تحدثت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن اتساع الخلاف بين قطر والدول العربية، وقالت إن سلسلة من الإجراءات الدبلوماسية الجريئة عبر الشرق الأوسط المضطرب كشفت عن خلاف متعمق بين قطر وجيرانها العرب فى أعقاب الربيع العربى.

وأشارت إلى قيام كل من مصر والسعودية والإمارات والبحرين، بسحب سفرائها من قطر احتجاجا على دعمها للإخوان المسلمين ولسياستها فى سوريا.

وتطرقت الصحيفة كذلك إلى قيام السعودية يوم الجمعة الماضى بتصنيف الإخوان كجماعة إرهابية رسميا، للتحالف مع مصر بشكل أكبر ضد الجماعة الإسلامية، موضحة أن قطر لعبت فى الأشهر الثمانية الماضية دورا فى استضافة قيادات الإخوان وسمحت لهم باستخدام شبكة الجزيرة كمنبر للخطاب المعارض للحكومة المصرية الأمر الذى أغضب مصر وحلفائها فى الخليج.

ورأت الصحيفة أن الخلاف بين دول مجلس التعاون الخليجى يسلط الضوء على خلاف شديد بشأن أنظمة الحكم التى تظهر فى المنطقة بعد ثلاث سنوات من الثورات التى هددت أو أطاحت بالحكام المستبدين فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

ونقلت "واشنطن بوست" عن مايكل وحيد حنا، الخبير فى شئون الشرق الأوسط بمؤسسة القرن الأمريكية قوله إنه من الواضح تماما أن الدول الخليجية منقسمة بشدة، وهذا الانقسام أكثر من مجرد خلاف بسيط حول السياسة الخارجية، مضيفا "بالنسبة للسعودية والإمارات، فإن الخلافات بشأن السياسة الإقليمية تتداخل مع التهديدات الأمنية لهذه الدولة"، لكن الصحيفة مضت فى نهجها المعتاد فى الدفاع عن جماعة الإخوان المسلمين، وقالت إن تلك الجماعة يؤمن معظمها، على الأقل ظاهريا بالديمقراطية. فقد وصل الإخوان والجماعات المرتبطة بها إلى السلطة من خلال الانتخابات الديمقراطية. ويقول أندرو هاموند، الخبير فى شئون الخليج بالمجلس الأوروبى للعلاقات الخارجية، وهو مركز أبحاث أوروبى، إن مثل هذه الجماعات تمثل فى الكثير من دول المنطقة لاسيما المحافظة مثل الإمارات والسعودية الوسط، على حد قوله.

وأضاف هاموند قائلا إن "الإخوان يمثلون النموذج الإسلامى الذى يتعامل مع المبادئ الإسلامية ويتحدثون عن الانتخابات، وشعبيتهم وقدرتهم على إلهام الآخرين تمثل تهديد مباشر لهياكل السلطة فى الخليج التى تخضع دوله لحكم العائلات القوية".

ويقول المحللون إن قطر سلكت نهجا مختلفا عن جيرانها فى الخليج، جزئيا بسبب الرغبة فى ترك بصمة لها على الخريطة، لكن لأنها أيضا كانت تراهن على أن الإسلاميين سيكونون هم الفائزين بعد الربيع العربى.

ويقول هاموند إن كلا من السعودية والإمارات كانتا تريدان بشكل أساسى فشل الإخوان فى مصر.



أكثر...