قالت صحيفة النهار اللبنانية إن التصعيد المفاجئ للهجة "حزب الله" تجاه الرئيس اللبنانى العماد ميشال سليمان نفسه يمكن أن يقطع الطريق على أى طرح لتمديد ولايته بل يهدد بحدوث فراغ فى الرئاسة وإمكانية عدم صياغة البيان الوزارى للحكومة الجديدة فتتحول إلى تصريف الأعمال.

وكان سجال قد وقع مساء أمس بين حزب الله والرئيس اللبنانى بعد إصدار الحزب بيانا قال فيه إن قصر بعبدا "مقر الرئاسة اللبنانية " بات يحتاج فى ما تبقى من العهد الحالى إلى عناية خاصة لأن ساكنه أصبح لا يميز بين الذهب والخشب.. وذلك تعليقا على خطاب سابق للرئيس اللبنانى انتقد فيه التمسك بالمعادلات الخشبية فى إشارة لمعادلة الجيش والشعب والمقاومة كإطار للدفاع.

ورد الرئيس اللبنانى على موقع التواصل الاجتماعى تويتر أمس قائلا "إن قصر بعبدا ينتظر الالتزام بمقررات إعلان بعبدا الذى تم الإجماع عليه فى أرجائه".

وقالت صحيفة النهار إنه فى حين كان ينتظر أن تشكل عطلة نهاية الاسبوع (الأحد) فرصة أمام تحريك الاتصالات تمهيدا للتوصل إلى توافق حول بند المقاومة العالق فى لجنة صياغة البيان الوزارى، وذلك قبل الاجتماع الثامن المقرر مساء غد، فرض التصعيد المفاجئ للهجة "حزب الله" تجاه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان نفسه بندا أساسيا لما يحمله من مدلولات سياسية تفتح المواجهة عاليا بين الحزب والرئيس اللبنانى على مسافة أشهر قليلة من انتهاء ولايته الرئاسية.

ونقلت النهار عن أوساط سياسية مطلعة قولها إن اللغة العالية النبرة التى توجه بها الحزب إلى رئيس الجمهورية وهى غير مسبوقة فى الخطاب السياسى ولا سيما حيال الموقع الاول فى البلاد تؤشر إلى أن المناخ الإقليمى والدولى الذى سهل قيام الحكومة قد لا ينسحب على الاستحقاقات الاخرى وفى مقدمتها الاستحقاق الرئاسى بما يهدد بعودة شبح الفراغ وإمكان تحول حكومة تمام سلام إلى تصريف الأعمال ما لم تنجح القوى السياسية فى الأسبوعين الباقيين أمامها فى التوافق على صيغة مقبولة للبيان الوزارى لنيل الثقة على أساسه.

وأشارت إلى أن كلام سليمان جاء على خلفية تمسكه بإعلان بعبدا كما جاء فى تغريدته المسائية والتى قال فيها إن قصر بعبدا فى حاجة إلى الاعتراف بالمقررات التى تم الإجماع عليها فى أرجائه (اعلان بعبدا)، فإن بيان الحزب بدا واضحا فى رده على رئيس الجمهورية فى الشق الذى تناول فيه المقاومة فى خطابه فى جامعة الكسليك قبل أيام.

ولفتت إلى أن المواجهة بين الحزب والرئيس سليمان دخل على خطها أكثر من فريق سياسى على ضفتى 8 و14 آذار، الاول من موقع مساندة الحزب والثانى من موقع دعم رئيس الجمهورية والدفاع عن موقع الرئاسة الأولى، فإن هذه المواجهة لابد أن ترخى بثقلها على الاجتماع الثامن للجنة الوزارية غدا لصياغة البيان الوزارى.



أكثر...