أظهرت دراسة أجراها باحثون في جامعة امبريال البريطانية أن تدمير مساحات كبيرة من غابات الأمازون البرازيلية حول العشرات من أنواع الحيوانات النادرة إلى كائنات شبه منقرضة، حكم عليها بالهلاك حتى لو توقفت إزالة الغابات في المنطقة بين عشية وضحاها، وتقول صحيفة (الغارديان) البريطانية، في تقرير نشرته أخيراً، إن اجتثاث الغابات البرازيلية أسفر بالفعل عن وقوع ضحايا، ولكن الحيوانات التي فقدت حتى الآن في منطقة الغابات المطيرة تشكل فقط خمس تلك التي ستموت ببطء، فيما يلقي التأثير الكامل لفقدان المسكن بظلاله.

وفي أجزاء من شرق وجنوب الأمازون، أدت 30 عاماً من إزالة الغابات إلى تقليص مساحات العيش والتكاثر بما يكفي للحكم على 38 نوعاً من الحيوانات بالانقراض الإقليمي خلال السنوات المقبلة، من بينها 10 أنواع من الثدييات و20 من الطيور و8 من البرمائيات، ويجبر الاجتثاث النظامي للأشجار من الأمازون عناصر الحياة البرية على شغل بقع أصغر من الأرض.

وعلى الرغم من أن عدداً قليلاً من الحيوانات يقتل بصورة مباشرة في عمليات إزالة الغابات، فإن العديد منها يواجه عقوبة إعدام أبطأ فيما تتراجع معدلات التكاثر وتشتد المنافسة على الغذاء.

وتوصل الباحثون البريطانيون إلى ذلك الاستنتاج الكئيب بعد إنشاء نموذج إحصائي لحساب (دين الانقراض) لمنطقة الأمازون البرازيلية، أو بعبارة أخرى عدد أصناف الحيوانات التي توشك على الانقراض نتيجة لعمليات إزالة الغابات الماضية.

ويعتمد النموذج على معدلات إزالة الغابات وأحجام قطعان الحيوانات في مساحة من الأرض تبلغ 2500 كيلومتر مربع ، وفي حين أن النموذج لا يسمي الحيوانات الأكثر عرضة للخطر، فقد أشار العاملون الميدانيون في المنطقة إلى عشرات المخلوقات التي تناضل في سبيل مواجهة تدمير مساكنها وغيره من التهديدات البيئية.

وأشارت الصحيفة البريطانية، في تقريرها، إلى أن قرود العنكبوت بيضاء الخدين، التي تتغذى على الثمار الموجودة عاليا في مظلة الغابة، مهددة بالانقراض، بسبب التوسع في الأراضي الزراعية وبناء الطرق.

كما انخفض عدد قرود الطمارين البرازيلية إلى النصف في غضون 18 سنة، أو ثلاثة أجيال، مع وصول الزراعة والمدن وتربية الماشية إلى الغابات المطيرة.

وتعاني القضاعة العملاقة المهددة بالانقراض، والتي تعيش في الأنهار بطيئة الجريان والمستنقعات في الأمازون، من تلوث المياه بمخلفات الصرف الزراعي وعمليات التعدين في المنطقة.