سلسلة السند في نسب البوفهد



دراسة علميه تبحث في نسب وتاريخ عشيرة البوفهد


1999م


إعداد الباحث ابو صدام حسين محمد علي الضايع


بإشراف الدكتور


خضير عباس الجميلي


كلية الآداب ـ جامعة بغداد ـ قسم التاريخ


خبير هيئة دراسات الأنساب في اتحاد المؤرخين العرب ـ بغداد




( مختصر )



كنا قد قمنا بدراسة تبحث في نسب وتاريخ عشيرة البوفهد استمر العمل بها من عام 1992م ـ 1999م والموسومة (سلسلة السند
في نسب البوفهد) ، اشرف عليها الدكتور خضير عباس الجميلي ، استاذ مادة
التاريخ في كلية الآداب جامعة بغداد ، خبير هيئة دراسات الأنساب في اتحاد
المؤرخين العرب ، وكان للمرحوم الشيخ الدكتور نصر عبد الكريم شيخ عشيرة البوفهد
دوراً متميزاً في الدعم والمتابعة ، حيث كنا نلتقي اسبوعيا ويطلع على
خطوات البحث خطوة خطوه ، ورافقته في زيارة الى المتحف في بغداد واطلعنا على
الكثير من المراجع والوثائق التاريخية ذات الصلة بالبحث ، وكذلك كنا على
اتصال مع الشيخ الدكتور إبراهيم عبد صايل الفهداوي ، وكان هو الاخر من
المهتمين بهذا البحث ، وقبل طباعة البحث عرضت المسودة على السادة وهم كل من
:ــ
اولا :ـ الشيخ الدكتور نصر عبد الكريم المخلف وكتب بخط يده تقديما جاء فيه :ــ
( ... وبعد أن اطلعت على ما كتبه السيد "أبو صدام" حسين محمد علي الضايع الفهداوي
في هذا المجال أجد نفسي ملزما بالثناء على ما قام به من جهد واضح وصعوبة
بالغة في الحصول على تلك المعلومات والاطلاع على الكثير من المشجرات
والمصادر التي لها علاقة بموضوع بحثه خاصة وبالأنساب عامة وقيامه بتمحيص ما
يحصل عليه من معلومات ونقدها وإرجاعها إلى معايير العلم والمنطق في سبيل
الوصول إلى الحقيقة أو ما يقربه إليها ، وحسناً فعل حينما ابتعد عن
الإشارة إلى بعض المصادر الهشة الحديثة العهد والتي كتبها أناس بعيدون كل
البعد عن سلوك الباحث العلمي المتخصص ، بل كان اسلوبا دعائيا سطحيا بعيدا
عن الحقيقة، مما اكتسب هذا البحث (سلسلة السند في نسب البوفهد) صفة الرصانة ، ومع هذا فالكمال لله وحده فما بالك إذا كان البحث هو الأول المتخصص في نسب عشيرة البوفهد...ا هـ) ،
ثانبا :ـ الشيخ الدكتور إبراهيم عبد صايل محمود الفهداوي معاون رئيس الجامعة الأسلاميه (العراقيه) بغداد ، وكتب تقديما جاء فيه :ــ
(... ومن هذا الباب حبب
لي أن يجمع الباحث الكريم لعشيرتنا شرف النسب لأمة العرب مع ما لها من شرف
السبب وهو الدين الذي رضيه ربها لها ، فوجهته بعد أن دعوت الله له بتذليل
كل عقبة تكون حائلا بينه وبينما يريده ، وان يهيئ له من أمرهِ رشدا إلى
تدوين كل مكتوب عنها على حده ، والرجوع إلى من عنده علم بهذا سماعاً
ومشافهةً ، أو ما هو مدون عنده سواء في ذلك أكان من أبنائها أو ممن يجمعه
بها جامع ، ثم بعد ذلك يخضع ما هو مكتوب مع ما هو مسموع لمعيار الترجيح
بقوة الدليل ووضوحه لديه ، وهذه من أسس الاجتهاد في هذا الباب الذي لا نص
فيه ، والناس مؤتمنون على أنسابهم ، وبهذا يكون عمله إلى الصواب اقرب منه
الى الخطأ ، فأن أصاب في هذا فله أجران وان أخطأ دون عمد فله اجر واحد ، أما إن صوابه اقرب من خطئه فلأنه من أبنائها وكذلك دينه وعمره وعقله ،
كل ذلك مؤذن ألا يقول على الناس في أنسابهم فيقحم من ليس منهم فيهم أو
يخرج منهم من له أصل ثابت فيهم ، أضف إلى ذلك انه كلف كل رأس فخذ فيها إلى
إحصاء نسب أفراد فخذه ، وهذا تحر منه للدقة والصواب ، فهو كالنص في موضوعه
لايجوز له الاجتهاد فيه ويبقى له ما وراء ذلك يخضعه للاجتهاد كما هو مرسوم
له ، ( ادعوهم لابائهم هو اقسط عند الله) ، وعلى كل حال اني لارى الباحث (
أبو صدام) حسين محمد علي قد أضنى نفسه وبلغ جهده يقرأ ويسمع وبعد ذلك يكتب ،
وانه قد أحسن عملا في هذه العشيرة وله فضل السبق في ذلك ، فخيرا لهذه
العشيرة فعل وعملا صالحا لها قدم ، وموضعا يصار إليه ولو بعد حين لمن ضل
فيه وبعد عنه ، فالمسموع في هذا الباب ان لم يدون فأنه قابل للنقص والتحريف
، وأخيرا مآله الذهاب ، والعلم صيد وكتابة له قيد ولا تطلب أثراً بعد حين )
.
ثالثا :ـ الدكتور خضير عباس الجميلي المشرف على الدراسة فقد كتب ما يلي:ــ
(... إن السيد ( أبو صدام ) حسين محمد علي الضايع جاءني يطلب مشورتي ومعونتي في كتابة بحثه الموسوم ( سلسلة السند
في نسب البوفهد) ، فضلا عن أمور أخرى كثيرة لها علاقة في كتابة الأنساب ،
وقلت له إن كنت على استعداد للعمل وفق ما ذكرت فان عقلي وقلبي ولساني
ومكتبتي ووقتي أمامك وقتما تشاء ، فأجابني مؤيدا ، وقدم لي ما قام به من
عمل طيلة أكثر من خمس سنوات ، وإذا به قد جمع من المعلومات من خلال المصادر
