أطراف الشرقية .
قال الحمداني : ومن سعد جذام : بنو سعد , عرب صرخد .
قال : وبالإسكندرية قوم من جذام . ولم يبين من أي بطون جذام هم .

البطن الرابع من جذام :
زهير بضم الزاي وفتح الهاء وسكون الياء المثناة من تحت وراء مهملة في الآخر .
ويقال لهم : الزهور أيضا ً.
قال الحمداني : أكثرهم بالشام , والذين منهم بمصر امتزجوا ببني زيد ابن حرام بن جذام , المقدم ذكره , وهم عرب الحوف الى مايلي أشموم الرمان .
ومنهم : بنو عرين , وبنو شبيب , وبنو عبد الرحمن , وبنو مالك , وبنو عبيد , وبنوعبد القوي , وبنو شاكر – وهم غير شاكر عقبة – وبنوحسن وبنو شما- وهم غير بنو شما آل ربيعة .
ومنهم أيضا ً : البصيلية , والمنيعية ، والمسمارية , والجواشنة , والحيارى .
ويجاورهم من جذام أيضا ً : البشاشنة , والطواعن , والجوابر , والخضرة , وبنومالك .

البطن الخامس من جذام :
العائذ , وذكرهم الحمداني ولم يرفع في نسبهم .
قال في العبر : ومساكنهم فيما بين بلبيس إلى عقبة أيلة الى الكرك من ناحية فلسطين .
قال في مسالك الأبصار : ودرك هذه الأماكن في الحجيج , حتى تصل العقبة عليهم .


البطن السادس من جذام
بنو عقبة , بضم العين المهملة وسكون القاف وفتح الباء الموحدة وهاء في الآخر .
وهم بنو عقبة بن حرام بن جذام , على الخلاف السابق في نسب مجربة .
قال الحمداني : وديارهم من الشوبك الى حسمى الى تيوك الى تيماء , ثم الى الحريداء , وهي شرق الحجاز .
وقال في العبر : ديارهم من الكرك الى الأزلم في برية الحجاز , وعليهم درك الطريق مابين المدينة النبوية الى حدود غزة من بلاد الشام .
وقال في مسالك الأبصار : وعليهم درك الحجيج من العقبة الى الدامان : قال وآخر أمرائهم كان شطي . قال : وكان سلطاننا الملك الناصر – يعني محمد بن قلاوون – قد اقبل عليه إقبالاً أجله فوق السماكين , وألحقه بأمراء آل فضل , وآل مرا , وأقطعه الإقطاعات الجليلة , وألبسه التشريف الكبير , وأجزل له الحباء , وعمر له ولأهله البيت والخباء .
قال الحمداني : وفرقة منهم بالحجاز الشريف .

البطن السابع من جذام
بنو طريف , بفتح الطاء وكسر الراء المهملتين وسكون المثناة التحتية وفاء في الآخر .
ومنهم بنو مهدي , بفتح الميم وسكون الدال المهملة وياء مثناة من تحت وعد في (( التعريف ))
بني مهدي من بني عذرة . وقد تقدم أن عذرة من قضاعة من حمير . وبالجملة فهم من عرب اليمن .
ومن بني طريف : بنومسهر ، بضم الميم وسكون السين المهملة وكسر الهاء وراء مهملة في الآخر , وبنو عجرمة , بفتح العين المهملة وميم مفتوحة ثم هاء .
فأما بنو مهدي فهم أكثرهم عددا ً وأوسعهم نطاقا ً ومنهم : المشاطبة , ومن المشاطبة : أولاد عسكر ، والعناترة , والبترات ، واليعاقبة , والمطارنة , والعفير , والرويم , والقطاربة , وأولاد الطامية , وبنو دوس , وآل سبأ , والمجابرة , والسماعنة , والعجارمة , بنو خالد , والسلمات , والحمالات , والمساهرة , والمغاورة , وبنو عطا , وبنو صاد , وآل شبل , وآل رويم , وهم غير الرويم المقدم ذكرهم _ والمحارقة , وبنو عياض .
قال الحمداني : وهؤلاء ديارهم البلقاء الى بارين الى الصوان الى علم أعفر .
وذكر أن حول الكرك منهم بنى داود في جماعات كثيرة منهم .
وأما بنو عجرمة , وهم العجارمة , فقال الحمداني : كان شيخهم مسعود بن جرير ذا مكانة عالية عند ولاة الأمور .
وأما بنو مسهر , فالذي يظهر أنهم دخلوا في مهدي واتزجوا بهم .

