انتشرت ظاهرة العنف فى مجتمعنا فى الآونة الأخيرة، نتيجة للتغيرات المتعددة التى يمر بها المجتمع، وتقول الدكتورة مى مدحت رمزى، أخصائية العلاج النفسى والسلوكى للأطفال والمراهقين بمستشفى المعمورة للطب النفسى، إن العنف يمكن أن يعرف على أنه سلوك فعال يهدف من ورائه إلى سد حاجات أساسية أو غرائزية.

وأضافت "رمزى" أن العنف هو سلوك هجومى ينطوى على الإكراه والإيذاء، وهو بهذا يكون اندفاعا هجوميا يصبح معه ضبط الشخص لنوازعه الداخلية ضعيفًا، وهو اندفاع نحو التخريب والتعطيل.

وعن أسباب السلوك العدوانى توضح "أخصائية العلاج النفسى"، أن العدوان غريزة عامة موجودة لدى الإنسان، وذلك لتفريغ الطاقة العدوانية الموجودة داخل الإنسان، ويجب التعبير عنها، إضافة إلى أن العدوان سلوك يتعلمه الفرد من خلال الخبرات التى يمر بها فى حياته، وأحيانا يتعلم السلوك العدوانى من خلال استجابة الوالدين لرغبات الطفل الغاضب، وذلك لتجنب المزيد من المشاهد المزعجة، وبهذه الطريقة تمكنه من التحكم فى محيطه.

وتابعت "رمزى"، "إن معظم الأطفال الذين يأتون من أسر تستخدم العقاب وتسودها الخلافات الزوجية الكبيرة، يكتسبون صفات عدوانية ويمارسون سلوكًا عنيفًا ضد أقرانهم فى المدرسة أو النادى".

وأكدت "رمزى" أن علاج العنف بين الأطفال يبدأ من التعاون مع البيت للوقوف على أسباب السلوك العنيف، وما إذا كان ناتجًا عن الأسرة أو المدرسة، إذا أحسن الطفل التصرف فيجب استخدام المكافآت والتعزيز النفسى.

وأشارت "رمزى" إلى ضرورة التعامل بطريقة التفريغ العضلى، ويقصد بها تشجيع الطفل على تفريغ غضبه وسلوكه العنيف مع الآخرين عن طريق القيام بنشاطات جسدية مثل الركض، السباحة، لعب كرة القدم، أو السلو أو ضرب كيس الملاكمة لتخفيف توتره، إضافة إلى أن حرمان الطفل المعتدى من المكسب الذى حصل عليه نتيجة عنفه مع الآخرين حتى لا يرتبط فى ذهنه العنف بنتائج إيجابية.

وشددت "أخصائية العلاج النفسى" على ضرورة تغيير ظروف البيئة التى أدت إلى ظهور الطاقة العدوانية وإعطاء الطفل العدوانى نموذجا سليما للتعامل مع غيره، مشيرة إلى ضرورة ألا يستخدم الوالدان أو المعلم سلوك العدوان مع سلوك الطفل العدوانى.

وتنصح "رمزى" المدرس بأن يعمل على إيقاف السلوك العدوانى وألا يتغاضى عن سلوك الطفل وعنفه، إضافة إلى تعليم الطفل كيف يتحمل الإحباط على الأقل للدرجة التى تجعله لا يضار من الإحباطات التى تحدث فى الحياة اليومية.



أكثر...