والمقابلات والمشجرات الشيئ الكثير ، ولكن هذه المعلومات كانت بحاجه إلى
من يقوم بغربلتها ونقدها وتحليلها وإعادة صياغتها ، وبعد أن اطلعت عليها
وقرأتها بدقه أبديت له بعض الملاحظات والآراء والتوجيهات ، ثم تكررت
اللقاءات والقراءات والمناقشات وكان الباحث يبدي همة عالية وارتياحا واضحا
لما يدور بيننا من تبادل للآراء ، وكانت الحصيلة هذا البحث الذي قرأته قبل
أن يتولى طباعته ، فوجدته بحثا علميا دقيقا بذل فيه الباحث جهدًا متميزًا ، وان إمكانية الباحث تطورت شيئا فشيئا عبر هذه السنوات التي عمل فيها بشكل متواصل مستفيدا من الملاحظات والتوجيهات .
لقد تتبع الباحث عشيرة البوفهد
تتبعا علميا ميدانيا ، فنقب في المصادر ما وسعه البحث والتنقيب ، وجاب
البيوت والأحياء ملتقيا بالرجال والشيوخ ، وقد أثمر بحثه عن تقديم صورة
جديده عن الكتابة في انساب القبائل العربية بصورة موثقه ومنظمه ، نرجو أن
تثير في القارئ التفكير وان تفتح افاقا جديده للباحثين في مثل هذه المواضيع
، وان تكون هذه الدراسه بدايه لدراسات تاليه في هذا الميدان .
ان هذا البحث ليس نهاية
المطاف ولكنه البدايه ، ولكل بداية أخطائها وهفواتها ، وبذلنا الجهد سوية
في سبيل أن تكون الأخطاء والهفوات بأقل ما يمكن ، وقد استفاد الباحث من
أخطاء من سبقه في التجربه ، فكتب بحثه وفق المنهج العلمي للبحث محققا هدف البحث ، ونسأل الله أن يجزي الباحث عن عمله النافع جزاء المحسنين ، والله خير المحسنين ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) .
رابعا :ــ الأستاذ الدكتور محمد جاسم حمادي المشهداني أمين عام اتحاد المؤرخين العرب
، وتسلمنا من سيادته الكتاب المرقم 1414 والمؤرخ في 12ربيع الأول 1420
الموافق 26/6/1999م ، جاء فيه ( إشارة إلى مذكرتكم إلينا في 9/5/1999 ،
اطلعت على بحثكم المعنون (سلسلة السند في نسب البوفهد) وقد قرأت الكتاب قراءة دقيقه ومتفحصة ، والكتاب محاولة علمية لتوثيق نسب البوفهد ونقد الآراء الغير علميه التي طرحت عن الموضوع
، وهذا جهد طيب ، يحتاج الى بذل جهود تحقيقيه مضافة من اجل تثبيت الحقائق
من مصادرها المختصة، وأرفق لكم ما أراه بحاجة إلى إعادة نظر والأمر متروك
إلى تقديركم العلمي للملاحظات، مع أمنياتي لكم بالموفقية والنجاح .
خامسا :ـ الشيخ النسابه خليل ابراهيم خلف الدليمي ، معد ومقدم برنامج عشائر أهلنا الذي تبثه قناة بغداد الفضائيه وكتب ما يلي :ـ
( ... ان علم الانساب
لايعتمد على الكم العددي إزاء الرأي العلمي وان هذه المدرسة تلتزم المشهور
وتقف امام ما يقال وقفة شك وارتياب الاان يثبت بالدليل العلمي القاطع او
الأكثر ترجيحا ، اما المتداول شفاها فانه مقبول الا اذا ظهر نصا مدونا
وموثقا يعارضه ( اذا حضر النص بطل المسموع) ، وان كتاب الباحث الفاضل ابو صدام حسين محمد علي الضايع والذي اسماه سلسلة السند في نسب البوفهد ينتمي الى المدرسه البحثيه ، فقد اجاد في تتبع نسب عشيرة البوفهد حيث سمع وقرأ معظم ما قيل وكتب عن البوفهد
، وحاور وحلل الاخبار جهد استطاعته معتمدا العوامل الزمنية والعلمية ،
فجزى الله (ابا صدام )خير الجزاء ، ولا يعرف قيمة هذا البحث ومعاناته الا
من تصدى للكتابه ولاقى متاعبها الجمه ، كما لا يعرف هذه القيمة وحلاوتها
وطعمها الا من احرقته نار الحيرة والتحير النسبي ، وليعلم الجميع ان التحير
بالنسب منقصة لا يقبلها اهل النسب الشريف ، تقديرا واعتزازا للباحث العلمي
(ابا صدام ) ارجو له كل الموفقيه في بحوثه القادمه ، واتمنى ان يواصل هذا
النفس العلمي الهادف ، واسال الله تعالى ان يثيبه على هذا الجهد وان يجعله
في صحيفة اعماله الحسنه، فهو علم ينتفع به وصدقة جارية له ولكل من ساهم في
اخراجه الى النور بهذه الصيغه ، مع تقديري واعتزازي لكل فرد من عشيرة البوفهد يبحث عن الحقيقه ، فحري باهل العلم ان ينقادوا الى العلم والعلماء ، ويناقشوا الاراء بروح علميه ، والله ولي التوفيق ).
لذلك فانا قد بذلنا من
اجل هذه الدراسة جهدا متميزا وبشكل متواصل وتتبعنا نسب العشيرة تتبعا علميا
وميدانيا ، فنقبنا في المصادر ما أمكننا التنقيب والبحث وتنقلنا بين
البيوت والإحياء والمحافظات ، والتقينا الشيوخ والوجهاء والمعمرين ومن
لديهم علما واهتماما بالأنساب ، وركزنا على العوائل التي لها شأن في
العشيرة وعوائل من عشائر أخرى والحمد لله كانت صورة جديدة عن الكتابة في
الأنساب ، لأننا اعتمدنا المنهج العلمي ، واطلع عليها الكثير من أبناء
العشيرة والعشائر الأخرى ، وقد اثني الكثير عليها بواسطة رسائل تحريرية
نشرنا البعض منها أو شفاها ولم يردنا ما يخالفها أو يعترض عليها منذ عام
1999 ولحد الآن ونحن في عام 2012م .