البطن الثامن من جذام :
بنو صخر بالضبط المعروف , ومنهم الدعجيون . ويقال لهم : الدعاجنة . والعطويين , والصوتيين . قال الحمداني : وبلادهم ما حول الكرك ومنهم طائفة بمصر .

البطن التاسع من جذام :
بنو خصيب , بفتح الخاء المعجمة وكسر الصاد المهملة .
قال الحمداني : وهم أشتات بمصر والشام .

البطن العاشر من جذام
بنوواصل . قال الحمداني : واصل مقرهم الشام , ووفدت طائفة منهم على المعز أيبك التركماني بالديار المصرية , وأقاموا بها وبقيت بقيتهم بالشام .

البطن الحادي عشر من جذام : بنو مرة : وهم خفر القدس .
البطن الثاني عشر من جذام : بنو فيض من عرب القدس .
البطن الثالث عشر من جذام : بنو شجاع من عرب القدس أيضاً .
البطن الرابع عشر من جذام : العناترة عرب بلد الخليل .
البطن الخامس عشر من جذام : بنوأيوب عرب حسين من بلاد الشام .
البطن السادس عشر من جذام : بنو نمير خفراء عرب الكفرية ونمرين من الشام .
البطن السابع عشر من جذام : بنووهران من عرب جبل عوف .
البطن الثامن عشر من جذام : الحريث , بضم الحاء وفتح الراء المهملتين وإسكان المثناة من تحت وثاء مثلثة في الآخر : عرب الساحل الغزاوي .
قال الحمداني : غزوا عسقلان أيام الملك الصالح مع بيبرس الجاشنكيز فأقطعهم هناك .
البطن التاسع عشر من جذام : بنو عمرو عرب الصليب .
البطن العشرون من جذام : بنو أسلم بفتح اللام منازلهم بلاد غزة .
ذكرهم الحمداني ثم قال : ولكنهم اختلطوا بجذيمة من عرب طيء .
قال في مسالك الأبصار : وبتدمر والمناظر رجال من أسلم .
البطن الحادي والعشرون من جذام : بنو صخر . قال الحمداني : ومساكنهم ببلاد الكرك .
قال : وهم الدعجيون , والعطويون , والصوتيون . وذكر أنهم احلاف لآل فضل من عرب الشام
قالت : منهم جماعة بمصر .
قلت : أما حشم بن جذام , فلم يكن له بقية مشهورة , وقد كان منهم في الزمن المتقدم بطن يسمى : عتيبا وهم بنو عتيب بن أسلم بن مالك بن شنوءة بن بديل بن حشم بن جذام .
قال أبو عبيد : وهم اليوم ينتسبون في الشيبان , يقولون عتيب بن شيبان .
قال : وإليهم تنتسب حفرة عتيب بالبصرة .
قال الجوهري : أغار عليهم بعض الملوك فسبى الرجال فكانوا يقولون : اذا كبر صبياننا لم يتركونا حتى يفلتونا فلم يزالوا عندهم حتى هلكوا . فضرب لهم العرب مثلا : فقيل : أودى عتيب.
وفي ذلك يقول الشاعر :
ترجيها وقد وقعت بقر ...... كما ترجو أصاغرها عتيب

انتهى كلام القلقشندي عن جذام .

كانت جذام في حسمى وهي من من مواطن ثمود وجذام من نسل جذام شقيق ( عاملة ) و( لخم )
أبناء عدي بن الحارث بن مرة بن كهلان واسم جذام الحقيقي في رأيهم ( عمرو )
وتقع أرض جذام في الاقسام الجنوبية من بلاد الشام وتصل الى أيلة ( العقبة ) ثم تمتد مع الساحل حتى تبلغ ( ينبع ) . ويرجع بعض النسابين نسب جذام إلى اليمن , ويرجعها بعض آخر الى مضر
وتوسط قوم فقالوا إنهم كانوا من مضر في الأصل ثم غادروا ديار مضر فذهبوا الى اليمن وعاشوا بين قبائل قحطان فنسوا أصلهم بتقادم العهد وعدوا في القحطانيين .
ويظهر أن هذا الرأي هو محاولة للتوفيق بين الرأيين السابقين .
وبنو جذام من القبائل العربية التي نزلت جبال حسمى قبل ظهور الإسلام وبعده . وقد وفد من جذام على الرسول صلى الله عليه وسلم وأسلموا وكتب لهم الرسول كتابا ً .
وجذام أخو لخم : وهو جذام بن عمرو بن مالك بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد .
وبنو جذام من القبائل العربية التي كانت منازلها في أواخر العصر الجاهلي في شمال الحجاز مثل : حسمى – مدين – حقل – تبوك- وأيلة ( العقبة ) .
وجذام قبيلة يمنية نزلت جبال حسمى وتزعم نسابة مضر أنهم من معد قال الكميت يذكر انتقالهم الى اليمن بنسبهم :
نعاء جذاما ً غير موت ولا قتل ....... ولكن فراقا للدعائم والأصل

