اهتمت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية بقيام كل من السعودية والإمارات والبحرين بسحب سفرائهم من دولة قطر، احتجاجا على سياستها فى الآونة الأخيرة، وقالت إن التوترات اندلعت بين الدوحة والدول الثلاث التى قامت بسحب سفرائها بسبب دعم قطر للإخوان المسلمين والإسلاميين المتحالفين معها فى المنطقة.


ورأت الصحيفة أن الجهود المتضافرة لعزل قطر، على حد وصفها، تمثل توبيخا غير عادى لإستراتيجيتها فى التحالف مع من زعمت الصحيفة أنهم إسلاميين معتدلين على أمل بسط نفوذها فى ثورات الربيع العربى.

إلا أن المكاسب التى حققها الإسلاميون تراجعت فى الأشهر الأخيرة بعد عزل محمد مرسى فى مصر، والأزمة التى يتعرض لها الحزب الحاكم فى تركيا والفوضى فى ليبيا والمكاسب العسكرية التى حققتها حكومة سوريا.


وحاولت الصحيفة الترويج لفكرة أن موقف دول الخليج يأتى فى إطار اعتبارها لمطالب الديمقراطية والإسلام السياسى، تهديدا مزدوجا لسلطتهم، وهو ما كان دائما سببا لرفضهم تكتيكات قطر، على حد زعمها.


وتحدثت الصحيفة عن انزعاج السعودية من قطر التى بدت فى السنوات الأخيرة كقوة ثقيلة، فاستخدمت ثروتها الضخمة وشبكة الجزيرة التى تمتلكها كأدوات للقوة الإقليمية.. وتفاوضت على اتفاق سلام فى لبنان ودعمت المسلحين الفلسطينيين فى غزة وقدمت أسلحة للمعارضة فى ليبيا وسوريا، وقدمت ملاذا لقادة الإخوان المسلمين، كل ذلك مع حماية أمنها بوجود قاعدة عسكرية أمريكية مهمة على أراضيها.

وتذهب الصحيفة إلى القول بأن البعض فى المنطقة يرى أن خطوة سحب سفراء الدول الثلاث هو القصاص العادل لقطر.. ونقلت عن مايكل ستيفينز، الباحث بالمعهد الملكة للخدمات المتحدة فى بريطانيا والمقيم فى الدوحة، قوله إن دول الخليج الأخرى ترى قطر طفلا شديد الثراء يمتلك كل هذه الأموال وكل هذه الألعاب الكبيرة، ويريد أن يلعب بها لكنه لا يعرف ماذا يفعل.


وبالنسبة للغرب، فإن هذا التطور الأخير فى السياسات الساخنة فى المنطقة يقسم حلفاء مقربين فى وقت حرج للغاية. فالدول الخليجية الأربعة تدعم بنشاط المعارضة السورية ضد الرئيس بشار الأسد، وجميعها ترى إيران الشيعية منافسا إقليميا، إلا أن الانقسام والخلاف مع قطر يجعل من الصعب على الغرب الآن العمل معهم كجماعة واحدة حول الاهتمامات المشتركة مثل إيران وسوريا.

ويقول محللون إنه بالإضافة إلى الاختلافات حول الجماعات السنية مثل الإخوان المسلمين، فإن قطر ترى إيران باعتبارها مصدر قلق يمكن التعامل معه، فى حين تعتبرها السعودية خطرا وجوديا. وهذه التوترات الداخلية تجعل من الصعب على واشنطن طمأنة الحكومات الغاضبة فى الإمارات والسعودية بأن المفاوضات مع إيران حول برنامجها النووى لن تقوض أمن الخليج. وهذا الانهيار الدبلوماسى المتمثل فى سحب السفراء يحول دون أى أمل لتنسيق جهودهم المتنافسة لدعم المعارضة السورية، وهو هدف غربى آخر. ويقول ستيفنز إن الخلاف بين دول الخليج لا يفيد حقا، مشيرا إلى أن إيران هى المستفيد الوحيد من هذا.

وتابعت نيويورك تايمز قائلة إن أكثر ما أزعج السعودية والإمارات هو توفير قناة الجزيرة منبرا للشيخ يوسف القرضاوى، الذى انتقد بشدة الحكومات الخليجية لدعمها عزل مرسى وخارطة الطريق التى تم الإعلان عنها فى الثالث من يوليو.

وقد استدعت الإمارات السفير القطرى لديها الشهر الماضى لتعبر عن استيائها الشديد من تصريحات القرضاوى التى قال فيها "إن الإمارات كانت دائمة معارضة للحكم الإسلامى، إلا أن حتى استدعاء السفير لم يقنع القطريين بابتعاد القرضاوى عن مزيد من الانتقادات فى الأسبوع التالى"، حسبما قال مصطفى العانى، الباحث بمركز أبحاث الخليج فى جنيف.

وأضاف العانى أن السعوديين والإماراتيين اعترضوا على عدم انضمام قطر لمصر فى إعلان الإخوان تهديدا إرهابيا.



أكثر...