أهمية علم الأنساب عند العرب



إن علم الأنساب هو فرع
من فروع علم التاريخ ومسؤوليته تقع على عاتقِ علماء النسب ، للدفاع عن
العروبة وأصالتها ، لذا فانه يعد من الموضوعات المهمة في الفكر العربي ،
كما انه من أهم أصناف الكتابة التاريخية العربية ، حيث كان عربيا في أصالته
ونشأته ، وله دور مهم في تدوين تاريخ العرب من خلال التأكيد على أنسابهم
وارتباطاتهم النسبية ، وفق منهجية علمية رائعة أوجدها علماء النسب العرب.
لقد تمسك العرب
بالأنساب قبل الإسلام ، ولما جاء الإسلام رسخ هذه العقيدة العربية ، وهي
بحد ذاتها علماً واسعاً عند العرب وكأنهم رأوا في الحفاظ على النسب مثل ما
نراه نحن اليوم في مفهوم الوطنية ، لذلك عبروا عن النسب ب(أللُحمَةِ)
، كما عبروا عن العشائر والفروع بالبطن والفخذ والفندة ، فقد حفظوا
الأنساب وتتبعوا جذورها إلى ما قبل الإسلام ، وكانوا يتناقلونها روايةً ،
واشتهر العديد منهم في هذا الفن العربي الأصيل ، وابتدأ تدوين الأنساب في
العهد الراشدي ، فإن ديوان الجند الذي أمر به الخليفة عمر بن الخطاب رضي
الله عنه ، قد دون على أساس قبلي حيث بدأ ببني هاشم من قريش ، ثم الأقرب
فالأقرب ، ثم بقية القبائل ، ولولا علمهم بالنسب لما أمكنهم من ذلك.
(ا دْعُوهُمْ
لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا
آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ
عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ
قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) (الأحزاب:5) .
وقد جاء في الحديث الشريف لسيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام،( ومن ادعى أبا في الإسلام غير أبيه وهو يعلم انه غير أبيه فالجنة عليه حرام[1]، تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم فان صلة الرحم محبة في الأهل مثراة في المال منسأة في الأجل مرضاة للرب[2]، وقوله عليه الصلاة والسلام ( ليس رجل ادعى إلى غير أبيه وهو يعلمه إلا كفرٌ بالله ومن ادعى قوماً ليس له فيهم نسب فليتبؤ مقعده من النار[3]، كفر بالله تبرؤ من نسب وان دق ، و كفر بالله ادعاء إلى نسب لا يعرف)[4]
، فتعلم الأنساب قد بنيت عليه أمور وإحكام شرعيه كالتوارث والوصية والوقف
والنفقات والعقيقة والأضاحي والقصاص والشهادة والدية وأمور أخرى ، كما أن
معرفة النسب يؤدي إلى الاقتراب بين القريب والبعيد في السكن .
إن الرسول محمد صلى
الله عليه وسلم كان في طليعة المهتمين بالنسب حيث قال ( أنا محمد بن عبد
الله بن عبد المطلب حتى بلغ النظر بن كنانه) ، وقال عليه الصلاة والسلام
(خص الله هذه الأمة بثلاثة أشياء لم يعطها من قبلها وهي ( الأسناد والأنساب والأعراب ) وقال الإمام علي رضي الله عنه ( لقد فُتِحت لي السبل والبلايا والأنساب وفصل الخطاب) .
كان الناس في صدر
الأسلام يتعلمون الأنساب كما يتعلمون الفقه ، وكانوا اذا قصدوا سعيد بن
المسيب للتفقه في الدين قصدوا عبدالله بن ثعلبه ليأخذوا عنه النسب.
فلما اساء كسرى للعرب أمام النعمان بن المنذر رد عليه قائلاً( أما
أنسابها واحسابها فليس امة من الأمم إلا وقد جهلت آبائها وأصولها ، وليس
أحدُ من العرب إلا ويسمي آبائه أباً أباً ، أحاطوا بذلك احسابهم وحفظوا
أنسابهم ، فلا يدخل رجل في غير قومه، ولا ينتسب إلى غير نسبه ولا يدعي لغير
أبيه)


