يشكو العديد من الفنانين والعاملين بمسارح الدولة من حالة الإهمال التى باتت تعانى منها هذه المسارح بشدة، ولم يقتصر الأمر على مدى جودة أو سوء العروض التى تقدم عليه، بل يتعداه إلى أن المسرح بشكل عام لم يعد مناسبا لكى يذهب الجمهور إليه.

يؤكد عدد من العاملين بالمسارح لـ"اليوم السابع" أن الكثير من الجمهور يتعرض لمضايقات فى الشوارع المحيطة بالمسرح قبل أن يصلوا إلى العرض، نظرا لوجود الباعة الجائلين وانتشارهم حول المسارح بشكل كبير.

ويضيف أحد العاملين أن حال مسارح الدولة حاليا يذكرنا بمشهد النجم عادل إمام فى فيلم "عمارة يعقوبيان" عندما يسير فى شوارع وسط البلد، ويقول "إحنا فى زمن المسخ"، فالباعة الجائلون منتشرون فى كل مكان وهناك مسارح تجاور ملاهى ليلية.

ميامى والطليعة والعرائس ومتروبول، تلك هى المسارح الواقعة داخل "حزام الوباء"، حسب مسمى جماهير المسرح، فبالنظر لمسرح ميامى نجده واقعا ما بين سينما ميامى الشهيرة، وكباريه صغير، يظن المار أن بابه هو ذاته الباب المؤدى للمسرح، وما أن يقف الشخص محاولا دخول المسرح حتى يفاجأ بفتيات الكباريه يعترضن طريقه، ويدعونه بكل احترام للانضمام إليهن.

وإذا حول الشخص نظره نحو مسرح الطليعة ومسرح العرائس، نجده يبتسم فى صمت، خاصة وأن رواد المسرح من النساء والفتيات، حيث تبدأ رحلة العذاب الخاصة بهن بعدة مراحل، منذ محاولتهن للخروج من محطة مترو العتبة المؤدية للمسرح، مع فاصل متكرر من محاولات التحرش الجماعى من قبل الباعة المتراصين فى طرقات المحطة، وصولا لرجل كبير فى السن ملتحى بالجامع الصغير الذى تقع عيناه عليهن عند صعودهن لسلم المترو، ويبدأ فى البرطمة والتمتمة- بصوت يظنه غير مسموع- بالسباب والدعاء بأن تصب السماء لعنتها عليهن وعلى الفنانين جميعا الذين أفسدوا المجتمع بملابسهن وأعمالهن، إلى أن تصل ذروة تلك الرحلة من شد وجذب من بائعى الملابس والأحذية والكتب والعطور والملابس الداخلية والمنشطات الجنسية، الذين يصرون على أن يتفحص المارة بضاعتهم حتى وإن كانوا لا ينون الشراء، مؤمنين بمبدأ "اللى ميشترى يتفرج".

الجهة الأخرى من نفس محطة المترو، وسط المقاهى الشعبية ومحلات الكبدة والسجق، التى تحوطه من جميع الجوانب.

وهكذا.. يطل علينا المسئولون عن المسرح دائما، ملقين التهم على سابقيهم فى الإدارة، مستنكرين عزوف وهجرة الجمهور عن الذهاب للمسارح، التى أصبحت لا تقدم فنا يرقى بالمستوى الفكرى والثقافى للجمهور، غاضين بصرهم عن المعاناة التى يمر بها جمهور هذا الفن حتى يصل لتلك الأماكن.


الباعة الجائلون يحتلون مسارح الدولة.. والمسئولون يتبادلون تهم الإهمال 1.jpg

الباعة الجائلون يحتلون مسارح الدولة.. والمسئولون يتبادلون تهم الإهمال 2.jpg

الباعة الجائلون يحتلون مسارح الدولة.. والمسئولون يتبادلون تهم الإهمال 3.jpg

الباعة الجائلون يحتلون مسارح الدولة.. والمسئولون يتبادلون تهم الإهمال 4.jpg



أكثر...