"أيوة الفريسكا الإسكندرانى".. "مقرمشة يا فريسكا".. عندما تسمع تلك الجمل تشعر وكأنك دخلت بآلة سحرية تخطفك من وسط القاهرة المزدحمة إلى شواطئ الإسكندرية الجميلة، لتنظر أمامك تجد البحر وبجانبك الأهل والأصدقاء للاستمتاع بجو الصيف، ولكن أن تأكل الفريسكا وأنت وسط القاهرة، هذا هو الغريب، الذى تحقق وأنت بعيداً عن البحر وهواء الإسكندرية، على يد محمد خلف ووالدته.

بوجه البشوش وكلماته السكندرية التى لا يعرف غيرها يمكن أن تقابل محمد، 16 سنة، بحى المهندسين يدعو المارة لتناول الفريسكا الإسكندرانى ليعشوا جو الإسكندرية، الذى بات بعيد عن خطط بعض القاهريين نظراً للظروف الاقتصادية.

ترك محمد الإسكندرية هو ووالده بحثاً عن مصدر رزق آخر بعد توقف الحركة فى الإسكندرية بعض الشىء بعد أحداث ثورة 25 يناير، ليصدروا الفريسكا إلى القاهرة، ويقول: "أسكن بمنطقة الورديان بالإسكندرية، وتركت التعليم منذ أن كنت بالصف الخامس الابتدائى لمساعدة والدى فى العمل، كان لدينا مطعم صغير "بنعمل فيه كفته وفراخ مشوية، أصل إسكندرية صيف شتا كانت مليانة بالناس، بس الصيف أكتر طبعاً".

وتابع "بعد ثورة 25 يناير، قل عدد الزبائن على المحل، وكل موسم صيف يخرج علينا بمن يخربه، سواء بالمظاهرات أو بالمناسبات المتتالية التى تجعل رب الأسر يصرف النظر عن الحضور فى الإجازة للتصييف بالإسكندرية، من هنا جاءت الفكرة لوالدى للمجىء إلى القاهرة لبيع الفريسكا التى يشتاق إليها القاهريون، لتكون معهم فى جميع الأوقات، ووقع اختيار والدى على حى المهندسين ليكون مكان تواجدنا حتى تعتاد الزبائن علينا، وبالفعل هناك زبائن تأتى يومياً لشراء الفريسكا".

ويستكمل: "حضر بعد ذلك إلى القاهرة العديد من باعة الفريسكا، ولكن التزم كلا منا بمكانه "علشان ما نقطعش على عيش بعض"، جميعنا نريد الرزق وتركنا منازلنا وأهلنا من أجله، نقوم بعمل الفريسكا فى منزلنا.. سر الصنعة مع السكندرية فقط، ولا يستطيع أحد عملها مثلنا، نتوارثها فيما بيننا دائماً حتى لا تندثر المهنة، وكل ما نريده ترخيص بكشك صغير نقف فيه ونبيع الفريسكا، حتى نأخذ الشكل القانونى.



أكثر...