اعتماد المنهج العلمي في الكتابة عن انساب الناس


ان الاهتمام بعلم الأنساب واجب على ابناء القبائل ، وهنا تأتي كلمة العلم فاذا
ما اعتمدنا المبدأ العلمي فاننا سنتحصن بالمصداقية والأمانة ويمكننا
التصدي بحزم للكذب والتزوير وقلب الحقائق ، ونحن ملزمون بالاهتمام بهذا
العلم طالما ان وسائل البحث متيسرة والابتعاد عن ( قال وقالوا ويقولون ) ،
فالعلم هو غير الرواية ، وان الحوار الجاد والبناء الذي يجري وفق
المنهج العلمي سينتج عنه اداة خير ونفع ورقي للعشيرة والقبيلة والمجتمع ، ،
وان الاستجابة للرأي الصائب شيمة العقلاء والعارفين ، وليس عيبا اذا ما
اخطأنا ولكن العيب اذا ما كابرنا بتعنت وتمسكنا بالخطأ من اجل ان يؤخذ منا
ويقال ان فلان أُخذ عنه او كتب او علق بخصوص الموضوع الفلاني والفلاني .
إن الكاتب في علم
الأنساب يحتاج إلى الشجاعة والجرأة ، مثلما يحتاج إلى العلمية ، لأن كثير
من الروايات تحتاج إلى التحليل والتعليل ، وترجيح رواية على أخرى، وتضعيف
البعض والتحقيق في مصادر الروايات ، وعليه الأهتمام بما جاء في بطون الكتب
المختصة بالأنساب وبما هو متفق عليه عند العلماء والمؤرخين، لا كما يجري
اليوم عند بعض ممن دخلوا إلى مدينة علم الأنساب ، يحملوا الأختام في جيوبهم
ويوقعون لهذا وذاك ، يقطعون هذا ويضيفون ذاك ، ويريدون ان يجعلوا اكثر
العشائر من نسب ال البيت ، فهذا بحد ذاته مسألة مخالفة للشرع ، ( الَّذِينَ
يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا
أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ
هُمُ الْخَاسِرُونَ ) (البقرة:27)، لذلك فان الحديث عن انساب
القبائل في الوقت الحاضر يعد مسألة معقدة وشائكة جدا ، خاصة في العشائر
التي تكونت حديثا ، ومحاولة ربطها بأصولها القديمة العهد ، ممن تشابهت
أسماؤها ونخوتها مع عشائر وقبائل أخرى قديمة وحديثة ، فلا بد من التركيز
على المؤتلف والمختلف فهناك عشائر كثيرة تتشابه في الأسماء وتختلف في
الأصول ، فعلى سبيل المثال قبيلة ربيعه ، هناك عشائر وقبائل تحمل اسم ربيعه
لكنها تختلف في عامود نسبها فمنها من يرجع نسبها الى عدنان ، وهم قبائل
بكر بن وائل وتغلب بن وائل ، وهناك قبائل يرجع نسها إلى قحطان مثل قبيلة
ربيعه الطائية القحطانية ، وعشيرتنا عشيرة البوفهد الدليمية الزبيدية ، هناك أكثر من ثلاثين عشيرة وفخذ وفرع يحملون إسم( فهد) ، لكن توجد اختلافات كثيرة في أعمدة النسب والتاريخ .




معنى كلمة فهد وما علاقتها بالضيغم


الفهد : ورد في معاجم
اللغه الفهد سبع يصاد به والانثى فهدة والجمع افهد وفهود ، وجاء في حديث ام
زرع : وصفت أمرأة زوجها فقالت : إن دخل فهد وان خرج أسد ولايَسأل عما عهد ،
قال الأزهري في ذلك ايضا : وصفت زوجها باللين والسكون اذا كان معها في
البيت ، فتُشبههُ بالفهد إذا خلا بها وبالاسد اذا رأى عدوه ، اما ابن
الاثير فقال في معنى ذلك أي نام وغفل عن معاييب البيت التي يلزم إصلاحها ،
فهي تصفه بالكرم وحسن الخلق فكأنه نائم أو متساه وفي الميدان فهو أسد على
عدوه .
كتب معاوية بن ابي
سفيان الى مروان بن الحكم لما استشهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه
(اذا قرأت كتابي هذا فكن كالفهد لايُصادُ إلا بغيلة ).
من خلال ما تقدم تبين لنا إن الفهد سبع يصاد به ، والسبع يسمونه ( الضيغم ) فجائت الضيغمية صفةً للفهد ، وفهد جد عشيرة البوفهد
امتاز بالقوة والشجاعة والكرم وحسن الخلق فلقب (بالضيغم) ويروى ان امه من
ال راشد من الضياغم من جنب ، فكان عندما يمتطي صهوة جواده يقول انا الضيغم
وهو من اعيان القرن العاشر الهجري ، أما اسم الفهد فلقد نسبت اليه اكثر من
ثلاثين عشيرة وفخذ تتشابه بالاسماء وتختلف بالانساب منهم ( بنو فهد ،
الفهد، الفهود ، الفهده ، الفهايده ، الفهيدات ، ال فهد ، والبوفهد) فمنها
من يرجع الى :ـ الدُلَيم ، شمر ، بني خيكان ، تميم ومن عروة من بني ضبه ومن
مسرح من حرب ومن بني شيبان من قريش، ومن بني اوس، ومن من بني خالد ، ومن
المساره من طي ومن العكيدات، وللمزيد من العلومات عن هذه العشائر واصولها
ومساكنها راجع ( سلسلة السند في نسب البوفهد ) من ص 42 الى ص48.


