(لمستقلة).. في مبادرة رائدة أخرى للاستجابة لأزمة اللاجئين السوريين في العراق والمساهمة في توفير فرص تعلّم للآلاف الشباب والأطفال في المخيمات، أقامت منظّمتا اليونسكو والـ”آي آر سي” حفل خاص للإعلان عن الافتتاح الرسمين لمدرسة ديركي الثانوية، وهي الثانوية الأولى للاجئين السوريين في مخيّم دوميز في دهوك. “أصبح لمئات الشباّن والشابات الآن فرصة أخرى للالتقاء، والاستكشاف والتعلّم”، قال ممثل منظّمة اليونسكو ومدير مكتبها في العراق أكسل بلات، والذي أثنى على الجهود الخاصة لحكومة إقليم كردستان في دعم التعليم ضمن مجتمعات اللاجئين. وأضاف بلات متوجّهاً للطلاب “يجب الاستفادة من هذه الفرصة المتاحة لكم، فالتعليم سيجعلكم أقوى، أكثر تحكّماً بمصيركم، وأكثر استعداداً لمواجهة تحدّيات الحياة”. وفي كلمته في هذه المناسبة، جدّد مدير عام التربية في دهوك عبد يوسف التزام حكومة إقليم كردستان ووزارة التربية تحديداً في “دعم تعليم اللاجئين في مدرسة ديركي كما في جميع المدارس التي تمّ افتتاحها، وذلك من خلال تزويدهم بالمعدّات اللازمة وإطلاق صفوف في التدريب المهني والأنشطة الرياضية للطلاب”. واعتبرت مديرة الـ”آي آر سي” في العراق إميلي داكن أن “هذه المدرسة هي نموذج حقيقي لما يمكن أن تحقّقه المنظّمات والوكالات بشراكاتها من أجل اللاجئين السوريين في شمال العراق، وهي مثال أيضاً للدعم المستمرّ لحكومة إقليم كردستان للسوريين المقيمين ضمن حدودها”، متوجّهةً بالشكر لليونسكو، وحكومة إقليم كردستان، وشركة “ستيتشينغ فلوشتيلنغ”، ومؤسستي “أسفري” و”هيس”، والتي ساهمت في جعل هذه المبادرة حقيقة. وقد نقل أحد الطلّاب مخاوف زملائه ملقياً خطاباً باسمهم في هذه المناسبة، حيث قال “نحن نتمنى أن نكمل دراستنا ما بعد الثانوية بمساعدتكم لنا، وذلك بتخصيص مقاعد لنا في جامعات ومعاهد الإقليم لإعداد جيل قوي متعلّم ومبني على مبادئ راسخة لنستفيد ونفيد المجتمع”. وتخلّل هذا الحفل الذي شارك به الطلّاب والأهالي والمعلّمون، بالإضافة إلى الناشطون في المجال الإنساني من المنظّمات الدولية وهيئات المجتمع المدني في المخيّم، جولة ميدانية وجملة من الأنشطة الطلابية. مع احتوائها لتسعة قاعات دراسية، مكتبة خاصة، مختبر علمي، غرف إدارية، التجهيزات الصحّية الطلوبة والقدرة على استيعاب 600 طالباً، تستجيب هذه المدرسة الجديدة بشكل فعال ومباشر للاحتياجات التعليمية للأطفال والشباب السوريين في المخيّم. كما تُعتبر بمثابة حلّاً مستداماً لتوفير تعليم نظامي من خلال معلّمين مجازين تمّ اختيارهم من سكّان المخيّم، وتلقّوا تدريباً خاصاً من اليونسكو على أحدث الأساليب الأكاديمية وآليات الدعم النفسي للأطفال في الأزمات. لا تزال الحالة الإنسانية في سوريا في تدهور مستمرّ وبوتيرة سريعة منذ اندلاع الأحداث. وقد أدّى الاقتتال في مختلف أنحاء البلاد إلى النزوح الداخلي وارتفاع في أعداد المهاجرين اللاجئين في دول الجوار، مع ما يقارب 220 ألف لاجئاً مسجّلاً في العراق، يتمركز 97 في المئة منهم في محافظات دهوك، إربيل والسليمانية.(النهاية)

أكثر...