وجذام حي من اليمن قيل هم من ولد أسد بن خزيمة وقول أبي ذؤيب :
كأن ثقال المزن بين تضارع ....وشابة برك من جذام لبيج

أراد برك من إبل جذام وخصهم لأنهم أكثر الناس إبلاً كقول النابغة الجعدي :
فاصبحت الثيران غرقى وأصبحت ...... نساء تميم يلتقطن الصياصيا
ذهب الى أن تميم حاكة فنسائهم يلتقطن قرون البقر الميتة في السيل .
قال سيبوبه : إن قالوا ولد جذام كذا وكذا صرفته لأنك قصدت قصد الأب قال وإن قلت هذه جذام فهي كسدوس .
جذام وهو لقبه . ذكروا أن اسمه عمرو بن عدي بن الحارث من كهلان :
جد جاهلي النسب إليه جذامي بنوه بطن من كهلان من القحطانية .
والجذاميون أول من سكن مصر من العرب جاءوا في الفتح الإسلامي مع عمرو بن العاص .
قال ابن خلدون :
وبقيتهم اليوم ( أي أواخر القرن الثامن الهجري) في شعبين أحدهما ( بن عائد ) وهم مابين بلبيس من أعمال مصر الى العقبة أيلة ( خليج العقبة ) الى الكرك من ناحية فلسطين , والثاني ( بنو عقبة ) ولهم الكرك الى الأزلم من برية الحجاز وضمان السابلة ما بين مصر والمدينة المنورة الى حدود غزة من الشام . وقال اليعقوبي : كانت تلبيتهم في الجاهلية إذا حجوا ( لبيك عن جذام ذوي النهى والأحلام ) وقال ابن حزم : غطفان وأفصى بطنان ضخمان فيهما بيت جذام وعددها وهما ابنا سعد بن أياس بن أفصى بن حرام بن جذام . وكانت ديار جذام في الأندلس شذونة والجزيرة وتدمير أشبيلية .
وجذام أخوال جميل بن بثينة بن معمر بن الحرث القضاعي من قحطان الشاعر العذري الذي يقول فيهم :

جذام سيوف الله في كل موطن ....... إذا أزمت يوم اللقاء أزام
هم منعوا ما بين فذي القرى ........ إلى الشام من حل به وحرام
بضرب يزيل الهام عن سكناته ......وطعن كإيزاغ المخاض تؤام
إذا قصرت يوماً أكف قبيلة ........ عن المجد نالته أكف جذام

ومشجر وهو بناحية فرش ملل , من مكة على سبع أو نحوها من المدينة على ليلة , الى جانب ماء لجهينة , كانت تسكنها بقايا جذام قبل ارتحال جهينة إلى هذه الديار , وقد أجلت جهينة من يندد جذام عن ديارهم وكان بها نخل وماء , فقال رجل من جذام حين ظغن منها , والتفت الى يندد ونخلها : تأبري يندد لا آبر لك .
ونزلت جذام وبليا بناحية حقل بعد أن امتدت جهينة إلى تلك النواحي . ومن ديار جذام حرة الرجلاء . ومواطن جذام عند ظهور الإسلام جبال حسمى . ومن أرضهم أيضا ً ذات السلاسل
أو سلسل وبهذا الموضع سميت غزوة ذات السلاسل وقيل السلاسل ماء لجذام . وغزة موضع من ديار جذام . ومن ديار جذام ( كراع ربه ).
وشعيب النبي عليه السلام البعوث الى أهل مدين أحد بني وائل من جذام , وقال النبي صلى الله عليه وسلم لوفد جذام (( مرحبا بقوم شعيب وأصهار موسى , ولا تقوم الساعة حتى يتزوج فيكم المسيح , ويولد له )) ومن ديارهم أيضا ( المروت ) في الشام . ومعين من ديار جذام 0
وعراد جبل من منازل جذام .
وقد بعث فروة بن عمرو بن النافرة الجذامي إلى الرسول صلى الله عليه وسلم كتابا مع مسعود بن سعد ومعه بغلة وفرس وحمار وأثواب لين وقباء سندس مخوص بالذهب . وكتب الرسول لفروة ردا على كتابه . وكان فروة عاملا للروم على من يليهم من العرب . منزلة ( معان ) , فلما علموا أنه كاتب الرسول وأنه أسلم , أخذوه فحبسوه ثم ضربوا عنقه وصلبوه . وقال في ذلك شعرا يذكر فيه إسلامه ويذكر الرسول :
أبلغ سراة المسلمين بأنني ..... سلم لربي أعظمي ومقامي

