أكد خبير أميركي في مجال الإنترنت أنه لا يوجد ما يشير إلى تلاعب في المكالمات الهاتفية المسربة لأردوغان ونجله. وتأتي هذه الشهادة لتزيد من ورطة أردوغان الذي دأب على التبرؤ من كل القضايا التي يتهم فيها بالاتكاء على نظرية المؤامرة، وفي ظل مؤشرات على انحدار متواصل لشعبيته قدرها آخر استطلاع بـ40 بالمئة. وأضاف جوشوا ماربت، الخبير ومحلل الصوتيات الأميركي ورئيس شركة جارديد ريسك أنه تم التثبت من صحة التسجيلات الصوتية بعد متابعة بالمختبر التقني على مدى 26 ساعة متتالية. وأشار ماربت في حديثه لصحيفة “ميامي هيرالد” الأميركية إلى أنه لم يرصد أي أثر “للمنتجة أو الفبركة” في التسجيل الصوتي المنسوب لأردوغان ونجله اللهم إلا تلك الفواصل بين المكالمات الخمس الموجودة في التسجيل، مشيرا إلى أنه سيصدر خلال الأيام القليلة القادمة تقريرا يوضح فيه التفاصيل التي جرت في عملية فحص تلك المكالمات. وقالت الصحيفة إن المكالمات الهاتفية المسربة تمت خلال 26 ساعة فقط، منذ صباح يوم 26 ديسمبر الماضي، في نفس التوقيت الذي قامت فيه الشرطة التركية بشن مداهمات على منازل ومكاتب أعضاء في حكومة أردوغان ورجال أعمال وعائلاتهم. ونقلت الصحيفة الأميركية في نهاية تقريرها عن مراسل صحفي يُجيد اللغة التركية ويعمل لدى إحدى المؤسسات الصحفية الشهيرة قوله إن الصوت الوارد في التسريبات الصوتية هو الصوت الطبيعي لأردوغان ونجله، وأن الأسئلة والأجوبة الواردة في الحوار تبدو طبيعية للغاية. وتساءل مراقبون عما يدفع أردوغان إلى الإنكار وهو يعرف جيدا أن التقنيات الحديثة قادرة على كشف الحقيقة، وفضح المورطين؟ واعتبر المراقبون أن الإنكار التام لما يجري لن يفيد أردوغان في شيء، لأن القضاء في النهاية سيقول كلمته اعتمادا على الأدلة العلمية وليس على النوايا والتصريحات. وأكدوا أن الشارع التركي الذي أعطى غالبية الأصوات لأردوغان في الانتخابات الماضية سيحسم الأمر في الانتخابات البلدية ليس استنادا إلى تصريحات أردوغان، ولكن انطلاقا من قناعته أن الحكومة انحرفت بشكل كبير، وأن الفساد أصبح يرى رأي العين. وكشف مقربون من أردوغان عن أنه بدأ يشعر أن البساط قد سحب منه فعلا، وأن الانتخابات البلدية ستكون محطة أولى في خط الانحدار الذي يعيشه، وهو أمر لم يعد خافيا على المحيطين به من أفراد الأسرة أو من قيادات الحزب الحاكم. وقالت دوروثي شميد الباحثة والخبيرة في الشؤون التركية بالمعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، إن أردوغان يعيش حالة من الاضطراب على ضوء ما يتم تداوله من تسجيلات عن تورطه في فضيحة الفساد. وأضافت الباحثة في مقابلة مع قناة “تي في 5 الفرنسية” أمس، أن الخناق بدأ بشكل واضح يشتد على رئيس الوزراء التركي. وأشارت إلى أنه إذا ما تبين أنه يشارك في فضيحة الفساد الواسعة، وقام بكل شيء لإخفاء الأدلة، سوف يفقد كل الشرعية. وعما إذا كانت تلك التسجيلات وما تردد عن أردوغان سيؤثر على الانتخابات البلدية المقررة في نهاية الشهر المقبل، ذكرت المحللة المتخصصة في الشؤون التركية أنه إذا ما تبين أن التسجيلات مزورة، سوف يكسب حزب أردوغان نقاطا أو على الأقل لن يفقد نقاطا، أما إذا ما ظهرت صحة التسجيلات المسربة، فإن حزب العدالة والتنمية سيتأثر في الانتخابات القادمة، وبالتالي فإن جزءا من الناخبين سيصوتون إلى التيارات القومية. وفعلا بدأت شعبية أردوغان في الانحدار السريع، فقد أكد هاكان بايراكجي، رئيس مركز البحوث الاجتماعية والاقتصادية سونار، أن فضيحة الفساد لأردوغان ونجله أثرت سلبا على صورته وصورة حزبه. وذكر بايراكجي في تصريحات لصحيفة “راديكال” التركية نشرت أمس، أن التسجيل الصوتي الأخير سيتسبب في خسارة حزب العدالة والتنمية لنسبة تترواح بين 2.5 إلى 5 بالمئة ويعود ذلك إلى أن أغلب أنصار الحزب الحاكم يقطنون القرى إضافة إلى أن نسبة 80 بالمئة من مؤيدي الحزب لا يستخدمون الإنترنت ولذلك ستكون خسارة الحزب محدودة ولن تتجاوز 5 بالمئة. وأوضح بايراكجي أن شعبية أردوغان انخفضت إلى ما بين 40 و42 بالمئة. وتوقع مراقبون محليون أن تستمر شعبية أردوغان وحزب العدالة والتنمية في الانحدار السريع خاصة أن ملف الفساد يتوسع ومن الصعب أن تتم محاصرته مهما حاولت الدوائر المقربة من رئيس الوزراء

أكثر...