تحقيق الصحفي كاظم جابر الموسوي


إن روح التحدي والصمود لدى الإمام الحسين (ع ) يذكرني بمقولة همنغواي في قصته الشهيرة ( الشيخ والبحر ) التي تلقي اضواءا واضحة على صورة التحدي حيث يقول: (( من الممكن أن تقتل إنسانا ولكن ليس من الممكن دحره واستلاب إرادته منه )) إذا كان صاحب مبدأ يؤمن به ويدافع عنه كالحسين ( ع) على سبيل المثال .
لقد ولد الإمام الحسين (ع) من جديد بعد مصرعه في واقعة ألطف ليعيش في قلوب المحبين والموالين ... يقبلون عليه في طلب الحاجات وبلوغ الغايات . فمن ياترى مثل الحسين في الكرم والعطاء !
فإذا كان حاتم الطائي يعرف بالكرم حين ذبح آخر جواد له لمن كانوا في ضيافته ..... فماذا نقول عن الحسين (ع) الذي يفتح مضيفه ليل نهار ودون انقطاع لمن يفد إليه ... هكذا أشاد الحسين أسطورة الخلود في عالم الحقيقة الذي نشهده كل يوم فيما يعج ويضج مرقده الشريف في كربلاء جوار أخيه العباس (ع) بألوف الزائرين والوافدين من كافة دول العالم ملتمسين قضاء حوائجهم ونيل شفاعته لاكما شاد كلكامش أسطورة الخلود في عالم الوهم والخيال.
وان الملايين التي تهفو قلوبهم إليه ، أو يفدون إلى ضريحه في كل آن ،انما ليدفعهم إلى ذلك حب يملأ جوانحهم ، وشوق يغمر قلوبهم ، حيث يجدون في حضرته المقدسة سعادة نفوسهم ، وراحة أرواحهم ، فيعودون وقد تزودوا بطاقة روحية ، ومدد علوي ، يضيء نفوسهم ، ويغمر قلوبهم بالنور والضياء ، ويبعث في نفوسهم الأمل والرجاء .في هذا التحقيق نلتقي بنخبة مثقفة آلت على نفسها إلا رفعة العراق [بأهله وتاريخه نخبة عراقية لاتخشى في الحق لومة لائم لذلك كان لزاما علينا أن نحاورهم ونعيش معهم أجواء القداسة والروحانية في ذكرى استشهاد أبي الأحرار الإمام الحسين (ع ) ونسألهم ماذا قالوا في الإمام الحسين (ع )وقد اخترنا نخبة من المثقفين من كتاب وصحفيين وباحثين ورجال قانون وأساتذة جامعات واليكم ماجاء في هذا التحقيق عود على بدء :
السيد علي حميد الموسوي فقال :


لم يكن الامام الحسين (ع ) مغامرا ولا حياته وحياة أهل بيته والنخبة الطيبة من أصحابه هينة عليه . لكن ماقام به كان يجب أن يكون لتكون ثورته خالدة ودرسا ثابتا مدى الدهر .وعن الحقيقة في تجشم الزائر عناء السفر وهو يقطع الفيافي والسهول، آلاف الأميال أيام وليالي لماذا ؟
تبلورت حياة الإمام الحسين في استمراره على نهج جده 0(ص ) كعلم للهداية ومصباح لإنارة الدرب للسالكين المؤمنين بقيادته ، فكان هو الدليل على الله وعلى مرضاته ،والمستقرين في أمر الله ، والذائبين في الشوق إليه ،كما حدث مع أهل بيته وصحبه في واقعة ألطف فكانوا ا السباقين إلى تسلق الكمال الإنساني المنشود . لذلك لايستطيع أحد أن يلم بجميع زوايا حياة الإمام الحسين (ع).. من الولادة إلى الشهادة ، ومن هنا فان محاولتنا هذه إنما هي إعطاء قبس من ولادته و حياته ، ولقطات من شهادته التي دونها المؤرخون ، واستطعنا اكتشافها . وقد حفلت حياته بأنواع الجهاد والصبر على طاعة الله . ثم أختار الشهادة مع العز على الحياة مع الذل . حتى فاز بلقاء الله سبحانه بعد كفاح عظيم وجهاد كبير


الرادود الحسيني السيد حسن الكربلائي فقال:


أبو عبد الله الحسين (ع) نموذج رائع للشجاعة والصبر والفداء والثبات على الحق ومقارعة الظالم رغم قلة العدد والعدة والناصر . فثورته علمت الكثير من التضحية والشهادة والعمل من أجل مجتمع يؤمن بالعدل والمساواة ويرنو لصلاح الأمة فلذلك أصبح لزاما على من يؤمن بهذه الثورة ويصرح بولائه للحسين (0ع) ويؤدي شعيرة إحياء ذكراه يجب أن يتحلى بأخلاق الحسين (ع) ويسلك سبيله في التضحية ويعمل جاهدا على ترسيخ القيم التي قتل من أجلها الإمام الحسين(ع).

الأستاذ طلال مجبل الكمالي فقال:

الإمام الحسين (ع) في واقعنا اليوم ، عن هذا الخبر العظيم كيف نستفيد منه مايعالج فقرنا ؟ عن هذا المصباح المنير كيف يستضيء به ونطرد عن واقعنا الجهل والغفلة ؟ عن هذه السفينة التي من ركبها نجى ، كيف ننجو بها من الفتن التي تحيط بنا ؟
أرأيت الذي يقطعه العطش على شاطئ الفرات ، انه مثل العراق الذي يملك ولاية الإمام الحسين (ع) وهو لازال يدور في أزمات لماذا .

الشيخ علي كمونه فقال :


أو هل رأيت من يستسلم للأمواج فيغرق وأمامه سفينة النجاة ؟ فأذن أين الخلل ؟ قد يعذر من يتبع أئمة الضلالة أن يستسلم للشقاء أما من يقتدي بأهل بيت الرسالة عليهم السلام ، كيف يبرر ضعفه ، وتفرقه ، واستسلامه لواقعه الفاسد . وهل يعذره الرب سبحانه وتعالى يوم القيامة في ابتعاده عن قيم الرسالة .

الشيخ كاظم المسعودي

الامام الحسين (ع ) مثال للطهر والعالم ومنذ استشهاده الى اليوم يكن له الاحترام لأنه وقف لوحده وثلة طيبة من المؤمنين أمام جيش عرمرم يدافع عن دين جده (ص ) لايخشى في الحق لومة لائم وهكذا واصل المسيرة رغم استشهاده بالاعلام المضاد من قبل أخته الباسلة السيدة زينب والتي أستطاعت ان توضح للملأ قضية أخيها الحسين وبدمائه التي سالت على رمضاء كربلاء وان الحسين اذا مات جسدا فان روحه بقيت في نفوس محبيه الى قيام الساعة.

الخلاصة :

من خلال ما تقدم نستطيع أن نقول لو نشأت الأمة حقا على منهاج الإمام الحسين (ع) وعاشت سيرته المباركة لما كانت اليوم تعاني من أية مشاكل تذكر إلا إنها لما صارت تعيش الغربة عن واقع رسالتها ولم تكرس قيمها الإسلامية في واقعها فمن الطبيعي أن يأتي الحكام الطغاة ليتسلطوا عليها وينفذوا الأدوار الاجراميه ضدها فلو كان مجتمعنا محمديا قرآنيا لما منح المجال لأي طاغية ليعبث بمقدراته وليتسلم مقاليد أموره رغما عن إرادته فالمجتمع المحمدي هو مجتمع المسؤولية والوحدة والحب والتعاون