ذكرت صحيفة "النهار" اللبنانية، أن عدداً من مندوبى الدول الدائمة العضوية فى مجلس الأمن تمنوا من الممثل الخاص للأمم المتحدة فى سوريا الأخضر الإبراهيمى "التريث بضعة أيام" قبل أن يطلب إعفاءه من مهمته، خصوصاً أنه قال لبعضهم، "لم يعد لى شغل فى سوريا".

ووفقا للصحيفة، فإن دبلوماسيا طلب عدم ذكر اسمه كشف أن الإبراهيمى سمع "تمنيات" من الأمين العام للمنظمة الدولية بان كى مون "ألا يهمل مهمته" على رغم "رفض القوى المتحاربة الدخول فى محادثات سلام جديّة"، ورغم "تردى العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا بسبب ما يحصل فى شبه جزيرة القرم فى أوكرانيا".

وقال دبلوماسى آخر، إن الإبراهيمى "يحاول تلمس استخدام طلقة أخيرة فى جعبته، تتمثل بنقل التركيز على اللاعبين الإقليميين، خصوصاً السعودية وإيران وتركيا، بدلا من الاعتماد فقط على التوافق الأمريكى - الروسى".

ونقلت النهار عن الإبراهيمى، إنه صارح دبلوماسيين بالقول بأنه "لم يعد يرى مخرجاً للمأزق" الذى وصلت العملية السياسية التى بدأت فى مؤتمر جنيف الثانى، مستبعداً أن يدعو فى الوقت الحاضر إلى عقد جولة ثالثة من المحادثات بين الحكومة السورية و"الائتلاف الوطنى لقوى الثورة والمعارضة".

على الصعيد الميدانى، نقلت صحيفة النهار اللبنانية عن مصادر عسكرية، أن قوات سورية نظامية يدعمها مقاتلون من "حزب الله" اللبنانى بسطت سيطرتها الكاملة على منطقة زراعية على الطرف الشمالى لمدينة يبرود، آخر معقل كبير لمقاتلى المعارضة قرب الحدود اللبنانية شمال دمشق.

وأوضحت المصادر، استناداً إلى اتصالات مع مقاتلين على الأرض، أن الجيش النظامى قتل العشرات من مقاتلى المعارضة لدى سيطرته على منطقة مزارع ريما خارج البلدة. وقال أحدها، "صار الجيش الآن قبالة يبرود مباشرة".

وأشارت الصحيفة إلى أنه من شأن السيطرة على يبرود مساعدة القوات السورية على تأمين الطريق البرى الذى يربط معقله على ساحل البحر المتوسط مع دمشق، ويقطع خط الإمدادات على مقاتلى المعارضة عبر الحدود من لبنان.

وأعلنت "جبهة النصرة" الموالية لتنظيم "القاعدة"، فى بيان فى حسابها بموقع "تويتر" للتواصل الاجتماعى، إصابة "أميرها" فى منطقة القلمون أبو مالك فى يبرود، بعد استهداف لمجموعة مسلحة فى حى القامعيـة فى يبــرود".
وتحدث المرصد عن إعدام "داعش" 22 شخصا، بينهم 12 مسلحا من المعارضة، إثر سيطرتهم على منطقة فى ريف مدينة جرابلس بشمال سوريا.

وقال مدير المرصد رامى عبد الرحمن، فى اتصال هاتفى، "أعدم عناصر من الدولة الإسلامية فى العراق والشام 22 شخصا على الأقل بالرصاص والسلاح الأبيض، إثر سيطرتهم اليوم على منطقة الشيوخ فى ريف مدينة جرابلس" قرب الحدود التركية. ويخوض جهاديو "داعش"، منذ مطلع يناير، معارك ضد تشكيلات أخرى من المعارضة السورية، أدت إلى مقتل أكثر من ثلاثة آلاف شخص.

وفى واشنطن، قال مدير وكالة الاستخبارات المركزية "سى أى أيه" جون برينان، إن الأسد يشعر "بثقة أكبر" بوضعه العسكرى بعد التقدم الميدانى الذى أحرزته قواته العام الماضى، بعدما كانت قد تعرضت لضربات قوية من الثوار والمعارضة، مشيرا إلى أنه لا تزال للجيش السورى النظامى قدرة نارية ضخمة.

واعتبر برينان الذى كان يرد على سؤال عن سوريا بعد كلمة ألقاها أمام "مجلس العلاقات الخارجية" بواشنطن، إنه يجب الاعتراف بأن المعارضة المسلحة تستحق التقدير لأنها لا تزال تحارب.



أكثر...