شبكة عراق الخير
صفحة 1 من 8 12345678 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 77

الموضوع: العراق قديما من خلال مجلة لغة العرب العراقية ((( متجدد )))

Share/Bookmark
  1. #1

    افتراضي العراق قديما من خلال مجلة لغة العرب العراقية ((( متجدد )))

    العراق قديما من خلال مجلة لغة العرب


    مقدمــــــة


    الكل منا يسعة الى ان يمتلك ملكة من الثقافة والادب والتاريخ ... وأن يلم بكل ماله تأثيرا على تلبية طلبات العلم والمعرفة لاسيما وبكوامن مختلفة من الادب والمعرفة وعند تصفحي لمجلة لغة العرب التي صدرت في العراق ابان بداية التسعينات وجد فيها ان لابد من اطلاع المثفين على ماتحتويه من مواضيع شاملة كاملة توجب علي ان اعرض عليكم وقائع هذه المجلة باعداها الخامسة والتسعون التي يفتقر اليها الكثير من المنتديات ولم يتطرقوا لها لاسيما وانها عراقية المنشأ حيث لم اقل انها اول مجلة صدرت في العراق وانما هي من اوائل المجلات الصادرة في العراق ...
    الكلام عن هذه المجلة كثير واخترت ان اترك لكم تقييم ماجاء فيها من خلال قرائتها والتمعن بها والاطلاع على مكنوناتها وكم تحتويه من البيان والمعلومات من حيث تنقل لنا وقائع واحداث ايام زمان وقد عزمت على ان افرد مواضيعها الواحد تلو الاخر لتكون موقعا خاصا للمتعة والتعرف على ماكان يحدث في العراق كل حسب موضوعه متمنيا ان تستمتعوا بفقراتها اخوكم عامر العمار



  2. #2

    افتراضي رد: العراق قديما من خلال مجلة لغة العرب العراقية ((( متجدد )))

    العدد 1
    بسم الله الفتاح المعين
    بعد حمده تعالى والشكر على آلائه، والاتكال على مدده، قد عقدنا على إصدار هذه المجلة الشهرية خدمة للوطن والعلم والأدب. من إنشائها: نعرف العراق وأهله ومشاهيره، بمن جاورنا من الديار الشرقية وبمن نأى عنا من العلماء والباحثين والمستشرقين؟ الغربية. وننقل إلى وطنيينا العراقيين، ما يكتبه عنهم الإفرنج من الكتاب المشهورين، عن بلادهم وأقوامهم؟ من خالينوحاليين وخالدين.
    والذي دفعنا إلى هذا العمل هو إننا رأينا أغلب المجلات والجرائد والصحف السيارة، تبحث عن بلاد أصحابها ورجالها، ولا تذكر إلا النزر التافه من هذه الأرجاء وذويها. فرأينا من المناسب، أن ننشئ مجلة تفي بما في الأمنية ليدخل العراق في مصاف الربوع المعروفة بين الأمم المتمدنة المتحضرة.
    أما الأبواب التي نطرقها، فظاهرة من اسم المجلة نفسها، وما الغاية التي توخيناها من وضعها. وزيادة على ذلك نعقد في كل جزء من أجزائها (تاريخ الشهر في العراق) وندون فيه ما صرح ومحض من الأخبار والوقائع التي جرت في العراق ونواحيه من ديار جزيرة العرب لتصلح هذه الصحف، أن تكون ألواحاً تنقش فيها الحقائق الراهنة لا الشقاشق الواهنة ومرجعاً يرجع إليه عند الحاجة.
    ونكتب أيضاً في كل عدد من أعدادها رواية تاريخية أو خيالية أو تاريخية خيالية معاً يكون موضوعها أحد أبناء العرب أو جرت واقعتها في بلاد العرب أولها تعلق بهذه الديار الكريمة أرضاً وماء هواءً وسماء. سكاناً وعمراناً.
    ثم إننا لا ندع ديواناً من دواوين هذه المجلة إلا ونورد فيه شيئاً من المصطلحات الحديثة، والأوضاع العربية الطريفة، مما يوسع لغتنا الشريفة. ويحدو بنا إلى مجاراة الأقوام المتقدمة في الحضارة المنيفة بما يستحدث فيها من الموضوعات العصرية، والمدلولات العقليةوالأدوات الفنية أو الصناعية. والتصاوير الخيالية. والأفكار العلمية التي لا مقابل ولا مرادف لها في لساننا في هذا العهد. لانقطاع نظام العقد. بكثرة ما انتاب هذه الربوع من النوائب والرزايا. وانقطاع ديارنا عن معالم الحضارة ومعاهدها الغربية التي لا زالت في سير حثيث شديد. وتقدم وتجدد. وتوسع وتولد. ونحن لا نزا في سير ريث وئيد ووقوف وجمود. خمود وركود.
    فهذا أملنا الكبير، ومن الله العون والتيسير. وهو على كل شيء قدير وبالإجابة جدير:
    حاول جسيمات الأمور ولا تقل ... إن المحامد والعلى أرزاق
    وارغب بنفسك أن تكون مقصراً ... عن غاية فيها الطلاب سباق
    أصدقاؤنا الخلص
    لا بد من وقوع هذه المجلة في أيدي بعض الأدباء الفضلاء فيستحسنها بعضهم ويستقبحها البعض الآخر. على أن مجرد الاستحسان والاستقباح بدون الإشارة إلى ما يحمل القائل على أحد هذين الأمرين لا معنى له. والمحق: يؤيد كلامه بالبرهان الناصع ويبعث به إلينا لنتدبر صحة كلامه وانتقاده بيد أننا نجهز بأننا لا نلتفت إلى المقرض أو المادح وان ظهر لكلامه وجه لصحته، لعلمنا اليقين بقصورنا. ولهذا لا ندرج له شيئاً في مجلتنا هذه. لكننا نوجه كل نظرنا إلى الناقد الخبير الكفؤ الجهبذ، الذي يرمي بكلامه إلى الغرض فيصيب.
    ومن ثم فنحن نرحب من الآن بكل من ينبهنا على غلط من أغلاطنا أو ينتقد كلامنا أو آراءنا أو أقوالنا بأي صورة كانت. بشرط أن يكون خالياً من الغرض والهوى. بل ونشكره على عمله هذا المبرور كل الشكر، ونطلب له من الله أن يثيبه عليه. كما أننا ننوه بفضل كل من يرشدنا إلى ما به خير الجمهور. ولا نستنكف من الإقرار بغلطنا، حالما نطلع عليه. لأن الكمال لله وحده.

    التقريظ والمشارفة والانتقاد
    نحن أغلب معشر الشرقيين إن لم نقل كلنا لم نتعود سماع عيوبنا من لسان غيرنا، ولو كانت تلك العيوب ظاهرة للعيون لا كذب فيها البتة. وكلنا أو جلنا يحب التقريظ ولو كان كذباً محضاً. وهذا الذي أخر شرقنا وأضر به هذا الضرر العظيم. بيد أن جماعة من متقدمي أدبائنا الراسخي القدم في الفضل لا يهابون اليوم شيئاً من هذا القبيل، ويحبون المنتقد الصادق النظر ويفضلونه بكثير على المقرظ الكاذب اللهجة. ولما كنا نجهل المجلين في هذه الحلبة من أهل الفضل والأدب فنطلب إلى الذين يهدوننا هداياهم العلمية من جرائد ومجلات ومؤلفات ومطبوعات وسائر نتاج العلم والحلم والقلم أن يراعوا في مراجعاتهم إيانا معنى هذه الألفاظ وهي: التقريظ، والمشارفة، والانتقاد.
    فإن كتبوا على الهدية العلمية (للتقريظفنحن لا نتكلم عن هديتهم إلا بما يطيب خاطرهم وثلج صدرهم ويقر ناظرهم.
    وإن صدورها بلفظة (للمشارفة فنحن نذكر حسنات ما في الهدية بقدر ما نذكر من سيئاتها بدون أن نرجح إحدى كفتي الميزان على الأخرى. لأن المشارفة مصدر شارف الشيء إذا اطلع عليه من فوق. والمطلع على الأمر من موطن يعلوه أتم العلاء يشاهد ما يتثبت رؤيته لا غير. وعند الحاجة إليه ينطق بما وقف عليه وقوف مخلص خال من كل غرض.
    وأما إذا كتب على الهدية (للانتقاد فحينئذ نبدي فيه رأينا على ما يلوح لنظرنا فنرجح إحدى الكفتين على الأخرى من حسنات أو سيئات. لأن الانتقاد في الأصل مأخوذ من انتقاد الدراهم. يقال: انتقدها: إذا ميزها ونظرها ليعرف جيدها من زيفها.
    وإذا خلت الهدية من الإشارة ساغ لنا أن نبدي فيها رأينا على أحد الوجوه الثلاثة بالخيار. بدون أن يحق للمهدي أن يلومنا بأي صورة كانت. لأننا قمنا بالواجب علينا منذ العدد الأول هذا. وقد أبلغنا كلامنا إلى الجميع. وما على الرسول إلا البلاغ.

