أظهر القبطان الإيطالى فرانشيسكو شيتينو، الذى يحاكم حاليا بتهمة التسبب فى غرق السفينة السياحية كوستا كونكورديا سلوكًا عدائيًا، اليوم الخميس، بعد زيارته لحطام السفينة للمرة الأولى منذ وقوع الكارثة التى راح ضحيتها 32 شخصًا.

ويواجه شيتينو تهمة القتل غير العمد وغيرها من الجرائم الخطيرة. وقد اكتسب سمعة سيئة فى أنحاء العالم لجبنه وتخليه عن السفينة فى وقت مبكر، وعصيانه أوامر من قبل أحد مسؤولى الإنقاذ للعودة إلى متن السفينة لمساعدة الركاب المنكوبين.

واصطدمت السفينة السياحية بحيد حرى وانقلبت جزئيًا فى 13 كانون ثان 2012، بعد أن قام قبطان السفينة شيتينو بمناورة للدوران حول جزيرة جيليو الإيطالية، وأفادت تقارير بأن هذه المناورة كانت تهدف لإرضاء موظف على السفينة، لأن بعض أقاربه يقطنون على الجزيرة الإيطالية الصغيرة.

وبدأ التوتر على شيتينو الذى كان يرتدى سترة جلدية ونظارة شمسية وفقدانه لأعصابه أمام حشد من وسائل الإعلام الكبيرة التى تبعته. وعندما سأله أحد الصحفيين لماذا لم يكن آخر من يغادر السفينة أجابه: "إذا كنت لا تزال تتحدث عن التخلى عن السفينة، فإنك لم تفهم شيئًا على الإطلاق".

وزعمشيتينو أنه انتقل إلى أحد زوارق النجاة، بينما كانت كونكورديا تميل وذلك لتنسيق جهود الإنقاذ من الساحل.

ودافع اليوم الخميس، عن التأخير فى إصدار أوامر الإخلاء، التى صدرت بعد أكثر من ساعة من وقوع الحادث، حيث قال الخبراء، إنه كان ينبغى إصدارها فى غضون 15 دقيقة.

وقال إن أفعاله "خففت.. من إثر الذعر الذى تسببه مثل هذه الأوامر".

وزار شيتينو يرافقه المحامون والقضاة والخبراء الذين عينتهم المحكمة مصاعد السفينة كونكورديا ومولد الطوارئ، الذى لم يعمل فى ليلة وقوع الكارثة، تاركًا الركاب فى ظلام دامس مما ساهم فى تعقيد إجراءات الإخلاء.

وكان القاضى جيوفانى بولياتى قد حذر فى وقت سابق هذا الأسبوع القبطان شيتينو من أنه سيسمح له بالعودة للسفينة "كمتهم" وليس "خبيرا"، وهذا يعنى أنه لن يكون له الحق فى التحدث للخبراء الذين يقومون بالتحقيقات.

ويجرى حاليًا فحص كونكورديا، التى لم يكن من الممكن الوصول إليها قبل شهر سبتمبر الماضى، حيث تم تصحيح وضعها المائل على جنبها قبل سحبها بحثًا عن أدلة جديدة.

ويحرص فريق الدفاع عن شيتينو المدعوم من جانب المحامين عن الناجين والضحايا، على إيجاد دليل على حدوث عطل فنى، لتعزيز حجتهم بأنه القبطان كان كبش فداء فى حين تم التساهل مع المتهمين الآخرين.

وكان أربعة من أفراد الطاقم ومدير بشركة كوستا كروسييرى مالكة السفينة قد عقدوا صفقات تفاوضية فى العام الماضى قضت بتوقيع عقوبات ضدهم بالسجن مع وقف التنفيذ لمدد تتراوح بين 18 و34 شهرًا. وفى صفقة منفصلة، دفعت شركة كوستا كروسييرى مبلغ مليون يورو (37ر1 مليون دولار) غرامة.



أكثر...