هل يوجد ما يؤكد ان عشيرة البوفهد يرتبط نسبها بنسب عشائر شمر ؟


لقد التقينا الشيوخ
والوجهاء وكبار السن والمهتمين بهذا الموضوع ، وقد دونا كل ما سمعناه منهم ،
ولم نهمل أي رأي أو رواية ، هذا من جانب أما الجانب الآخر فإنا اطلعنا على
معظم كتب الأنساب القديمة والحديثة ، وركزنا على الكتب التي تحدثت عن نسب
قبيلتي شمر والدُلَيم ، ولكي تصبح لدينا صورة واضحة عن هاتين القبيلتين ،
سواء في نسب كل قبيلة او العشائر والبطون والافخاذ والفروع التي ترتبط
بهاتين القبيلتين ، وبعد ذلك أجرينا عملية التحليل والمقارنة والاستنتاج ،
ومن خلال هذا اتضح لنا وجود تسع روايات بخصوص نسب البوفهد متباينة ومتناقضة وكل راوٍ يدافع عن روايته ويعتقدها هي الأصل وغيرها باطل ، أصحاب هذه الروايات جميعهم يقولون ( ان عشيرة البوفهد يرجع نسها إلى شمر) ، ثم بعد الاحتلال برز رأي جديد يقول إن البوفهد
والبوعلوان والحلابسه يرجع نسبهم إلى (مهنا الأعرج) فهم سادة حسينيون ،
وهذا النسب هو شرف عظيم لا يعلوه نسب ، لأنه نسب سيدنا محمد صلى الله عليه
وسلم وال بيته الطاهرين ، واخذ بعض المنتفعون بعمل هويات تحمل مسميات لم
نعهدها نحن ابناء عشائر( البوفهد
، البوعلوان ، الحلابسه) ، والبعض يقول نستخدمها وسيلة عبور من السيطرات
المسلحه التي تعود الى بعض المليشيات ، وهناك رأي يقف بالضد ويدافع بشده
ويربط نسب البوفهد والبوعلوان والحلابسه الى (الدُلَيم) ، لديه الوثائق والمصادر والأدلة التي تقول ان البوفهد
ومعهم البوعلوان والحلابسه يرجع نسبهم الى ثامر فهم دُلَيم والخط يوصلهم
الى الجد الجامع لقبائل زبيد الا فهو عمرو بن معد يكرب الزبيدي ، فلنأخذ
روايات أصحاب الرأي الأول ،.
الروايات التي تقول ان البوفهد من شمر وجميع اصحابها هم من خارج البوفهد وكما يلي [5]:ـ
1) ثلاث روايات متناقضه فيما بينها تجعل البوفهد من شمر ثم تنحرف بخط النسب نحو عدنان ، وهذا مناقض لعلم الأنساب ، لذا فهي جميعها مرفوضه
2) ثلاث روايات جعلت عشيرة البوفهد
من شمر من قحطان ، إلا إن فيها أخطاء في الأسماء وعدد الأجيال ، واحدة
أخذت خط قبيلة كنده، والثانية أخذت خط قبيلة جذام ، أما الثالثة فأخذت خط
قبيلة حمير، وهذا يتناقض مع نسب قبيلة شمر الطائية القحطانيه[6] .
3) ثلاث روايات مقطوعة
لم ترتبط بقحطان او عدنان توقف أصحابها عند أسماء معينة ، وهذه الأسماء
فيها اضطراب واختلاط وتصحيف ، وفي حالة ربط أي منها مع أي من الخطوط في
الروايات الستة السابقه فإنها ستصبح كسابقاتها.
سألنا أصحاب هذه
الروايات عن مصدر الرويات فلم يعطونا جوابا علميا سوى قولهم هذا هو نسبنا
الذي عرفناه ، ولكل رواية حكاية ودوافع ذاتيه وموضوعيه ، ونتيجة النقل
الغير صحيح والغير مدون اختلطت الأوراق وضاع الصواب ، كما أننا نبين للأخوة
أبناء عشائر البوفهد
والبوعلوان والحلابسه انه ليست هنالك (گرمة) عند أي احد من ابناء هذه
العشائر سواء منهم الشيوخ او الوجهاء ، والبعض علق على مسألة الگرمة ساخراً
، ( الگرمة أصبحت مثل حكاية " السعلوه" ).
لقد اتخذنا من
البديهيات التي في عقولنا أساساً للبحث والتأمل والمناقشة في معرفة صحة
الرواية من عدمها ، وأصبحنا نملك حقائق دامغة في مجال تحليل الرواية الخاصة
بنسب وتاريخ عشيرة البوفهد ،
وهذه الحقائق تمكننا من معرفة الخطأ والصواب ، واستخدمنا مبدأ القياس
والبرهنة وإجراء المقارنة في عدد السنين والأجيال ، لنبين التطابق في جانب
والغموض في الجانب الآخر ، فكل حقيقة عقلية يقررها العقل اثباتاً أو نفياً
فلا بد ان يعتمد ذلك على مبدأين مهمين هما :ـ
أولاً :ـ التناقض . ثانياً:ـ العله الكافيه.
ولكوني أحد ابناء عشيرة البوفهد ومن أوسط الأجيال أعرف الكبار والصغار لذلك فأني قارنت الاراء وأوضحت المتنناقض منها ببراهين وادلة دامغه ، وتوصلنا إلى الحقيقة المؤكدة التي لاغموض فيها والتي تقول أن عشيرة البوفهد هم ابناء( فهد
بن جاسم بن محمد بن علي بن حسين بن سبت بن ثامر" دليم " بن حسين بن مكتوم
بن محجوب بن بهيج بن ذبيان بن محمد بن لهيب بن عمرو بن صهيب بن عمران بن
حسين بن عبد الله بن جحش بن حزوم بن عياده بن غالب بن فارس بن كرم بن عكرمه
بن ثور بن عمرو بن معد يكرب) ، ومعد يكرب هو بن عبد الله بن عمرو بن عصم بن عمرو بن منبه ( زبيد الأصغر) خط مدحج الى كهلان الى قحطان ، وبهذا فان البوفهد في محافظة الانبار هم من نسب الدليم ولا علاقة لهم بنسب شمر الطائيه أو نسب الاعرجيه الحسينيه الهاشميه .
ونلاحظ إن بعض الذين كانوا يقولون إن عشيرة البوفهد
يرجع نسبها الى شمر قولاً لايستند إلى أية حقيقة تاريخية سوى ذكرهم أسماء
لايعرفون شيء عن تاريخها ، أخذوا يتراجعون ويقولون دعونا نتوقف عند فهد ولا
نخوض في دون ذلك ، وهذا يبن تهربهم من المناقشة والحوارات العلمية .



