تحت شعار "لا للمسة غير البريئة" اجتمع عدد من أطباء الأمراض النفسية والجمعيات الخيرية، منهم لؤلؤة، مركز الإبراهيمية للإعلام، مؤسسة بناتى، safe، ومركز حتب للنمو الإنسانى، والإعلاميين مع مجلس الخدمات والتنمية التابع لسندس النيل الانجيلى، للعمل على مواجهة الإيذاء الجنسى للأطفال، عن طريق الحشد ضد هذه الظاهرة وتغيير ثقافة المجتمع تجاه هؤلاء الأطفال، والنظر إليهم على أنهم مجنى عليهم وليسوا شركاء فى الجريمة.

لم يختلف جميع الحاضرين على أهمية تغيير المجتمع والتعامل مع المشكلة على أنها شىء خطير يهدد أبناءنا، ولا نقلل من حجمها، واستطاعت المخرجة "ماجى مرجان" عمل فيلم قصير باسم "فى مكانى" تحكى فيه الفتيات عن قصصهن التى مررن بها وهن صغار والفارق الذى حدث لهن بعد العلاج على يد المختصين.

وعلق الدكتور أوسم وصفى، أستاذ الأمراض النفسية والعصبية، على القضية قائلا: "تفاقمت المشكلة بسبب الثقافة التى نعرفها فى مجتمعنا المصرى، والتى تبنى على أساس الكتمان التابع خوفا من الفضيحة، على الرغم أن الطفل الذى تعرض للإيذاء الجنسى لديهم ثقافة مختلفة تكبر معهم مع كبر عمرهم.

ويضيف: "هناك خرافات تكونت لدينا من الاعتداء الجنسى، حيث إننا نظن أن هذه المشكلة تحدث فى طبقة دون الأخرى، والعكس هو الصحيح، حيث إن المشكلة منتشرة فى مختلف الطبقات الاجتماعية، ويوقع المجتمع اللوم على الطفل ويصفه أنه السبب فى كل شىء، رغم أن الطفل غير مسئول طالما هو فى مرحلة الطفولة".

ويبتعد الوالدين دائما عن التحدث مع أبنائهم عن هذه المشكلة بسبب اعتقادنا أنه "عيب"، وكشفت بعض الإحصاءات البسيطة من واقع ما شاهدناه مع المرضى، أن الاعتداء فى أغلبه يتم من أقرب الأفراد إليه، وهو ما يولد بداخلهم ثقافة مختلفة عن المعتدين على الأطفال من الغرباء.

ومن أبرز الأشكال النفسية التى يصبح عليها الطفل بعد التعرض إلى الاعتداء الجنسى، هو التطرف الشديد، والعنف، البرودة فى بعض الأحيان، بالإضافة إلى التعامل المجتمعى عن طريق الهجوم على كل من فيه، وغيرها من التصرفات غير المنطقية والطبيعية.

ويختصر أوسيم الحل فى أهمية تكاتف الإعلام والفن مع المؤسسات الاجتماعية لنشر الوعى فى المجتمع، ومساعدة الأسر على توصيل المعلومات التوعوية لأبنائهم حتى يعرفوا كيفية حماية أنفسهم.



أكثر...