نوهت صحف بيروت الصادرة صباح اليوم بنتائج مؤتمر باريس لدعم لبنان، معتبرة أن الدول الكبرى اختلفت على أوكرانيا واتفقت على لبنان، مشيرة فى الوقت ذاته إلى أن الأزمة الأوكرانية ألقت بظلالها على فعاليات المؤتمر.

وقالت صحيفة النهار، إن أزمة أوكرانيا أثرت على لبنان فى مؤتمر الدعم، غير أنها فى الوقت ذاته لفتت إلى أن المؤتمر وفر مظلة للرئيس اللبنانى ميشال سليمان ومواقفه ولإعلان بعبدا الذى ينأى بلبنان عن الصراع السورى.

وأوضحت الصحيفة أن الدولة المشاركة فى المؤتمر عارضت اقتراحا لبنانيا بإنشاء مخيمات للاجئين السوريين قريبة من الحدود اللبنانية السورية باعتبار أن ذلك يشكل خطرا على أمن اللاجئين.
ونقلت الصحيفة عن أحد الدبلوماسيين بالمؤتمر أن موافقة المشاركين على اقتراح لبنانى بتقاسم اللاجئين السوريين مع لبنان يبدو غير كاف لأن الأعداد التى أعلنت عنها الدول قليلة نسبة إلى حجم اللجوء المتدفق.

من جانبها، رأت صحيفة السفير اللبنانية أن خلاصة المؤتمر هو إدارة دولية طويلة الأمد للبنان فى ظل النزوح السورى، ولكن من دون إمكانات حقيقية، والطلب من لبنان الاستعداد لمرحلة طويلة من التعايش مع أزمة النزوح السورى، وتفاقمها والتأقلم معها على الأقل حتى نهاية ٢٠١٥، تبعاً لتوقعات الأمم المتحدة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الأزمة الأوكرانية ألقت بظلالها على الاجتماع إذ أن وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف رفض طلباً أمريكيا للقاء وزير الخارجية الأوكرانى الذى انتظره من دون طائل فى وزارة الخارجية الفرنسية.

واعتبرت الصحيفة أن مشهد اللقاء بين وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيرى وروسيا سيرجى لافروف فى قصر الإليزيه، تحت أعلام لبنان وفرنسا، إشارة إلى استمرار الأمريكيين والروس بتحييد لبنان عن مسرح الاشتباك بينهما.

ولفتت إلى تشابه الكلام الروسى والأمريكى فى الإليزيه عن دعم استقرار لبنان ومؤسساته السياسية، كما قال لافروف فى مداخلة قصيرة، فيما أكد كيرى دعم استمرار العملية السياسية وإعلان بعبدا، والانتخابات الرئاسية.

وقالت الصحيفة إنه لا ينبغى أن ينتظر اللبنانيون، ولا السوريون أصحاب القضية، تضامناً دولياً كبيراً، إذ نقلت عن مصدر رسمى فرنسى قوله إن مبالغ الـ2.3 مليار دولار التى طلبتها الأمم المتحدة لمساعدة اللاجئين السوريين فى لبنان العام الماضى لم يتوفر منها، أكثر من ٦٨ فى المائة. كما لم يصل أكثر من ١٥ فى المائة من المبالغ الضرورية، لمساعدة اللاجئين السوريين، من اصل 1.8 مليار دولار مطلوبة هذا العام.

وأشارت الصحيفة إلى أنه بينما قدم لبنان خلال المؤتمر فاتورة للخسائر التى أصابت قطاعات الاقتصاد بلغت ٧ مليارات دولار، وخريطة طريق لتمويل مجموعة من المشاريع الاقتصادية فى البنى التحتية والصحة والتعليم، تحتاج إلى مليارى دولار، فإن الاجابات الدولية تبدو شديدة التواضع مقارنة بالأرقام الحكومية اللبنانية، اذ قرر البنك الدولى، ميزانية أولية لبرنامجه تقدر بخمسين مليون دولار، قدّم منها عشرين مليون دولار، فيما قدم الفرنسيون عشرة ملايين دولار، وتبرّعت فنلندا بـ٣ ملايين دولار، والنرويج بـ4.8 مليون دولار، لافتة إلى أن هذه هى الحصيلة الأولية لدعم لبنان، فى لحظة الذروة من التعاطف.
وأشارت السفير إلى أن الإشكاليات الحكومية اللبنانية تلعب هى أيضا دوراً معوقاً فى وصول بعض الأموال واستخدامها فى ظل وجود حكومة تصريف أعمال فى الفترة الماضية، وغياب آليات حكومية لبنانية، وعدم وضع الأسس لإدارة لبنانية مشتركة مع الدول المانحة، لتلقى هذه الأموال.



أكثر...