الوثائق التي تثبت نسب البوفهد الى الدليم


1) محمد بن حمد البسام ت
1831 م ، الدرر المفاخر في اخبار العرب الاواخر ، نسخة مصورة محفوظة لدى
مكتبة المخطوطالت في المؤسسه العامة للاثار ( المتحف العراقي) والنسخه
الاصلية موجودة في المتحف البريطاني ، تحقيق د . رمزية الاطرقجي ، مركز
إحياء التراث العلمي العربي1989 م .
2) الكاتب الألماني فون
اوبنهايم، في عام 1895 زار العراق والشام وقدم بحثا عن العشائر غاية في
التدقيق والتفصيل باللغة الالمانية ص184.
3) الكاتب الفرنسي أميل
ابولي عمل في السفارة الفرنسية في بغداد نهاية القرن التاسع عشر (ايام
الحكم العثماني) كتب عن العشائر العراقية تكلم عن عشائر قبيلة الدليم
بالدقة والتفصيل ص102[1].
4) التقرير السري
لدائرة الاستخبارات البريطانية وهو دراسة تفصيلية ودقيقه أعدتها
الاستخابرات البريطانيه عن العشائر العراقيه 1918م .
5) المؤرخ العراقي عباس العزاوي ، كتاب عشائر العراق اربعة اجزاء .
6) وثيقه مؤرخة في 19/12/2000م ، حررها الحاج جمعه محمد هبيصي العلواني وموقعة من قبل الشيوخ وهم كل من :ـ
· الشيخ فيصل عبد الرزاق علي سليمان ، يعد الى جد الدليم ثامر (18) .
· الشيخ الدكتور نصر عبد الكريم مخلف عبد المحسن شيخ عشيرة البوفهد، يعد الى جد الدليم ثامر (18)
· الشيخ ضاري خلف نومان شيخ عشيرة البوعبيد ، يعد الى جد الدليم ثامر (18) .
· الشيخ حكمت محمد سمير الشلال شيخ عشيرة المحماده ، يعد الى جد الدليم ثامر (19) .
تنص الوثيقه على ان البوفهد
والبوعلوان والمحامده والبورديني والحلابسه والبوعبيد وبقية العشائر
يرتبطون بسلسلة نسب واحده توصلهم الى ثامر جد الدليم ثم الى الصحابي الجليل
عمرو بن معد يكرب الزبيدي ، ومن الملاحظ ان عملية عد الاجداد لدى الشيوخ
الموقعون على الوثيقة متطابقه ، ما بين (18ــ19) ثمانية عشر الى تسعة عشر
جد ، لانهم من جيل واحد ومن نسب واحد ، في حين لو اجرينا مطابقه بين
الفهداوي مع اي من عشائر شمر او الاعرجيه فلن يتم التطابق ، وقد اجرينا
مناظرة مع السيد علي حسين وادي الشمري معد ومحقق مشجرة شمر عبده الضياغم
وبحضور عدد من علماء التاريخ والانساب في مقهى الشابندر في بغداد فكان
الفرق كبير(14) جد ، أي بمعنى آخر الفرق يصل الى اكثر من400 عام وهذا مرفوظ
في علم الانساب ، الفرق يجب ان يكون من ( 1ــ 2 ) ولم يبرر ذلك الخطأ سوى
بكلمة ( يقولون) .



رأي لجنة الخبراء في اتحاد المؤرخين العرب في الدراسة العلمية ( سلسلة السند في نسب البوفهد)



لقد جاء في تقرير لجنة الخبراء في اتحاد المؤرخين العرب الأمانة العامة، المرقم 700في 29/9/2001 [7]، المعنون إلى محكمة بداءة البياع بخصوص الدعوى 2301/ب/2001[8]، إشادة واضحة بالدراسة العلمية الموسومة ( سلسلة السند في نسب البوفهد) ، جاء فيه ما يلي :ـ
( لقد ناقش الباحث حسين محمد علي ضايع الفهداوي ، موضوع نسب عشيرة البوفهد مناقشة علمية وثائقية عرض فيها الآراء التي قالت إن عشيرة البوفهد من شمر ترتبط عن طريق ضيغم ، وقدم الروايات التي تناولت نسب ضيغم ، وقد توصل في النتيجة إلى بطلان هذه الروايات وفندها بالحجة والدليل ، وبذلك أوضح بان عشيرة البوفهد ومعها عشيرة البوعلوان وعشيرة الحلابسة بأنهم ليسوا من شمر ولا من طي ، بعدها ناقش الباحث إنتساب عشيرة البوفهد
ومعها عشيرتي البوعلوان والحلابسه إلى نسب قبيلة الدُلَيم.... وقد توصل
الى النتيجة التي تقول ان أبناء فهد الجاسم هم اخوة للبورديني والبوعلوان
والحلابسة والكرابله والبوعبيد والمحامده.... اهـ ) واختتمت اللجنة تقريرها
بالقول ( وعليه نؤكد على وفق ما بيناه إن نسب عشيرة البوعلوان ومعهم عشيرة
الحلابسه مع نسب عشيرة البوفهد يعود إلى نسب الدُلَيم إلى زبيد الى كهلان إلى قحطان) .
كما نود أن نبين إن مسالة إبعاد عشائر البوفهد
والبوعلوان والحلابسه عن خط نسبهم الصحيح "دُلَيم" كان ورائه دوافع سياسية
ابان الانتخابات البرلمانية في العهد الملكي ، ( هكذا هي السياسه تفرق بين
الاخوة والاهل ) ففي عام 1952 قاد المحامي صبري نصيف جاسم الحمداني من
عشيرة البوحمدان وهو من أهالي مدينة هيت ، حملة عشائرية لعزل عشائر البوفهد
والبوعلوان والحلابسه عن قبيلة الدليم ، وربط نسبهم بنسب البوحمدان ، كما
انه نصب نفسه شيخا عاما ، وكان يأمل من ذلك جمع اكثر عدد من الاصوات من
ابناء هذه العشائر التي كانت تصطف خلف الشيخ عبد الرزاق علي السليمان شيخ
عموم عشائر الدُلَيم في العراق ، وأقيم مهرجانا انتخابيا كبيرا في منطقة
الجويبه لدعم المحامي صبري الحمداني ، حيث وصل وفدا عشائريا كبيرا بقيادة
الشيخ ( علي دليمي) شيخ عشائر الغرير ، والغرير والبوحمدان يرتبطون في نسب
واحد ، والشيخ علي دليمي يسكن منطقة المحموديه ، وأُلقِيت في هذا المهرجان
القصائد والأهازيج التي رفضت تلك الفكرة ، ومن هذه الأهازيج نذكر ما قاله
المرحوم دحام مجحم الفهداوي ، ( أحنه عدنه ابو حاتم[9]
اليا وكف عالباب *يهز الحكومه ومجلس النواب * ابو عين الوسيعه تكول عين
اعكاب * "" من لندا وهين يشورونه"") وقال الملا ظاهر الجسام الفهداوي ، (
الثي ثابت اساس الطيب عيب يروح * من واحد عريب وبالنسب ممدوح * هذوله
للزبنه يرخصون الرح * "" ما ذل اللايذ بحمانه"")[10]،
ومن خلال هذه الأهازيج وغيرها عرف الوافدون ان الامور على عكس ما كانوا
يتصورون ، فأنسحبوا ، وتركوا وراءهم اسماء في ورقة احتفظ البعض بها ، وهي
تصور خطأً انتساب البوفهد الى عبد الله ابو الهيجاء الى نسب الدولة الحمدانيه ،


