قالت وزيرة شئون الإعلام، المتحدثة الرسمية باسم الحكومة البحرينية، سميرة رجب، إن قرار بلادها بسحب سفيرها من العاصمة القطرية، يأتى فى إطار "دوافع خليجية مشتركة"، مقررة بوجود أزمة بين دول الخليج مع الدوحة، وألمحت إلى تورطها فى مشاريع خطرة، ومساندتها أطراف معادية لدول المنطقة.

وأكدت سميرة رجب، فى تصريح إلى صحيفة "الحياة"، أن دوافع البحرين لسحب سفيرها من قطر ناتجة من أسباب خليجية مشتركة، وليست بحرينية صرفة، وتتقاسمها الدول الثلاث السعودية والإمارات والبحرين، والتى أشار إليها البيان المشترك، والمتضمنة مساندة قطر لأطراف معادية لدول المنطقة، والتدخل فى الشأن الداخلى، وأيضاً الإعلام الموجه ضد المنطقة عموماً، والبحرين خصوصاً.

ووصفت وزيرة شئون الإعلام، ذلك بالمشاريع الخطرة، مؤكدة وجود أزمة بين دول الخليج الشقيقة، وقالت: "نتمنى ونأمل بأن تحل هذه الأزمة فى أقرب فرصة".

وحول وجود مساع كويتية لرأب الصدع بين الدول الثلاث من جهة، وقطر من جهة أخرى، قالت سميرة رجب: "كانت مبادرة بدعوة من رئيس مجلس الأمة الكويتى الخميس الماضى، والكويت تقوم الآن بهذا الدور".

بدوره، قال الباحث المتخصص فى الدراسات الإستراتيجية وفلسفة العلوم السياسية الدكتور، محمد نعمان جلال، إن قطر عضو فى مجلس التعاون الخليجى، والعضوية تلزم كل دولة بقرارات المجلس، وبما يتم الاتفاق عليه بحكم عضويتها.

وأوضح "جلال"، فى تصريح لـ«الحياة» أن المشكلة بالنسبة لقطر تتجلى فى أمور ثلاثة، أولها قناة الجزيرة، التى تبث من الدولة نفسها، ودائمة الهجوم والنقد لدول مجلس التعاون، ما يثير الكثير من الجدل والمشكلات، منتقداً القناة لكونها غير مهنية كما ينبغى أن تكون، فهى تظهر بعض الحقائق وتخفى الآخر، وتبالغ فيها إعلامياً وعليها مآخذ، إضافة إلى يوسف القرضاوى، المتخصص فى العلوم الدينية قبل أن يصبح متحدثاً ذو طموحات سياسية، وهو اليوم يعيش مأساة نابعة من آماله الكثيرة، وبالتالى دأب على مهاجمة كثير من المذاهب والدول، وهو محسوب على قطر.

والمشكلة الثالثة من وجهة نظر "جلال"، أن هناك الكثير من الاتفاقات وقعت فى إطار مجلس التعاون لدول الخليج العربى، ولم توقعها قطر، التى قدمت الكثير من الوعود لقادة الدول الخليجية، ولكنها لم تلتزم بما وعدت به.

وعلّق "جلال"، الذى يشغل حالياً منصب مستشار سياسى فى وزارة الخارجية البحرينية، على الدور الكويتى ومساعيه للتقريب بين الأطراف الخليجية، بالقول، إن الأزمة الحالية أزمة تهم دول مجلس التعاون الست، والكويت الآن رئيسة الدورة الحالية لمجلس التعاون، كما أنها سترأس القمة العربية التى ستعقد أواخر شهر مارس الجارى فى الكويت، ما يحملها مسئولية سياسية وأدبية بأن تسعى لإنجاح القمتين العربية والخليجية، وضمان استمرار مجلس التعاون، لافتاً إلى أن الكويت لها دور عربى وخليجى، وتشعر بأهمية ذلك، وغالباً حال الاختلاف بين الدول الأشقاء، لا بد من أن تظهر قوة محايدة لتلعب دور الوساطة والتوفيق بين وجهات النظر.



أكثر...