أكد الدكتور غريب فاوى محمد أستاذ ورئيس قسم المخ والأعصاب بكلية طب سوهاج، عضو الأكاديمية الأمريكية للأعصاب، وعضو الجمعية الدولية للسكتة الدماغية، ورئيس شعبة الوقاية والعناية بالمخ والأعصاب بالجمعية المصرية للأمراض العصبية والنفسية وجراحة الأعصاب، أن كثيراً من الأبحاث تشير إلى وجود علاقة بين الأدوية المعالجة للصرع وأمراض العظام، فقد وجد أن احتمالية حدوث كسور العظام تتعدى من الضعف إلى ستة أضعاف احتمال حدوثها فى الأشخاص العاديين، وقد عزى ذلك لما لوحظ من تغيرات فى كثافة العظام، وما قد يصاحبه من احتمال حدوث الكسور فى أولئك الذين يستعملون أدوية الصرع.

وأشار "فاوى" إلى أنه على الرغم من الكم المتنامى من البحوث والمنشورات وجد أن أقل من ثلث أخصائيى الأمراض العصبية فقط يتابعون أولئك المرضى الذين يعالجون بأدوية الصرع لاكتشاف ما قد يصاحبه من أمراض العظام، وأن أقل من عشرة بالمائة فقط منهم يصفون أملاح الكالسيوم وفيتامين "د" كعلاج وقائى، ولا يزال وصف العلاج المناسب لهذه المشكلة غير واضح، لأنه على الرغم من توفر العلاج لأمراض العظام إلا أن قلة من الدراسات هى التى بحثت التأثير العلاجى.

وأضاف "فاوى"، أنه قد أجريت دراسة على 160 حالة من المترددين على عيادات الأمراض العصبية بكلية طب سوهاج، من كلا الجنسين ومن فئات عمرية مختلفة بعد استبعاد أى حالة يعرف عنها أو يُشك فى كونها قد تعرضت لأى أسباب معروفة أو يُشك بأن لها تأثيرا سلبيا على صحة العظام ونموها الطبيعى.

وقد تم تقسسيم هذه الحالات فى البحث هذا إلى مجموعتين أساسيتين:
المجموعة الأولى: وتشمل الحالات التى تتعاطى أدوية الصرع وعدد الحالات فيها 124 حالة، تشمل مجموعتين مصغرتين من المرضى حسب دواعى الاستعمال:

مرضى الصرع ،وتشمل (82) مريضا متوسط أعمارهم (29.8) سنة منهم(39) إناث، حالات تستعمل أدوية الصرع لأسباب ودواعى أخرى خلاف الصرع (42) حالة منها (22)إناث بمتوسط أعمار (37) سنة.

المجموعة الثانية: وتشمل حالات التحكم الأفراد الصحاح ولا يستعملون أدوية الصرع )وعدد الحالات فيها 36 حالة منها (24) إناث، متوسط أعمارهم (32) سنة.

وأشار "فاوى" إلى أنه قد تم إجراء الفحوص الإكلينيكية والمعملية وبعض الاختبارات التالية لكل مريض:
-الفحص الإكلينكى الشامل مع الاهتمام الخاص بالكشف الإكلينيكى للجهاز العصبى والعظمى.
-قياس كثافة العظام لكل الحالات.
-دراسات كهروفسيولوجية، مثل: رسم المخ الكهربائى، وأشعة مقطعية على المخ.
-الاختبارات المعملية، مثل وظائف كبد، ووظائف كلى، وسكر عشوائى.
-تحديد نسبة الكالسيوم بالدم ونسبة هرمون الغدة جار الدرقية وإنزيم الفوسفاتيز القلوى.

وأضاف فاوى، أنه قد أظهرت النتائج الحقائق التالية:
زيادة نسبة الحالات المصابة بتغير مرضى فى كثافة العظام بدلالات احصائية واضحة فى الحالات إلى تستعمل أدوية الصرع، (مرضى الصرع وغيرهم)، مقارنة بالأشخاص الأصحاء فى الدراسة.

ارتفاع نسبة الكسور بين الحالات إلى تستعمل أدوية الصرع (مرضى الصرع وغيرهم) مقارنة بالأشخاص الأصحاء فى الدراسة 8%: 2%)).

تبين أن كلا من الإصابة بانخفاض كثافة العظام ونسبة الإصابة بالكسور كانت أكثر بين حالات الصرع مقارنة بالحالات الأخرى التى تستعمل أدوية الصرع لأسباب أخرى.

أن النساء المصابات بالصرع أكثر عرضة للإصابة بانخفاض كثافة العظام عن الرجال.

وجد أن طول مدة العلاج واستعمال أدوية متعددة هما عاملا الخطر المرتبطين إحصائيا مع كل من زيادة حدوث انخفاض كثافة العظام وزيادة نسبة الكسور فى أولئك الذين يستعملون أدوية الصرع.

استعمال تقنية قياس كثافة العظام أكثر حساسية عن قياس الدلالات الكيميائية فى تقييم التغيرات التى تحدث فى العظام مع استعمال أدوية الصرع.

وجد أن إنزيم "الألكالين فوسفاتيز"، هو الدلالة الكيميائية الوحيدة ذات الاختلاف الإحصائى بين الحالات المستعملة لأدوية الصرع والأشخاص الأصحاء والمرتبطة إحصائيا بتغيرات العظام فى الحالات المستعملة لأدوية الصرع.

ويقول فاوى، إننا نستخلص من هذه الدراسة أن مرضى الصرع وغيرهم ممن يستعملون أدوية الصرع عرضة لانخفاض كثافة العظام عندهم، وبالتالى أكثر عرضة لحدوث الكسور ومضاعفاتها عن غيرهم.

من بين هؤلاء وُجد أن الفئات، التى تستعمل العلاج لفترة أكثر من عامين، والذين يستعملون أدوية متعددة على التوازى، وصغار سن أقل من 20 سنة كالأطفال، وكبار السن أكبر من 40 سنة، والإناث دون الذكور، أولئك الذين يعانون من نوبات صرعية كبرى أو شاملة، هم أكثر عرضة لتلك المخاطر ويحتاجون إلى متابعة وانتباه أكثر من غيرهم.

يقدم فاوى بعض النصائح وهى:

- ينصح بتقنين اختبار كشف كثافة العظام كجزء روتينى فى تقييم حالات الصرع.
- أن يتم المتابعة دوريا لتقييم حالة العظام وكثافتها فى أولئك المرضى خاصة إذا طالت فترة العلاج أو كان المريض تحت العلاج بأكثر من دواء للصرع.

- أن يتم زيادة التوعية بالآثار السيئة على العظام لأدوية الصرع بنشر ذلك خاصة للأطباء الذين يتعاملون مع حالات الصرع مثل أطباء الأمراض العصبية والنفسية وأطباء الأطفال.
- أن يصرف وعلى التوازى مع أدوية الصرع أملاح الكالسيوم وفيتامين "د" كإجراء وقائى خاصة مع وجود عوامل خطورة أخرى.



أكثر...