(المستقلة)..دعا وزير التعليم العالي والبحث العلمي علي الاديب، الولايات المتحدة الامريكية الى تسريع عملية اعادة الارشيف اليهودي العراقي الذي تجري عمليات ترميمه وصيانته في العاصمة الامريكية واشنطن منذ العام 2003، وفيما أكد على اهمية مساعدة الولايات المتحدة للعراق في استعادة اثاره المسروقة وصيانة المواقع الاثرية فيه، أشار الى ان البلدين انجزا مراحل مهمة من اتفاقية الاطار الاستراتيجي العراقية الامريكية الموقعة بين البلدين منذ العام 2008. وقال الاديب في الاجتماع الذي عقدته لجنة التنسيق العراقية الامريكية للتعاون الثقافي والتعليمي في اتفاقية الاطار الاستراتيجي، في بغداد، بحضور الوكيل الاقدم في وزارة الخارجية الامريكية السيدة كيلي كايدرلينغ ان العراق “يحث الولايات المتحدة على تسريع عملية اعادة الارشيف العراقي اليهودي الذي تجري عملية صيانته وترميمه في مركز الارشيف الوطني في واشنطن”، مؤكدا ان بلاده “اتخذت كل الاجراءات التي من شانها استقبال هذا الارشيف والحفاظ عليه وعرضه على الباحثين العراقيين والعرب والاجانب”. واضاف ان العراق “يثق بحرص الولايات المتحدة على مساعدته في استعادة اثاره المسروقة، سواء تلك التي نهبت بعد العام 1991 او بعد العام 2003″، مشيرا الى ان اعادة اثار العراق المنهوبة “هو التزام اخلاقي لكل المجتمع الدولي وليس الولايات المتحدة لوحدها، لأنها تمثل اثارا تخص الجنس البشري برمته ولا تتعلق بتاريخ العراق وحده”. من جهتها، ابدت رئيسة الوفد الامريكي استعداد بلادها “لتقديم كل انواع الدعم للعراق من اجل الحفاظ على اثاره وتاريخه الحضاري الموغل في القدم”، مؤكدة أن التعاون في المجالات الثقافية والتعليمية بين العراق والولايات المتحدة، يتواصل بشكل يدعو للتفاؤل”. وضم الوفد العراقي الذي حضر الاجتماع، كلا من وزير التعليم العالي علي الاديب وهو رئيس اللجنة العراقية الثقافية والتعليمي التي تضم وزارات التعليم العالي، والتربية، والسياحة والاثار، والعلوم والتكنولوجيا، والشباب والرياضة. فضلا عن حامد احمد مدير مكتب رئيس الوزراء، ووكيل وزارة الثقافة فوزي الاتروشي، والمدير العام في وزارة التربية حسنين معلة، والمدير العام في وزارة الشباب والرياضة احسان البياتي، ومدير البعثات الثقافية صلاح الفتلاوي، والدكتور فاضل الساعدي، والمدير العام في وزارة السياحة صباح نعمان. فيما ضم الوفد الامريكي وكيلة الخارجية الامريكية كيلي كايدرلينغ، ومساعد وزير الخارجية الامريكي ريتشارد شيمرر، ومعاون الشؤون الخارجية جون ديسروجر، ومديرة بعثة الولايات المتحدة في العراق سارة آن، ومستشار العلاقات الثقافية كونراد تيرنر. وتضمن البيان المشترك الذي صدر عقب الاجتماع، اتفاق الجانبين العراقي والامريكي في اتفاقية الإطار الاستراتيجي الموقعة بين جمهورية العراق والولايات المتحدة الأمريكية عام 2008، على “ترحيب كلا البلدين بالتقدم الكبير الذي تم تحقيقه في جميع مجالات التعاون التعليمي والثقافي، واتفقا على الاستمرار في زيادة الروابط بين الولايات المتحدة والعراق من خلال الجهود المشتركة في مجالات التعليم والتراث الثقافي والتبادلات بين الشعبين”. واضاف البيان التعاون الأكاديمي “يبقلى عنصراً أساسياً في بناء علاقات ثنائية قوية بين الولايات المتحدة والعراق. وأكد الجانبان مجدداً على التقدم الذي تم إحرزه في هذا المجال. ويبين تقرير الأبواب المفتوحة (Open Doors )، المعني بتبادل الطلاب بين البلدين، أن الجهود الأمريكية والعراقية