رافد عجيل لن نسكت على هذه المهزلة التي تواجهنا كلما دخلنا الى المركز الثقافي البغدادي في شارع الثقافة والفكر “شارع المتنبي في بغداد ،حتى تتم أزالة هذا النصٌب المسيء والمقحم على شخصية شاعرنا وشاعر العرب الاكبر محمد مهدي  الجواهري . ماذا نقول لجواد سليم وخالد الرحال ومحمد غني حكمت ؟ كيف خلفنا  النحت بعدهم ،هل قضينا على هذا الفن التشكيلي وضيعنا تاريخه المشرق في عراق اليوم ؟  هل يقبل النحاتون العراقيون ما يجري اليوم من اعمال نحتية ضعيفة الشكل والمضمون والتقنية وتفتقر الى الأداء المبتكر والخلاق الذي يتناسب مع روح العصر ؟ آلا يعلم المسؤولين الذين سمحو بهذه الاعمال القبيحة ان النحت هو فن تشكيلي يوجه خطابه المعاصر من خلال عناصره التشكيلية التي تقوم على هيكل التكوين المستمدة من العلاقات الانشائية وفق اسس جمالية تعتمد على الادراك البصري للأشكال والهيئات والعلاقات المتبادلة بينها ، والتي تعطي للعمل الفني خصوبته ودهشته وألفته و جماله لدى المتلقي. العمل النحتي في فضاءه الزماني والمكاني يجسد هوية تستمد عمقها من موروثها التاريخي و الحضاري ، وهذا ما يغيب عن مخيلتنا وادراكنا عندما نطالع بكل اسف نصب الدلال والفناجين المقام تكريماً واحتفاءً بالجواهري.. وياله ومن تكريم واحتفاء بائس ومخزي.  العمل الذي هو فكرة وانشاء النحات مجيد الصباغ الذي قدم قراءة غريبة وعجيبة لمفردات هذا العمل طالعناها من خلال  صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي ” الفيس بوك ” وقد وجدنا ان مفردات هذا العمل الدلال والفناجين هي جزء من اعمال هذا النحات المقدمة في مهرجان لقاء الاشقاء العاشر في المركز الثقافي البغدادي (الصورة رقم واحد ) ومن خلال تجوالي في صفحته لتعرف على اعماله النحتية وجدت ان هذا العمل منفذ بكل تفاصيله (مع خلوه من مجسم الجواهري ) من دلال وفناجين في محافظة النجف الاشرف أمام واجهة مصرف الاقتصاد للأستثمار والتمويل ،فرع النجف  وكذلك نفس العمل في محافظة الديوانية ،وهنا نتساءل كيف يمكن ان يتحول عمل مخصص لتجميل واجهة مصرف ان يوضع فيه مجسم الجواهري ليتحول هذا النصب الى عمل فني كبير يجسد الاصالة العراقية و نستشعر من خلاله بكل المعاني المغيبة عنه والتي ذكرها النحات في تفسيره ، علينا ان ننقذ النحت العراقي من هذه الاعمال الضعيفة والبائسة والمسيئة اولاً لتاريخنا الفني المشرق باعمال الرواد و لشخصياتنا الوطنية ثانياً، هذا نداء نقدمه لمن يهمه امر الفن التشكيلي في العراق ولكل المعنيين بإنقاذ الذائقة البصرية مما حل بها من تسفيه وتسطيح وتخريب من هذه الاعمال المخيبة لكل الآمال . علينا أزالة هذه النصب وانقاذ شاعرنا العظيم الجواهري منها  …  

أكثر...