ممر صغير فى قرية "غرب سهيل" بالنوبة يقودك إلى بيت هادئ وبوابة بسيطة على عكس بيوت القرية المنقوشة بالألوان الزاهية، صالة واسعة وقعدة عربى تفتح أبوابها للجميع كعادة بلاد الذهب لا تشير إلى أى مفاجآت حتى تقابلك الأقفاص الخرسانية المفتوحة من أعلى وبداخلها تتراص التماسيح الضخمة رافعة أنيابها لتحكى مغامرة عم حسن الممتدة منذ عشرين عامًا لتحويل منزله الصغير لأشهر بيت فى القرية.

يضيف التماسيح لقائمة "أصحاب البيت"، يربيهم بين أولاده منذ طفولتهم فيصبحون من العائلة، يتقبل بعضهم التعامل مع البشر فيتنقل بفكه الضخم بين الأيادى ويظل الآخر محتفظاً بطبيعته المتوحشة بين الجدران الخراسانية مغطى بالأسياخ الحديدية فى انتظار الراغبين فى مغامرة التعامل مع أقوى وحوش نهر النيل المحفوفة بالمخاطر.

من نافذة صغيرة تفصل حجرة نومه عن الصالة كان ممدوح، الابن الأكبر لعم حسن، يراقب والده وهو يدخل منزلهم لأول مرة قبل عشرين عامًا ممسكاً بيده تمساحاً صغيراً، يحكى عن اليوم الذى يتذكر تفاصيله جيدًا "كنت وقتها عندى حوالى 19 سنة وكانت الفكرة بالنسبالى مجنونة، خاصة أنها جت من والدى اللى كان وقتها حوالى 40 سنة مش صغير، لكن فى نفس الوقت كانت ممتعة، من بعدها وبيتنا مفتوح للكل سواء دفعوا فلوس أو لأ.. إحنا ما بنطلبش من حد فلوس عشان يدخل أو بعد ما يخلص زيارة".

بكل تفاصيله القديمة لا يزال هذا التمساح مستقرًا فى قفص ضخم تغلق عليه السياج الحديدية بعد أن أصبح أضخم وأقدم تمساح فى القرية.

ويشير ممدوح إلى قفص مجاور يستقر داخله التمساح الأصغر فى المنزل، ويقول "بين التمساحين دول جبنا تماسيح كتير جدًا لكن بعد فتره كانوا بيموتوا أو يتباعوا، التمساح الكبير ده هو الوحيد اللى عاش فى القرية كل العمر ده.. بقى أقرب صاحب لينا.. أنا عشت معاه من المراهقة لحد ما أتجوزت وخلفت وأولادى دلوقتى بيلعبوا معاه".

يداعب ممدوح أحد تماسيحه ويقول "قبل الثورة كان البيت هنا ما بيفضاش من السياح اللى جايين من كل بلاد العالم، وكان حتى عدد التماسيح عندنا أكتر".

ويتابع: "إحنا أكتر ناس أتأثرنا بوقف السياحة لأننا ملناش راعى ومفيش حد بيدينا مرتبات، إحنا اللى عملنا الفكرة وإحنا اللى ممشينها بالدخل اللى بييجى من الزوار وبقى لينا سنتين تلاتة لحد دلوقتى يا دوب مقضيين أكل التماسيح وأكلنا".

وعن رحلة التماسيح حتى منزل "عم حسن"، يقول ابنه "التماسيح بتيجى من بحيرة ناصر، وملهاش صيادين مخصوصين الموضوع بيكون بالصدفة مع صيادين السمك لما بيلاقو تمساح صغير بيمسكوه ولما بنشتريه بيكون لسة مش شرس، وبنبدأ نحطه بينا ونعوده علينا لحد ما ياخد على الناس ويبقى التعامل معاه سهل".


بيت "عم حسن النوبى" على القد ويساع من الحبايب والتماسيح ألف 1.jpg

بيت "عم حسن النوبى" على القد ويساع من الحبايب والتماسيح ألف 2.jpg

بيت "عم حسن النوبى" على القد ويساع من الحبايب والتماسيح ألف 3.jpg

بيت "عم حسن النوبى" على القد ويساع من الحبايب والتماسيح ألف 4.jpg

بيت "عم حسن النوبى" على القد ويساع من الحبايب والتماسيح ألف 5.jpg

بيت "عم حسن النوبى" على القد ويساع من الحبايب والتماسيح ألف 6.jpg



أكثر...