خارج صناديق التقليد والنقل وضعت إطارات عالم عرائسها المصرية الجديد، رسوم الوجه المنقوشة بعبق الحوارى وطيبة القرى القديمة تستند على الطاولة وفى الأعلى مشهد جديد.. الشعر الأخضر المرتفع فى الهواء بخفة هو "نبات" حقيقى، بالتحديد "نجيلة" معالجة لتصعد للأعلى بشكل ملفت يخترق رأس العروسة دون لصق، جزء واحد والوجه هو التربة الخاصة به التى يخترق جسدها القماشى ويخرج منه بطريقة من اختراع الحاجة "ماجدة".

رحلة "الحاجة" ماجدة عبد الستار، التى تنهى عقدها الخامس، بدأت قبل نحو عشرين عاما فى تصنيع الإكسسوارات والديكورات البسيطة ولكن بنكهة مصرية خالصة، والعروسة ذات الشعر "المزروع" هى آخر اختراعاتها المشكلة من وجه مرسوم بعناية ومزود بالإكسسوارات سواء النظارة للرجال أو النظارة والتوكة للبنات، وملفوف بقماش خفيف تملأه نشارة الخشب، وفى الأعلى يغلق القماش على حبات الـ"نجيلة" التى لن تخرج إلا بعد أن تشترى العروسة وتسقيها بالماء أربع أيام ليبدأ شعر عروستك فى النمو بالتدريج.

على كرسى صغير حجزت صانعة العرائس لنفسها مكانا فى حديقة الأسماك بالزمالك، إلى جوارها تراصت عرائسها بعضها جاهزة للبيع والآخر يوضح الشكل النهائى لها بعد أن ينمو "شعرها" بينما تعمل يديها التى تحفظ طريق صناعتها جيدا لإخراج المزيد من وجوه أهل المحروسة، وتبدأ شرح فكرتها قائلة "كان دايما فى دماغى فكرة الفول النابت اللى كنا بنزرعه زمان فى القطن، ولما جيت أعمل عرايس كنت عايزة أعمل اختراع مصرى جديد وبما أن الشعر الأخضر بيشد الأطفال للعرايس قولت ليه ما يباقش الشعر حاجة مزروعة".

المشكلة الرئيسية التى واجهتها هى أن شكل القطن لن يكون جيدا، واستخدام الطين سيكون أسوأ فى الشكل إضافة إلى متابع التنظيف وإمكانية سقوطه من القماش لذلك كان الحل "نشارة الخشب" وتقول "بدأت أعمل التصميم وفعلا النشارة كانت أفضل حل لكن المشكلة كانت أزاى ممكن أزرع فى النشارة، وأزاى يطلع نبات قوى بحيث يطلع من القماش الخفيف- الشراب الحريمى- المعمولة منه العروسة".

تتابع "دورت على إضافات ممكن تتحط على النجيل لحد ما فعلا عملت خلطة تخليه يطلع بالشكل ده من العروسة، وكمان فى وقت أسرع بيكون 4 أيام فى الصيف و6 فى الشتا".

اختراع "ماجدة" حجز لنفسه مكان فى قلوب الأطفال فى المعارض التى تتحرك بها السيدة العجوز وزوجها الذى يصاحبها فى دور المشجع المساند ويترك مجال النجومية مكتفيا بمساعدتها فقط عند الحاجة بوجه بشوش.. تسأله عن اسمه فيقول "هنا مش شغلى.. ده شغلها وابتكارها وأنا هنا بساندها بس".

وتقول السيدة "لولا تشجيع جوزى أنى أكمل مكنتش عملت حاجة، ودلوقتى المدرسة الأمريكية وأماكن كتير بتخلينى أعلم الأطفال أزاى يبتكروا ويعملوا حاجة جديدة، وأنهم يهتموا بالزراعة والطبيعة".



أكثر...