    أسفنا
    نأسف لكوننا لم نجد في حاضرتنا دار السلام كاغداً كبير الحجم





    لنصدر هذه المجلة بقطع سائر للمجلات العربية في الديار الشامية والمصرية.
    نأسف لكوننا لم نجد حرفاً كحرف سائر المجلات وسط الكبر ليكون طبع هذه الصفحات رائقاً للنظر لا ضخم الحرف ولا دقيقه.
    نأسف لكوننا لم نر هذا الحرف كامل التنقيط في ياءاته ولا كاملاً في بعض تصاوير حروفه ولاسيما:
    نأسف لكوننا لا نستطيع أن نضبط بعض الكلم بالشكل الكامل من حركات وعلامات لعدم وجودها فنضطر للضبط إلى ذكر التلفظ بالحرف بكلام يطيل البحث بدون أن يزيده فائدة تذكر.
    ومع ذلك فنحن نأمل أن مطابعنا تترقى مع الزمان فتتم عندنا المعدات كما هي تامة في البلاد العربية اللسان التي هي أرقى من ديارنا وما ذلك على وطنيينا بعسير أو بعيد. ومنه تعالى التوفيق.

    شكرنا
    ما كاد يفشو خبر إصدارنا المجلة إلا وتسابق الكرماء والأدباء إلى مساعدتنا.
    نخص بالذكر بين الأجواد ذاك الحميم القديم. من يغني التلويح بفضله العميم. عن التصريح باسمه الكريم. الذي يأتي الحسنات عن يد سخية. ولا ينظر إلى ما تتبرع به نفسه الأبية. ولكوننا نعلم أنهلا يحب أن يسمع شيئاً بهذا الشأن فلا نطلق العنان. في هذا الميدان أكثر من هذه الإشارة الخفية. إلى أن تأتي الساعة نتكلم بها عنه بكل حرية.
    وهناك غيره من السراة الأماثل الأسخياء يأتي ذكرهم عند سنوح الفرصة لأن الأمور مرهونة بأوقاتها. وأما الأدباء من الكتاب. فعددهم وفضلهم ظاهر من مقالاتهم التي تشهد بطول باعهم. وحسن يرعاهم. وتغلغلهم في العلم والأدب. وسائر فنون العرب. وكفانا تقريظاً إياهم الوقوف على ما أتحفونا من النبذ والمقالات. وعلى ما يتحفونا هم وغيرهم من هذا القبيل فلهم منا الشكر الجزيل.

  3. #3

    افتراضي رد: العراق قديما من خلال مجلة لغة العرب العراقية ((( متجدد )))

    فضل أهل العراق
    على سائر أقوام الآفاق في جمع شتات لغة العرب
    كان سكان جزيرة العرب يتكلمون لغات عديدة ولغياتٍ شتى حتى جاء الإسلام فوحدها وميز لغة قريش مضر الحمراء عن سائر أخواتها لفصاحتها وكثرة أوضاعها ومعظم اتساعها. وما كادت تنبغ بين لدائها حتى زادت مباني ومعاني فأصبحت بحراً زاخراً بعد أن كانت نهراً دافقاً بيد أنها بقيت قرنين لا ينمو قرن غزالها الشارقة بعد أن ذر ذروراً بيناً. حتى خالط العرب العجم فعني هؤلاء الأغراب غاية العناية بتدويناللغة وأصولها وقواعد ضبط شواردها وأوابدها. ووضعوا مبادئ أخذها وتلقيها والجري على أساليب العرب بأحكام ضوابطها الجزئية وروابطها الكلية. فنشأت حينئذٍ علوم اللغة العربية على ضروب تنوعها في الكيفية والكمية.
    على أن الفضل كل الفضل في ذلك عائد إلى أهل العراق باتفاق أهل الآفاق لأن جميع العلماء الذين نبغوا في صدر الإسلام كانوا من العراقيين أو ممن خالطوهم أو ممن أخذوا عنهم.
    وهل أنت تجهل سبب تمحيص اللغة العربية الشريفة وترقيها وتدوين وتحقيق أصولها واتباع السراط القوم من طرقها المتعددة المختلفة؟ أليس في المصرين الكوفة والبصرة من ديار العراق نشأت طائفتا العلماء الذين تفتخر بهم اليوم اللغة القرشية؟. طائفتان تشبهان ما يسميها اليوم أدباء عصرنا من الإفرنج الأكاديمية أي المجمع اللغوي. أجل. إنك ترى في هذا العهد مجمعاً لغوياً في كل أمة من أمم الغرب التي يمتاز أهلها عن جيرانهم بلغتهم الخاصة بهم. والغاية منه الداب في تحسين لغة أصحابه ولذا ترى أعضاء هذه الأكاديمية (التي لا يتعدى عددها الواحد في كل أمة) يسهرون على حفظ سلامة اللغة من كالخلل أو فساد. ويقتبسون من عوامهم بعد الألفاظ المأنوسة التي لا مقابل أو مرادفها في لغتهم الفصيحة والتي لا مندوحة لهم عنها للتعبير عن أفكارهم. ويدخلون الألفاظ الحديثة المعنى أو الطريفة الوضع والاكتساب لقرب العهد باستنباط مدلولاتها أو باكتشاف وجودها.
    والخلاصة أن هذه الأكاديمية (أي المنتدى اللغوي) تسعى كل السعي لأن تجعل لغة قومها حية ابنة اليوم والعصر تغتذي بأطعمة جديدة لتعوض بها عما فنى ويفنى منها لقيامها
    بوظائف الحياة. وتقذف بأحشائها ما لم يعد صالحاً لبقائه في المذاخر (وهي من الأعضاء الداخلية ما يدخل فيها الطعام كالاجواف والأمعاء والعروق واسافل البطن) على غير جدوى.
    على أن الأكاديمية إذا كانت واحدة قد تهفو إن لم يعارضها معارض أو يناوئها مناوئ. أما إذا ناظرها منتدى آخر لغوي كفوء لها وناقشها في المسائل وجاذبها أطراف ما يقع فيه الخلاف أو يمكن أن يقع فيه نظر منتقد جهبذ خلصت اللغة من كل شائبة مشوبٍ. وتخلصت قائبة من قوب. ولم تبق حاجة في نفس يعقوب.
    فهذا الذي يتمناه كل عاقل لبيب محب للغته ومغرم بمحاسنها وقع في لغة العرب عندما أميطت عنها قمط الطفولة وشبت عن الطوق فأزيحت عنها التمائم وألبست القلائد. فبرزت من حجلها شابة بارعة الجمال رائعة الكمال كاملة السن كافلة لنفسها البقاء مهما صادفها وصادمها من الأحداث والطوارئ القومية والاجتماعية والعمرانية وقد زودت من الوسائط ما تدفع عنها كل غائلة أو كل ما يشين عرضها ويدنس نسبها أو حسبها.
    وخلاصة القول عن مذهب البصريين والكوفيين: إن البصريين أصح قياساً لحفظ لغة قريش. لأنهم لا يلتفتون إلى كل مسموع ولايقيسون على الشاذ والكوفيون أوسع روايةً. لأنهم جمعوا شتات لغات جميع قبائل العرب وحفظوها. قال ابن جني: الكوفيون علامون بأشعار العرب مطلعون عليها. (نقله صاحب الاقتراح ص 100) ولهذا فنتبع آراء الكوفيين واستقراؤها يطلعك على لغات قدماء العرب. وهو أمر جليل الشأن وأما تأثر آراء البصريين فلا يوقفك إلا على لغة قريش الفصحى. وقال الأندلسي في شرح المفصل: الكوفيون لو سمعوا بيتاً واحداً فيه جواز شيء مخالف للأصول (المتعارفة في لغة مصر) جعلوه أصلاً وبوَّبوا عليه. بخلاف البصريين. قال: ومما افتخر به البصريون على الكوفيين: نحن نأخذ اللغة من حرشة الضباب وآكلة اليرابيع. وأنتم تأخذونها من آكلة الحلوى وباعة الكواميخ. (عن كتاب الاقتراح للسيوطي ص100)
    على أنه هناك من سبق البصريين والكوفيين معاً. وكان قبل ظهور الإسلام بمائتي وخمسين سنة وهو من أهل العراق أيضاً. وبه يتضاعف فضل العراقيين على من سواهم ويتطاول طولهم على من نازعهم شرف حفظ اللغة العربية وآدابها وأشعارها وأريد به
    النعمان ابن المنذر المتنصر فقد قال عنه حماد الراوية ما نصه: (أمر النعمان بن المنذر فنسخت له أشعار العرب في الطنوج وهي (الكراريس)) ثم دفنها في قصره الأبيض. فلما كان المختار بن أبي عبيد الثقفي (وهو أبو اسحق المختار بن أبي عبيد بن مسعود الثقفي الذي طوى بساط أيامه في القرن الأول من الهجرة في عهد الأمويين) قيل له إن تحت القصر كنزاً فاحتفره. فأخرج تلك الأشعار. فمن ثم أهل الكوفة أعلم بالشعر منأهل البصرة. (اهـ كلامه نقلاً عن المزهر121: 1)
    وكأن أهل العراق خصوا من بين أقوام الآفاق لترقية شأن اللغة العربية كلما مست الحاجة إليه. لأنه ما عدا ما أتى به النعمان بن المنذر المتنصر من المآثر الجليلة بحفظ أشعار العرب. وما خلا ما قام فيهم من علماء المصرين (البصرة والكوفة) من جمع شتات لغات القبائل وتدوين منظومها. فقد جاء بعد ذلك عهد العباسين فدفعوا اللغة في ميدان السباق حتى استنزفوا حضرها (بضم الحاء) وبلغوا بها إلى شأو الحصر (بفتح الحاء وهو التضييق والحبس) لأنهم بلغوا بها إلى أبعد غاية يكن الوصول إليها في عهدهم.
    أما في عهدنا فإذا كان العراقيون لم يشبهوا السلف بجلائل مآثرهم فليس الذنب ذنبهم. وإنما الجريرة جريرة المربي (بكسر الباء المشددة) وحالة المربى (بفتح الباء الخفيفة) ليس إلا. ومع ذلك فإننا نستبشر بسنة التأسل في وطنيينا العراقيين إذا أعانتهم الحكومة. إذ من شأنها أن تساعد حملة الأقلام ورافعي أعلام العلم بين الأنام. وما ذلك بعزيز على ربك العليم العلام.
    مما جاء في مدح العلم
    قال عبد الله بن مسعود: إن الرجل لا يولد عالماً. وإنما العلم بالتعلم وأخذه الشاعر فقال:
    تعلم فليس المرء يولد عالماً. ... وليس أخو علم كمن هو جاهل
    وقال آخر بالمعنى المذكور:
    تعلم فليس المرء يخلق عالماً ... وما عالم أمراً كمن هو جاهله
    وقال غيره:
    ولم أر فرعاً طال إلا بأصله ... ولم أر بدء العلم إلا تعلماً
    وقال رابع:
    العلم يحيي قلوب الميتين كما. ... تحيا البلاد إذا ما مسها المطر
    والعلم يجلو العمى عن قلب صاحبه ... كما يجلى سواد الظلمة القمر