المصادر : المفصل في تاريخ العرب
أنساب العرب لسمير عبد الرزاق قطب
لسان العرب
الأعلام لخير الدين الزركلي
المفصل في أنساب العرب قبل الإسلام
معجم ما استعجم

قال عبد الله خورشيد البري في كتابه القبائل العربية في مصر في القرون الثلاثة الأولى للهجرة :
كانت جذام عصبة من البدو يحتلون الصحاري الواقعة فيما بين الحجاز والشام ومصر وكانوا يرتزقون من ارشاد القوافل التجارية التي تربط ما بين جزيرة العرب والشام ومصر.
وأدى إختلاطهك المستمر بالشام ومصر الى انتشار الأفكار المسيحية بينهم منذ زمن مبكر . وفي السنين الاولى للهجرة نجدهم على رأس المستعربة أو العرب التنصرة حلفاء البيزنطيين . وكانت مسيحيتهم في كل حال سطحية . وكانت علاقتهم الأولى بالإسلام غير ودية على الإطلاق ولكنهم أثبتوا بعد إحراز المسلمين النصر النهائي على البيزنطيين أنهم حلفاء مخلصون للعرب , وساعدوهم مساعدة عظيمة في اكمال فتح الشام وكانت نتيجة ذلك ان عوملوا كمهاجرين .
وجذام من قدماء عربان مصر قدموا مع عمرو بن العاص . وهم يتفقون مع لخم في أمور كثيرة بحكم الصلة القوية بينهما فقد كان نفر منهم معها في خطتها . وكان نفر منهم في اللفيف مثلها .
وكانوا يرتبعون في طرابية وفربيط وهما جزء من مر تبع لخم . وكذلك نزل قوم منهم أكناف صان وابليل وطرابية مع خشين ولخم فلم يحفظوا ويذكر الكندي أن نفرا منهم إختصموا الى عبدالله بن سعد أمير مصر فحولهم الى عثمان بن قيس يقضي بينهم . وقد تحركوا من مصر نحو الغرب فأقام بعضهم في جبلي برقة الشرقي والغربي , كما كان بعضهم يسكن العريش .
ليس لدينا معلومات عن جذام مصر وقت الفتح وطوال القرن الاول أكثر من تلك الصلة القوية القديمة بينها وبين لخم تعطينا الحق في أن نفترض أنها سلكت في نفس الطريق الذي سلكت لخم , ومعنى أنها كانت علوية الهوى , واشتركت في التخلص من عثمان وقاومت الامويين حتى عاد مروان ففتح مصر سنة 65 ه ومن المهم أن نلحظ أن روح بن زنباع زعيم جذام بفلسطين والشام وأحد كبار رجال الدولة الأموية , كان في جيش مروان الذي غزا به مصر وقتذاك . ويبدو أن روحا ً هذا خلف عددا من بنيه بمصر كانوا يؤيدون السياسة الأموية بها .
وكانت الصلة قائمة وقوية بين من في فلسطين ومن بمصر من جذام فلما ثار ابن نعيم الجذامي على مروان الحمار بفلسطين سنة 127ه دعا المصريين الى مشاركتهم وأرسل اليهم رسولا حرضهم على خلع مروان . فلما فشلت حركته اراد الالتجاء الى مصر . ولما ثار ابن ضبعان الجذامي سنة 137ه بفلسطين كذلك يبدو أن الجذاميين بمصر أيدوه فإن العباسيون تتبعوا ذرية روح بن زنباع بمصر حينذاك وأبادوهم , ومنذ أواخر القرن الثاني جعلت جذام تلعب نفس الدور الثوري الفوضوي الذي لعبته لخم في مصر . فظهر منها (190_191ه ) المنذر بن عابس قاطع الطريق وقاد أحدهم ( عثمان بن مستنير ) أهل نتووتمى في ثورتهم على الدولة سنة194ه كما إشترك عثمان هذا في مقاومة الدعوة الى المأمون بمصر سنة 196ه , وحرضوا عبد العزيز الجروي على أن يجرب حظه في السياسة المصرية ووقفوا وراءه في جميع أدواره العنيفة الماكرة التي مثلها على مسرح الحياة في مصر سنة ( 191- 205) كما اشتركوا في الفتن التي ظلت تضطرم في الإسكندرية منذ سنة 196ه حتى ثورة أسفل الأرض الكبرى سنة 216ه ثم عادوا اشتركوا في ثورة يحي الجروي في ثورته سنة 218ه بسبب قطع العطاء عن العرب وبالرغم من الطابع العنيف الذي وسم حياة جذام بمصر , ظهر منها بكر ابن سوادة (ت128ه) وعثمان بن الحكم ( ت163ه) من أئمة مصر المجتهدين .
