كلنا نعلم بالصداع العادى والصداع النصفى ونعلم انه بالمسكنات يذهب الألم ولن ما هو الصداع التوترى وبما يذهب ويزول .... إنكم حقا ستتفاجئون وستزهلون أكثر عندما تعلمون العلاج من الصداع التوترى
فمن منا لم يتعرض فى يوم من الايام لنوبة من الصداع العارض لعدة ساعات نتيجة لضغوطات العمل أو الدراسة أو لأسباب إجتماعية أخرى ؟ إن هذا النوع من ألام الرأس يطلق عليه الصداع التوترى , وهو أكثر إنتشارا , حيث إن جميع الناس يتعرضون له بمختلف الأشكال وفى أى حين من الأحيان بخلال حياتهم وفى أى عمر , ومن مواصفاته انه غير مستمر ومستقر فى أسفل خلف الرأس أعلى الرقبة بشكل ضاغط وغير حاد أو متركز , بخلاف الصداع العادى أو الصداع النصفى الذى نعرفه والذى يشتهر بأن الألم فى أغلب الأحيان ينصف الرأس ويستمر لعدة أيام أو أسابيع ويكون حادا وترافقه حالات أخرى كالقيئ والغثيان .
الصداع التوترى يستجيب يستجيب سريعا لمسكنات الألم المعتاده أو بالخلود للراحة والنوم بينما يحتاج مريض الصداع النصفى إلى تناول أنواع عديدة من المسكنات القوية حتى يخف الألم .
- الصداع التوترى لا يقيد الإنسان عن القيام بوظائف حياته اليومية بل الإنشغال فى أمر ما ممكن أن يخفف هذا الألم بعكس الصداع النصفى الذى قد يتسبب فى عرقلة الانسان بالقيام بأبسط الوظائف الحيوية نتيجة للألم الشديد والمستمر كما أن الصداع التوترى يكون فى أشد درجاته فى وقت المساء بعد نهاية اليوم بكل الضغوطات التى مر بها الشخص بينما يتميز الصداع النصفى بالظهور على شكل نوبات شبه منتظمة كل يومين أو ثلاثة أيام أو إسبوع أو فى فترات زمنية محددة . ويشعر المصاب بأعراض غريبة قبل نوبة الصداع منها رؤية وهج ضوئى ملون يشبه الإضاءة الناتجة عن (فلاش) الكاميرا كما قد يشم روائح غريبة لا وجود لها. وأقرب النظريات للواقع هى التى تذكر بأن الإجهاد الإنفعالى والقلق المتواصل والنشاط الذهنى المتواصل عوامل مثيرة للصداع التوترى وفى بعض الأحيان يكون المرض الإكتئابى سببا لهذا الصداع والمثير للدهشة أن مجرد تفكير المصاب بإحتمال عودة نوبة الصداع التوترى تكون سببا فى بعض الأحيان لظهور الصداع نفسه , حيث قد يسبح بمخيلته طويلا ويضع احتمالات متطرفة بانه مصاب بمرض خطير جدا كأورام الدماغ .
وهنا يتضح لنا أهمية العرض على طبيب نفسى وذلك للغور فى تفاصيل حيات المصاب ونمط نومه وغذائه وطبيعة عمله والتطرق للنواحي الإجتماعية والإقتصادية بشكل دقيق فأزمة مالية مزمنة أو تورط في ديون صعبة السداد قد يكونان بكل بساطة السبب فى الصداع . ومن واجب الطبيب أن يقوم بأخذ القصة المرضية كاملة وفحص المريض سريريا لإستبعاد وجود أى سبب عضوى والقيام بما يلزم من فحوصات مختبرية وإشعاعية للتأكد من ذلك , وفى المرحلة التاليه من التقييم الطبي لمريض الصداع التوتري يقوم الطبيب بمناقشة العوامل المحتملة التى قد تسبب ظهور هذا الصداع وتبيان ذلك للمريض والتأكد من إقتناعه بسلامة التشخيص وحقيقة أن الأعراض ليست ناجمة عن أى مرض خطير أو مزمن . ثم تبدأ مرحلة العلاج والتى يتمثل 50% منها فى تغيير نمط الحياة أو التأقلم والتعايش مع المشكلة المحتملة والمسببة للنشاط الذهنى السلبى والزائد من قلق ونظرة تشاؤمية أو إفراط فى العمل المتواصل الذى يتطلب تركيزا كبيرا وجهدا ذهنيا فائقا , وتتمثل بقية نسبة العلاج فى أخذ قسط من الراحة وللإستغراب لتتخيلوا أن المريض هنا يمكن أن يأخذ مضادات الإكتئاب لتخفيف الصداع وايضا من الطريف أن الرياضة وخصوصا السباحة من أفضل وأنجح وسائل تخفيف الصداع التوترى وكذلك العلاجات الطبيعية وجلسات التأمل مفيدة أيضا إذا موست بإنتظام
ولتتخيلوا أن مشاركة المصابين وتفريغ ما بداخلهم لبعضهم والكلام عن مرض الصداع التوترى يخفف عنهم
ولهذا يتم النصح بطبيب نفسى أو مختصا فى العلاج الطبيعى ولكم أن تتخيلوا ما نعانيه نحن الرجال بهذا الزمان وما نمر به من ضغوطات يومية ومستمرة ومتواصلة ومع ذلك نطالب بالابتسامة والحب والعطاء
حقا جبال يا رجال وأعانكم الله على ما انتم فيه وليتكى سيدتى تقرين بهذا وتعملين على سلامة زوجك فانتى شريكة الحياة لرجل ما وتعرفين معنى الارق والاكتئاب والان عرفتى الصداع التوترى فلتكونى عونا لزوجك وراحة له من كل الامراض ولتعينيه نفسيا وعاطفيا على حياته اليومية .


موضوع منقول