  4. #4

    افتراضي رد: العراق قديما من خلال مجلة لغة العرب العراقية ((( متجدد )))




  5. #5

    افتراضي رد: العراق قديما من خلال مجلة لغة العرب العراقية ((( متجدد )))

    الروعة في مرورك اخي الفاضل
    كاظم المسعودي
    بارك الله فيك وحقق لك ماتتمناه
    التعديل الأخير تم بواسطة عامر العمار ; 03-09-2014 الساعة 12:50 PM

  6. #6

    افتراضي رد: العراق قديما من خلال مجلة لغة العرب العراقية ((( متجدد )))

    بغية الأنام في لغة دار السلام
    مقدمة
    الحمد لله الذي فطر الأنام، وخصهم بمواهب العقل والنطق والإفهام، وميزهم بها عن سائر الحيوان، ليكون ذلك أس النقد والمدينة والعمران، على ممر الدهور وتوالى الأزمان في كل أين وآن.
    أما بعد فقد قام في هذا العهد فريق من أفاضل المستشرقين يشيرون على الأدباء من أهل الفضل والعلم في الديار العربية أو في البلاد التي يتكلم سكانها باللغة القرشية أن يبذلوا جهد المستطاع في تقييد أوابد لغايتهم وإحياء دوارس معالم لهجاتهم وجمع كل ما يتداوله عوامهم ليدون في بطون الكتب ومعاجم اللغة وذلك لعدة فوائد منها:
    أولاً: لأن في بعض معاجم اللغة ألفاظاً نظنها مائتة وهي حية فنعرف معناها الحقيقي.
    ثانياً: لأن اللغويين قد جمعوا ألفاظ جميع القبائل بدون أن يصرحواباسم القبيلة التي نقلت عنها اللفظة إلا في ما ندر. فإذا عرفنا اليوم من يتكلم بها وقفنا على القوم الذين ينتمي هؤلاء الناس المعاصرون لنا وعرفنا قبيلتهم في سابق العهد. وهو أمر مهم للتاريخ ولا سيما لان بعض قدماء اللغويين قد بينوا لنا في غير كتب اللغة مميزات بعض القبائل في لفظها ومصطلحها ومساقط معنى حروفها وتعبير أفكارها الخ.
    ثالثاً: لأن في اللغة المدونة في الدواوين ألفاظاً مبهمة أو غير صريحة كأكثر ألفاظ علم المواليد ومصطلحات الصنائع. فإذا دونا لغة كل قوم صرحت لنا المعاني بوجهها الصحيح واتخذناها عند الحاجة للتعبير عما يجول في أفكارنا أو يدور على ألسنة جيراننا.
    رابعاً: لأن بعض الأوضاع والألفاظ العامية استعمالاً قديماً يرتقي إلى قرون عديدة ولا مرادف لها في الفصيح فتنفعنا حينئذٍ للتعبير عن أفكارنا ولإدخالها في لغتنا عوضاً من أن نقتبس ماضاهاها من أهل اللغات الدخيلة.
    خامساً: إن ما هو حي من الألفاظ اليوم يموت بعد سنين وإذا مات يحب من يأتي بعدنا أن يعرف ما كانت أقوالنا وأفكارنا ومصطلحاتنا فيكون ما دوناه احسن دليل على تاريخ حياتنا وآدابنا وعوائدنا ومآكلنا ومشاربنا إلى آخر ما هناك.
    سادساً: لو فعل اللغويون في سابق العهد في جمع لغات القبائل والعوام على ما يحب العلماء
    أن يفعلوه اليوم لوقفنا على شيء كثير من عمران أجدادنا وتاريخهم وهو اليوم في خبر كان مما اضر كثيراً بسابقمجد أجدادنا وتمدنهم وارتقاء حضارتهم الخ.
    والخلاصة عن في تدوين اللغة العامية كل بلد من الفوائد التي لا تقل عن فوائد سائر العلوم التاريخية والعمرانية والتهذيبية والعادية والأثرية. هذا فضلاً عن أن مثل هذا الكتاب يكون مرجعاً ينتابه الكاتب كل مرة يريد أن يعرف فصيح الكلمة العامية التي تجري على لسانه فيصلح أود لغته ولغة قومه. وهي فائدة عظيمة لإبقاء اللغة على سلامتها وفصاحتها. ولهذا يجب في مثل هذا العمل أن يوضع بازاء كل لفظ عامي الحرف الفصيح المعروف عند أصحاب اللغة الصحيحة لتتم الفائدة المنشودة. والله الموفق.