أما مواليهم فكان اشهرهم ابن سندر الخصى قدم مصر سنة 22ه وأقطعه عمر بن الخطاب أرضا واسعة ودارا .
وعاش من جذام في مصر البطون الأتية :
1- جرى : ويسمون عرب القاطع كذلك , وكانوا يقيمون بالفرما والبقارة والواردة , وظهر منهم بمصر معاوية بن مالك الذي رأس قيسا ً واليمانية في حلفهم ضد الوالي سنة168 ه , ولكن لا شك في أن عبدالعزيز بن الوزير ملك الساحل وذريته هم أهم هذا البطن أن لم يكونوا أهم جذام جميعاً. وقد ظل عبدالعزيز من 191ه حتى 205ه العامل الرئيسي في السياسة المصرية .
وظل ابنه حتى 216ه يواصل سياسة أبيه وثار أخوه يحي بن الوزير على الدولة لما قطع العطاء عن العرب سنة 218ه . ومن العجيب أن ابنه الحسن ابن عبدالعزيز (ت257ه) كان من حفاظ الحديث ونقاده , كما كان من أهل الورع والفقر والعبادة ومن اهم شخصيات جرى عبدالسلام بن أبي الماضي الذي ظل يتزعم ثورات اليمنية من أهل الحوف طوال سنة 214ه .
2- سعد : في جذام خمس سعود , ولسنا نستطيع تحديد من أقام منها بمصر , وإن كان المقريزي يذكر أنها كلها اختلطت بمصر , ولكنه يتحدث عن وقت متأخر .
وفي كل حال شهدت سعد جذام فتح مصر , وكانت ترتبع في بسطة وفربيط وطرابية أي في المرتبع العم للخم وجذام .
وظلت سعد محتفظة ببقائها في مصر منذ الفتح حتى اشتركت في الأدوار التي قامت بها جذام ممثلة في الجرويين , وسجل الشعراء ذلك , وكان ابن غصين السعدي من قواد علي بن عبد العزيز الجروي سنة 210ه .
3- وائل : حضروا الفتح , واختلطوا بمصر , وقد نزل الفرس بناحيتهم , وكانوا يرتبعون مع سعا في مرتباتهم . ويبدو انها اشتركت في فتنة خلع مروان بمصر (127 -128 ه) فقد كان أحدأفرادها ( محمود – أو عمرو – بن سليط ) من رؤسائها ووجوهها . كما كان معروف بين سليط , من رواة القرن الثاني منها .
يأخذ من كلام المؤرخين أن لخما فنيت في جذام بحيث أصبحتا شيئاً واحدا يطلق عليه اسم جذام فقط , والواقع اننا نلحظ في مصر الإشتراك التام بين القبيلتين وكن في صورة عكسية تستقل فيها لخم بالكثرة والسيطرة والزعامة مع ملاحظةأن هذا الإشتراك لم يلغ شخصية أي منهما الى الحد الذي تفي عنده في صاحبتها , ويذكر المؤرخون كذلك أن القبيلتين قد كانتا في صف معاوية بما هما من قبائل الشام , وفي مصر لا يستقيم هذا القول على علاته . فقد رأينا أن لخما ظلت علوية الهوى حتى مجيء مروان في الأقل . ثم رأينا القبيلتين كلتيهما تعملان على إسقاط الدولة الأموية وإن كان يبدو أنهما آثرتا الهدوء طوال العهد المرواني ونستطيع الآن بعد معرفتنا لأماكن ارتباع لخم وجذام والمنطقة التي أقام فيها بعضهم اقامة دائمة أن ندرك أنهم كانوا من اهل الحوف , وأنهم هم اليمانية الذين يعنيهم المؤرخون حين يتحدثون عن يمانية أهل الحوف وتحالفهم مع قيس .
انتهى ...


هذا والله أعلم