ذكرت صحيفة السفير اللبنانية، أن تنظيم "الدولة الإسلامية فى العراق والشام" داعش، عاد إلى مدينة حلب بشمال سوريا بعد أن كان قد خسر نفوذه فيها بعد تقدم "جبهة النصرة" و"الجبهة الإسلامية".

وأوضحت الصحيفة فى تقرير لها من سوريا، أن عودة داعش جاءت عن طريق سيطرتها على حى الهلك فى أول ردة فعل داخل المدينة منذ إعلان الفصائل حربها على التنظيم، الأمر الذى من شأنه أن يعيد فتح جبهات القتال فى أحياء المدينة الخارجة عن سيطرة الحكومة، والتى عانت مراراً من حروب الفصائل المتناحرة.

وكشف مصدر ميدانى، لـ"السفير"، أن جهاديى داعش دخلوا حى الهلك الواقع شمال شرق المدينة، والقريب من جبهة القتال مع الجيش السور ى، من دون أية معارك تذكر، حيث انسحب مقاتلو "الجبهة الإسلامية" من الحى مع وصول عناصر "داعش"، الذين رفعوا رايتهم عليه، وقاموا بتوزيع منشورات تطالب كل من يحمل سلاحاً أن يقوم بتسليمه لهم، تمهيداً لشن حملة تفتيش فى الحى بحثاً عن مطلوبين للتنظيم.

وتأتى سيطرة "داعش" على حى الهلك ضمن سلسلة تطورات تشهدها حرب "الفصائل" فى حلب، آخرها مقتل القيادى "القاعدى" أبو خالد السورى، الذى نعته "جبهة النصرة" و"حركة أحرار الشام"، كأحد أعمدة "القاعدة" فى سوريا، وما تلاه من إعلان "جبهة النصرة" و"الجبهة الإسلامية" و"جيش المجاهدين" وهى أبرز الفصائل التى تقاتل داعش، عن توحيد لعملياتها لصد هجوم النظام.

إلا أن مصدرا جهاديا قال لـ"السفير" إن الهدف من هذه الخطوة هو التصدى لداعش، موضحاً أن هذه الخطوة جاءت بشكل سريع بعد عودة داعش إلى المدينة وبدء عملياتها فى مناطق كان يعتقد أنها خرجت عن سيطرته، الأمر الذى يشير إلى أن الحرب بين هذه الفصائل ستستعر فى المدينة، التى تتقاسم "الجبهة الإسلامية" و"النصرة" السيطرة على أحيائها الخارجة عن سيطرة الحكومة.

وفى السياق ذاته، كشف مصدر ميدانى لـ"السفير" أن مدينة مارع شمال حلب تشهد إجراءات أمنية كبيرة، وهى تعتبر أحد أهم معاقل "لواء التوحيد" التابع لـ"الجبهة الإسلامية" فيما يبدو أنها تحضيرات واستعدادات لهجوم مرتقب قد تشنه داعش على المدينة القريبة من أعزاز، والتى تشكل نقطة إستراتيجية فى ريف حلب الشمالى، إضافة إلى أنها تضم سجناً كبيراً يقبع فيه معتقلون من الجيش والقوى الأمنية، تم نقلهم من سجن الراعى بعد سيطرة داعش على المدينة قبل نحو شهر.

على الجانب الآخر، ذكرت الصحيفة أن الجيش السورى يتابع تقدمه البطىء على محاور عدة، أبرزها الجهة الشرقية لمدينة حلب، إذ تمكن من السيطرة على عقدة مهمة فيها هى "عقدة المطار"، حيث أصبح الجيش على مشارف البحوث العلمية شرق المدينة، والتى تعنى السيطرة عليها أنه أصبح على مشارف أحياء جديدة، وذلك وسط تكثيف الطوافات قصفها لمراكز داخل هذه الأحياء التى باتت شبه فارغة من سكانها الذين نزحوا خلال الفترة الماضية إلى أحياء حلب الغربية الخاضعة لسيطرة الحكومة، أو إلى مدن أخرى، أو حتى إلى الريف الشمالى "تم إنشاء مخيمات عدة فى ريف حلب الشمالى لاستقبال النازحين، أبرزها مخيم مارع".

وعلى جبهة المدينة القديمة، وسط حلب، قال مصدر ميدانى لـ"السفير" إن جنودا من الجيش السورى، بمؤازرة قوات من "كتائب البعث" يخوضون معارك شرسة فى محيط الجامع الأموى، وفى ساحة الملح، أصيب خلالها عنصران من الجيش، وقتل 7 مسلحين، من دون أى تغير فى خريطة السيطرة فى هذه المناطق.

وأشارت السفير إلى أن القوات السورية النظامية وجّهت أمس، واحدة من أقوى الضربات إلى المسلحين التابعين لـ"جبهة النصرة" وكتائب إسلامية، حيث قتلت فى كمين محكم فى الغوطة الشرقية بريف دمشق حوالى 175 مسلحا، وهو ما يشكل رسالة إنذار قوية من الجيش مع تزايد الحديث عن قرب فتح جبهة حوران فى الجنوب السورى انطلاقا من القواعد الخلفية للمسلحين فى الأردن، وبدعم من واشنطن.. على حد قول الصحيفة المقربة من حزب الله وسوريا.

وأشارت الصحيفة إلى أن لقطات بثتها قناة "المنار" أظهرت طابورا طويلا من المسلحين، قبل أن يقع انفجار ضخم يطيح بغالبيتهم، ليتبعه انفجار آخر مما أدى إلى مقتل المسلحين.

ونقلت الصحيفة عن مصدر أمنى أن هذه المجموعة الإرهابية كانت تحاول تخفيف الضغط عن الإرهابيين الذين يتلقون ضربات قاصمة من الجيش السورى فى منطقة القلمون.

من جانبها، ذكرت صحيفة اللواء اللبنانية أنه فى مقابل الضربة الكبيرة التى تعرضت لها قوات المعارضة فى الغوطة الشرقية لدمشق فى كمين نصبه الجيش النظامى السورى بالتعاون مع حزب الله، تمكن مقاتلو المعارضة السورية من قتل وإصابة عشرات من قوات النظام فى عملية استهدفت نقاط تفتيش لقوات النظام، وعناصر من حزب الله فى بلدة القلمون بريف دمشق.

ونقلت اللواء عن المركز الإعلامى فى القلمون أن فصائل المعارضة قتلت خمسة ضباط من قوات النظام ضمن 150 قتيلا وجريحا سقطوا فى هجوم على عدة نقاط تفتيش يتمركز فيها جنود النظام وعناصر من حزب الله.

وأفاد المركز أن مقاتلى المعارضة دمروا بعض العربات العسكرية، بينها دبابات بالقنابل اليدوية، مؤكدا استمرار الاشتباكات وصد محاولات قوات النظام التسلل منذ أسبوعين.



أكثر...