غازي النفاشي الشمري
• عارض
العارض ... (والنسبة اليها العارضي) عشيرة عربية من فروع المفضل من بطون اليحيا من شمر عبده القحطانية نخوتهم الخاصة (مصوخ) ونخوتهم العامة منصور .
مساكنهم موزعة في أرياف قضاء الحمزة الشرقي في مقاطعة تعرف بأسمهِم من توابع محافظة الديوانية وبغداد والنجف والحلة وفي الرميثة في محافظة السماوة .
يذكر لنا تأريخهم أنهم نزحوا من الجزيرة العربية (نجد) من مناطق (سدير وعارض) قبل ما يربو على أكثر من ثلاثة قرون ودخلوا العراق فكانت أولى مساكنهم منطقة الرمل (الاعمى) أيام مشيخة حمد الحمود الخزعلي ثم ارتحلوا الى منطقة ( طحربة ) والتي فيها الانهار السبعة المسماة بالعارضيات نسبةً الى بني عارض التي ملكوا أراضيها ، وهو المكان الذي شهد فيه صمود ومقاومة أبناء عشيرة بني عارض مع العشائر الاخرى المجاورة لهم ضدّ القوات البريطانية .. حيث كانت هذه الانهار ملاجئ للمقاومين الابطال في معاركهم ضدّ القوات الغازية المحتلة والذي سطّر فيها 0ابناء العشائر اروع الصور في التضحية والبطولة والبسالة والشهادة .وبعد تأسيس حلف الجبشة العشائري المتكون من (بني عارض – بني خالد – خفاجة – الطفيل – بني سلامة – عياش – آل فرطوس – السادة آل عجام) .
اصبح شيخ بني عارض المرحوم سوادي الحسون ممثلاً عنهم في مجلس النواب العراقي ، وكان رحمه الله من النواب البارزين الذين يتمتعون بثقل وكيان شخصي وعشائري في المجلس .
ويذكر لنا التاريخ الدور المتميز لشيوخ بني عارض في حملة الجهاد ضدّ الانكليز عام (1915م) أيام المرحوم الشيخ حسون العباس وكذلك في الثورة العراقية الكبرى عام (1920م) حيث كان لهم دوراً بارزاً بقيادة الشيخ المرحوم سوادي بن حسون بن عباس بن مارد بن صكر الذي برز أسمهُ كشيخ مقاتل وصعب المراس مما حدا بالقوات البريطانية أن تجعل أسمهُ ضمن قائمة الاسماء الخطيرة والمطلوب إلقاء القبض عليهم .فزاد ذلك من شعبيتهِ عند ابناء عشيرتهِ والعشائر الاخرى واصبحوا يدعمونهُ بالغالي والنفيس للنصر على المحتل الغاشم .توفي عام (1968م) وقد لازمه أخيه المرحوم الشيخ عبد الحسن الحسون في رئاسة عشيرة بني عارض وحلف الجبشة منذُ عام 1930 وكان من الشخصيات المتميزة في رجاحة العقل والحكمة وكان يكنى بـ (الحبيجي) ومعناها الشخص الذي يجيد صياغة الكلام ويحبكهُ .. وقد الف بين صفوف ابناء عشيرة بني عارض وكذلك حلف الجبشة وكانت هذه العشائر في زمنه تنعم بالتآلف والتآخي والتعاون ويسودها المحبة والاخاء حتى وافاه الاجل عام 1981 وانتقلت الرئاسة من بعده الى ولدهِ المرحوم الشيخ هادي بن عبد الحسن بن حسون الذي اعدم عام 1989 وآلت من بعده المشيخة الى شقيقه الشيخ مهدي عبد الحسن الحسون.
وعشائر بني عارض هي :-
آل عون – آل عبد ربه – آل حاجي – الدغافل – آل عبيد ...
ولكل من هذه العشائر تفرعات وافخاذ كثيرة ولكل منها مشيختها الخاصة بها كونهم تحالف وليس من صلب وجذم واحد
ال عبيد زرفات
الدغافل بني خالد
العبد ربه منهم من زبيد ومنهم مجموعه من الجنابيين
ال حاجي من شمر عبدة من ال جعفر ومنهم في الكويت




وهذا راي اخر

سيرة مختصرة عن عشيرة بني عارض ..