أدّت إلى زيادة عدد الطلاب العراقيين الذين يدرسون في الولايات المتحدة بنسبة  32.8 في المائة مقارنة بالعام الدراسي السابق. وهذه هي السنة الرابعة على التوالي التي يزداد فيها عدد الطلبة العراقيين الذين يدرسون في الولايات المتحدة بنسبة 30 في المائة أو أكثر. وتواصل الجامعات الأمريكية والعراقية وأعضاء هيئاتها التدريسية جهودها من أجل تعميق التعاون بينهم من خلال برنامج الروابط الجامعية العراقي، فضلا عن برامج التبادل التعليمي التي تتبناها السفارة الأمريكية بغية تطوير الهيئات التدريسية للجامعات، بما في ذلك برنامج فولبرايت (Fulbright )”. وتابع البيان أن “المنح الدراسية المقدمة من الحكومة العراقية، وبرنامج فولبرايت، وشبكة إسداء المشورة لبرنامج التعليم في الولايات المتحدة ((EducationUSA ، وافتتاح مركز اللغة الإنجليزية في اللجنة العليا لتطوير التعليم، كلها تسهم في زيادة عدد العراقيين الذين يدرسون في الولايات المتحدة. لقد ساعدت حكومة الولايات المتحدة في رفع قدرات وزارة التربية، بما في ذلك تحسين قدرة الوزارة على اختبار الطلبة وتحليل البيانات على مستوى المرحلتين الابتدائية والثانوية. وتتزايد الفرص لتعلم اللغة الإنجليزية في العراق باتاحة الفرصة لعدد 1.000 من الشباب العراقيين غير القادرين في جميع أنحاء المحافظات العراقية الذين يدرسون اللغة الإنجليزية من خلال برنامج أكسس للمنح الصغيرة لتعلّم اللغة الإنجليزية English Access Microscholarship Program “. وافاد أن “جهود تعزيز التعاون العراقي- الأمريكي تتواصل في مجال حماية التراث الثقافي والمحافظة عليه من خلال المبادرات القائمة وإطلاق مبادرات جديدة. وتوشك خطة إدارة موقع بابل القديمة للحفاظ عليهواستدامتهالمستقبلية على الانتهاء من خلال الجهود التي يبذلها صندوق الحفاظ على الآثار العالمية ومجلس الدولة العراقية للآثار والتراث. كما يتواصل دعم الولايات المتحدة للتعليم في مجال المحافظة على التراث الثقافي من خلال البرامج التعليمية الإضافية التي تعقدها جامعة ديلاوير الأمريكية والشركاء الأكاديميين والمنظمات غير الحكومية الأخرى في المعهد العراقي للحفاظ على الآثار والتراث في مدينة أربيل. وفي عام 2013، تأسست رابطة جامعية جديدة أيضاً بين جامعتي الموصل وبوسطن بهدف مساعدة العراق في إعادة تأسيس التقليد المتميز الذي لطالما حافظ عليه في التعليم العالي في مجالات علم الآثار وإدارة التراث الثقافي. وتعتبر هذه المبادرات في غاية الأهمية لرفع قدرات العراق في الحفاظ على تراثه الثقافي الغني وإدارته”. وقد لاحظ الوفدان، وفقا للبيان، أن “العلاقات الشعبية بين الولايات المتحدة والعراق مستمرة في النمو بشكل أقوى، حيث تسهم برامج التبادل التعليمي مثل برنامج الزائر القيادي الدولي (IVLP )، وبرنامج زمالة هيوبرت همفري (Hubert H. Humphrey )، وبرنامج تبادل قادة الشباب العراقي، والتبادلات الرياضية، ومبادرات أخرى، في سفر مئات العلماء والطلاب والشباب والمهنيين العراقيين إلى الولايات المتحدة كل عام. ويتطلع كلا الجانبين إلى تشجيع المزيد من التبادل الرياضي والخبرات في مجال الطب الرياضي. وتعمل مثل هذه البرامج الثقافية على تعزيز القيم المشتركة بين البلدين”. كما شدد الوفدان “على أهمية التشاور المستمر وتبادل المعلومات على كافة الأصعدة، وتعهدا بعقد الاجتماع القادم للجنة المشتركة في عام 2015 من اجل تقييم مدى التقدم الذي تم تحقيقه وتحديد الخطوات المقبلة”.(النهاية)

أكثر...