  7. #7

    افتراضي رد: العراق قديما من خلال مجلة لغة العرب العراقية ((( متجدد )))

    منافع تدوين اللغات واللغيات واللثغات
    إذا أردت أن تقف على منافع تدوين اللغة زيادةً على ما تقدم ذكره اعتبر هذا الأمر وهو أنك إذا أنعمت النظر في الماء عند منبعه ثم تفقدته في مجراه تحقق أنه كلما ابتعدت عن العين زادت كدورته أو زادت الجواهر الغريبة التي تخالطه لكثرة ما يصادفه من الأجسام عند هبوطه من مصدره. وإذا انتهيت إلى مندفعه لا تكاد تجسر على أن تقطع بأن هذا الماء من ذاك المعين. وعلى مثل هذا تقيس مجرى اللغات ومسراها وامتزاجها وكثرة ما يحل بها من الغير.
    هذه لغات اليونان والروم والعرب فطالما كانت غير مقيدة الألفاظ والقواعد حل بها من الطوارئ ما يسر تعدادها. فنشأ منها اللغاتالفرعية الكثيرة. ومنذ أن قيدت اوابدها انحصر شر فسادها وضاق أيضاً نطاق عبث بناتها من اللغات منذ أن عوملت هذه المعاملة. ولولا ذلك لتسلط عليها عامل الاحتكاك والتآكل كما هو متسلط على جميع موجودات الكون مهما تنوعت واختلفت.
    فهذا الحديد على شدة صلابته بل هذا الألماس على قوة مناعته إذا احتك بغيره من جنسه أو من غير جنسه تأكل شيئاً فشيئاً حتى يفنى مع الزمان. وهذه ألفاظ اللغة عند احتكاكها بغيرها يعتورها مثل هذا النقص والفناء حتى يدخل بعضها في بعضٍ وتضمر ضمور الحي حتى لا يبقى منها إلا الأثر أو يكاد.
    فجمع سقاط اللغة من لغية ولثغة وخلل وفساد والإشارة إلى تصحيح أود ما فيها هو من النعم اللغوية التي لا يقدرها إلا عشاق اللغة والغيورون على سلامتها.
    افعل هذا تر في الأجيال المقبلة ما رأيت نتيجته منذ خمسين سنة أي من دخلت الصحافة في بلادنا فادعمت ما تداعى من بنيانها وأسندت وشادت ما انهار منه فحصلنا على نتيجة لم نحلم بها في السابق وسوف تكون أعظم إذا سعى أصحاب كل بلدٍ على نشر المطبوعات ولاسيما على نشر اللغيات والإشارة إلى ما يحسن عيبها وينفي عنها ما يشوه محاسن محياها.
    ومن ثم فقد أخذتني النخوة العربية والنشوة الأدبية في أن أشمر عن ساعد الجد وألبي إلى تأليف معجم يستوعب أغلب الألفاظ العامية والدخيلة البغدادية إن لم أقل كلها. ليكون سراجاً منيراً يهتدي بنوره العوام. وقائداً مرشداً إلى شحذ الإفهام. ودليلاً يركن إليه الغرباء عن
    اللهجة واللسان. إن من المستشرقين وإن المستعربين في جميع البلدان.
    هذا ومع إقراري بقصر باعي أعلم حق العلم أن أمامي عقبة كئوداً من دونها خرط القتاد. وورائي من الصعوبات ما لا يشعر بها إلا من سلك هذا الوعث وعرف ما يحصل منه من الوعثاء. بيد أني استسهلت تلك العراقيل والعواقيل لما ينجم من وراء ركوبها من الفوائد الجمة والمنافع العامة. وقد وسمت كتابي هذا ببغية الأنام، في لغة دار السلام، عملاً بإشارة أعز الإخوان، وأخص الأخدان،
    وأطلب ممن يقف على ما يقع فيه من الأغلاط أن ينبهني عليها وأنا لا أنساه من الإقرار بفضله والتنويه بأدبه عن الله مثيب الصالحين والمصلحين:

    نجد
    1 - موقع نجد وحدودها
    ديار نجد واقعة في قلب بلاد العرب أو هي سرتها. وحدودها هي من الشمال النفوذ الفاصلة بلاد الجوف عن بلاد نجد. وهي النفود بوجه الإطلاق.ومن الجنوب النفود المسماة بالربع الخالي وهي بلاقع أو مفازة أو فلوات لا تفرق بشيء عن نفود الشمال ومن الشرق الاحساء والقطيف ومن الغرب أغلب بلاد الحجاز.
    2 - سكان نجد في الزمن الخالي وفي الزمن الحالي
    كان أهل نجد في الساب كأغلب سكان بلاد العرب. أخلاطاً من أمم شتى من عرب وفرس وأرميين وعبران وآشوريين وكلدان وبابليين. ثم امتزجوا امتزاجاً واحداً مع الزمان حتى أضحوا أمة واحدة ولما جاء الإسلام زادوا وحدة ولما ظهرت الوهابية بانوا كل البينونة عن سائر سكان الجزيرة حتى أضحوا أمة مستقلة بنفسها ولها أوصاف خاصة بها كالشجاعة والبسالة والتدين المفرط الضارب إلى التعصب والاباءة وعدم تحمل الضيم وتوقد الذكاء وحب التجارة الواقفة على أصول الشرع إلى غير هذه المناقب الدالة على النجديين من الناس الذين بانوا عن سائر العرب بالمآثر الجليلة التي لا تشاهد إلا في السلف الخالي.
    3 - أقسام نجد
    (تقسم نجد إلى ثلاث إمارات ولكل إمارة حاضرة قائمة بنفسها).الإمارة قاعدتها (الرياض) وهي حاضرة إمارة الأمير الخطير ابن سعود الذي قام بتجديد مذهب السلف الصالح وهو المذهب الذي يعرف الآن بمذهب الوهابية أو بالوهابية من باب الإطلاق أو من باب الأغلبية وأهل نجد كلهم يلقبون بالوهابية نسبة إلى من قام بالدعوة في بادئ الأمر وهو الشيخ محمد بن عبد الوهاب. أما موقع الرياض فمعروف أي في جنوبي نجد.
    الإمارة الثانية: إمارة الأمير الجليل ابن الرشيد وقاعدتها (حائل) وهي في شمالي نجد.
    الإمارة الثالثة: (القصيم) (بالصاد لا بالسين كما يكتبها بعض أهل الجرائد) وهي عبارة عن بلدتين كبيرتين وهما: (عنيزة) وهي عاصمة إمارة (آل سليم) (وبريدة) وهي عاصمة إمارة
    (آل مهنأ) وما بين هاتين البلدتين مسافة قدرها ست ساعات للراكب.
    وكلتا البلدتين: عنيزة وبريدة دخلتا في قبضة الأمير عبد العزيز ابن السعود الموجود الآن.
    4 - العلم بوجه الإجمال في هذه الإمارات الثلاث
    استناداً على ما تقدم، نقسم البحث إلى ثلاثة أقسام نخص كل إمارةٍ بكلام يناسبها مناسبة إجمالية. فنقول: كانت ربوع ديار (الرياض) وتلقب حيناً (بالعارض) منبعث أنوار العلم والعرفان في عهد غضارة إمارة آل سعدون. لكن أكثر هذا العلم يدور على علم التوحيد والكلاموالأصول والتفسير والفقه واللغة وجميع العلوم الدينية وقليل من النحو والصرف وسائر علوم الآلة.
    فلما أخذت دولتهم بالزوال تقلصت ظلال العلوم عنها أيضاً رويداً رويداً وتشتت العلماء على أوجه شتى: فمنهم بالموت وآخرون بالمهاجرة إلى بلاد أخرى يرتزقون فيها لأن عيشتهم في السابق كانت متوقفة على ما يجريه الأمير ابن السعود من الرواتب الدارة الإخلاف الجارية من بيت المال وهذا يمتلئ مما كان يجمع على ما جاء به الشرع الشريف من النظام والأصول المثبتة في الإسلام.
    أما اليوم فلم يبق من تلك العلوم شيئاً في الرياض وانتقل أغلبه إلى بلاد (القصيم) و (حائل) السالفتي الذكر. ولا يوجد من يتعاطى العلوم فيها إلا أناس قلائل. ووجودهم كعدمهم. وهم الذين يقال أنهم خبطوا في الديانة خبط عشواء. وأظهروا التعب الديني الأعمى وأشاعوا عنه وعن أصحابه أموراً لا توافق مذهب السلف. وهي وإن كان أغلبها ملفقاً إلا أن لها بعض الحقيقة فجسمها خصومهم وحسادهم على تلك البقاع وعلى عزتهم فيها وانتصارهم على مناوئيهم إلى أن آل تقلص ظل دولة آل سعود ففرحوا بذلك فرحاً لا يوصف. وما زالت الحالة في تأخر وتقهقر حتى اضطر أكثر أهل تلك البلاد إلى المهاجرة للاسترزاق فظعنوا عنها مكرهين ولكن هجرتهم لم تبعد لأنهم لم يتجاوزوا الاحساء والزبير والبصرة. أما أكثرهم فتراهم في البحرين وعمان وسائر تلك الأصقاع وكلها لا تخرج عن بلاد العرب. والذينهاجروا لم يكتسبوا بهجرتهم علوماً تقدمهم إلا النزر القليل مما يوافق مشربهم وتغربهم أي معرفة أعداء الدول وقواها وبعض ممالكها ومستعمراتها وسياسة بعضها لبلاد نجد. والخلاصة إنهم يتأثرون كل ما له تعلق ببلادهم.
    والبعض منهم (وهم أفراد قليلون) وصلوا إلى الهند كمدينة لكنو وحيدر آباد وأمرتسر وغيرها ودرسوا بعض علوم الدين وشدوا شيئاً من الفلسفة وعلوم العمران والاجتماع. لكن علوم هؤلاء الأفراد لم تؤثر في قومهم التأثير المطلوب لما رجعوا إليهم قافلين بها. ولذا لا تراهم حظيين في عيون وطنييهم.
    أما إمارة ابن السعود الآن وحاشيتها. وان شئت فقل.: أما مقدموا إمارة ابن السعود فانهم على كفاية من العلم اللازم لإدارة شؤونهم حسب سعتها وما تطلبه منهم مكانتهم بل يوجد بينهم أفراد لا يستغنى عنهم لحل الأمور المعضلة أو المشكلة. وأكثرهم ممن تربوا في المدن.
    وفي هذا العهد (أي منذ إعلان الدستور العثماني) انتبهوا انتباهاً عظيماً وهم في شوق لاعج إلى الاطلاع على حقائق الأمور والانضمام إلى الحكومة العثمانية. ولكن يا للأسف إن الحكومة لم تشرح صدرهم إلى اليوم ولا تراسلهم بل ولا تنظرهم. لا بل لما طلب ابن السعود من ناظر الداخلية (طلعت بك) حسبما بلغني - ليبعث إلى المجلس من قبله مبعوثين رده قائلاً: نفعل ذلك في الانتخاب الجديد.
    ولما كانت بيني وبين الأمير ابن السعود قرابة مثلت بين يديه بعدما قضيت سنين في الهند وشرحت له أحوال الدستور في الأمم الراقية فانشرح له صدره وأفادني بأنه يكون أول مؤيد له واعظم مساعد للحكومة العثمانية فيما تريده. وألححت عليه بان يوفد إلى الحكومة العثمانية مبعوثين من قبله ففعل وطلب ذلك لكنه رد كما تقدم القول.
    هذا أهل هذه الإمارة يطالعون بلاعج الهوى الجرائد والمجلات وتأتيهم من كل حدب وصوب ويطلبون الكتب ولا سيما الحديثة الوضع ليقتنوها ويطالعونها. ويقبلون عليها إقبال الجياع على القصاع غير أن الاضطرابات التي تحدث بين القبائل غالباً لأدنى سبب. وسنة الأعراب منذ القدم. وسنة الأعراب منذ القديم سنة الغزو والهجوم لا تدعهم يتفرغون لها كل التفرغ يستفيدون منه الفائدة المطلوبة. ومع هذا فأنا أرى انه لا تمضي سنوات إلا ويصلون إلى درجة حسنة من العلوم والآداب بمنه تعالى وكرمه.
    2ًواما العلوم والآداب في الحائل (ويقال لهذه الإمارة أيضاً الجبل) و (جبل شمر) (وهو جبل طيء في السابق) فهي على غير ما رأيته في الإمارة الأولى.
    ومما يجب أن تعلمه قبل الإيغال في البحث أن هذه البلاد قد وصلت إلى درجة تذكر في العلوم والمعارف منذ سابق العهد. وإمارتها لشمر منذ أن وجدوا إلى يومنا هذا. وقد استولى عليها آل سعود حين قويت شوكتهم وعظمت صولتهم. وما كادت شمسهم تميل إلى الغروب إلا وعادت تلك الديار إلى أهلها الأقدمين. وكان أول أهلها ورؤسائهم: آل على ثم انتقلت إلى طلال. فبندر فمحمد الرشيد فعبد العزيز ثم إلى ابنه متعب ثم إلى خال متعب (سلطان) ثم إلى سعود أخ سلطان ثم إلى سعود بن عبد العزيز أخ متعب. ولهؤلاء في ذلك قصة تاريخية عجيبة طويلة لا يسع المقام ذكرها.
    ولما دالت إمارة آل سعود وافق آخرها نمو إمارة محمد الرشيد فانتقلت اكثر الكتب إلى حائل. وأنت تعلم لا صناعة ولا تجارة لأهل حائل إلا الغزو لا غير. ومع ذلك فتراهم قد سبقوا غيرهم في العلوم العصرية وذلك لاختلاف كبرائهم إلى الأستانة ومصر والحجاز أيام السلطان عبد الحميد المخلوع فاصبح البعض منهم يعرف اللسان التركي والفارسي.
    وترى في بلادهم اليوم الكتب العربية القديمة النادرة الثمينة التي لا ترى لها وجوداً في سائر البلاد العربية وأغلبها غير مطبوع. وتؤنس جماعةً منهم تطالع الصحف السيارة والمجلات الموقوتة. وأهل هذه الديار أنور من غيرهم من تلك الأقطار في العلوم العصرية وأوسع اطلاعاً في الأمور السياسية. ولهم ميل شديد إلى الحكومة العثمانية وهذا الميل أظهر فيهم ممن سواهم. لكن الحكومة لا تزال في ريبٍ من أمر العرب والإحجام عنهم. وعلى ما أرى: أنها تود أن تكون في غنىً عن نصرتهم. ولعلها تخاف من انهم إذا تمدنوا قلبوا لها ظهر المجن وعادوا إلى مجدهم السابق. وهذا كله من التخيلات السياسية ومن الأوهام التي لم تدر في خلد العرب.
    ولما أتيت بغداد ورأيت الحالة الحاضرة أبديت ما أوجبته على الوطنية العثمانية والعربية للطرفين بجامعة الدين وشرحت ذلك بعدة مقالاتٍ بسطتها في جريدتي الرياض وبينت ما يجب من الفوائد الجمة إذا انضموا إلى أبناء آل عثمان وصاروا يداً واحدة على الأعداء. ولقد أثر كلامي هذا على أبناء وطني تأثيراً عظيماً حسناً ذا نتيجة تذكر لكن ذهب كله أدراج الرياح لما رأوا أن الدولة العثمانية لا تعيرهم أذناً صاغية ولا أحلاماً واعية. فلعل الزمان يحسن النيات في أبناء عثمان فيجني هؤلاء في بضع سنين ما لم يجنوه بحذرهم
    مدة سنوات متطاولة.
    هذا فضلاً عما شرحت للحكومة ما يجب أن تتخذه من الاحتياطات اللازمة لمنع الأسلحة من دخولها العرب. وذكرت لها الوسائط الحسنى للبلوغ إلى تمدن صادق وأرسلته إلى أحد مبعوثي العراق وبعد أن قرأ في المجلس حول إلى النظارة. ولا أدري بعد هذا ما جرى به. ولعله ضاع أو احترق مع جملة الأوراق التي ذهبت في إحدى حرائق الأستانة في هذه الأيام الأخيرة.
    أما ميلهم إلى العلوم الأدبية كالشعر والنحو وعلوم الآلة والسياسة والاجتماع فمما تظهر منافعه عن قريب إذا ما تحسنت الأحوال وتوفرت وسائط النقل والانتقال بعد أمد غير بعيد بمنه تعالى وكرمه.
    2 - القصيم: - البحث في علوم وآداب أهالي القصيم يتناول البلدتين المذكورتين اللتين تتقوم منهما فأهل هذه البلاد ليسوا كاهل الديار الأخرى. فلقد دخلوا بتجارتهم البلاد الكثيرة من الأصقاع المتمدنة كالهند ومصر والشام ولندن ومدن أميركية. وتجد بعضهم قد توطنوا تلك الربوع كما احتلوا بلاد العراق كبيرها وصغيرها. ولقد تقدموا في التجارة أحسن من غيرهم بكثير. وكذلك قل في العلوم على مختلف أنواعها وتشعب أفنانها كل ذلك في البلاد المختلفة المذكورة كما في ديار قطرهم الواسع. فانك لا تسير إلى بلدٍ إلا وتجد فيه منهم نفراً يتعاطى الأمور التجارية غير غافل عن العلوم المعروفة في تلك البلدة مقامه. ولهذا إذا تيسر لك فدخلت بلادهم ترى فيهم هذا يكلمك بالتركية وذاك يطارحك الكلام بالفارسية وتسمع واحداً يذاكرك بالهندية ويقبل إليك آخر يفاتحك بالإيطالية. ويقترب منك صديق محب يخاطبك بالفرنسوية إلى غير هذه اللغات من أردوية وتامولية وإنكليزية.
    أما التاريخ فهم يعتنون أشد الاعتناء. وكذلك يزالون علوم الاجتماع والسياسة مزاولة تفوق معالجة سواهم لها. وهنا نختصر القول بإضافة إلى ما تقدم ذكره عن الإمارتين الأوليين بخصوص العلوم والمعارف أنه لا يوجد في تلك الربوع مدارس أو مكاتب على ما نشاهده في البلاد الأخرى المتمدنة من ابتدائية ورشدية وكلية وجامعة.