ماجاء في كتاب خاشع المعاضيد والسيد ثامر العامري حول نسب عشيرة البوفهد هل هو حقيقة علمية مؤكدة أم يقولون ؟.

إن أول من كتب أن عشيرة البوفهد
ومعها عشيرتي البوعلوان والحلابسه يرجع نسبهم إلى شمر عبده ويرتبطون
بعلاقة نسب مع عشائر الغرير والبوحمدان وال جعفر والبوفراج وال رشيد والجدي
والزكاريط والعفاريت هما :ـ
1) الدكتور خاشع المعاضيدي [11]( من بعض انساب العرب ، أعالي الرافدين ج3 ص217 ،1990م.
2) ثامر عد الحسن العامري موسوعة العشائر العراقيه ج8ص217 ،1991م.
وبعد دراسة ما ورد في
هذين الكتابين دراسة علمية ومقارنتهما مع الكتب والوثائق التي سبقتهما
بأكثر من مئة عام ، التقينا بكل من الدكتور المعاضيدي والسيد العامري على
انفراد وسألناهما عن مصدر هاتين الروايتين ، فكان الجواب موحدا ( لانملك دليلا ولم نطلع على أية وثيقة أو گرمة بل هذا ما سمعناه من أفواه الناس شفاها فهم مؤمونون على أنسابهم) ،
وهنا نتسائل : أيصح هذا يا أؤلو الألباب؟ رجال يكتبون تاريخ القبائل
وأنسابها نقلا عما يسمعونه ولا يكلفون أنفسهم بقراءة المؤلفات والدراسات
والأبحاث والمخطوطات التي تحدثت عن نسب تلك العشائر منذ عدة عقود ، وهنا
نتسائل لماذا التركيز على قبيلة الدُلَيم ومحاولة تفكيك عشائرها وتجزئتها
وبث الفرقة بين أبنائها ؟ وفعلا إن ما جاء بكتابي المعاضيدي والعامري قد
اخذا رواجا سريعا لتوفرهما في الأسواق أما المصادر الاخري فهي عبارة عن كتب
قديمة ومخطوطات ليس من السهل الحصول عليها والبعض منها بلغات أجنبيه .
لهذا نكرر دعوتنا إلى
الشيوخ والوجهاء والذين يكتبون بالأنساب دون اعتماد القواعد العلمية في علم
الأنساب ، بان يستجيبوا للرأي الصائب ويتركوا تعدد الآراء وتباينها في نسب
عشيرة عريقة بأصولها ، أنجبت أعدادا من العلماء والأدباء والفقهاء الذين
تركوا مسألة النسب إلى الشيوخ والوجهاء على أساس أنهم يمتلكون الگرمة
والوثائق التي تهم النسب ، لان النسب هو ليس المشجرات المزخرفة الملونة
والمذهبة الكبيرة منها أو الصغيرة ، المعلقةعلى الجدران ، عليهم أن يتذكروا
بان هنالك من يدقق بالأسماء وفق معايير علمية وتاريخية ، كما أن هنالك
ضعاف النفوس الذين اخذوا برسم مشجراتعلى ورق اسمر مستخدمين أحبار وأصباغ
غير معتمده بالكتابة الحديثة ، لكي يوهموا الناس بأنها وثائق قديمة ،
فعليهم ان يتذكرواان هنالك أجهزة وخبراء في التحقيقات الجنائية قد اكتشفوا
العديد من تلك الوثائق المزورة المكتوبة بصبغة القهوة.! ، كما أن التحيّرَ
بالنسبِ لا يليقُ بذوي العقول

العلم قبل القول والعمل


ندعوا جميع ممن يدعون المعرفة بالأنساب ، ومن يجيدون ألكتابه والتعبير والشعر، والذين كتبوا عن انساب الناس
دون دراسة وتحليل وعلم ، عليهم ان يتعلموا علم الأنساب قبل الخوض فيه ،
لان في ذلك مخالفات شرعيه وأخلاقيه. وان الأنساب هي ليست مشجرات ملونه يجيد
الرسامون والخطاطون عملها ، فالأنساب علم كبقية العلوم ، وهنا لابد من
الإشارة إلى أمر مهم للغاية وهو ان في عصرنا هذا كثر المتحدثون في الأنساب ،
مثلما كثر المتحدثون في السياسة والدين ، وهذه العلوم ( الأنساب ، السياسة
، الدين ) ، يستطيع الدخول والحديث بها كل من هب ودب ، على عكس علوم الطب
والفيزياء والهندسة ، وبقية العلوم الأخرى ، فتلك علوم لا يستطيع الحديث
فيها الا من كان قد تعلمها ، فنرى الآن في السياسة أشخاص بعيدون كل البعد
عن العلوم السياسية ، يتحدثون بعد إن حفظوا بعض المفردات السياسية (
الديمقراطية ، الشفافية ، الوطنية ، الأجندة ......الخ ) ،