قبيلة بنو عارض من القبائل العربية المشهورة التي تتصف بالبسالة والنخوة والكرم ، وهم يسكنون الآن في وسط وجنوب العراق وبالخصوص بين مدينتي الديوانية والسماوة، وقد كثر الكلام بين أهل الأنساب حول أصل نسب بني عارض، فمنهم من قال بأنها قبيلة من قبائل شمر القحطانية يرجعون إلى جدهم الأعلى عبدة بن جعفر بن علي بن عارض الشمري ،وقد هاجرت هذه القبيلة مع الكثير من القبائل العربية بسبب الجفاف وقلة الماء والكلأ من منطقة وادي (عارض) الواقع في منطقة اليمامة من جزيرة العرب وسكنت جنوب العراق وذلك بعد عام 1654للميلاد ..

ومنطقة وادي عارض تقع في العُيينة (العارض) والتي كانت تعرف قديماً بالعَروض أو اليَمامة، أو إنها مدينة من أحدى مدن الجزيرة العربية ، أو إنها جبلاً أو عارضة لمعسكر جيش، كما أن هناك لقب [عارض] يعد من سلالة شمّر الأوسية القحطانية...
ومن أهل الأنساب من قال بأن قبيلة بني عارض يرجع نسبها إلى قبيلة الأوس القحطانية وهم الذين صاروا بعد ذلك مع قبيلة الخزرج بالأنصار (أي أنصار الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم ) الذي هاجر إليهم من مكة فأستقبلوه وأحتضنوه وأستجابوا لدعوته ونصروه في كل غزواته وحروبه ضد المشركين حتى قال فيهم (ص) : [الأنصار عيبتي وكرشي ..اللهم أرحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار ] .. ومنهم من قال : بأن نسب بني عارض يرجع إلى بني جشّم بن الحارث بن نبُيت بن الخزرج ، وأن جدهم الأعلى هو عبيد بن عارض بن جشم الخزرجي، ومنهم شداد بن عارض الجشمي الذي أستشهد بين يدي رسول الله (ص) ومنهم عمرو بن الجموح الأنصاري الذي أستشهد في معركة أحد ..ومنهم الحباب بن المنذر الجشمي الذي جرد سيفه يوم السقيفة بوجه جماعة المهاجرين من قريش وقال : [ والله أن شئتم لنعيدها (جذعة) ] ..وكان يومها هو خطيب الأنصار في تلك الواقعة المشهورة ..
وهناك روايات أخرى عن نسب بني عارض منها : بأن بني عارض هم عائلة علوية يرجع نسبها إلى أحد أحفاد الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) وأن جدهم الأعلى هو رجل عالم شريف أسمه ( محمد فتح الباب ) أو (محمد أبو باب )الذي ينتهي نسبه إلى السيد [العرضي ] وقد أختلطت هذه العائلة مع القبائل التي تسكن في وادي عارض بين الجزيرة واليمن ، ثم هاجرت معهم إلى جنوب العراق قبل 400عام وأخذت لقبهم وأسمهم من القبائل التي أختلطت معهم ..
وفي كل الأحوال وبعيداً عن أختلافات علماء الأنساب والتاريخ وآرائهم التي تصيب الباحث عن النسب بالصداع والحيرة والقلق ..فان قبيلة بني عارض تعتبر قبيلة كبيرة ومهمة من قبائل العراق ، وقد لعبت هذه القبيلة خلال تاريخها دوراً بارزاً ومشرفاً في جميع الأحداث والوقائع التي مرت على العرق ، وكان لها موقع الريادة والصولة الأولى فيها كلها ، ولاأحد ينكر بأن قبيلة بني عارض هي القبيلة الوحيدة التي قدمت للعراق أكثر من [ألف شهيد] خلال ثورة العراق الكبرى عام 1920ضد الأحتلال الأنكليزي الغاصب ،وقد خاضت هذه القبيلة الشجاعة معارك دامية مع المحتلين أشهرها معركة (العارضيات) التي تكبد فيها الأنكليز خسائر فادحة بالأرواح والمعدات ,وكذلك أشتركت في معركة السويب الشهيرة ضد لأنكليز ولازال أرشيف الحرب البريطاني يحتفظ بفصول وملفات تلك المعركة التي يعتبرها نكسة في تاريخ الجيش البريطاني الذي لايقهر .. ولقد كان لهذه التضحيات التي أبداها أبناء هذه العشيرة - مع تضحيات بقية عشائر وقبائل العراق- الأثر الكبير على تحول سير الوقائع والأحداث في صالح الأستقلال الوطني الذي تحقق عام 1921 حيث تأسست أول دولة عراقية مستقلة بعد التبعية للأحتلالات الأجنبية التي تعاقبت على العراق لأكثر من سبعة قرون !!
