وجّهت المدير العام لمنظمة المرأة العربية الدكتورة شيخة سيف الشامسى التحية والتقدير؛ لجهود ونضال كل النساء العربيات اللائى تنشط كثير منهن فى بيئات غير مواتية اقتصاديًا أو سياسيًا أو اجتماعيًا، ولا يثنيهن ذلك عن أداء أدوارهن المحورية سواء داخل أسرهن أو داخل مجتمعاتهن الأوسع، مشيدة بالمرأة العربية المناضلة الصامدة فى كل موقع.

جاء ذلك فى الكلمة التى وجهتها الدكتورة شيخة سيف الشامسى للمرأة العربية؛ بمناسبة الاحتفال باليوم العالمى للمرأة الذى يوافق 8 مارس من كل عام، والتى يحتفل فيها العالم بأسره بالنساء، ويسعى لتكريمهن اعترافًا بدورهن وتكريسًا لمكانتهن المستحقة.

وقالت الشامسى: "إننا فى هذا اليوم يجب أن نعرب عن مؤازرتنا، ودعمنا للنساء العربيات اللائى يتعرضن لسائر أنواع المعاناة سواء مأساة الاحتلال وويلاته، أو معاناة النزاعات المسلحة ومستتبعاتها، من تهجيرٍ قسرى، وتشريد، وفقدان لأسباب الرزق، وفقدانٍ للأهل والأحبة، أو معاناة الوقوع تحت نير تقاليد بالية تفسد حياة المرأة الاجتماعية، والصحية، وتفقدها سلامها النفسى، وسلامتها الجسدية، أو معاناة الفقر فى دوائر اجتماعية كثيرة محرومة من الموارد الاقتصادية، ومن أسباب العيش الكريم".

وأضافت أن تلك المعاناة هى معاناة تصب فى أضعف الحلقات الاجتماعية، التى هى المرأة، لتتبلور فى ظاهرة تأنيث الفقر المنتشرة عربيًا وعالميًا، هذا بخلاف معاناة الإقصاء السياسى فى الأنظمة التى لم تعط للمرأة بعد حقها فى التمثيل العادل المعبّر عن حضورها الاجتماعى الحقيقى.

وأوضحت أن المرأة العربية مازالت تناضل على جبهات عدة تدعمها حكومات عربية مؤمنة بعدالة وأهمية قضية المرأة ومحوريتها كشرط للتنمية الشاملة، كما يدعمها مجتمع مدنى عربى متنام وواع، ومعنى بملف الحقوق الإنسانية على اختلافها، إلا أن الحاجة لا تزال ماسة لمزيد من الدعم السياسى والاجتماعى الذى يكفل التكريس الكامل لحقوق المرأة، ليس فقط فى نصوص القانون والمرجعيات التشريعية، إنما أيضًا على أرض الواقع المعاش، وذلك عبر تكريس ثقافة اجتماعية مؤيدة وداعمة للمرأة.

وأشارت إلى الدور الذى يجب أن يلعبه الإعلام العربى على هذا الصعيد، فالإعلام أداة رئيسية نحو نشر الوعى بقضايا بعينها، وبلورة القناعات الاجتماعية حولها، والحقيقة فإن دور الإعلام رغم أهميته الشديدة لا يزال دون المأمول فيما يخص دعم المرأة العربية، بل ربما لعب دورًا سليبًا على هذا الصعيد.

وتابعت أنه إدراكًا لهذا، وفى محاولة لتصحيح ذلك الوضع السلبى، تعاونت منظمة المرأة العربية مع وزارة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية بالمملكة المغربية؛ لعقد المنتدى العربى حول المرأة والإعلام فى ظل المتغيرات الراهنة الذى التأم فى مراكش يومى 18و19 فبراير 2014، وناقش كيفية تطوير ودعم دور الإعلام العربى نحو خدمة المرأة، وذلك عبر أُطر رسمية، وقانونية، ومؤسسية محددة وواضحة، يمكن تبنيها وطنيًا وإقليميًا.

ونوهت بأن تلك الأُطر تتمثل فى سياسات واستراتيجيات حول المرأة والإعلام، وكذلك فى الأطر القانونية ومواثيق الشرف الخاصة بضوابط التناول الاعلامى للمرأة، فضلا عن المراصد الإعلامية التى تراقب المادة الإعلامية حول المرأة، وقد أوصى بيان مراكش الصادر عن المنتدى باعتماد دفاتر شروط تتضمن جعل مسألة عدم الإساءة للمرأة شرطًا أساسيًا عند الترخيص للاستثمار فى مجال الإعلام .

وأضافت أن المنتدى أوصى بإنشاء هيئات عليا للرصد الإعلامى فى كل دولة يكون من سلطاتها رفع توصيات للجهات المعنية، وإحداث آلية ضبط مستقلة فى كل دولة عربية لمراقبة المادة الإعلامية المستخدمة فى كل وسائل الإعلام بما فيها الصحافة الإلكترونية والمادة الإشهارية.



أكثر...