  8. #8

    افتراضي رد: العراق قديما من خلال مجلة لغة العرب العراقية ((( متجدد )))

    - القصيم: - البحث في علوم وآداب أهالي القصيم يتناول البلدتين المذكورتين اللتين تتقوم منهما فأهل هذه البلاد ليسوا كاهل الديار الأخرى. فلقد دخلوا بتجارتهم البلاد الكثيرة من الأصقاع المتمدنة كالهند ومصر والشام ولندن ومدن أميركية. وتجد بعضهم قد توطنوا تلك الربوع كما احتلوا بلاد العراق كبيرها وصغيرها. ولقد تقدموا في التجارة أحسن من غيرهم بكثير. وكذلك قل في العلوم على مختلف أنواعها وتشعب أفنانها كل ذلك في البلاد المختلفة المذكورة كما في ديار قطرهم الواسع. فانك لا تسير إلى بلدٍ إلا وتجد فيه منهم نفراً يتعاطى الأمور التجارية غير غافل عن العلوم المعروفة في تلك البلدة مقامه. ولهذا إذا تيسر لك فدخلت بلادهم ترى فيهم هذا يكلمك بالتركية وذاك يطارحك الكلام بالفارسية وتسمع واحداً يذاكرك بالهندية ويقبل إليك آخر يفاتحك بالإيطالية. ويقترب منك صديق محب يخاطبك بالفرنسوية إلى غير هذه اللغات من أردوية وتامولية وإنكليزية.
    أما التاريخ فهم يعتنون أشد الاعتناء. وكذلك يزالون علوم الاجتماع والسياسة مزاولة تفوق معالجة سواهم لها. وهنا نختصر القول بإضافة إلى ما تقدم ذكره عن الإمارتين الأوليين بخصوص العلوم والمعارف أنه لا يوجد في تلك الربوع مدارس أو مكاتب على ما نشاهده في البلاد الأخرى المتمدنة من ابتدائية ورشدية وكلية وجامعة.
    إما مدارسهم فهي مدارس خاصة بهم تشمل جميع المطالب وتجمع في ردهاتها كل طالب على السواء. فالتلميذ يأخذ أي كتاب كان أو أي كتاب أراد قراءته ثم يحضر المدرسة
    ويقرأه على المعلم الموجود فيها بدون أن ينتظم في سلك حلقةٍ تتلقى العلم معاً من الأستاذ في وقتٍ محدود كما في المر الجاري في المكاتب العصرية المنتظمة.
    (وبيوت أكثرهم ليست إلا مدارس ونوادي علم. إذ ترى فيهم من ينضم إلى رفيقٍ ثانٍ له أو إلى ثالث أو أكثر حسبما يتفقون عليه فيجتمعون في بيتٍ واحد منهم. أو انهم يجتمعون في كل يوم في بيت غير البيت الأول في بيت الرفيق على التوالي فيتدارسون في الكتب التي وقعت بأيديهم وهكذا يفعلون حتى النهاية على ما كان جارياً في سالف الزمن في أنديتهم ومجالسهم ومجتمعاتهم).
    سليمان الدخيل: صاحب جريدة الرياض ومنشئها.

    التأسل والتأسن
    للإفرنج لفظة وهي يريدون بها خاصية تكون في الكائنات الحية من شأنها أن تنقل صفاتها وفصولها إلى من يخلفها أو يعقبها، تلك الصفات والفصول الراجعة إلى هيئة جسمها أو تركيب بنيتها مادياً أو أدبياً أو عقلياً.
    وقد تظهر هذه المميزات في الابن رأساً بعد أن كانت في الأب. وقد لا تظهر في الابن قدماً بل تنتقل إلى الحفيد أو إلى ما وراءه بعد فترةٍ في النسب أو فتراتٍ لا تظهر فيها تلك الفصول وكل ذلك يحسب من باب الوراثة.
    والعرب يسمون هذه الخاصية (التأسن والتأسل) على ما نراه قال في تاج العروس: تأسن أباه: أخذ أخلاقه. نقله الجوهري عن أبي عمرو. وقال اللحياني: إذا نزع إليه في الشبه. وأنشد ابن بري رحمه الله تعالى لبشير الفريري:
    تأسن نريد فعل عمرو وخالدٍ ... أبوة صدق من فرير وبحتر
    وقال في لسان العرب: يقال: هو على آسانٍ من أبيه. أي على شمائل من أبيه وأخلاق من أبيه. واحدها أسن مثل خلق وأخلاق. . . وقال ابن الأعرابي: السن: الشبه وجمعه آسان. وأنشد:
    تعرب في أوجهها البشائر ... آسان كل أفقٍ مشاجر آه
    والبيت الأول يدلك كل الدلالة يدلك كل الدلالة على المعنى الذي يعقده الإفرنج بلفظتهم ونحن نظن أن التأسن لغة في التأسل. والعرب كثيراً ما تعاقب بين النون واللام. قال في اللسان تأسل أباه: نزع إليه في الشبه كتأسنه. وقولهم: هو على آسالٍ من أبيه مثل آسانٍ أي على شبه من أبيه وعلامات وأخلاق. قال ابن السكيت: ولم أسمع بواحد الآسال) اهـ.
    ونظن أيضاً أن أصل (التأسل) بالسين: التأصل بالصاد. ومعناه العود إلى الأصل. وهو المعنى المطلوب من وضع هذه اللفظة. واللغويون يقولون: تأصل الشيء: صار ذا أصل أو ثبت أو رسخ أصله. وهذا أيضاً يتحصل من الوراثة المذكورة. على أنه لم يسمع في كلامهم: هو على آصال من أبيه. ولم يقولوا في جمع أصل: آصالاً بل أصولاً وآصلاً. وهذا لا يمنع منبت اللفظة لأن العرب قد تتصرف بالمصحف والمحرف حتى تجعله أصلاً
    حياً قائماً بنفسه. وتميت الأصل الذي نما منه هذا الفرع على حد ما يفعل الزراعون بأنبتتهم وأشجارهم.
    وخلاصة البحث أن لفظة (التأسل) أو (التأسن) هي أحسن حرف يقوم بمؤدى الكلمة الإفرنجية (آتافسم وهي مشتقة عندهم من آتافس أي الجد الرابع أو أب الجد الثالث. ومعناه. (العود إلى الجد الأكبر).
    وقد أثبت الباحثون اليوم أن التأسن لا يكون في الإنسان فقط بل في الحيوان أيضاً وحتى في النبات. وهذا ما يشاهده كل منا إذا ما تدبر بعض ما يقع تحت ناظريه فقد رأينا مرارا كلاباً ولدت من آباء هي بنات آوى تنزع دائماً إلى أصلها. كما ثبت لنا أحياناً أننا قد ركبنا نارنجاً على كبادٍ. فرجع كباداً بعد حين. وكم من مرة أردنا أن نركب توتاً شامياً على توت عراقي فعاد الشامي عراقياً نازعاً إلى أصله.
    وقد تفيد التربية الحسنة الإنسان والحيوان فتفنى فيهما بعض السيئات إذا اخذ كل من الإنسان والحيوان في حداثة سنه وقد لا تفيد أبداً بل وربما أحدثت فيه انتكاسا أو ارتكاساً.
    وهذا ما انتبه إليه أو إلى مثله قدماء العرب.
    ومن هذا القبيل ما يحكى أن إعرابيا ربى بالبادية ذئبا فلما شب افترس سخلةً له. فقال الإعرابي:
    فرست شويهتي وفجعت طفلا ... ونسواناً وأنت لهم ربيب
    نشأت مع السخال وأنت طفل ... فما أدراك أن أباك ذيب
    اذا كان الطباع طباع سوء ... فليس بمصلح طبعا اديب
    وقال غيره:
    وأنت كجرو الذئب ليس بآلف ... أبى الذئب إلا إن يخون ويظلما
    وهذا الكلام يصدق على كثيرين ممن ربوا تربية صالحة فلما شبوا دبت إليهم عقارب خصالهم الرديئة فلسعت آدابهم فأوردتهم حياض الموت. فاصبحوا في ديارهم جاثمين. ولأخرتهم خاسرين. بعد أن كانوا في دنياهم من الخاسئين.