كما أن عشيرة بني عارض كان لأبنائها وأسرها الكريمة مواقف جهادية رائعة وصلبة ضد جميع الطغاة الذين تسلطوا على رقاب الشعب العراقي ، فكان لأبناء هذه العشيرة البواسل المواقف المعهودة برفض كل أشكال الدكتاتورية والقمع التي بلغت ذروتها على أيدي البعثيين والنظام العفلقي المقبور ، فكان أن أستهدفت هذه العشيرة فأعتقل المئات من أبنائها الأحرار وغيبّوا في السجون المخيفة وقد قضى أكثرهم نحبه في تلك الطوامير المظلمة وسيق بعضهم إلى مشانق الأعدام، ودفن الكثير منهم في القبور الجماعية وتحت التعذيب ، ومنهم من شّرد وهاجر إلى المنافي رافضاً الأنصياع لمنطق الدكتاتورية والظلم والطغيان العفلقي ..وعندما تفجرت الأنتفاضة الشعبانية المباركة عام 1991ضد النظام الصدامي المجرم هب أبناء عشيرة بني عارض عن بكرة أبيهم من أجل تحرير الشعب العراقي من قبضة الطاغية صدام حسين وحزبه الفاشي (عكس بعض العشائر التي وقفت مع قوات النظام لقمع أبناء شعبها) ، ولم يكتف أبناء هذه العشيرة الباسلة بتحرير منطقتهم (الحمزة الشرقي وماجاورها من مناطق ) من براثن البعثيين، بل تجمعوا وتحركوا على شكل جماعات جهادية كبيرة للدفاع عن العتبات المقدسة في كربلاء والنجف وفك الحصار عنهما ونصرة أخوانهم المجاهدين هناك ، حيث كانت قوات الحرس الجمهوري تحاصر النجف وكربلاء وتمطرهما بالصواريخ والراجمات والمدفعية في ذلك الوقت ..ولما وصلت جماعات المجاهدين من أبناء بني عارض ومعهم بعض أبناء العشائر الأخرى إلى منطقة (الحفار ] جنوب النجف أعترضتهم قوات الحرس الجمهوري معززة بالدبابات والمدفعية الثقيلة ودارت هناك معركة عنيفة أستبسل فيها أبناء العشيرة - كأجدادهم الذين أستبسلوا ضد الأنكليز- حتى أستشهد منهم الكثير من خيرة رجالهم وشبابهم ، وبعد أن نفذت ذخيرتهم أنسحبوا إلى مناطقهم تحت ضغط قوات العدو المدججة بالدروع والمدفعية ..وبعد فشل الأنتفاضة وسيطرة الجيش على الأوضاع مرة أخرى أعتقل الكثير منهم لأشتراكهم في الأنتفاضة فكان نصيبهم الأعدام أو السجن في أماكن سرية قضوا فيها نحبهم ، وبعضهم لايعرف عنهم شيء إلى الآن ..!!
وهناك الكثير من المواقف الشريفة التي تتفرد بها قبيلة بني عارض ، أضافة لذلك فأن أبناء هذه العشيرة يمتازون بالكرم والأخلاص والضيافة العربية الأصيلة والمواقف النبيلة ، وأننا نجد بـأن أكثر شيوخ وكبراء وزعماء عشائر العراق من شماله إلى جنوبه يكنون لعشيرة بني عارض كل الأحترام والتقدير والأجلال وذلك لسمعتهم الطيبة وأخلاقهم العالية وكرمهم العربي الأصيل ..
واليوم يعيش أبناء هذه العشيرة في عدة محافظات من أرض العراق رغم أنهم يتركزون في مناطق الوسط والجنوب ، وقد أندمجوا وتفاعلوا مع أبناء وطنهم من خلال عملهم ووظائفهم لخدمة شعبهم ، ونجد من أبناء العشيرة اليوم من هو الشيخ الكريم والوجيه الفاضل والمهندس والطبيب والمحامي والقاضي والمعلم والمدرس والضابط والجندي والشرطي والمسؤول السياسي والصحفي والأديب والشاعر ، وكل واحد من هؤلاء يقوم بتأدية واجبه في خدمة شعبه العزيز ووطنه الغالي ..
................................................................................ .....
المصادر :
نسب معد واليمن الكبير ..محمدبن السائب الكلبي ص203
جمهرة أنساب العرب ..لأبن حزم الاندلسي
التاريخ والحضارة الإسلامية ..(موسوعة) أحمد الشلبي ج7ص84..
تاريخ الجزيرة وآل سعود ..ناصر محد السعيد