(( قانون البنى التحتية ))





بقلم : محمد الشاهد
( محمد عبد الهادي جسام الشمري )




من المؤسف حقا , أن الكثير جدا لا يعرف سوى الشيء القليل عن قانون البنى التحتية , ويتخيل البعض أن هذا القانون سيرهن الثروة النفطية ويكبلها بالقيود والسلاسل وكل منصف سواء كان رجل سياسة أو رجل اقتصاد وغيرها يعلم جيدا , أن هذا القانون لو نفذ سينقل العراق من حال إلى حال في التقدم والازدهار ولكن بعض السياسيين من الذين يعارضون رئيس الوزراء الحالي سواء كان عن حسن نية أو غيرها رسموا في عقول البسطاء صورة مغايرة للحقيقة وهي أن الضرر منه أكثر من فائدته , وهذا ليس صحيحا , بل أنهم يعرفون جيدا الفوائد الجمة من خلال إقرار هذا القانون , ولكنهم يتخوفون من أن تزداد شعبية المالكي على حسابهم , أذن الهدف هو سياسي بحت .

أن الكثير من الناس يفهم معنى ( البنى التحتية ) على أنه تنفيذ مشاريع الصرف الصحي والماء الصالح للشرب وتوفير الطاقة الكهربائية , أن الأمر ليس هكذا , الأمر يتعلق ببناء الجسور والطرق السريعة وبناء المستشفيات والمدارس وإعادة بناء القوى الصناعية الكبرى وبناء المجمعات السكنية وتنشيط الواقع الزراعي وبناء الموانئ والمطارات والسكك الحديدية والمترو واستغلال الثروات الأخرى التي لم تستغل بعد وغيرها الكثير , والعراق بحاجة ماسة لذلك للقضاء على البطالة فأن في العراق من الموارد البشرية ما يجعلنا في غنى عن العمالة الأجنبية وهذا سوف يساهم في تحسين مستوى الدخل للفرد الواحد حتى يستطيع الاعتماد على نفسه , فأن الثروة النفطية الهائلة ومهما كان حجمها , ومهما طال أمدها فأن من المفترض ستنتهي في النهاية , والأمر هذا ليس للأجيال الحالية بقدر ما يتعلق الأمر بأجيال المستقبل .

كثيرة هي الدول , التي لا تريد الخير للعراق الموحد , والمالكي بهذه الخطوة الجبارة هو لا يريد شعبية ولكنه مصير وطن وسيأتي غيره ويكمل هذا المشروع الجبار الذي يحتاج إلى عشرين سنة قادمة لكي يكتمل وبمدة سداد معفية مقدما لعشر سنوات قادمة وبفائدة بسيطة جدا . أن التجارب السياسية الماضية أثبتت أن الواقع العراقي ليس له نظام اشتراكي ولا نظام رأسمالي ولكن نظام سياسي واقتصادي يحاكي الواقع بعد عقود طويلة من الدمار , أليس من حق الإنسان العراقي , أن يعيش حياة كريمة بعد سنوات الضياع المريرة , وهو يرى كيف أن خيرات العراق أصبحت للغرباء الذين بنوا بلدانهم على حساب الشعب العراقي . متى ينتبه الساسة العراقيون , أن تخمة السحت الحرام من المال , ستكون وبالا عليهم في النهاية .


مع التقدير