  9. #9

    افتراضي رد: العراق قديما من خلال مجلة لغة العرب العراقية ((( متجدد )))

    المتكهفة والمكتهفة
    أو المنتفقة
    للإفرنج لفظة يونانية الأصل منحوتة من كلمتين من نفس تلك اللغة وهما (تروغلى) أي النفق أو الكهف. و (دوين) أي دخل فنشأت من تركيبهما لفظة (تروغلوديت) أي (داخل الكهف أو داخل النفق) وقد زعم بعض كتاب العرب ممن يرمي اللغة بالعجز والقصور والشيخوخة أن لا مردف لهذا الحرف اليوناني في العربي وكل من تكلم من العرب عن الأقوام الذين يأوون إلى الكهوف أو الأنفاق أو المغاور لم يذكروهم إلا باسم (تروغلوديت أو تروغلوديته) ولو انصفوا لوجدوا في العربية غير لفظة. من ذلك: المتكهفة والمكتهفة.
    فالمكتهفة. من اكتهف أي لزم الكهف. ومثله: تكهف والكهف كالغار إلا انه أكبر منه.
    والمنتفقة. وقد مر الكلام عنها وعن صحة استعمالها بهذا المعنى وانطباقها اشد الانطباق على اللفظة اليونانية كأنها قدت من أديم واحدٍ.
    وإذ قد أثبتنا صحة مقابلة هذه الكلمة لكلمتهم نقول:
    قد قرر الباحثون أصحاب القدم الراسخة في العلم أن أول سكنى البشر كان الكهوف والمغاور والأنفاق على حد ما يفعله بعض الحيوان إلى عهدنا هذا. ثم ارتقى الإنسان شيئا فشيئا في سلم الحضارة حتى ابتنى الدور العامرة وشيد القصور الفاخرة. إلا أن هناك أقوام بقوا على حالتهم الوحشية وهمجيتهم الدنيئة ومن حواليهم أناس متحضرون يهزءون من إخوانهم المتأخرين وجيرانهم الجامدين بل الهامدين. وممن اشتهر بهذه الحالة أقوام كانوا في أقطار بلاد الحبشة وصعيد مصر وسواحل البحر الأحمر وميسية وموريطانية (بلاد الغرب) بل وأناس منهم كانوا في الصقع الشمالي من جبل قاف (قوقاس) إلا أن البلاد التي اشتهرت ببلاد المكتهفة كانت تبتدئ من بلدة برنيقة إلى مالا حد له من فلوات أفريقية وأنت تمعن فيها. وقال بعضهم بان الذين اشتهروا بالمكتهفة هم سكان الجهة الشرقية من أفريقية على طول الخليج العربي المعروف أيضاً باسم ساحل الحبش. وذهب فريق إلى أن المشتهرين بالمكتهفة هم سكان مصر الجنوبية والحبشة حيث توجد مقاطعة واسعة تعرف باسمهم. وفي صقع من بلاد العرب جبال متكهفة (فيها كهوف) تأوي إليها إلى عهدنا هذا قبائل من البادية تكاد تكون متوحشة وتوشك ديارهم أن تكون محاذية لربوع أولئك الأقوام الموجودين في
    أفريقية أو الذين وجدوا فيها.
    واغلب مساكن هذه الأجيال هي كهوف منها ما حفرتها أيدي الطبيعية ومنها ما نحتها ابن آدم. واغلب ما تكون هذه المغور في الجبال والأودية التي قوامها الجص أو الكلس واكثر هذه الجبال واقعة على شواطئ البحر الأحمر من جهة بلاد الحبشة وهي غير ذاهبة في السماء بل متوسطة الارتفاع.
    واسم المكتفهة لفظ عام يشمل أقواماً شتى تأوي كلها إلى هذه المغاور فمنها طائفة كانت قد أوغلت في داخل البلاد وكانت تطارد النعامة والفيل. ومنها طائفة كانت تقيم على ضفاف البحر الأحمر وطعامها السمك وجذور الانبتة. ولهذا سماهم اليونان بما معناه: (آكلة النعام) و (آكلة الفيلة) و (آكلة السمك) و (آكلة الرز) إلى ما ضاهى وضارع هذه الألقاب وكلها دون هذه ضبطا وتحقيقا.
    وكان لكثير من ديار المكتهفة اصورة (قطعان بقر) وأسراب معز. وهذه الأموال كانت تثير نيران الشرور في الصدور بل قل كانت تسعر نيران حروب لا تعرف الفتور وان مرت عليها طوال الدهور بيد أنها كانت تخمد بعض الأحايين على طلب النساء والحاحهن.
    ومن شعائرهم الغريبة انهم كانوا إذا أرادوا دفن موتاهم يربطون رأس الميت برجليه ثم ينقلون جثته وهي على هذه الهيئة إلى هضبة وهناك يجتمع الجم الغفير من أقاربه وأصدقائه وأنسابه فارحين ضاحكين. ثم يلقون عليه الحجارة إلى أن يواروه عن الأبصار.
    ومن نوادر الاتفاق انه وجد في بلاد اسكندنافية (اسوج ونروج) قبور عادية فيها جثث أموات هامدة موضوعة على الصورة المذكورة تحت ركام من الحجارة. إلا أن هذه الحجارة مصفوفة صفا فيه شئ من النظام والإتقان.
    فانظر يا هذا كيف تتلاقى الشعائر الغريبة بين أقوام وأقوام وان شط بينهم المزار وترامت بهم الديار وتلاعبت بهم الأقدار.
    المعنى الثاني للمكتهفة
    وقد جاءت هذه اللفظة عندهم للدلالة على فرقة نصرانية كانت في صدرها وهم قوم من المبتدعة دفعتهم جميع الفرق من بين ظهرانيها فاضطرت إلى أن تعقد مجالسها في المغاور والكهوف فسموا بهذا الاسم.
    المعنى الثالث
    أطلق العلامة لينيوس هذا اللفظ في علم المواليد على ضرب من القرد يقيم اغلب أوقاته في الكهوف والغيران وقد جعله بعد الإنسان العاقل في الترتيب والنظام. واليوم يسمي العلماء (مكتهفة) أنواع الشمبانزي والغورلي: ولا سيما المكتهف الأسود
    المعنى الرابع
    يسمى اليوم الإفرنج مكتهفة أيضاً أناساً يقضون معظم ساعات نهارهم تحت الأرض لأشغالهم أو لطلب رزقهم كالمعدنين مثلا والمشتغلين باستخراج الفحم الحجري من قلب الأرض.
    المعنى الخامس
    تجئ هذه اللفظة أيضاً للدلالة على طويئرات طعامها الدويبات وهي التي يسميها أهل الشام وما جاورها: (سكسوكة الحيطان. نمنمة. أم نوح. سكسكة. دعويقة.) وسوف نعقد لهذا المعنى فصلا إيفاءً. للموضوع حقه في عدد آتٍ وكل آتٍ قريب.
    فاضطرت إلى أن تعقد مجالسها في المغاور والكهوف فسموا بهذا الاسم.
    المعنى الثالث
    أطلق العلامة لينيوس هذا اللفظ في علم المواليد على ضرب من القرد يقيم اغلب أوقاته في الكهوف والغيران وقد جعله بعد الإنسان العاقل في الترتيب والنظام. واليوم يسمي العلماء (مكتهفة) أنواع الشمبانزي والغورلي: ولا سيما المكتهف الأسود
    المعنى الرابع
    يسمى اليوم الإفرنج مكتهفة أيضاً أناساً يقضون معظم ساعات نهارهم تحت الأرض لأشغالهم أو لطلب رزقهم كالمعدنين مثلا والمشتغلين باستخراج الفحم الحجري من قلب الأرض.
    المعنى الخامس
    تجئ هذه اللفظة أيضاً للدلالة على طويئرات طعامها الدويبات وهي التي يسميها أهل الشام وما جاورها: (سكسوكة الحيطان. نمنمة. أم نوح. سكسكة. دعويقة.) وسوف نعقد لهذا المعنى فصلا إيفاءً. للموضوع حقه في عدد آتٍ وكل آتٍ قريب.