. تكوين الامارات القبليه


إن ظاهرة تكوين
الإمارات العشائرية التي لا وجود لها بدأت بازدياد، فكثير منها إمارات
وهمية ، إن الإمارة عبارة عن تنظيم اجتماعي سياسي حاكم ، زعيم يحكم وله عدد
من المستشارين ، وجيش يقوده فرسان ، كل أبناء القبيلة تحكمهم قوانين
تتناسب والبنية الاجتماعية للأمارة ، ولها رقعة جغرافية تسيطر عليها ،
تدافع عنها اذا ما تعرضت الى اعتداء خارجي ، ولها شرطة وقضاء ، ومن يخالف
القوانين المرعية في الإمارة تترتب عليه عقوبات ، والإمارات العربية كثيرة ،
ونقرا في التاريخ الكثير عن إمارات عربيه لها حضور في الأحداث ، فتلك دولة
المناذرة ودولة كندة ثم كانت بعد ذلك الإمارات وكانت تسمى بالدول مثل
الدولة الحمدانية والدولة العقيلية والإمارة المزيدية وإمارة آل ربيعة
الطائية وإمارة ال رشيد ، وامارة المنتفك ،وامارة زبيد، وامارة طي ، وامارة
الجشعم ...الخ، ثم بدأنا نسمع بتسميات جديده ، نرى إن كثيراً من الوجهاء
وأصحاب الأموال بدء كل منهم يطلق على نفسه لقب ( شيخ) ، وهو لا يملك من
مقومات المشيخة أي شئ ، ولو سألناه كم عدد عشيرتك وأين مساكنهم فلا يعرف
الجواب ، ثم بعد ذلك أخذوا يسمون العوائل والأفخاذ ( عشائر) ، والعشائر
يسمونها قبائل ، دون أن يعلموا إن المسميات لها قوانين وقواعد فهي ليست
بكثرة الأعداد وقلتها، فهي ليست ملاكات وانشطارات ، فهذا بحد ذاته تمزيق
لوحدة العشيرة أو القبيلة، بل ويتعدى ذلك إلى تجزئة الوطن إلى مسميات
طائفية أو جغرافية( الفدرلة) ، وعليهم ان يتذكروا قول الله سبحانه وتعالى
{وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ
نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ
قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا
حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ
لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } آل عمران103.



[1] أخرجه البخاري ومسلم ( جامع الأصول في أحاديث الرسول ، الجزري /ج 738 ط دار الفكر

[2] رواه الإمام احمد بمسنده

[3] أخرجه البخاري أبي عبد الله بن إسماعيل ، الجامع الصحيح ج 2 ص 384 .

[4] عن الرسولي ، عمر بن يوسف ،(ت 696ه طرفة الأصحاب في معرفة الأنساب،تحقيق ك و. سترستين ، عضو المجمع العلمي العربي ،دمشق 1949ص5 .

[5] للاطلاع على تفاصيل ثمان رويات راجع سلسلة السند في نسب البوفهد ص62ـ68 ، اما التاسعه فاطلعنا عليها بعد طباعة السلسلة ،

[6]
نسب قبيلة شمر هو/ (شمر بن بن عبد بن جذيمه بن زهير بن ثعلبه بن سلامان بن
بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن ط "جلهمه" بن ادد بن زيد بن عريب ، انظر ابن
دريد ، الاشتقاق ص380/ الحموي مادة (أجا) / ابن الاثير ، اللباب في تهذيب
الانساب ج2 ص28 مادة الشمري / سمير عبد الرزاق قطب ، انساب العرب ص148 .

[7]
بموافقة السيد الامين العام لاتحاد المؤرخين العرب ، الاستاذ الدكتور محمد
جاسم حمادي المشهداني تتشكلت لجنة الخبراء من كل من الدكتور حمدان عبد
المجيد الكبيسي ، الدكتور شاكر محمود عبد المنعم والدكتور خضير عباس
الجميلي،

[8] دعوى قدمها احد ابناء عشيرة البوعلوان الساكنين في بغداد وهو السيد وعد افتيخان درج ، ضد السيد ثامر العامري.

[9] أبو حاتم يقص الشيخ عبد الرزاق العلي السليمان شيخ عموم عشائر الدُلَيم ، وهو من عشيرة البوعساف من البورديني.

[10] راجع تفاصيل المهرجان في( سلسلة السند في نسب البوفهد )ص76ـ79 ، فسترى أن جميع الشعراء من ابناء البوفهد رفضوا من خلال اهازيجهم ان يكون البوفهد إلا دُلَيم .

[11]
قام وفد من عشيرة البوعلوان وهم الشيخ جبير عبد الهادي والشيخ صالح مهدي
جديع والحاج عبد الهادي عبيد خضير والسيد وعد فتيخان بزيارة الدكتور خاشع
المعاضيدي في منزله في العامريه في بغداد وطلبوا مني مرافقتهم ، فاستقبلنا
الدكتور ورحب بالزياره وجرى نقاش حول نسب عشيرة البوعلوان ، وقال ( انا
كتبت ما سمعته أما الآن وبعد الاطلاع على الوثائق والأدلة العلمية فانا
أبارك لكم نسبكم إلى الدُلَيم ، وكتب ذلك بخط يده على مشجرة لنسب البوعلوان
يرتبطون بخط ثامر " دُلَيم") ، اما ثامر العامري هو الاخر كان قد كتب
وثيقة بخط يده قال فيها ( كنت قد ذكرت في كتابي ان البوعلوان من شمر واليوم
بعد ان اطلعت على الوثائق فانا ملزم بالتصحيح في الطبعات القادمه )



سلسلة السند في نسب البوفهد lKj96245.jpg

سلسلة السند في نسب البوفهد YqX96245.jpg

سلسلة السند في نسب البوفهد Qil96245.jpg
سلسلة السند في نسب البوفهد CzM96245.jpg