( محامي خلع ) أم ( ملك خلع )



في فلم ( محامي خلع ) أو هكذا أتذكر الاسم
وللبطولة هاني رمزي وداليا البحيري وهو يترافع عنها في المحكمة
حين قالت : أخاف أن لا أقيم حدود الله .
على أساس أنه زوجها ( لا يعرف )
وظهر زوجها في الفلم ومعه زوجته الثانية
فما كان من المحامي أنه أنتبه للأمر وغير ما كان يود قوله
بل أنه فسر القضية على عكس الحدث .
ونجح في كسب القضية حين جعل من الزوج حصان جامح
والضحية لا تستطيع مجاراته في رغباته الشخصية .


كذلك المرحوم صدام حسين حين منح لنفسه أعلى رتبة عسكرية في العالم
وهو لم يخدم ولو يوما واحدا في الجيش العسكري
رغم محاولاته المستميتة لكي يدخل الكلية العسكرية قبل 17 تموز عام 1968م .
فمنح لنفسه أعلى رتبة عسكرية في العالم ( المهيب الركن )
بديلا عن رتبة عسكرية كان يحملها الرئيس العراقي السابق عبد السلام محمد عارف
والتي تسمى ( المشير ) والتي كانت محل تندر دائم حولها
بسبب تصرفات الرئيس العراقي السابق رحمه الله ..
فقالوا عنه ( المشير الفطير )
على الرغم أنه خرج من الحياة وهو صفر اليدين ..
كما كان يقول لا قصور و ثلاجات إلى أخر القول .

تباحث الرئيس العراقي المرحوم احمد حسن البكر مع المقربين منه
وهو يخشى أن يقال عنه ما كان يقال عن الرئيس الراحل
جرى الأمر هكذا حين ابتدعوا ( خلعوا ) كلمة المشير بكلمة المهيب
وهذه الرتبة العسكرية لا توجد أبدا في كل إنحاء العالم سوى في العراق !! ؟ ...

طيب ليست هناك مشكلة .
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه وبقوة
لماذا أطلق الرئيس العراقي السابق صدام حسين على نفسه صفة المهيب ؟
وربما يقول البعض .. على خطى رئيسه السابق
وهل من المعقول أن المرحوم صدام حسين ساذج إلى هذا الحد !!
الأمر ليس ( خلع ) رتبة عسكرية مرموقة على حساب رتبة أخرى في المسمى
ومنح المقربين منه رتب عسكرية يحلمون لو أنهم وصلوا إليها في يوما ما من فلان إلى فلان
فأن الذي يسمح لنفسه رتبة عسكرية لا يستحقها أصلا فأن من السهل عليه
أن يصل عزت إبراهيم الدوري لمنصب النائب العام للقوات المسلحة وهو بائع ثلج
ولا حسين كامل يكون فريق في الجيش العراقي الأصيل
ليكن صاحب منصب مرموق في الدولة العراقية وكان مفوض شرطة
ولا طه ياسين رمضان نائب للرئيس
وهو كان بواب في بيت احمد حسن البكر في الزمن الماضي
ولا علي حسن المجيد الذي كان له رتبة عسكرية ضئيلة في حينها
لكي يرتقي إلى منصب لا يستحقه وغيرهم و غيرهم .
ولكن المرحوم صدام حسين يعرف جيدا
ماذا تعني كلمة ( لواء ) أو ( فريق ) في العهد الملكي العراقي
فأن فطاحل كانوا يحملون رتبة ( جنرال ) في العهد الملكي من نوري باشا السعيد وغيره .
وهي تعني ( الباشا ) وهي كلمة كبيرة في الوسط الشعبي العراقي
وحتى في مصر يطلقون على أي ضباط ومهما كانت رتبته صغيرة أسم ( الباشا )
لأنه ضابط سواء كان في الشرطة أو الجيش .

والواقع أن العسكري يقول للذي هو أعلى رتبة منه ( سيدي )
ويقول المدني للعسكري ( استاد )
ولست أقصد ملعب كرة قدم كما يتصور العرب ولكن تعني ( أستاذ )
وهي كلمة تعني ( الموقر )
وهي لا تعني أنه يدرس في الجامعات وله طلبة .
من باب الاحترام لمكانة ما يشغلها في نفوس البعض .
هو معنى يعني الاحترام البالغ
ويبدو أن الرئيس العراقي السابق صدام حسين رحمه الله
كان يعشق النظام الملكي في العراق .
ولكن ليس في استطاعته أن يقول لشعبه أريد أن أكون ملكا على العراق
فهو ينسف كل كلامه الثوري دفعة واحدة

وفي أواخر عهده ( مهد ) لذلك حين قال : التاريخ لم ينصف نوري السعيد .
وفعلا التاريخ لم ينصف نوري باشا السعيد ..
هذا الذي سحل في شوارع بغداد الرئيسية
ويجره ( ماطور أبو الدوبة ) دراجة نارية لها مقعد مجاور .
كان يرى ملك الأردن حسين بن طلال رحمه الله في نفسه أن يكون ملكا
ولكن الحسين أبن طلال لم يقتل شعبه .
كما فعل هو !!!!!! ؟

وبمجرد أن يطلق على نفسه ملكا سيكون محل سخرية لا محالة
وربما يطلق عليه ( ملك الصدفة )
وحتى يعوض ذلك ارتدى القبعة الغربية وتمادى في ذلك ونسي واقعه تماما ..
فليس من السهل أن ( يخلع ) نفسه
لكي يكون ( ملك خلع ) .



أنتهى