المستقلة / متابعة /- تصاعدت حدة التكهنات خلال الساعات القليلة الماضية في ما يتعلق بانتشار جنود مرتزقة أميركيين في شوارع مدينة دونيتسك الأوكرانية، بعد ظهور مقاطع فيديو تبيّن انتشار رجال مسلحين مجهولي الهوية في شوارع تلك المدينة الواقعة في شرق أوكرانيا. نُشِر على موقع “يوتيوب” قبل أيام مقطعان مصوران على الأقل لجنود أقوياء البنية ومسلحين تسليحًا ثقيلًا، ولا توجد على ملابسهم علامات مميزة، وهم يجوبون مدينة دونيتسك. وسُمِع المارة في واحد من هذين المقطعين وهم يصرخون ويقولون: “بلاك ووتر! بلاك ووتر!”، وذلك في إشارة منهم إلى هؤلاء الجنود، الذين كانوا يجوبون في شوارع مدينتهم. شهدت دونيتسك هذا الأسبوع اضطرابات مدنية، في الوقت الذي قامت فيه عناصر موالية لروسيا من بين مواطنيها بفرض سيطرتها على مقار الإدارة الإقليمية ومبنى حكومي آخر. وتجمع آلاف يوم أمس في وسط المدينة، وظلوا يلوّحون بالرايات الروسية، ويطالبون بإجراء استفتاء لتحديد مصير المنطقة المهمة في مجال تعدين الفحم. لفتت في هذا السياق صحيفة الدايلي ميل البريطانية إلى أن الأشخاص الذين صوّروا تلك المقاطع لمرتزقة “بلاك ووتر”، على ما يبدو، وهم يجوبون شوارع دونيتسك، قد قاموا برفعها على يوتيوب يوم الاثنين الماضي، وعليها وصف باللغة الروسية. ورغم عدم اتضاح السياق، الذي التقطت فيه تلك المقاطع، لكن ما بدا واضحًا هو أن هؤلاء الرجال المسلحين قد ظهروا في إحدى الاحتجاجات المناهضة للنظام الجديد. وظهروا يلوّحون بأسلحتهم، قبل أن يختفوا فجأة بعد تحدث المارة عن تبعيتهم لـ “بلاك ووتر”. منذ ظهور تلك المقاطع المصورة، وموقع التدوين المصغر “تويتر” يعجّ بالكثير من التكهنات، التي تتحدث عن أن مرتزقة تابعين لشركة “بلاك ووتر” ينشطون الآن في أوكرانيا، حيث يسعون هناك إلى مساعدة الحكومة الجديدة المحاصرة الموالية للغرب. ذريعة للتدخل في غضون ذلك، كشف دبلوماسي روسي في كييف عن وصول 300 موظف يعملون بشركات أمن خاصة إلى هناك. وأضاف هذا الدبلوماسي قائلًا: “هؤلاء جنود لديهم سابق خبرات في العمليات القتالية. وعمل معظمهم من قبل بموجب عقود خاصة في العراق، وأفغانستان وبلدان أخرى. ومعظمهم جاء من الولايات المتحدة”. وقالت الصحيفة إن أي تكهنات تتحدث عن تواجد مرتزقة أميركيين، مثل عناصر بلاك ووتر، في أوكرانيا، قد تمنح الرئيس الروسي فلاديمير بوتن ذريعة للتدخل العسكري.

أكثر...