احتفلت المملكة المتحدة بمرور مائة عام على رحلة طيران قام بها السير فرانسيس مكلين على نهر النيل من الإسكندرية إلى الخرطوم، بحضور سفيرى بريطانيا فى كل من القاهرة وبيروت، إذ إن الأخير يعتبر الحفيد الأكبر لجاس سميث، أحد المهندسين الذين عملوا على بناء الطائرة، وأتى للاحتفال مع ابنه الصغير بالإرث الذى تركه جده.

وقال جيمس وات، السفير البريطانى بالقاهرة الذى افتتح هو والعميد طارق محسن، مدير عام الثقافة الجوية بوزارة الطيران المدنى، والدكتور أسامة عبد الوارث، مدير مركز الطفل الثقافة والإبداع ، معرضا يحتوى على مجموعة نادرة من الصور الأرشيفية التى تؤرخ الرحلة التى قامت بها الطائرة، وقال " إن الاحتفالية تعكس عمق التاريخ المتصل بين كل من المملكة المتحدة ومصر، واصفا الحدث بالتاريخى، ومعربا عن شكره لمركز الطفل للحضارة والإبداع عن استضافة الحدث "فموقع المركز كان سابقا أحد أقدم المطارات بقارة أفريقيا، كما أن احتواء المتحف على مجسم للطائرة ذاتها يجعل من المركز المكان الأمثل لنقيم هذا الحدث، وأنا معجب بالنشاطات التى يقدمها المركز للأطفال فهو يقدم ويطور مفهوم التعليم من خلال التفاعل فى مصر، كما أنى فخور أن شركة تصميم معمارى بريطانية يمثلها السيد مايكل مالينسن هى التى صممت هذه المنظمة الناجحة".

وأضاف وات ، فى كلمته أثناء الاحتفالية التى نظمتها السفارة البريطانية بالقاهرة بالتنسيق مع مركز الطفل للثقافة و الإبداع ، أن المتحف يربط دولتين ببعضهما ويخدم الأطفال والكبار، كما أن الطائرة صنعت لأغراض سلمية ولتعزيز الاقتصاد والتجارة، مؤكدا على تفاؤله وعلى عزم بلاده الوقوف مع المصريين فى طريقهم نحو الديمقراطية والاستقرار.

وقال من جانبه، توم فليتشر، السفير البريطانى فى لبنان ، إن المغامرة التى قام بها السير مكلين وجده، بها الكثير من الدروس المستفادة، إذ أن الطائرة تعرضت للكثير من المشكلات والتوقف، ولكن لم يستسلم الجميع وأكملوا رحلتهم، مشيرا إلى أن البعض يستخدم التكنولوجيا والعلوم للتدمير، ولكن هناك الكثير ممن يستخدمونها لأهداف سلمية وللتطوير، وأكد أن الشرق الأوسط يمر الآن بتغير حقيقى ، وأرى الكثير ممن لديهم الشجاعة والرؤية للإلهام وإحداث تغيير برغم 'الاصطدامات' المتكررة".

فيما شرح المهندس البريطانى، مايكل مالينسون، المهندس المعمارى الذى صمم مركز الطفل للحضارة والإبداع خلال كلمته ، كيف ان الطيران فكرة مصرية حيث أن المصريين منذ عهد الفراعنة يفكرون فى الطيران، وظهر ذلك فى الرسومات التى أخذتها عنهم بعض الحضارات الأخرى، كاشفا حبهم للمغامرة والانطلاق، وعرض صورا للطائرة المائية فى طريقها للخرطوم مرورا بالمنيا وأسيوط والأقصر وأسوان ، والتى تظهر صورا نادرة للسد العالى والآثار المصرية فى الأقصر والنيل.

وعن تصميم المركز، قال مالينسون لــ"اليوم السابع"، إنه صمم فى مدخله مجسم للأهرامات تدور حوله كواكب أخرى وكأنه الشمس، باعتبار أن مصر كانت مهدا للعلوم والتكنولوجيا والحضارة وأثرت على الحضارات الأخرى، معربا عن أمله فى أن يحظى المركز بالاهتمام الذى يستحقه.


وحضر الاحتفالية روبرت كارينجتون، حفيد السير فرانسيس مكلين ومايكل مالينسن، المهندس الذى صمم متحف الطفل، واحتفل الحاضرون بمرور 100 عام على رحلة الطيران من الإسكندرية إلى الخرطوم، والتى استغرقت ثلاثة أشهر نظرا لتعرض الطائرة المائية للكثير من المشكلات الفنية، التى اضطرت أحد الطيارين فى إحدى المرات للنزول إلى المياه وتحريك المحرك يدويا، على حد قول السفير البريطانى فى لبنان.


وقامت وزارة الطيران المدنى بتقديم درع الوزارة لكل من السفير البريطانى بالقاهرة جيمس وات ، والسفير البريطانى ببيروت توم فلتشر، الذى أتى خصيصا للاحتفال بالمئوية من أرض النيل.



أكثر...