  10. #10

    افتراضي رد: العراق قديما من خلال مجلة لغة العرب العراقية ((( متجدد )))

    تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره
    (الكلية الاعظمية) في أوائل شهر حزيران (أوائل جماديالآخرة) تم تخطيط كلية العراق الإسلامية المعروفة (بالكلية الاعظمية) ولا زالت عناية دولة يوسف باشا مصروفة إلى إخراج هذه الكلية من عالم الخيال إلى عالم المثال. وهي تلك الكلية التي رفعت إلى هذه المرتبة نهار الجمعة 26 أيار (28جمادي الأولى سنة 1329) وكان قد حضر حفلة ترقيتها جم غفير من أكابر البلدة ورجالها الأماثل من عسكريين وملكيين ومدنيين.
    (الأمير ابن سعود (في أواخر شهر أيار وأوائل حزيران طارد حضرة الأمير عبد العزيز باشا آل سعود بعض القبائل العائثة في طريق العقير ولاسيما فتك بإحدى عشائر العجمان المخلة براحة أهل السبيل فكسب شكر أهل الجميل. (ملخص عن الرياض في عددها 72).
    (الأمير ابن الرشيد) وفي مثل ذلك العهد ضرب الأمير سعود باشا الرشيد بعض قبائل الرولة وشتت شملها واخذ شيئا كثيرا مما ملكت أيديهم من مال وخيل وابل وقد رجع إلى بلاده غانماً مظفراً. واكثر أولئك المفسدين هم الذين يتعرضون لسكة الحجاز ويبعثون بأمن تلك الأرجاء (عنها) (عشيرة الضفير) ظعنت هذه العشيرة إلى نواحي الكويت بعد أن كانت محتلة ما جاور البصرة من الربوع كالزبير ونواحيه (عن الزهور في عددها 83)
    (إنكلترا في شط العرب) ركزت إنكلترا ثلاثة أعلام في كل من القريتين الآتيتين وهما: (القصبة) (والمنوحى) وكلتاهما داخل شط العرب. (عنها)
    (باخرتان على الفرات) أخذت الحكومة في ولاية بغداد بان تسير باخرتين على الفرات لتقريب المسافة بين بغداد الزوراء. وحلب الشهباء فسافرنا من بلدتنا في أواخر أيار متجهتين إلى الفلوجة ومنها إلى مسكنه فقطعتا المسافة التي بينهما في 85 ساعة (عنها يبسط في العبارة).
    (حوادث الناصرية) جاء في بعض الرسائل البرقية الموثوق بها انه لما كانت عشائر البدور تضيق الخناق على الأعراب الموجودين في (المائعة) والمحاصرين فيها وكان هؤلاء إلى حاجة ماسة إلى القوت سارت باخرتان من مركز الناصرية اسم الواحدة (فرات) وفيها مدفعان واسم الثانية (استيم بوط) وفيها بندقية آلية (ماكينولى تفنك) ولما وصلتا إلى المحل المرغوب إليه قابلها الأعراب بإطلاق الرصاص فأمطر عليهم العسكر حينئذٍ مطرا من الرصاص فتبددوا بعد أن قتل منهم جم غفير وهدمت المدافع قلاعهم وحصونهم. وإذ ذاك
    تيسر للمحاصرين أن يتلمسوا الطعام الذي جاء به لهم العسكر المظفر.
    وفي رسالة برقية أخرى: انقسمت عشيرة الحسينات إلى فرقتين إحداهما مهادنة للبدور والثانية متفقة مع سعدون باشا. فلما وقع هذا النفور بين الجمعين المفترقين تقاتلا في محل يبعد عن الناصرية نحو نصف ساعة فلما علمت الحكومة بأمر هؤلاء الأعراب أنفذت إليهم باخرة لتصلح ذات البين فلما دنت من موطنهم تفرقوا تحت كل كوكب أما الآن فالظاهر أن الأمن سائد في تلك الأرجاء بفضل سعي الحكومة. (عن الرصافة ببعض تصرف. في العدد 66)
    (تأمير الشيخ مصبح) الشيخ مصبح رجل بدوي لا تملك يداه غير بيت من الشعر ينزله هو وولده وقد قدمه بعض أهل الأغراض والأهواء لغايات في صدرهم وادعوا بأنه رئيس عشيرة فيها ثلاثة آلاف فارس. . . ثم طلبوا إلى الوالي أن يقيمه شيخاً لعشيرة بني مالك ومن ينتمي إليها وتعترف يه الحكومة اعترافا رسميا. فلبى طلبهم والى ولاية البصرة حسين جلال بك.


صفحة 1 من 8 12345678 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. مقال في مجلة الانساب العراقية: امارات القبائل العراقية بين التدقيق والتحقيق
    بواسطة هاشم العزي في المنتدى منتدى العشائر والقبائل العراقية
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 08-25-2022, 12:01 PM
  2. المسيحية في جزيرة العرب قديما
    بواسطة علي الربيعي في المنتدى منتدى التاريخ العربي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 08-04-2022, 09:30 AM
  3. هيئة الجمارك العراقية :أكثر من 76 مليار دينار.. ايرادات جمارك العراق خلال شهر
    بواسطة rss_net في المنتدى منتدى اخر مواضيع شبكة عراق الخير
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-02-2020, 11:40 AM
  4. حمل مجلة لغة العرب العراقية
    بواسطة الارشيف في المنتدى مكتبة التاريخ والنسب وتراجم وسير وشخصيات
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 05-24-2020, 11:06 PM
  5. مجلة لغة العرب
    بواسطة عامر العمار في المنتدى منتدى الكتب الادبية المقروءة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 01-20-2016, 06:41 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

جميع آلمشآركآت آلمكتوبه تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكل من الاشكال عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى