قال الخطيب السيد حسين الفالي عن جده لأمه ، الشيخ حسن الحائري المعروف في مدينة كربلاء المقدسة بالشيخ حسن الصغيـّـر قال : قرأت ذات يوم في كتاب ( أسرار السلاطين ) الذي عثرتُ عليه في دار المخطوطات في خزانة أبي الفضل العباس (عليه السلام ) في ذكر زيارة نادر شاه لقبر العبّاس رضي الله عنه ما هذا نصّه : .... وفي هذه الأثناء سُمع صياح شاب من جانب الضريح المطهر لأبي الفضل العباس ( عليه السلام ) وباللهجة المحلية يقول :

( يخو زينب سوّيلي چاره ) .
قال نادر شاه : ما هذا الضجيج وما جرى لهذا الشاب وماذا يبتغي ؟
فقال الشاب : إني من قبيلة مسعود ، وأسكن خارج مدينة كربلاء بفرسخين أو ثلاثة ، والعادة المتبعة عندنا في قبائلنا أن يذهب العريس والعروس إلى حضرة أبي الفضل العباس ( عليه السلام ) ويتعاهدوا عنده على ألّا يخون أحدنا الآخر ، وإن كان كذلك فسيجازيه العباس ( عليه السلام ) على خيانته ، وهذه الليلة هي ليلة زفافي وبينما كنا متوجهين إلى حرم أبي الفضل العباس ( عليه السلام ) لتلاوة العهد عنده إذ بنا قد داهما عدة من المسلحين واعترضوا طريقنا وخطفوا زوجتي مني عنوةً ، فجئت إلى حضرة أبي الفضل العباس ( عليه السلام ) لطلب النجدة والمعونة . فتأثر نادر شاه كثيراً على ما سمعه من العريس وقال له : سوف أحاول استرجاع زوجتك إليك في الليل ، وأما الشاب لم يتعرف من قبل على شخصية نادر شاه فلم يأبه بكلامه ، قال الشاب : أنا لا أريد المساعدة منك بل أتيتُ إلى ( أخو زينب ) الكبرى ليساعدني في حلها وأطلب المعونة منه على أن يعيد لي زوجتي بالسرعة الممكنة وينال السرّاق جزاءهم العادل منه ( عليه السلام ) .
فغضب نادر شاه من جرأة الشاب معه وعدم قبوله مساعدته له ، فأردف عليه نادر شاه بالقول : ( حسناً إذا لم يُعد العباس ( عليه السلام ) عليك زوجتك قبل سدول الليل فسأقوم أنا بنفسي بمحاسبتك ) .
فوقع الشاب في مشكلة أخرى وهي تهديد نادر شاه له ، فانحنى الشاب وأخذ يصيح بصوتٍ عالٍ متوجهاً صوب العباس ( عليه السلام ) وهو يقول : ( يا ملجأ من لا ملجأ له ، يا ابن أمير المؤمنين صل بحالي ) ، فما أن أتمّ كلامه وإذا به قد سمع أصوات الهلاهل والزغاريد من داخل الحرم الطاهر وصوت العروس قد صكّ مسامع الحاضرين من الزائرين وهي تقول : ( رايتك عالية يا بو فاضل ، مشكور يخو زينب ) .
فقرر نادر شاه أن يستدعي هذا الشاب وعروسه ليستمع عن كثب إلى قصتها وما جرى عليها ، فأجابته قائلة : حينما أخذني السرّاق وصرت على مبعدة من زوجي وصرت كالأسيرة بأيديهم ، لم يكن لي إلا التوسل بباب الحوائج أبي الفضل العباس ( عليه السلام ) ، فتوجهت إليه وأقسمت به وقلت : ( بحق أختك زينب الكبرى أن تنجيني مما أنا فيه ) ، ففي هذه الأثناء وإذا بفارسٍ قد أتى من جهة كربلاء وأمر السرّاق بإطلاق سراحي ، فرفضوا كلام الفارس وهجموا لينقضوا عليه ، وإذا بسيفٍ كالبرق الخاطف يتخطى رقابهم وظلت جثثهم في الصحراء ، فهذا ما رأيت .
وبعد أن رأى وسمع نادر شاه هذه الكرامة العظمى بأم عينيه اقتنع بأن يكون لأبي الفضل العباس ( عليه السلام ) عند أخيه الحسين ( عليه السلام ) هذه المنزلة الرفيعة والعظمة ، فبعد ذلك أمر بتوسيع الحرم الطاهر لقمر بني هاشم ( عليه السلام ) وبنى المسجد مما يلي الرأس الشريف ، وقان بتعمير الصحن الشريف والأروقة المحيطة به ، وكان ذلك عام 1153 هــ .
( چهرة درخشان قمر بني هاشم : تأليف علي ربّاني 325:1 ، باللغة الفارسيّة ، أي : الوجه الزاهر لقمر بني هاشم .
غيره عباسيّه : تأليف صغرى ظهيري ملايري ص 176 ، باللغة الفارسيّة . )
شبكة الإمام الرضا :


قلت : زيارة الصالحين والتبرّك بهم وطلب قضاء الحوائج منهم عمّت أنحاءً كثيرة من بلاد المسلمين ، ولا يقضي الحوائج إلاّ الله تعالى ، أصلح الله تعالى أحوال المسلمين وهداهم للحق .
ولا يعني هذا أنّنا نرفض وقوع الكرامات لأولياء الله الصالحين بالمطلق ، بل نقبلها بما يقرّره الشرع الحنيف .
وزيارة العرسان لقبور الصالحين لا تنفرد به بلاد العراق وحدها بل هو معروف ومعمول به في أنحاء أخرى ، وقد سبقت الإشارة إلى ما يفعله أهل بلدة نخل في وسط سيناء في أفراحهم عند زيارتهم لقبر حجّاج الأحيوي المسعودي في هذه المدوّنة هنا :
مزارات قبيلة الأحيوات في سيناء وجوارها


ويفيدنا الخبر المتقدّم أن قبيلة المسعود كانت ذات وجود وحضور في منطقة مجاورة لكربلاء على نحو لا يزيد عن ثلاثة فراسخ أي تسعة أميال أي نحو 14 كم مترا .
وتدلّ زيارتهم واعتقادهم في قبر العبّاس رضي الله عنه على تشيّع القوم ، وهذا لم يكن بين يوم وليلة ممّا يدلّ على قدم نزولهم في هذه البلاد أصبحوا خلالها على مذهب الشيعة أحد المذاهب الإسلامية في بلاد المسلمين ، ذلك أنّ موطن المسعود القديم في بلاد الحجاز ، أو في منطقة الجبلين حيث لا يزال قسم كبير من المسعود هو موطن قبائل من أهل السنّة والجماعة .
- See more at: قبيلة المسعود في بلاد العراق عام 1153 هــ 1740 م

منقول من هنا قبيلة المسعود في بلاد العراق عام 1153 هــ 1740 م