حاملا فى يده "الربابة" واضعا فى رأسه ما ورثه عن والده من أحداث السيرة الهلالية، يجوب بين المقاهى والشوارع المجاورة لمسجد سيدنا الحسين، باحثا عن أحد مريدى السيرة الهلالية وأحداث أبو زيد الهلالى سلامة والعلام والجازية وعبده قمصان، وغيرهم من أبطال السيرة، ليمسك محمود القناوى بربابته، ويبدأ فى سرد أشعار السيرة الهلالية على أنغامها.

"محمود" صاحب الأربعين عاما، الذى بدأ مشواره فى عزف الربابة منذ صغره، وعرف معها طريق مسجد الحسين وعزف الربابة وسرد أحداث السيرة الهلالية، منتهجا طريق والده وجده فى عزف الربابة، خاصة أن أصولهم صعيدية ترجع إلى مدينة "دندرة" بمحافظة قنا، حيث تشتهر هناك السيرة الهلالية وعزف الربابة "أنا لم أحب التعليم، لكن حبيت الربابة، وتعلمتها وأنا عندى 6 سنوات".

السيرة الهلالية كما يقول "محمود": هى "ورث" عائلى توارثناه من والدى الذى ورثها بدوره عن جدى، وأحفظ فيها حاليا إلى أبنائى "صابر" وأحمد"، وهو ينظر إلى الصبيين اللذين يقفان خلفه، وحمل كل منهما "دفا" لمساعدة الشاعر أثناء عزفه على الربابة، حيث اعتادا الخروج معه طوال فترة الإجازة للعزف "أصلهم متعلمين ومش بيطلعوا معايا غير فى الإجازة "صابر" فى ثانية إعدادى، وأحمد فى ثالثة ابتدائى".

الحسين وغيرها من الأماكن السياحية هى أبرز الأماكن التى يقصدها "محمود"، فبالإضافة إلى الشهرة الكبيرة التى يحتفظ بها فن الربابة والسيرة الهلالية فى الصعيد، إلا أن ندرة الفن فى القاهرة تجعله أمرا مطلوبا للغاية، كما يقول "محمود"، "الناس بتحب الربابة والسيرة الهلالية لأن دى حاجة من الفلكلور الأصيل"، حيث يطلبه السياح والمصريون لسماع حكايات أبوزيد الهلالى وحروبه من الزناتى وانتصاراته المختلفة فى معاركه.

السيرة الهلالية كما يقول "محمود" كبيرة للغاية، وقليلون جدا من يحفظونها كاملة، إلا أنه يحفظ بعض أجزاء منها تكفيه ليروى عطش من يبحث عن أحداث السيرة الهلالية بداية من ميلاد أبوزيد الهلالى وحتى وفاته: "السيرة الهلالية كبيرة، ومحتاجة أكتر من يوم علشان تتحكى كلها كاملة، لكن هنا بنقول كام مربع الناس تسمعهم وتتبسط".


السيرة الهلالية عشق محمود القناوى ومصدر رزقه فى الحسين 1.jpg


السيرة الهلالية عشق محمود القناوى ومصدر رزقه فى الحسين 2.jpg


السيرة الهلالية عشق محمود القناوى ومصدر رزقه فى الحسين 3.jpg


السيرة الهلالية عشق محمود القناوى ومصدر رزقه فى الحسين 4.jpg



أكثر...