مع بداية فترة المراهقة يسعى جميع المراهقين إلى مقارنة أنفسهم بأصدقائهم للوقوف على الصفات الجيدة، أو السيئة الموجودة بهم، وذلك من أجل تحسين شخصياتهم، وحصولهم على التقبل المجتمعى كما يقول الأخصائى النفسى "إبراهيم عبدالغفار"، مضيفا أن المراهق غالبا ما يكون صورة مثالية عن نفسه، يسعى إلى تحقيقها فى أرض الواقع.

وأضاف "إبراهيم" أن هناك العديد من العوامل التى تؤثر على نمو الشاب فى هذه الفترة من المراهقة والتى لم تكن لها قوة تذكر خلال فترة الطفولة، والتى غالبا ما يتوقف تأثيرها بناء على الأسس التى كونها المراهق من خلال مراحل نموه السابقة، فمثلا الطفل الذى كان يشعر بالنقص وهو صغير، وتأكدت هذه المشاعر فى بداية مرحلة المراهقة، فإن مكانته الاجتماعية داخل مجموعة المراهقين الذين ينشأون معه سوف تزيد لديه من حدة هذا الشعور والتى قد تتمثل فى مظهره الشخصى وملابسه ومستوى طموحه وتطلعه.

وأشار "إبراهيم" إلى أن العديد من التغيرات التى تظهر فى شخصية المراهق تكون ناتجة عن الضغوط الاجتماعية التى قد يتعرض لها، وهو ما يتمثل فى ميول كل الفتيان والفتيات، فمثلا المخاطرة والأعمال الصعبة تميز الفتيان، فى حين تكون الأفعال البسيطة والرقيقة هى من سمات الفتيات، حيث يسعى المراهق سواء من الفتيان أو من الفتيات إلى تنمية الصفات التى تقبلها شخصيته ويقبلها المجتمع، وذلك لكى يحوز على التقبل المجتمعى.

وأوضح "إبراهيم" أن المراهقين غالبا ما يحددون أهدافا تفوق قدراتهم بسبب الضغوط التى تمارس عليهم سواء من الوالدين الذين يرغبون فى جعلهم الأفضل على كل أقرانهم، أو بسبب عدم استطاعته تقدير قدراته التقدير الصحيح، وهو ما يظهر فى تعرضهم لمزيد من الضغوط نتيجة فشلهم فى تحقيق هذه الأهداف، حيث يجب على الوالدين أن يراعوا أطفالهم فى هذه المرحلة جيدا ويدركوا أنهم يتعرضون إلى مرحلة كبيرة من التحول من عالم الأطفال إلى عالم الرجولة.



أكثر...